متحف مونبارناس للفن المعاصر في باريس يدعم المواهب الفنيَّة الشابَّة
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

يشكل ملتقى للفنانين الشباب والمهتمين بمسيرة الفن التشكيلي

"متحف مونبارناس" للفن المعاصر في باريس يدعم المواهب الفنيَّة الشابَّة

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - "متحف مونبارناس" للفن المعاصر في باريس يدعم المواهب الفنيَّة الشابَّة

"متحف مونبارناس" للفن المعاصر في باريس
باريس ـ هدى زيدان

وصلت الفنانة الروسية ماري فاسيلييف مطلع القرن العشرين إلى باريس لدراسة الفنون التشكيلية، لكن المدينة التي كانت تزخر بحركة تشكيلية كبيرة سرعان ما استهوتها، لتفتتح فيها بعد سبع سنوات من وصولها إليها مشغلها في منطقة "مونبارناس" عام 1912. سرعان ما تحول المشغل إلى مكان تلاقت فيه مجموعة من الفنانين القادمين إلى فرنسا، ليغدو مكاناً امتزجت فيه الثقافات والفنون المتوسطية والأوروبية وفنون أوروبا الشرقية مع أميركا اللاتينية، من خلال من مر على هذا المكان من فنانين عاشوا في باريس وكانت الفنون الحديثة والمعاصرة مصدر إلهامهم وعملهم، حيث وفر المكان ملتقى لكثير من الفنانين وساحة للنقاش والحوار وتبادل الخبرات في ما بينهم، إضافة إلى أنه كان يضم مقهى أو مقصف بسيط حيث تقدم الوجبات والمشروبات بأسعار زهيدة. وكان المكان خلال الفترة السابقة للحرب العالمية الأولى وبعدها الأوسع ليتبادل فنانون من مختلف الثقافات تجاربهم الفنية في باريس.
بعد الحرب العالمية الثانية بقي المشغل والمرسم مغلقاً، حتى عام 1998 عندما أسس كلٌّ من المصور روجيه بيك وجان ماري دروت مؤسسة غير ربحية وتحويل مشغل ومرسم الفنانة ماري فاسيلييف إلى متحف للفن المعاصر باسم "متحف مونبارناس".
يقدم المتحف الذي يعتبر مصدراً مهماً للمعلومات، للطلاب والباحثين والفنانين المنشغلين بالفنون البصرية المعاصرة الوثائق المطلوبة، خصوصاً أنه مساحة للعمل بين أروقته للفنانين، إضافة إلى مجموعة كبيرة من المقتنيات الفنية التي يعاد عرضها لعدد كبير من الفنانين الذين مروا بباريس أو درسوا فيها وكان لها أثر في مسيرتهم الإبداعية، كما تقام فيه معارض للفنون المعاصرة لفنانين من دول عدة يمثلون ثقافات وحضارات مختلفة.
المشغل - المتحف الذي مر عليه كبار الفنانين من هنري ماتيس وحاييم سوتين وموديلياني وبيكاسو لا يزال منذ إعادة افتتاحه عام 1998 مكاناً حافلاً بالنشاطات المتعلقة بالفن الحديث، وتقام فيه ندوة شهرية لمعالجة جانب من جوانب الفنون المعاصرة، يضاف إليها مجموعة من المعارض الدورية لفنانين من مختلف دول العالم.
أعيد افتتاح المتحف للتذكير به كمكان شكل علامة فارقة في مسيرة الفنون التشكيلية في باريس، ونظراً إلى أهميته التاريخية كون أهم الأسماء الفنية التي عرفتها العاصمة الفرنسية في النصف الأول من القرن العشرين مرت به، وشهد ازدهاراً كبيراً في فترة الحرب العالمية الأولى، إذ استطاعت ماري فاسيلييف أن تجعله ملتقى لمختلف الفنانين والكتاب في المدينة، ليقيموا فيه أمسياتهم وندواتهم.
وعندما فُرِض حظر التجول على المدينة إبان الحرب العالمية الأولى نجا المشغل والمحترف من الإغلاق لأنه مسجل ومرخص كناد خاص، وحوّلت ماري فاسيلييف جزءاً منه إلى مقصف يقدم الطعام والمشروبات بأسعار مخفضة للفنانين والكتاب الذين اعتادوا على ارتياده، ما حوله أيضاً إلى مكان تجمع شعبي لمختلف الفئات الاجتماعية وساهم في توليد جو من الألفة والحميمية بين مجموعة المثقفين والفنانين الذين كانوا يقيمون في باريس في تلك الفترة وروّاد المكان. وكانت ماري فاسيلييف متطوعة في الصليب الأحمر الفرنسي إبان الحرب بوصفها ممرضة، ما ترك أثراً على علاقتها بالناس الذين كانت تساعدهم وتشرف على معالجتهم في المشغل أيضاً.
لا تزال أعمال كثير من الفنانين موجودة في المتحف، وربما أهمها الأعمال التكعيبية لماري، إضافة إلى قطع الأثاث والديكور التي تركتها وفيها يظهر أثر أسلوبها المتفرد في تصميم قطع الديكور والأثاث على شكل دمى وألعاب تزين المكان الذي يشكل ملتقى للفنانين الشباب والمهتمين بمسيرة الفن التشكيلي.
ويخضع المتحف الذي يقع في شارع ضيق من شوارع العاصمة الفرنسية لأعمال ترميم وتجديد، على أن يعاد افتتاحه أمام الزوار في عام 2015، ليساهم في رفد الحالة الفنية ويبقى مرجعاً لحقبة مهمة من حقب تطور الفنون المعاصرة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متحف مونبارناس للفن المعاصر في باريس يدعم المواهب الفنيَّة الشابَّة متحف مونبارناس للفن المعاصر في باريس يدعم المواهب الفنيَّة الشابَّة



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 05:46 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

نيللي كريم تودع فصل الصيف بصورة جريئة على شاطئ البحر

GMT 01:35 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

أنجيلا ميركل تتصدر قائمة "فوربس" لأقوى 100 امرأة

GMT 12:01 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

نصائح مهمة للحصول على شفتين أكثر امتلاءً

GMT 18:19 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

4 أندية إنجليزية مهتمة بضمّ لاعب أرسنال ثيو والكوت

GMT 01:58 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السعدي يسعى إلى إنشاء صندوق لإعادة إعمار اليمن

GMT 19:17 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

رئيس UFC يرفض عودة روندا روزي لحلبات القتال

GMT 16:10 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

منى عبد الغني تستأنف تصوير "أفراح إبليس 2" في الحي الريفي

GMT 15:15 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

عادل إمام يُرشّح يُسرا لتشارك معه في مسلسل "عوالم خفية"

GMT 07:12 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز مزايا السيارة الجديدة بورش "911 GT2"

GMT 02:22 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

أحمد زاهر سعيد بردود الفعل القوية على دوره في "الطوفان"
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq