زاوية الموحدين في الجزائر منارة للعلم وأداء الصلوات تحت الأرض
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

أقيم لمخادعة الاحتلال الفرنسي بسبب منعه تشييد المساجد

زاوية الموحدين في الجزائر منارة للعلم وأداء الصلوات تحت الأرض

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - زاوية الموحدين في الجزائر منارة للعلم وأداء الصلوات تحت الأرض

زاوية الموحدين في الجزائر

الجزائر - نسيمة ورقلي يُعتبر مسجد زاوية الموحدين الكائن تحت الأرض في ولاية البيض الواقعة في (شمال غرب الجزائر)، والتي تبعد عن العاصمة الجزائر ب  800 كيلومتر، مسجدًا فريدًا من نوعه ليس فقط على مستوى الجزائر، بل حتى على مستوى العالم العربي و الإسلامي، وبالرغم من أن الكثير من الجزائريين يجهلون وجود مثل هذا المسجد، إلا أن سكان الولاية المحليين يدركون جيدًا تاريخه الذي يعود إلى فترة الاستعمار الفرنسي في الجزائر، ويفضلونه على مساجد أخرى لإقامة الصلاة به على غرار ما يشهده خلال هذه الأيام من شهر رمضان المبارك،    فالمسجد الذي تبلغ مساحته الإجمالية ما يقرب من 200 متر مربع تم إنجازه عن طريق الحفر دون استعمال لأية من مواد البناء بما فيها الاسمنت، إذ تم حفره بالكامل  تحت الأرض أثناء الفترة الاستعمارية من طرف الشيخ سيدي محمد بن بحوص، باستعمال وسائل بسيطة و تقليدية منها المطرقة و "القادوم"،  فسقفه باطن الأرض و أعمدته  و جدرانه الصخور السفلية للأرض.
زاوية الموحدين في الجزائر منارة للعلم وأداء الصلوات تحت الأرض
 هذا وترجع قصته التي يذكرها  السكان أن الشيخ و هو من سلالة أولاد سيدي الشيخ ، اضطر إلى تشييد هذا المسجد تحت الأرض خلال سنة 1940، وهذا بسبب  أن المستعمر الفرنسي وقتها كان يمنع بناء  المساجد  و يهدمها  و يحضر تعلم علوم القران و اللغة العربية في إطار عملية محاربته للهوية الوطنية، و لان الشيخ كان معتزا بعروبته و إسلامه،  اهتدى إلى تلك الطريقة الفريدة  من نوعها،  و التي خادع بها المستعمر الفرنسي لفترة طويلة في الجزائر، ليتحول هذا المسجد إلى منارة للعلم و قبلة لطلبة العلوم، وبالمقابل مخبأ  للمجاهدين الرافضين للتواجد المستعمر الفرنسي بالجزائر.
وهذا قبل أن تكتشفه السلطات الفرنسية  بعد أن ذاع صيته حيث اهتدت إليه سنة 1950، وهذا بعد تحريات ووشاية من بعض أعوانها ، فقامت على إثر ذلك باعتقال الشيخ،  ثم  نفيه من المنطقة و وضعه تحت الإقامة الجبرية في مدينة البيض بعيدا عن زاويته التي شيدها بأكثر من 40 كلم  حتى وافته المنية سنة 1954 ،وهي السنة التي تزامنت مع اندلاع ثورة التحرير المباركة.
 ويفضل الكثير من المصلين المقيمين بهذه الولاية الجنوبية إقامة صلواتهم بهذا المسجد المتميز، وهذا من ناحية كونه منجز بالكامل تحت الأرض على عمق ستة أمتار من السطح، ولا يكمن تميزه من حيث هو مشيد تحت الأرض فقط،  بل حتى من  حيث طريقة انجازه  الفريدة  من نوعها
ويروي سكان محليين لـ" المغرب اليوم" بأنهم يفضلون إقامة صلواتهم في هذا المسجد خاصة في شهر رمضان، ففضلا عن كل الخصائص التي تميزه، يمنح المسجد للمصلين فرصة أداء صلواتهم وصلاة التراويح في أجواء باردة تحت الأرض، خاصة وأن ولاية البيض الجزائرية يميزها المناخ الساخن ودرجات الحرارة المرتفعة.
وفيما يخص الدخول إلى هذا المسجد، فيتم ذلك عن طريق بوابة  صغيرة فوق الأرض ، حيث يتم نزول  سلالم تم إنجازها عن طريق الحفر أمتار، والزائر إليه تجذبه طريقة تشييده التي تعتبر آية في الإتقان و الانجاز، ويخيل للناظر أن مهندسا مختصا صممه بالنظر إلى تناسق أركانه و جدرانه، و تطابق مساحته مع الأعمدة الأرضية التي تحمله، مع العلم انه لم يعتمد على أية مواد بناء باستثناء  الاعتماد على الصخور و الحفر وسط الحجارة، و هذا سر جماله.
و تساءل "العرب اليوم" عن كيفية وطريقة الاعتناء بمسجد زاوية الموحدين وتسييره على مستوى ولاية البيض، فقيل "إن شيخ الزاوية التي تتولى تدريس القران للطلبة، يتلقى الإعانات و المساعدات من  قبل المحسنين، و ينفقها على إصلاح المسجد، و إطعام الطلبة الذين يتم الاستعانة بهم في صلاة التراويح و صلاة التهجد".
وبهذا تم المحافظة على تواجد هذا المسجد مند فترة طويلة وسيبقى أحد المعالم الدينية والتاريخية التي نقلت منه من فضاء للجهاد والوقوف في وجه طمس الهوية الوطنية من قبل المستعمر الفرنسي، إلى منارة للعلم وأداء الصلوات.
 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زاوية الموحدين في الجزائر منارة للعلم وأداء الصلوات تحت الأرض زاوية الموحدين في الجزائر منارة للعلم وأداء الصلوات تحت الأرض



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 21:21 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 07:48 2016 الثلاثاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

روعة قيادة رولز رويس على الطريق لا تُضاهيها متعة شيء

GMT 17:46 2016 السبت ,22 تشرين الأول / أكتوبر

"ملوك الكاسيت" ضيوف إسعاد يونس في "صاحبة السعادة"

GMT 22:56 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنان محمود ياسين يغيب عن عزاء نسيبه

GMT 17:18 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

تعرف على اتيكيت حضور الحفلات الموسيقية والغنائيَّة

GMT 01:54 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تقرير جديد يكشف أن ميلانيا ترامب لم تطمح لدور السيدة الأولى

GMT 01:37 2016 الأربعاء ,15 حزيران / يونيو

ماغي بوغصن تراهن على وصول فكرة "يا ريت" للمشاهدين

GMT 04:03 2017 الخميس ,13 إبريل / نيسان

الفيلة تدرك أن جسدها العملاق يمثل عقبة كبيرة

GMT 11:03 2014 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

"مغارة الشموع" كهف مليء بالأسرار تحتضنه القدس
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq