الجيش اللبناني يسيطر على مجمع الأسير وارتفاع حصيلة ضحاياه إلى 15 شهيدًا
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

اجتماع بعبدا يأمر بإغلاق المربع الأمني للشيخ وميقاتي يعلن الحداد الثلاثاء

الجيش اللبناني يسيطر على مجمع الأسير وارتفاع حصيلة ضحاياه إلى 15 شهيدًا

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - الجيش اللبناني يسيطر على مجمع الأسير وارتفاع حصيلة ضحاياه إلى 15 شهيدًا

عناصر من الجيش اللبناني  

عناصر من الجيش اللبناني   بيروت ـ جورج شاهين أكدت مصادر أمنية، ظهر الإثنين، أن الجيش اللبناني أحكم السيطرة على مجمع الشيخ أحمد الأسير في عبرا، ويشتبك في هذه الأثناء مع بعض القناصة المتمركزة على أسطح بعض الأبنية، فيما ارتفعت حصيلة الضحايا من الجيش إلى 15 شهيدًا وأكثر من 50 جريحًا، ولم يُكشف عن العدد الحقيقي لقتلى وجرحى المسلحين ، في حين أكد بيان صادر عن الاجتماع الأمني في قصر بعبدا الجيش باستمرار العمليات العسكرية في صيدا وإغلاق المربع الأمني  الخاص بالشيخ أحمد الأسير، واتخاذ الإجراءت التي تسمح بإجلاء المدنيين حفاظًا على سلامتهم.
وقد تواصلت الاشتباكات العنيفة في بلدة في صيدا ومحيطها وصولاً إلى منطقة عبرا وتعمير عين الحلوة والمخيم الفلسطيني المجاور لها عبرا بين الجيش اللبناني وعناصر تابعة للشيخ أحمد الأسير ومقاتلين من جنسيات مختلفة، طوال ليلة الأحد الإثنين، ويقاتل الجيش في هذه الأثناء، في الأمتار الأخيرة من المربع الاأني التابع للأسير، في ظل مقاومة شرسة للمقاتلين بالقذائف والقنابل، فيما يسود الهدوء الحذر محور التعمير - عين الحلوة، بعد اشتباكات استمرت طوال الليل بين الجيش اللبناني ومسلحي "جند الشام"، حيث استعمل الأسلحة الرشاشة وقذائف الـ"أر بي جي"، فيما قالت تقارير أمنية وردت من صيدا إلى "العرب اليوم"، إن الاشتبكات تجددت بعنف على أطراف عين الحلوة وتعمير عين الحلوة، بين وحدات من "فتح الإسلام" و"جند الشام" الموالين للشيخ أحمد الأسير.
شدد بيان صادر عن الاجتماع الأمني الذي دعا إليه الرئيس ميشال سليمان الوزراء والقادة الأمنيين، الإثنين، في قصر بعبدا، على "وجوب استمرار قوى الجيش بمؤازرة القوى الأمنية في التصدي للمعتدين في صيدا، حتى الانتهاء من منع المظاهر المسلحة، وإزالة المربع الأمني، وتوقيف المعتدين والمحرضين"، مطالبًا الجيش اللبناني بـ"اتخاذ الإجراءت التي تسمح بإجلاء المدنيين حفاظًا على سلامتهم".
وأعطى اللقاء الأمني الضوء الأخضر للجيش، لإغلاق المربع الأمني الخاص بالشيخ أحمد الأسير، ومنع المظاهر المسلحة، وتوفير ما يحتاجه الجيش لهذه العملية حتى نهايتها، فيما طلب الرئيس سليمان الوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء العسكريين.
وتم خلال الاجتماع الوزاري الأمني، الاطلاع على الوضع في منطقة عبرا ومحيطها، وبعد الاجتماع صدر البيان الآتي:
"اطلع المجتمعون من قائد الجيش والأجهزة الأمنية على سير العملية العسكرية التي تنفذها قوى الجيش، بعد الاعتداء الذي تعرض له حاجز الجيش الأحد وأدى إلى استشهاد وجرح عدد من العسكريين، كما اطلعوا على حاجات قوى الجيش لتمكينها من القيام بمهامها، وأكدوا وجوب استمرار قوى الجيش تؤازرها باقي القوى العسكرية والأمنية، في تنفيذ إجراءاتها حتى الانتهاء من منع المظاهر المسلحة وإزالة المربع الأمني وتوقيف المعتدين والمحرضين على الجيش، كما طلبوا من قيادة الجيش اتخاذ الإجراءات التي تسمح بإجلاء المدنيين من منطقة العمليات العسكرية للحفاظ على سلامتهم وعلى سير العملية العسكرية".
وأصدر رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي، الإثنين، مذكرة إدارية حملت الرقم 182013 جاء في نصها، "يعلن الحداد العام على أرواح الشهداء الضحايا من العسكريين، الذين سقطوا نتيجة للاعتداءات على جيشنا الوطني في مدينة صيدا – منطقة عبرا، لذلك يتوقف العمل لمدة ساعة إعتبارًا من الساعة الثانية عشرة وحتى الساعة الواحدة ظهر الثلاثاء، على كل الأراضي اللبنانية، وتعدّل البرامج العادية في محطات الإذاعة والتلفزيون هذه المدة (ساعة واحدة)، بما يتناسب مع هذه الأحداث الأليمة، وعلى أن يقف اللبنانيون لمدّة خمس دقائق من الساعة الواحدة ظهرًا، حيثما وُجدوا، استنكارًا لهذه الاعتداءات، وتعبيرًا لبنانيًا ووطنيًا شاملاً وتضامنًا مع الجيش الوطني وعائلات الشهداء الأبرار والجرحى وعائلاتهم".
وأكد مصدر عسكري رفيع، وأوضح المصدر، أن "ما جرى لم يعد فتنة، لأن الفتنة تكون بين فئة وفئة أخرى، بل هو اعتداء على الدولة والجيش، ويجب حسم الوضع سريعًا لكي لا تصبح صيدا بؤرة مفتوحة، ويدخل الجيش عندئذٍ في حرب استنزاف، وهذا هو الهدف الأساسي، لإشغاله عن ضبط الحدود ومنع سقوط الدولة وحماية المواطنين، وأن ما جرى يفرض الإسراع في تأليف حكومة إنقاذ وطني، يتمثل فيها الجميع لمواكبة المرحلة ومواجهة التحديات".
وعمل الجيش اللبناني خلال ساعات الليل على إعادة فتح جميع الطرقات التي كانت قد أغلقت الأحد،احتجاجًا على ما جرى في منطقة صيدا، ولا سيما في البقاع والطريق الدولي نحو الجنوب، الذي لا يزال يتعرض لرصاص القنص من مجموعات مسلحة تتمكرز على سطوح المباني المشرفة على طريق الجنوب، كما فتحت الطرق في بر الياس - المصنع، وطريق قب الياس - عميق، طريق شتورا - سعدنايل- وطريق الفرزل، وبدا أن الوضع في البقاع الأوسط مستقرًا.
وفي طرابلس، استمرت أجواء التوتر، وعمد بعض الشباب صباح الإثنين إلى قطع الطرق المؤدية إلى ساحة عبدالحميد كرامي، كما عمد البعض الآخر إلى قطع طريق طرابلس - عكار في البداوي، فيما انطلقت الامتحانات الرسمية للشهادة المتوسطة، وسط إجراءات أمنية في محيط مراكز الامتحانات، ما خلا في صيدا التي توقفت فيها الامتحانات وتحديدًا في مناطق الاشتباكات، كما منع المسلحون بالرشقات النارية الطلاب من الوصول إلى مراكز الامتحانات في طرابلس.
ولمناسبة التوتر المفاجىء، أعلنت مؤسسة "كهرباء لبنان"، في بيان، أنه "عند الساعة 14,45 من بعد ظهر الأحد الواقع فيه 23/ 6/ 2013، تعطل خَطَّا الزهراني - عرمون 220 ك.ف (الأساسي والرديف)، حيث من المرجح أن يكونا أصيبا خلال الأحداث الأمنية الجارية في صيدا وفق المعلومات الأولية، في ظل تعذر وصول الفرق الفنية للكشف ميدانيًا على الوضع، وأدى ذلك إلى انفصال معمل الزهراني بكامله عن الشبكة الكهربائية العامة، ثم انفصال باقي مجموعات الإنتاج عن الشبكة، وبالتالي انقطع التيار الكهربائي عن المناطق كلها بما فيها بيروت الإدارية.
وتعمل الفرق الفنية حاليًا على إعادة ربط المجموعات تدريجيا بالشبكة، وبالتالي إعادة الوضع إلى طبيعته في أقصى سرعة ممكنة، على أن يتم الكشف على الخطين المذكورين لتحديد أسباب تعطلهما فور استتباب الأوضاع الأمنية في صيدا بما يسمح بوصول الفرق الفنية إليهما".
وكشفت مصادر واسعة الإطلاع لـ"العرب اليوم"، عن أن الشيخ السلفي أحمد الأسير لا يزال في مسجد بلال بن رباح متحصنًا في داخله، وسط وجود قرار للجيش اللبناني بعدم الدخول إلى المسجد والاكتفاء بالحصار المحكم على مداخله من الجهات كلها، وأن الحديث عن هروبه أو تمكنه من الوصول إلى مكان بعيد من الاشتباكات غير دقيق للغاية، وهو مجرد عملية تمويه مرفوضة، باعتبار أنه مطلوب ليكون بتصرف القضاء المختص موقوفًا لتهمة التحريض على الجيش اللبناني، وإعطاء الأوامر إلى مسلحيه للتعرض للعسكريين وقتلهم، بعدما تبرأت منه القيادات السياسية والحزبية.
وأكدت تقارير أمنية وصلت من شرق صيدا إلى "العرب اليوم" ليل الأحد الإثنين، أن الاشتباكات لا تزال مستمرة في الأحياء الداخلية المحيطة بمسجد بلال بن رباح في عبرا، حيث تطارد وحدات الجيش اللبناني مجموعات مسلحة من بقايا الوحدات الموالية للأسير، وسط اشتباكات متقطعة تتردد فيها أصوات القذائف الصاروخية والمدفعية بشكل متقطع، وسمع دوي انفجار في أجواء المدينة تبين انه ناتج عن سقوط قذيفة هاون فوق سطح أحد الأبنية، كما سقطت قذيفة أخرى عند المدخل الشرقي لحارة صيدا.
وفور شيوع خبر استشهاد العسكريين في عبرا على يد مسلحين تابعين للأسير، بدأت تتداول على مواقع التواصل الاجتماعي صور للملازم أول الشهيد سامر طانيوس الذي استشهد الأحد بإطلاق النار عليه، كما نشرت صورة للشهيد الملازم أول المغوار جورج أبو صعب والجندي الشهيد نقولا الناشف، قبل أن تتطور الأحداث وتنتهي إلى استشهاد ضابط ثالث قرابة السابعة والنصف مساء الأحد بالتوقيت المحلي لبيروت.
كما حاول مسلحو الأسير استدراج الفلسطينيين المسلحين في المخيمات القريبة من صيدا فتجاوب معه مجموعة من مقاتلي فتح الإسلام فأطلقوا النار على حواجز الجيش اللبناني في محيط مخيم عين الحلوة قبل أن تتدخل القيادات الفلسطينية والرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يستعد لزيارة بيروت قريبا لوقف أشكال التورط كلها في الشؤون اللبنانية الداخلية.
وأفادت المعلومات عن نجاح الجيش بالسيطرة الكاملة على محيط "مسجد بلال بن رباح" في عبرا حيث يحتمي الشيخ أحمد الأسير مع أنصاره، بعد إسكات مصادر النيران التي كانت تطلق من بعض الأبنية المحاذية الجامع. وبعدها أفيد عن مقتل شقيقه ومرافقه علي وحيد وأصيب أكثر من سبعة جرحى آخرين.
وكان الشيخ الأسير قبل أن تختفي آثاره ويغادر مجمعه في مسجد بلال بن رباح قد أرسل من أمام المسجد عدداً من الرسائل عبر حسابه على تويتر قال فيها "إلى مناصرينا في المناطق كلها هبوا إلى نجدتنا، يتم قتلنا من حزب الله والجيش اللبناني، توجهوا فوراً إلى صيدا"، وفي رسائل أخرى دعا "العسكريين السنة جميعهم في الجيش اللبناني إلى الانشقاق فوراً وعدم المشاركة في قتل إخوانه".
ومع بداية ليل الأحد تجاوبت بعض التجمعات الشبابية من أنصار الأسير في بيروت فقطعت بعض الطرق في كورنيش المزرعة والطريق الجديدة ورأس النبع تزامنا مع قطع شبان من المجموعات الإسلامية الطرابلسية السلفية طرق في طرابلس حيث المستديرات الأساسية في المدينة وكذلك في منطقة الناعمة لقطع الطريق بين بيروت والجنوب.
وقبيل اجتماع بعبدا، أعلن وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل، أن الجيش دخل منطقة صيدا ووضع يده على مكان التواجد المسلح، ويقوم بالعمليات المطلوبة منه، وأن غالبية مخارج منطقة المربّع الأمني مطوّقة من الجيش، رافضًا الكشف عما إذا كان الأسير داخل المسجد أو هرب من صيدا.
وقال شربل، "إننا لم نعد بحاجة إلى غطاء سياسي لحسم ظاهرة الأسير، بعد أن سقط شهداء من الجيش، وبين 50 إلى 60 جريحًا مقابل لا شيء، وإن ما جرى الأحد غير مقبول أبدًا، ويدلّ على حقد تجاه الجيش اللبناني"، مذكرًا بحرب 1975 التي اندلعت من صيدا مع استشهاد معروف سعد، مشددًا على أن "القوى السياسية متضامنة كلها مع الجيش، وغالبية الطوائف أيضًا وإذا ضاع الجيش ضاع البلد"، داعيًا إلى التضامن والابتعاد عن الخطاب السياسي والتشنجات الطائفية، والوقوف إلى جانب الجيش ليقمع الفتن التي تطال الوطن.
وأكد وزير الداخلية، أن اجتماع بعبدا قبل ظهر الإثنين، هو لمؤازرة ودعم الجيش، وإن احتجنا إلى اجتماع لمجلس الوزراء فسيعقد، وعلى الجميع أن يبقوا مستعدين لتبقى الاجتماعات مفتوحة"، مضيفاأ أن "الجيش وضع يده على المنطقة حيث الوجود المسلح للأسير، ولا غطاء سياسيًا بعد سقوط شهداء الجيش، وكل القوى السياسية متضامنة مع الجيش اللبناني".
وبشأن إمكان إعلان صيدا منطقة عسكرية، قال وزير الداخلية، "إن الأمر بحاجة إلى درس، وإذا احتجنا ستبقى اجتماعات مجلس الوزراء مفتوحة 24 ساعة لتخليص البلد من هذه المشكلة"، مشددًا في حديث إلى إذاعة "صوت لبنان - ضبيه"، على أن الجيش خط أحمر، ومن غير المسموح التطاول عليه، لأنه لكل لبنان وليس لفئة من دون أخرى، والدليل أن من استشهدوا هم من كل الطوائف.
وأجرى الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام اتصالات بكل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان ونجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة ووزير الداخلية مروان شربل والنائب بهية الحريري وقائد الجيش العماد جان قهوجي، جرى خلالها التداول في الوضع الأمني المتدهور الذي تشهده منطقة صيدا وعبرا ومجدليون، حيث أكد سلام ضرورة قيام الجيش اللبناني والقوى الأمنية لمعالجة الوضع على الأرض بالسرعة الممكنة، واعتقال الفاعلين وإنهاء حالة الاستنفار المسلح الذي يهدد المواطنين والسلم الأهلي في عاصمة الجنوب، داعيًا القوى السياسية كلها إلى مؤازرة الجيش والقوى الأمنية لوضع حد للصدامات المفتعلة والتي باتت عبءًا على الجميع من دون استثناء.
وأكدت مصادر مطلعة، أن زعيم "تيار المستقبل" سعد الحريري، اتصل بقيادة الجيش، مثنيًا على دورها، داعيًا إلى لجم المسلحين، وإعادة الاستقرار إلى مدينة صيدا، معتبرًا أن "الخطيئة الكبرى التي يتحمل مسؤوليتها (حزب الله) من خلال استفزاز المواطنين في عاصمة الجنوب، ونشر البؤر الأمنية في الأحياء، لا يصح أن تشكل مبررًا للخروج على القانون، واللجوء إلى استخدام السلاح ضد مراكز الجيش اللبناني، أو أي قوى أمنية شرعية"، داعيًا جميع المواطنين إلى "عدم الانجرار إلى أي ردود فعل سلبية، من شأنها أن تغطي ارتكابات الحزب، وتعطي المتضررين من بسط سلطة الدولة الفرصة لتحقيق مآربهم السياسية والأمنية".
ونبه الحريري من أي محاولة لاستدراج مدينة صيدا إلى مواجهة مع الدولة والجيش اللبناني، مشددًا على وجوب اتخاذ الإجراءات التي تحمي المدينة وأهلها ووقف مسلسل الفتن المتنقلة التي تتهدد لبنان، مضيفًا أن "الاستقرار والعيش المشترك في مدينة صيدا هما أمانة في أعناقنا جميعا نحذر من التفريط بهما ، وندعو إلى تضافر الجهود كلها في سبيل حمايتهما والمحافظة عليهما ، وهو الأمر الذي لن يتحقق إلا من خلال الدولة ومؤسساتها لا سيما من خلال الجيش اللبناني الذي نعول على حكمة قيادته في اتخاذ التدابير التي تحمي المدينة، وتجنب السقوط في أفخاخ المحرضين ودعوات الجهات التي تحتمي خلف سلاح حزب الله وتتحين الفرص باسم الدفاع عن هذا السلاح للنيل من هيبة الدولة والقوى كلها التي تنادي بوضع حد لسياسات الهيمنة. وتوجه الحريري بأحر التعازي إلى أهالي الضحايا التي تدفع في كل يوم الأثمان الباهظة لانتشار السلاح غير الشرعي وسيادة منطق الاستقواء على الدولة ، مؤكدا أن شهداء الجيش اللبناني هم شهداء كل الوطن وخسارتهم خسارة لكل لبناني يؤمن بالدولة ومؤسساتها.
ووجهت النائب بهية الحريري، نداءً إلى كل من الرئيس اللبناني ميشال سليمان وقائد الجيش العماد جان قهوجي وجميع المعنيين، بأن ينقذوا صيدا من قبضة المسلحين، وينقذوا أهل المدينة من كارثة إنسانية كبيرة، سائلة "لماذا صيدا متروكة؟"، مضيفة أن "المدينة وقعت في قبضة المسلحين، والجيش يحاول أن يصل إلى حل معين والمواطنين محاصرين، آلاف المواطنين محاصرين، لا يوجد ماء ولا كهرباء، هذا النداء موجه إلى كل المعنيين في البلد من رئيس الجمهورية إلى قائد الجيش إلى السلطة التنفيذية، انقذوا صيدا من قبضة المسلحين وانقذوا أهلها من كارثة إنسانية كبيرة".
وأضافت الحريري، "أنا محاصرة كما بقية الناس، المسلحون من حولي من كل الجهات، وهناك كارثة إنسانية، نريد الكل أن يتحمل المسؤولية معنا، الاستغاثة تكون من قبل الكبار في السن ومن قبل الأطفال الذين بلا ماء وبلا حليب الموجودين في الملاجئ، العائلات مفككة، الأب في مكان والأم في مكان والأولاد في مكان، لماذا متروكة صيدا بهذه الطريقة، نحن نريد الجيش ونريد الدولة، ونريد أن يخرج كل المسلحين من المدينة، المطلوب تحرك سريع، نحن منذ الساعة الثانية من بعد ظهر الأحد نصرخ ونرفع الصوت، لكن الآن كل الناس ستتحمل مسؤولية الكارثة الإنسانية التي تعيشها صيدا، نحن نريد الجيش ونريد القوى الأمنية هي التي تمسك الأمن".
ودان رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، الدعوات إلى الانفصال عن الجيش، واصفًا هذه الدعوات بـ"المخيفة والمريبة والخائنة" بحق الجيش"، قائلاً في اتصال مع برنامج "الأسبوع في ساعة" على قناة "الجديد"، "نحن مع الجيش بكل مفصل من مفاصل تثبيت الأمن ولست خائفًا من الفتنة، وليس لنا أي خيار إلا الجيش والدولة، ولا يمكن أن نطلب من الجيش التفاوض مع من قتل ضباطه وعناصره"، معتبرًا "أن الحل هو بتسليم الذين قتلوهم وإعادة صيدا إلى أهلها من دون الظواهر الأسيرية التي تريد أن تأسر صيدا في الفتنة".
وفي هذه الأجواء، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري، أن "ما جرى في صيدا يشبه ما جرى في المدينة عند اغتيال معروف سعد، وأن الاعتداء على الجيش أكثر من مرفوض ومدان"، معتبرًا أنه "فعل حرام وخيانة للوطن، وأن من حق قيادة الجيش القيام بكل ما تراه مناسبًا لتقوم بواجبها في الدفاع عن البلد، ومنع التلاعب بأمنه، والغرق في نظام الفتنة التي لن ينجو منها أحد إذا خربت المؤسسة العسكرية".
وعقدت الأمانة العامة لقوى "14 آذار"، قبل ظهر الإثنين، اجتماعًا استثنائيًا موسعًا في مدينة زحلة، تحت عنوان "العيش الواحد في البقاع مسؤولية وطنية مشتركة"، شارك فيه أعضاء الأمانة العامة، و120 شخصية نيابية وسياسية واجتماعية ونقابية وإعلامية، بالإضافة إلى ممثلين عن هيئات المجتمع الأهلي والمدني، بمن فيهم رؤساء بلديات ومخاتير وناشطون في الجمعيات الأهلية غير الحكومية.
واستهلّ المجتمعون اجتماعهم بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الجيش اللبناني والمدنيين الذين سقطوا في أحداث صيدا، وأكّدوا دعمهم المطلق للجيش في بسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية من دون استثناء، وأن يتم إلغاء كل المظاهر المسلحة وتسليم جميع المطلوبين إلى السلطات القضائية المختصة.
وخلص المجتمعون إلى إصدار النداء التالي، "أيها اللبنانيون، ويا أهل البقاع الأبيّ، لقد حافظ البقاعيون على العيش المشترك، بل العيش الواحد، في أحلك ظروف الحرب، وكانوا وما زالوا الركن المتين الشعبي والأخلاقي والسياسي والوطني لاستقلال لبنان، وكان البقاع ولا يزال، رغم أنه في كل مراحل الاستقلال تحمّل غُرْم السياسات والإدارات المتعاقبة، ولم يَنَلْ شيئًا من حقوق الانتماء إلى الوطن والدولة، لا سيما على صعيدي التنمية والأمن، وفي العقود الأخيرة، وهي عقود الوصاية السورية، عانت هذه المنطقة أكثر من غيرها، قمعًا ومصادرةً للحريات وخنقًا للأنفاس، فيما كانت أوضاعها الاجتماعية والأمنية تتردّى يومًا بعد يوم، ومنذ سنتين، ومع انتفاضة الشعب السوري ضد نظامه الاستبدادي، زادت معاناة أهلنا في البقاع، وها هم يدفعون أثمانًا باهظة جراء الحرب الدائرة في سورية على غير صعيد، يدفعون أولاً ثمن انتهاك السيادة اللبنانية من الجانب السوري، على طول الحدود الشرقية وفي بعلبك المدينة والهرمل، لا سيما في ظل محاولات تحويل عرسال إلى رهينة، ويدفعون ثانيًا ثمن استقبالهم العدد الأكبر من النازحين السوريين إلى لبنان، ويدفعون ثالثًا ثمن الانفلات الأمني، المدبّر وغير المدبّر، بحيث أصبحت منطقتهم توصف بالسائبة، وها هم أخيرًا على وشك أن يدفعوا ثمن فتنة مذهبية تطلُّ برأسها وتهدّد عيشهم الواحد ومستقبل أبنائهم، فضلاً عن كل ما تحمله من خراب عميم.
أيها اللبنانيون، ويا أهل البقاع الأبيّ، لقد اجتمعنا على أرض هذه المنطقة، وفي مدينة زحلة بالذات، أرض السلام، لنقول بصوت واحد، إن مسؤولية الدفاع عن سيادة لبنان، وعن العيش المشترك الإسلامي – المسيحي والإسلامي – الإسلامي هي مسؤولية وطنية عامة، وليست اختصاصًا لطائفة أو تيار سياسي أو منطقة بعينها، كُلُّنا معنيّون، ولا يحق لأحد التنصُّل من المسؤولية أو التفرُّج على ما يجري، ونحن في زحلة لنعلن تضامن جميع اللبنانيين مع أهل البقاع، وأننا جميعًا شركاء في السرّاء والضراء، في المحنة والفَرَج، ومن زحلة نعلن:
أولاً- دعْمَنا مذكرة قوى "14 آذار" إلى رئيس الجمهورية ببنودها الثلاثة:
أ‌- انسحاب قوات "حزب الله" الفوري من القتال في سورية، لأنه عمليًّا يستدرج الفتنة إلى لبنان.
ب‌- قيام الجيش اللبناني بمهامه الأمنية كاملةً للحفاظ على دماء الناس وأموالهم وممتلكاتهم وأمنهم وعيشهم المشترك، ونشره على الحدود الشرقية والشمالية، بمؤازرة القوات الدولية، وفقًا للقرار الدولي 1701 بإمكاناته القصوى الممكنة.
ج‌- إجراء تحقيق جدّي وشفاف ببعض الأحداث التي جرت في البقاع وذهب ضحيتها مواطنين ابرياء.
د‌- تشكيل حكومة قادرة على تحمُّل المسؤولية والمحافظة على المصلحة الوطنية العليا.
ثانيًا - أن البقاع واحد بكل مكوّناته، يرفض العنف والفرز الطائفي والمذهبي، وهو متكافل متضامن في جميع الأحوال.
ثالثًا- تشكيل هيئة متابعة منبثقة عن هذا اللقاء الوطني، تنسق مع الأمانة العامة لقوى "14 آذار"، ومع جميع الجهات المعنية والمسؤولة، بما فيها وعلى رأسها الدولة، من أجل إنشاء "شبكة أمان" تتصل بكل مستويات الأزمة القائمة، سياسيًا واجتماعيًا وتنمويًا وأمنيًاً، بما فيها ملف النزوح السوري بكل تداعياته".
ودعا نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري الجيش إلى "عدم التردد في حسم الوضع في صيدا وإنهاء الظاهرة الشاذة التي شكّلها الشيخ أحمد الأسير ومجموعته"، لكنه شدد على ضرورة أن "يعالج الجيش كل مظاهر الاستفزاز والفتنة في المدينة، بما فيها الوجود المسلّح لـ(حزب الله)، والذي ظهر على الأرض الأحد، من خلال انتشار كاد يحوّل معركة الجيش ضد المعتدين عليه إلى كارثة مذهبية".
واعتبر مكاري، أن "من غير المقبول أن ينتهي الأمر بتسويات، فثمة شهداء سقطوا للجيش، ومن غير الجائز أن يتفاوض مع قاتلي ضباطه وجنوده، والأمر يتعلق بكرامته وبهيبة الدولة عمومًا، كما يتعلق بأمن صيدا ولبنان كله، وأن اللبنانيين يريدون أن يكمل الجيش ما بدأه، وأن ينهي هذه الظاهرة الغريبة على عادات الصيداويين واللبنانيين، عسى أن يكون ذلك مقدمة لاستعادة الدولة دورها وسيادتها، وخطوة أولى للقضاء على كل ما يقوّض سلطتها، ولحصر السلاح، كل السلاح، في أيدي مؤسساتها"، مضيفًا أن "ظاهرة الشيخ أحمد الأسير ومثيلاتها لم تكن لتتسع وتنمو لو لم يكن السلاح موجودًا في أيدي (حزب الله)، ولو لم يكن هذا السلاح استخدم مرارًا وتكرارًا للترهيب والضغط وتغيير المعادلات السياسية الداخلية، ولو لم يكن الحزب أقحم لبنان في أحداث سورية، خلافًا لإرادة قسم كبير من اللبنانيين، ومن هنا، فإن ما يجري اليوم في صيدا، يجب أن يكون حافزًا إضافيًا للعمل على معالجة أصل المشكة، وهو استمرار (حزب الله) تنظيمًا مسلحًا موازيًا  للدولة، ومنافسًا لها، واستمرار الحزب في تنفيذ أجندات خارجية لا مصلحة للبنان فيها، لا بل تعرّضه لكل أنواع المخاطر".
ونعت قيادة الجيش صباح الإثنين، ستة شهداء جدد من الجيش اللبناني في المواجهات الجارية في منطقة عبرا شرق مدينة صيدا، وقالت في بيان لها "الحاقًا لبيانها السابق تنعي قيادة الجيش - مديرية التوجيه  كلا من العسكريين الشهداء:
الرقيب الأول الشهيد طوني يوسف الحزوري:
- من مواليد 25/6/1981 خربة الجرد- قضاء عكار
- تطوع في الجيش بتاريخ 16/2/2004 ورقي إلى الرتبة الاعلى بعد الاستشهاد.
- حائز على أوسمة عدة وتنويه العماد قائد الجيش وتهنئته مرات عدة.
- الوضع العائلي: متأهل وله ولد واحد.
الرقيب الشهيد عمر هيسم اليوسف :
- من مواليد 1/2/1986 - طرابلس
- تطوع في الجيش بتاريخ 24/4/2005 ورقي الى الرتبة الاعلى بعد الاستشهاد.
- حائز على أوسمه عدة وتنويه العماد قائد الجيش وتهنئته عدة مرات .
- الوضع العائلي: متأهل من دون أولاد.
العريف الشهيد عبدالكريم قبلان الطعيمي :
- من مواليد 18/8/1980- كفر زبد - قضاء زحلة
- تطوع في الجيش بصفة جندي بتاريخ 26/2/2008 ورقي الى الرتبة الاعلى بعد الاستشهاد.
- حائز على أوسمه عدة وتنويه العماد قائد الجيش وتهنئته عدة مرات.
- الوضع العائلي: متأهل وله ولدان.
الجندي الشهيد جوني انطوان نقولا:
- من مواليد 17/1/1991 بشري
- تطوع في الجيش بتاريخ 15/7/2009 ورقي الى الرتبة الاعلى بعد الاستشهاد.
- حائز على أوسمه عدة وتنويه العماد قائد الجيش وتهنئته عدة مرات.
- الوضع العائلي: عازب.
الجندي الشهيد وسيم صالح حمدان:
- من مواليد 5/2/1975 عين عطا- قضاء راشيا.
- تطوع في الجيش بتاريخ 26/12/2009 ورقي الى الرتبة الاعلى بعد الاستشهاد.
- حائز على أوسمه عدة وتنويه العماد قائد الجيش وتهنئته عدة مرات.
- الوضع العائلي: متأهل وله اربعة اولاد.
المجند الممددة خدماته الشهيد بلال عبدالله ادريس:
- من مواليد 20/11/1986 في كنيسة عكار.
- تطوع في الجيش بتاريخ 24/10/2011 ورقي الى الرتبة الاعلى بعد الاستشهاد.
- حائز على أوسمه عدة وتنويه العماد قائد الجيش وتهنئته عدة مرات.
- الوضع العائلي عازب .
 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجيش اللبناني يسيطر على مجمع الأسير وارتفاع حصيلة ضحاياه إلى 15 شهيدًا الجيش اللبناني يسيطر على مجمع الأسير وارتفاع حصيلة ضحاياه إلى 15 شهيدًا



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 22:51 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أمير الكويت يؤكد علي أهمية الاقتصاد وتنويع الدخل

GMT 06:43 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

دراسة تعلن التحول للطاقة البديلة بحلول عام 2050

GMT 00:58 2017 الإثنين ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على أحدث تصميمات ديكورات حدائق المنزل العصرية

GMT 11:09 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

بريطانية منعت الماء منذ 20 عامًا عن شعرها الطويل

GMT 09:20 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

بطلة فنون قتالية تُلقّن لصًا درسًا لن ينساه في البرازيل

GMT 14:15 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البولندي كوبيستا يعود لسباقات فورمولا-1 في 2019 من بوابة ويليامز

GMT 15:36 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

السويسري شاكيري يكشف سبب رحيله عن بايرن ميونخ

GMT 13:21 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

شاكر يؤكّد تنفيذ مصر أوّل محطة نووية في الضبعة

GMT 08:13 2018 الإثنين ,29 تشرين الأول / أكتوبر

إندونيسيا تعلن تحطم طائرة ركاب في بحر جاوة

GMT 02:55 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على 6 محطات مهمة فى حياة الأميرة شيوه كار
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq