بنغازي - فاطمة سعداوي
ساد الهدوء الحذر ليلة السبت مدين بنغازي الليبية وجوارها بعد تراجع المعارك التي شهدتها في اليومين الماضيين، إثر محاولة العقيد المتقاعد خليفة حفتر السيطرة على المدينة بحجة "تطهيرها من المجموعات الإرهابية".
و قالت مصادر محلية صباح الأحد إن جهود وساطة تُبذل لضمان عدم تجدد الاشتباكات. لكن حفتر أكد في تصريح تلفزيوني مساء أمس، تصميمه على مواصلة القتال ضد المجموعات المتطرفة في المدينة، وقال إن "العملية ستستمر حتى تطهير بنغازي من الإرهابيين".
غير أن مصادر رسمية ليبية ذكرت أن مسلحي حفتر، الذي لا يُعرف مكان وجوده، تراجعوا تحت ضغط المتشددين الإسلاميين التابعين لكتيبة "راف الله السحاتي" في منطقة سيدي فرج قرب مطار بنينة، الى معسكرهم في الرجمة جنوب شرقي بنغازي.
وسط ذلك نددت السلطات الليبية بالحملة التي يشنها خليفة حفتر على مواقع اسلاميين متطرفين في بنغازي، واعتبرتها "محاولة انقلاب".
وجاء في بيان مشترك للحكومة والمؤتمر العام والجيش النظامي. الذي قرأه رئيس المؤتمر الوطني العام نوري ابو سهمين إن الحملة التي يشنها حفتر على من يصفهم بـ"مجموعات ارهابية"، هي "خروج عن شرعية الدولة وانقلاب عليها يقوده المدعو خليفة حفتر".
واضاف البيان "سيلاحق قانونا كل من شارك في هذه المحاولة الانقلابية"، مذكراً بأن الجيش أصدر أوامر بالتصدي "لكل تآمر للانقلابيين".
وتلا ابو سهمين البيان وكان الى جانبه رئيس الحكومة بالوكالة عبد الله الثني وقائد اركان الجيش النظامي عبد السلام جاد الله.
وكانت قوات حفتر التي تطلق على نفسها اسم "الجيش الوطني"، استخدمت سلاح الجو في المعارك ، ما دفع الجيش الليبي الى الاعلان عن حظر الطيران فوق مدينة بنغازي وضواحيها، مهدداً بإسقاط أي طائرة تحلّق فوق المنطقة.
وتوّعدت رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي في بيان بـ"استهداف أي طائرة عسكرية فوق المدينة وضواحيها من قبل وحدات الجيش الليبي والوحدات التابعة للغرفة الأمنية المشتركة وتشكيلات الثوار التابعة لها".
في السياق ذاته، قال القائد الميداني في "كتيبة راف الله السحاتي" إسماعيل الصلابي : إن "كل الأمور تحت السيطرة، لأن الثوار الذين دحروا كتائب القذافي ودافعوا عن بنغازي هم مَن دافعوا الجمعة عن مدينتهم". وذكر أن ثوار درنة يقفون بالمرصاد لأي تحرك قد ينطلق من طبرق (منطقة الانفصاليين). وزاد: الخسائر في صفوفنا لم تتجاوز قتيلين وجريحاً بينما تجاوزت في صفوف مهاجمينا 124 بين قتيل وجريح.
أرسل تعليقك