عناصر من الجيش السوري الحر
دمشق - جورج الشامي
أعلنت ألوية "أحفاد الرسول" و"قوات المغاوير"، في بيان أصدرته مساء الجمعة، أنها ستستهدف مساكن وأماكن تجمع ضباط النظام السوري ومناصريه، ابتداءًا من السبت، وذلك في قرار منفرد، بعيدًا عن قيادة المعارضة السياسية و العسكرية. فيما أكد مقاتلو المعارضة السورية أنهم سيطروا على حامية أم المياذن
العسكرية، التي تدافع عن المعبر الحدودي الرئيسي مع الأردن، في حين ذكرت صحيفة "التايمز" أن الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" يدرّب مقاتلي "الحر".
وشهدت مدن وبلدات سورية تظاهرات حاشدة في جمعة "لاجئون والشرف والكرامة عنواننا" دعت لدعم اللاجئين، ونادت بإسقاط النظام والرئيس السوري ، تزامنًا مع مقتل 68 مدنيًا، ومع تأكيد أممي أنه لم يتم بعد أي إتفاق بشأن دخول مفتشي الأسلحة الكيمياوية الدوليين إلى سورية.
وكانت قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد قد استخدمت، فجر الجمعة، صواريخًا بالستية داخل العاصمة دمشق، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، وتدمير في البنى التحتية، حيث ضَربت أحياءًا مستخدمة 16 صاروخًا أرض أرض من نوع "توتشكاss21 "، دقيقة الإصابة بواقع 100%، لاسيما على مناطق متفرقة من حي برزة، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى، ما زال الكثير منهم تحت الأنقاض، فضلاً عن الجرحى، وتهدم أبنية بأكملها، وحرائق في منازل عدة.
وأكد مقاتلو المعارضة السورية أنهم سيطروا على حامية أم المياذن شديدة التحصين، الواقعة على الطريق السريع الرئيسي بين دمشق والأردن، على بعد بضعة كيلومترات من معبر "نصيب" الحدودي، بعد اشتباكات شرسة ليلاً مع قوات الجيش، خلفت عشرات القتلى.
وتوجه بيان ألوية المعارضة إلى الشعب السوري، مؤكدًا أن الخطوة الانتقامية تأتي في ضوء استمرار النظام في استهداف المدنيين، وأنها تأتي بعد مرور عامين على انطلاق الأحداث في سورية لم يستهدف فيها الجيش "الحر"، والألوية المقاتلة إلى جانبه، أيًا من التجمعات السكنية الخاصة بالنظام السوري، وأعوانه، بل عمد إلى عدم تحويل الحرب إلى أهلية بين شعب واحد، والتزم في حرب يخوضها ضد النظام الحاكم وقياداته.
وذكرت صحيفة "التايمز" الأميركية أن الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" يدرّب مقاتلي "الجيش السوري الحر"، في المناطق الخاضعة لسيطرته شرق العاصمة دمشق، وقالت الصحيفة، نقلاً عن مصادر دبلوماسية أن "كتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحماس)، تدرّب وحدات من الجيش السوري الحر في بلدات جرمانا، ويلدا، وببيلا، الخاضعة لسيطرة المتمردين في ريف دمشق"، مضيفة أن "عناصرًا من الجناح العسكري لحركة حماس تشارك الآن في القتال إلى جانب مقاتلي المعارضة المسلحة، في الحرب الدائرة في سورية منذ أكثر من عامين".
ونسبت الصحيفة إلى دبلوماسي غربي وصفته بـ"البارز والمطلع على الصراع الدائر في سورية"، قوله أن "كتائب عز الدين القسّام تدرب وحدات من المعارضة قرب دمشق، وهي متخصصة وجيدة حقًا"، مشيرة، نقلاً عن مصادر أخرى، أن "مستشاري حركة حماس يستخدمون خبراتهم في بناء الأنفاق في قطاع غزة لتهريب الأسلحة والبضائع عبر قنوات تحت الأرض، لتمهيد الطريق أمام قوات المتمردين لشن هجوم في وسط دمشق".
وكشفت "التايمز" أن "مقاتلين من حركة حماس يقاتلون بصورة فعلية إلى جانب المتمردين السوريين في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في العاصمة دمشق ومدينة حلب، وأن حركة حماس أصرّت على أنها لا تملك أي مقاتلين في أي مكان داخل سورية، وأن أحد عناصرها الذي قُتل في إدلب ترك الحركة وانضم إلى المتمردين السوريين"، ونقلاً عن مصادر عربية، قالت الصحيفة أن "حركة حماس قد تكون تشارك في القتال في سورية بناءًا على طلب القادة في قطر المؤيدين للمتمردين السوريين".
وقالت شبكة "شام" الإخبارية أن قصفًا عنيفًا، بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون، طال حي برزة والقابون وأحياء دمشق الجنوبية، لاسيما حي التضامن، كذلك في ريف العاصمة تعرضت مدن وبلدات المليحة وداريا (التي كانت القوات الحكومية قد أعلنتها منطقة آمنة، الخميس)، ومعضمية الشام ويلدا والزبداني والعتيبة والبويضة، ومناطق عدة في الغوطة الشرقية للقصف، فيما تشهد مدينة داريا ومحيط مجمع "تاميكو" في بلدة المليحة اشتباكات عنيفة منذ الصباح.
وتجدد القصف من قبل القوات النظامية على بلدتي يلدا وحتيتة الجرش في ريف دمشق، ما ادى إلى سقوط جرحى، وأنباء عن استشهاد عدد من المواطنين في بلدة يلدا، فيما تجددت الاشتباكات بين مقاتلي الكتائب والقوات النظامية في محيط مبنى إدارة المركبات بين مدينتي عربين وحرستا، وفي محيط حواجز عسكرية عدة في بلدة قطنا، بينما دارت اشتباكات بين مقاتلي الكتائب والقوات النظامية في حي تشرين.
وفي حمص ذكرت الشبكة أن حي الخالدية وبقية أحياء حمص المحاصرة تعرضت لقصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة وسط اشتباكات عنيفة، أما في ريف المدينة فقد تعرضت مدن القصير والحولة وبساتين تدمر وبلدة الدار الكبيرة إلى قصف عنيف مماثل.
وتعرضت محافظة حلب لقصف بالمدفعية الثقيلة، لاسيما أحياء الشيخ مقصود والصاخور، واستشهد مواطن متأثرًا بجراح أصيب بها جراء القصف على حي طريق الباب في مدينة حلب منذ أيام، فيما دارت اشتباكات في محيط مطار حلب الدولي، ترافقت مع قصف بقذائف الهاون من الكتائب على مطاري حلب الدولي والنيرب العسكري.
وفي محافظة حماة، تتعرض بلدة عقرب وقرية الحواش في ريف حماة للقصف من قبل القوات النظامية، كما سُمعت أصوات إطلاق نار في حي الأندلس في مدينة حماة، ولم ترد معلومات عن حصول اشتباكات.
وفي محافظة درعا، شهد حي طريق السد وأحياء درعا البلد قصفًا بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون، وسط اشتباكات عنيفة.
أما في محافظة دير الزور، شهدت معظم أحياء المدينة قصفًا بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون، وسط اشتباكات عنيفة في حي الجبيلة.
وتشهد محافظة إدلب قصفًا عنيفًا براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على مدن وبلدات دركوش والناجية وسرمين وبنش والسكيك وقرى جسر الشغور الحدودية، وتتعرض بلدة حاس في ريف إدلب للقصف من قبل القوات النظامية، وتجدد القصف على الأجزاء الغربية لمدينة معرة النعمان، ولم ترد معلومات عن حجم الخسائر.
وقصف الطيران الحربي مدينة الرقة، لاسيما محيط الفرقة (17) شمال الرقة، وحي المشلب في المدينة، ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين بجراح، بينهم نساء وأطفال.
في حين اقتحمت قوات النظام حي الأشرفية وشنت حملة دهم للمنازل واعتقالات في مدينة اللاذقية.
وفي إطار جمعة "لاجئون والشرف والكرامة عنواننا" انطلقت مظاهرات في أنحاء مختلفة من مدن وقرى وبلدات سورية، نادت بإغاثة اللاجئين السوريين، وطالبت المجتمع الدولي بتقديم العون والمساعدة لهم، بينما شهدت مدينة حلب مظاهرات في حي الشيخ فارس والسكري وأحياء أخرى، نادت بإقامة الخلافة الإسلامية، ورفعت شعار "قائدنا إلى الأبد سيدنا محمد"، فيما خرجت مظاهرة في مدينة الباب طالبت الرئيس السوري بشار الأسد بالرحيل، ونادت بإعدامه، وفي محافظة إدلب خرجت مظاهرات في كل من أريحا ومعرة مصرين حاس وكفرنبل وبنش وكفرومة، رُفعت في بعضها رايات الخلافة الإسلامية، ونادت بالجهاد.
ونددت بعض المظاهرات بموقف الرئيس المصري محمد مرسي، متهمة إياه بالتآمر مع إيران لإنقاذ النظام السوري، رافعة لافتات تندد بالعلاقة بين مصر وإيران، وفي محافظة حماة خرجت مظاهرات في كل من اللطامنة وكفرزيتا وباب قبلي ومدينة حماة، نادت بنصرة المدن المنكوبة، وطالبت المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في مساعدة اللاجئين وتقديم العون لهم، وفي محافظة درعا خرجت مظاهرات في مدينة درعا وخربة غزالة، نددت بالتخاذل العربي عن نصرة الشعب السوري، والمعاملة السيئة التي يتعرض لها اللاجئون السوريون في بعض البلدان العربية المجاورة.
كما خرجت مظاهرات أخرى في أنحاء متفرقة من مدن وقرى وبلدات سورية، منها دمشق وعامودا والرقة والقامشلي والحسكة ودير الزور وحمص.
في سياق منفصل، أكد دبلوماسيون في الأمم المتحدة أنه لم يتم بعد أي إتفاق بشأن دخول مفتشي الأسلحة الكيمياوية الدوليين إلى سورية، وسط معارضة من نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي تحفظ على المدى الذي سيباشر فيه فريق التحقيق مهامه، في حين أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون رغبة المنظمة في التفيتش بشأن كل التقارير.
وترغب دول غربية إجراء تحقيق في تقارير للمعارضة بشأن استخدام الأسلحة في واقعتين، وتُحمل المعارضة النظام المسؤولية عن شن هذه الهجمات، في حين قالت الأمم المتحدة، في آذار/مارس الماضي، أنها ستحقق في مزاعم النظام السوري بأن مقاتلي المعارضة استخدموا أسلحة كيمياوية في هجوم على مدينة حلب شمال البلاد.
واقترح ممثل سورية لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، في رسالة إلى رئيسة مكتب الأمم المتحدة لشؤون نزع الأسلحة أنجيلا كين، إدخال تعديلات على المعايير القانونية والخاصة بالإمداد والتموين، مُصرًا على "قصر دخول المفتشين إلى مناطق التي لها علاقة بالهجوم في حلب"، الموقع الذي تتبادل الحكومة والمعارضة الاتهامات فيه بإطلاق صاروخ محمل بالمواد الكيمياوية قتل 26 شخصًا، وكذلك أصر أن يكون لدمشق رأي في الأشخاص الذين سيضمهم فريق التفتيش.
وأكدت كين، ردًا على رسالة الجعفري، أن الأمر متروك للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ليقرر وحده تشكيل بعثة التحقيق، التي يجب أن يكون لها حرية الحركة والدخول لإجراء تحقيق شامل وموضوعي، وتغطية كل المناطق التي يشتبه في وقوع هجمات بالأسلحة الكيميائية فيها.
أرسل تعليقك