أعمال الروائي البرازيلي جورج أمادو تبقيه حيًا بعد 13 عامًا من رحيله
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

أتقن وصف الروح البرازيليّة الغنائيّة والمأساويّة والمتصوفة

أعمال الروائي البرازيلي جورج أمادو تبقيه حيًا بعد 13 عامًا من رحيله

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - أعمال الروائي البرازيلي جورج أمادو تبقيه حيًا بعد 13 عامًا من رحيله

الروائي البرازيلي الشهير جورج أمادو
القاهرة ـ العرب اليوم

غادر عالمنا صاحب "دروب الجوع"، في مثل هذا اليوم منذ 13 عامًا، تاركاً خلفه مئات الشخصيات تحيا وتموت في رواياته الأربعين، رحل الروائي البرازيلي الشهير جورج أمادو، في الـ 5 من آب/أغسطس من عام 2001، بعد أن تدهورت صحته، وأدخل المستشفى في مدينة سلفادور دي باهي، إثر معاناة دامت طويلاً مع مرض السكري.

وعرف أمادو أنه الروائي الذي أتقن أكثر من غيره وصف الروح البرازيلية الغنائية والمأساوية والمتصوفة، فحكاية حياته بدأت بمشهد واقعي سحري، إذ ولد مصحوباً برائحة الكاكاو، فقد أبصر النور في العاشر من أغسطس/ آب من عام 1912 في مزرعة كاكاو، في جنوب ولاية باهيا.

وظلّ "الكاكاو" يرافق مسيرته حتى فارق الحياة، حيث تعلّم القراءة في مدينة إيلبوس، المدينة التي كانت في أوائل القرن العشرين أكبر مركز لإنتاج الكاكاو في بلاده، ثم انتقل ليكمل دراسته في عدد من مدارس سلفادور، في ولاية باهيا، وهناك عاش حياة غرائبية، مملوءة بالدهشة والمفاجآت والفكاهية، اقترب فيها من تفاصيل عامة الناس ليصبحوا بعد ذلك أبطال رواياته الفاتنة.

واستند أمادو، في أسلوبه الروائي الساخر والغرائبي، إلى حكايات المهمشين والفقراء، فقال عنه النقاد "أمادو كاتب ملتزم بالحرب ضد الفساد والقمع وكل صور الظلم الاجتماعي، ولكنه يقول كل هذا في رواياته دون صراخ، وبأكبر قدر ممكن من الحيادية الظاهرية، يولد الخير من رحم الشر، ويقيم حفلاً للحياة في لحظات الموت".

ودفع أمادو ثمن نشاطه السياسي، فقد صودرت روايته الثانية "كاكاو"، الصادرة عام 1933، واعتقل مرات عدة أثناء حكم الرئيس اليميني فارغاس من عام 1930 إلى 1945، ثم من 1950 إلى 1954، وأمر فارغاس بإحراق روايات أمادو الست الأولى في إحدى الساحات العامة.

كل ذلك لم يمنع أمادو من مواصلة مشواره السياسي والأدبي، إلا أنه بعد الكشف عن جرائم ستالين، بعد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي في الاتحاد السوفييتي السابق، ترك أمادو الحزب الشيوعي، معلناً أنه "قد يكون أكثر فائدة لشعبه ككاتب منه كسياسي".

وفي عام 1941، غادر أمادو البرازيل إلى منفاه في الأرجنتين، وتزوج الكاتبة زيليا غاتاي، وأنجب منها طفلين، وانتُخب لعضوية البرلمان بعدد كبير من أصوات الناخبين، في عام 1946، ولكن الحكومة العسكرية ما لبثت أن ألغت شرعية الحزب الشيوعي، فاضطر إلى مغادرة وطنه، ليعيش متنقلاً ما بين فرنسا وإيطاليا وتشيكوسلوفاكيا والاتحاد السوفييتي، ولم يتمكن من العودة إلى بلاده إلا في عام 1952.

وحقّق أمادو شهرة عالمية، حيث ترجمت رواياته إلى 54 لغة، وعرف على نطاق واسع في البلدان العربية، واشتهرت بصورة خاصّة رواياته "دروب الجوع"، و"غبرييلا قرفة وقرنفل"، و"كانكان العوام الذي مات مرتين"، التي مسرحها المخرج السوري حاتم علي، وقدمت على أحد المسارح السورية .

وكان للمهاجرين العرب في البرازيل حضوراً بارزاً في رواياته، لاسيّما في "غبرييلا قرفة و قرنفل" الصادرة عام 1985، إذ أنّ البطل الرئيسي هو المهاجر العربي نسيب سعد، وكذلك روايته المكرسة بمجملها لمهاجرين عرب، جميل بشارة السوري، ورضوان مراد اللبناني، وقد صدرت عام 1995 تحت عنوان "كيف اكتشف التوركو أميركا"، و"التوركو" هي التسمية التي تُطلق في البرازيل على المهاجرين ذوي الأصول العربية.

وبعد أن أكمل عامه الـ85، أعلن أنه يشعر بقدوم الموت، وقال في حوار أجراه بعد نكسة صحية "لا يعجبني الموت بشيء على الرغم من أني لا أخشاه، وأقل من ذلك بكثير تعجبني الشيخوخة، مع أنها تقدم الكثير من الخبرة، وأنا فضولي بصورة مفرطة ويعجبني معرفة ما الذي سيحدث في عالم الأعوام المقبلة، لذلك ليس لدي أيّة إرادة للموت، الحياة تعجبني كثيراً".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أعمال الروائي البرازيلي جورج أمادو تبقيه حيًا بعد 13 عامًا من رحيله أعمال الروائي البرازيلي جورج أمادو تبقيه حيًا بعد 13 عامًا من رحيله



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 05:46 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

نيللي كريم تودع فصل الصيف بصورة جريئة على شاطئ البحر

GMT 01:35 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

أنجيلا ميركل تتصدر قائمة "فوربس" لأقوى 100 امرأة

GMT 12:01 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

نصائح مهمة للحصول على شفتين أكثر امتلاءً

GMT 18:19 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

4 أندية إنجليزية مهتمة بضمّ لاعب أرسنال ثيو والكوت

GMT 01:58 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السعدي يسعى إلى إنشاء صندوق لإعادة إعمار اليمن

GMT 19:17 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

رئيس UFC يرفض عودة روندا روزي لحلبات القتال

GMT 16:10 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

منى عبد الغني تستأنف تصوير "أفراح إبليس 2" في الحي الريفي

GMT 15:15 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

عادل إمام يُرشّح يُسرا لتشارك معه في مسلسل "عوالم خفية"

GMT 07:12 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز مزايا السيارة الجديدة بورش "911 GT2"

GMT 02:22 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

أحمد زاهر سعيد بردود الفعل القوية على دوره في "الطوفان"
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq