رحيل الأديبة الجزائرية آسيا جبار بعد سجل حافل من الإبداع
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

ترجمت رواياتها إلى أكثر من 30 لغة حول العالم

رحيل الأديبة الجزائرية آسيا جبار بعد سجل حافل من الإبداع

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - رحيل الأديبة الجزائرية آسيا جبار بعد سجل حافل من الإبداع

الكاتبة والأديبة العالمية آسيا جبار
الجزائر ـ إيمان بن نعجة

تعتبر آسيا جبار من أبرز أعمدة الأدب الجزائري، ونجحت في تحقيق نجاحات كبيرة وساهمت بمؤلفاتها في الذاكرة الإبداعية العربية، إذ ترجمت رواياتها إلى أكثر من 30 لغة عبر العالم، وساهمت بشكل كبير في كتابة التاريخ والذاكرة والكفاح من أجل التحرير الوطني من خلال تكريمها للنساء المكافحات.

ولدت آسيا جبار الكاتبة و الروائية الجزائرية، في 30 حزيران/ يونيو من العام 1934 في المدينة الساحلية العريقة "شرشال" التي تبعد حوالي 200 كلم عن غرب العاصمة الجزائرية.

تلقّت تعليمها الأول في المدرسة القرآنية، ثم المدرسة الابتدائية في مدينة موزاية الصغيرة وسط سهل المتيجة بالقرب من ولاية البليدة، وتابعت دراستها الثانوية وأنهتها بالحصول على الثانوية شعبة اللاتينية اليونانية والفلسفة، وفي سنة 1955 وفقت في اجتياز امتحان الانتساب إلى المدرسة العليا للأساتذة "بسافر" فكانت بذلك أول امرأة جزائرية تطأ قدماها عتبة هذه المؤسسة الفرنسية العريقة في تدريب الأساتذة.

عرفت آسيا جبار بالمثقفة الشجاعة و الأدبية الجريئة، ونشرت أول رواية لها وهي لم تتجاوز العشرين من عمرها بعنوان "العطش" سنة 1953.

وتعد آسيا جبار من أشهر روائيات الجزائر و شمال أفريقيا، و أول امرأة جزائرية تنتسب إلى دار المعلمين في باريس عام 1955 م، وأول أستاذة جامعية في الجزائر ما بعد الاستقلال في قسم التاريخ والآداب، وأول كاتبة عربية تفوز عام 2002 بجائزة السلام التي تمنحها جمعية الناشرين وأصحاب المكتبات الألمانية، وقبلها الكثير من الجوائز الدولية في إيطاليا، والولايات المتحدة وبلجيكا.

وفي 16 حزيران/ يونيو 2005 انتخبت بين أعضاء الأكاديمية الفرنسية لتصبح أول عربية وخامس امرأة تدخل الأكاديمية، ومحاضرة في الأدب الفرنكفوني في جامعة نيويورك. وكانت من بين أقوى المرشحين لنيل جائزة نوبل لهذا العام. إلى جانب الشاعر السوري أدونيس، والكاتب هاروكي مواراكامي من اليابان وأمبرتو إيكو من إيطاليا، فضلا عن الروائي توماس بينكون، كما جرى ترشيحها في عدد من الدورات، غير أن الحظ لم يحالفها لافتكاك جائزة نوبل للآداب، على الرغم من التوقعات المؤكدة لتكون الأديبة العربية الثانية التي تفوز بالجائزة، بعد نجيب محفوظ، الروائي العربي الوحيد الذي تمكن من اقتناصها سنة 1998 .

وكتبت مسرحية "الفجر الدامي" التي أخرجها مصطفى كاتب وبعدها  كانت لمدة 3 سنوات تقوم بإخراج أعمال للمسرح في باريس ثم تدريس مقياس حول السينما و المسرح في جامعة الجزائر.

وعلاقة آسيا جبار، بالسينما لم تأت فجأة أو من خلال فيلمها "نوبة نـساء جبل شنوه"، بل هي علاقة وطيدة استطاعت من خلالها أن تعبّر كما استطاعت عن طريق الصورة و تنقل للمشاهد أكثر المَشاهد المعقدة.

و في أوجّ الحرب الأهلية التي هزت الجزائر كتبت عن الموت أعمالاً روائية منها: "الجزائر البيضاء" و"وهران... لغة ميتة".

 وبعيداً من مناخات الحرب، بل ومن أجواء الحبّ المتخيّل، وكتبت رواية "ليالي ستراسبورغ". وهي لم تكتبها هرباً من وجع الموت الجماعي الذي شهدته الجزائر، وإنما كعلاج نفسي داوت به غربتها وآلامها، بحسب تعبيرها.

وصفها المفكر مصطفى الأشرف بالكاتبة "البرجوازية"  لكنّها كانت مؤمنة  بالصدق الفني في الكتابة، إذ ولد صوتها الأدبي ثائرا على تبعية المرأة، وعلى وضع الاستعمار و مصادرة الحريات.

وافتها المنية في 6 شباط/ فبراير المنصرم في العاصمة الفرنسية، عن عمر ناهز الـ 79 سنة، لينقل جثمانها عبر طائرة خاصة أرسلها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وجرى استقبال جثمانها في مطار هواري بومدين الدولي في العاصمة الجزائرية من قبل عائلتة الفقيدة و وزيرة الثقافة الجزائرية و السفير الفرنسي في الجزائر وعدد من الشخصيات السياسية، الثقافية والفنية،
ليوارى الثرى جثمان آسيا جبار، الجمعة 13 شباط/ فبراير في مقبرة شرشال مسقط رأسها، في ولاية تيبازة غرب العاصمة الجزائرية، تاركة ورائها إرثا أدبيا تشهد له الساحة الأدبية العالمية.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحيل الأديبة الجزائرية آسيا جبار بعد سجل حافل من الإبداع رحيل الأديبة الجزائرية آسيا جبار بعد سجل حافل من الإبداع



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 21:16 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 01:12 2014 الجمعة ,01 آب / أغسطس

نجاح مسلسل "دلع بنات" فاق توقعاتي

GMT 20:04 2018 الأحد ,16 أيلول / سبتمبر

لعبة PubG Mobile تحصل على تحديث جديد

GMT 08:06 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"ديور" تطرح مجموعتها الجديدة من حقائب الربيع

GMT 01:52 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

سعر الريال السعودي مقابل ريال عماني الأحد

GMT 11:04 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

خطوات بسيطة لتحضير مطبق الباذنجان باللحم المفروم

GMT 02:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

بياض جبال "الأوراس" يعتبر الوجهة المفضلة لعشاق التزلج

GMT 04:47 2015 الإثنين ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

روندا روسي تظهر كنجم غلاف لعبة القتال المتنوع "إي اي سبورتس"

GMT 17:51 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

إسرائيل تطلق 6 صواريخ على مواقع عسكرية سورية جنوب دمشق

GMT 09:29 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

"ناسا" ترسل مركبة غير مأهولة إلى كوكب المريخ في عام 2020
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq