مسجد كوبنهاغن يثير الأزمة بين المسلمين والسياسيين في الدانمارك
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

على الرغم من عدم رفعه الأذان احترامًا لثقافة المجتمع

مسجد "كوبنهاغن" يثير الأزمة بين المسلمين والسياسيين في الدانمارك

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - مسجد "كوبنهاغن" يثير الأزمة بين المسلمين والسياسيين في الدانمارك

مئذنة المسجد الجديد في كوبنهاغن
كوبنهاجن ـ العرب اليوم

تقف مئذنة المسجد الجديد في كوبنهاغن عالية في سماء حي نوريبرو في قلب المدينة، وإن كانت لم تشهد أذانًا يُرفَع منها، وقد افتتح "مسجد ومركز حمد بن خليفة الحضاري"، الخميس 19 حزيران/يونيو في العاصمة الدانماركية.
وأكّد المتحدث باسم المجلس الدانماركي الإسلامي الذي أشرف على بنائه محمد الميموني، أنّ المئذنة والقبة المرافقة لها ليستا إلا رمزًا للمسجد وللمركز الثقافي الإسلامي الملحق به.
وأوضح الميموني لـ"بي بي سي"، أنّ "المسلمين أرادوا من وراء عدم رفع الأذان من المئذنة التأكيد على احترام ثقافة المجتمع الدانماركي". لكن هذا لم يكن كافيًا لتهدئة مخاوف بعض الأطراف من المسجد، منذ بدأ مشروع بنائه قبل أعوام وحتى اكتماله.
ولفت الميموني إلى، إن هناك 1000 مكان للعبادة للمسلمين، في أنحاء الدانمارك وإن كان كثير منها لا يعدو أن يكون غرفًا ومرافق مؤقتة، مبينًا أن "المسجد كان بمثابة حلم للمسلمين هنا وأخيرًا تحقق"،  مبينًا أنّ "المركز سيكون سبيلاً لتفادي الخلافات، مثل الخلاف بشأن رسوم النبي، لأنّه يشجع الحوار والتفاهم"، مبرزًا أنَّ "المسلمين الدنماركيين يعتمدون تفسيرًا معتدلاً للإسلام".
وذكر الميموني، أنّ "الإسلام في قطر أو في المغرب ليس هو ذاته كما في الدنمارك، بالطبع هناك بعض المبادئ التي لا تتبدل، حسب الزمان والمكان، لكن أمورًا أخرى يمكن أن تكون مختلفة".
وتدور حول المسجد أزمة كبيرة تشمل أطرافًا عدة، منها المجلس الدانماركي الإسلامي، وكذلك المسئولون المحليون في بلدية كوبنهاجن، والأحزاب السياسية اليمينية في الدولة الاسكندنافية الصغيرة، حيث يتخذ المعارضون من مصدر تمويل المسجد سببًا رئيسيًا لانتقاداتهم.
وكان أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة قبل 3 أعوام، قد تعهد بتمويل المسجد ورصد له منحة بلغت 27 مليون يورو، وجاءت المنحة بعد تعثر الأقلية المسلمة هناك، لأكثر من 5 أعوام في تمويل مشروع المسجد.
وتلقف النبأ سياسيون في الدانمارك بشكوك كبيرة، معتبرين أن منحة بهذا الحجم لا يمكن أن تأتي دون مقابل، على حد قول بعضهم، بينما أعرب مسئولون في المجلس المحلي في كوبنهاغن عن، تخوفهم من أن تنشر قطر من خلال المسجد الفكر المتشدد، على حد وصفهم.
وأشار عمدة كوبنهاغن لشؤون الثقافة كريستيان ايبسينز، وهو من حزب "الشعب الدانماركي اليميني" لـ"بي بي سي" إلى، أنّ معارضتهم للمسجد جاءت بسبب مصدر تمويله، لا لشيء آخر، وإنه أمر طبيعي أن يكون هناك مساجد في مدينة متعددة الأديان والثقافات مثل كوبنهاغن.
ونوه ايبسينز، أنّ "احتضان المدينة لثقافات مختلفة لا ينبغي أن يكون على حساب باقي القيم الدانماركية التي تميزنا كدولة".
ويُقيم الدنماركيّون، علاقة معقّدة مع الدين الإسلاميّ، الذي يعتبر ثاني ديانة في بلادهم، متأثرين بسياسة "الحزب الشعبي الدنماركي"، اليميني المعادي للهجرة، والذي قضى 10 أعوام في الحكومة، فضلاً عن عنف ردِّ الفعل على الرسوم المنشورة في صحيفة "يلاندس بوستن"، عام 2005.
وكما لم يحضر أيّ مسؤول سياسيّ وطني حفل افتتاح المبنى، الذي موّله بلد حقق ثروته بفضل موارده من الغاز، حيث تعذّر بعض المسؤولين بارتباطات أخرى، فيما كان آخرون أكثر صراحة، حيث أكّد رئيس "التحالف الليبرالي" أندرس ساميولسن، في تصريح صحافي، "لن أجازف وأدعم شيئًا يعتبر دعمه من الحماقة".
ويفند المسلمون الاتهامات الموجهة إلى المسجد، مؤكدين أن لهم كامل الحق في إدارته، ولهم سيطرة كاملة على الخطاب الديني المستخدم فيه.
وتعيد أزمة مسجد "نوريبرو"، للأذهان جدل بناء المساجد الذي تفجر في أوروبا قبل 5 أعوام، ففي تشرين الثاني/نوفمبر عام 2009، صوت أكثر من نصف الناخبين السويسريين لصالح حظر بناء المآذن في البلاد في استفتاء دعا إليه حزب الشعب اليميني السويسري، في خطوة لاقت انتقادات من الأمم المتحدة، والفاتيكان، ومنظمات أوروبية، آنذاك، لكن الخطوة لقيت أيضًا إشادة من قبل أحزاب أوروبية يمينية متشددة، وسرعان ما انتقل الجدل لدول أوروبية أخرى من بينها ألمانيا والنمسا.
ويعتبر المسجد، المبني على مساحة تبلغ أكثر من 600 ألف متر مربع، هي الأكبر في منطقة الدول الإسكندنافية، كما يعد أيضًا المسجد الأول في الدنمارك الذي يبنى بشكل رسمي لاستقبال المصلين من الأقلية المسلمة في البلاد.
وألمح مسئولو المجلس الدانماركي الإسلامي إلى، أنّ تصميم المسجد جعله مزيجًا من الطراز الشمالي والتراث الإسلامي ليتناغم مع المنطقة من حوله.
وأكد المسؤلون، أنهم يتفهمون مخاوف البعض بسبب التمويل، إلا أنه لا سبيل لتخطى الأزمة إلا بالحوار، وهو ما دفع المجلس الإسلامي لدعوة لفيف من السياسيين لحضور افتتاح المسجد، وإلا أنّ هناك بعض السياسيين في الدانمارك من لا يقف في صف المعارضة من المسجد، حيث قبلت سوزان هودلند، وهي من المسؤولين في بلدية كوبنهاغن عن ملف الاندماج، دعوة المجلس الإسلامي الدانماركي لحفل الافتتاح، وموضحة أنّ المسجد صار أمرًا واقعًا ولا فائدة ترجى من مقاطعته، مبينة "علينا الاستمرار في الحوار مع المسلمين والاستماع لهم".
وكان المجلس يعتزم في بداية الأمر الحصول على هبات من ممولين كويتيين وسعوديين، غير أنَّ أمير دولة قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني أبدى اهتمامًا بالمسجد، بعدما تحدثت عنه قناة "الجزيرة" القطرية.
ويبلغ عدد المسلمين في الدانمارك قرابة 4 في المائة من إجمالي السكان، البالغ عددهم 5.5 مليون نسمة، وينتمي غالبية المسلمين لأصول من تركيا والمغرب العربي وكذا من جنوب آسيا.
وكان المجلس يعتزم في بداية الأمر الحصول على هبات من ممولين كويتيين وسعوديين، غير أنَّ أمير دولة قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني أبدى اهتمامًا بالمسجد، بعدما تحدثت عنه قناة "الجزيرة" القطرية.
ومن المتوقع أن يحضر وفد قطري، يضم وزير الأوقاف والشؤون الإسلاميّة، الحفل، الذي ستنقله "الجزيرة" والتلفزيون العام القطري.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسجد كوبنهاغن يثير الأزمة بين المسلمين والسياسيين في الدانمارك مسجد كوبنهاغن يثير الأزمة بين المسلمين والسياسيين في الدانمارك



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 05:46 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

نيللي كريم تودع فصل الصيف بصورة جريئة على شاطئ البحر

GMT 01:35 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

أنجيلا ميركل تتصدر قائمة "فوربس" لأقوى 100 امرأة

GMT 12:01 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

نصائح مهمة للحصول على شفتين أكثر امتلاءً

GMT 18:19 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

4 أندية إنجليزية مهتمة بضمّ لاعب أرسنال ثيو والكوت

GMT 01:58 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السعدي يسعى إلى إنشاء صندوق لإعادة إعمار اليمن

GMT 19:17 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

رئيس UFC يرفض عودة روندا روزي لحلبات القتال

GMT 16:10 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

منى عبد الغني تستأنف تصوير "أفراح إبليس 2" في الحي الريفي

GMT 15:15 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

عادل إمام يُرشّح يُسرا لتشارك معه في مسلسل "عوالم خفية"

GMT 07:12 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز مزايا السيارة الجديدة بورش "911 GT2"

GMT 02:22 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

أحمد زاهر سعيد بردود الفعل القوية على دوره في "الطوفان"
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq