موسيقيون غزاويون يلعنون الحرب بصوت الحب
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

يجيدون العزف على مجموعة كبيرة من الآلات

موسيقيون غزاويون يلعنون الحرب بصوت الحب

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - موسيقيون غزاويون يلعنون الحرب بصوت الحب

موسيقيون غزاويون
غزة - العراق اليوم

داخل قاعة صغيرة في معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى الواقع وسط مدينة غزة، تجتمع مجموعة من العازفين والمتدربين، الذين يصلون الليل بالنهار لإكمال تدريباتهم في العزف على الآلات الموسيقية الشرقية والغربية، استعداداً للخروج في حفلات موسيقيّة عامّة خلال الفترات القادمة، يرفعون خلالها أصواتهم وأنغامهم، التي تعبر عن السلام والحب، وتلعن صوت الحرب.

الفتاة زينة الحمارنة (17 سنة)، تعلمت منذ الصغر العزف على آلة القانون التي أضحت مع الوقت تشكل جزءاً من حياتها، تروي أن : «العزف هو ملجئي كلّما عاشت غزة توتراً وتصعيداً عسكرياً، وأحاول من خلاله القفز عن كلّ المعيقات التي تواجهني في كلّ تفاصيل الحياة»، موضحة أنّها تقضي يومياً أكثر من ساعة في التدرب عليه، لتكون جاهزة في كلّ وقت للخروج في عروضٍ موسيقية أمام مختلف الناس. وتلفت إلى أنّها شاركت خلال السنوات الفائتة في عدد من المهرجانات المحلية، إلى جانب الفرقة التابعة لمعهد إدوارد سعيد الذي يمتلك فروعاً في عدد من المدن الفلسطينية، وهو المكان الذي تتدرب فيه على الآلات الوترية بشكلٍ شبه يومي، مشيرة إلى أنّها تلحظ الدهشة في عيون الناس حين تمر في الطريق والشوارع وتكون حاملة لحقيبة القانون الخاص بها، والذي امتلكته قبل عدّة "سنوات، لتتمكن من تطوير قدراتها بشكلٍ أفضل، نقلا عن "الشرق الأوسط.

وتصادف وقت وجود زينة في حصص التدريب خلال الفترات الماضية، مع عدد من التصعيدات الإسرائيلية التي تم فيها قصف المباني وتدميرها، وتنوه إلى أنّهم كفريق، وعلى الرغم من تلك الأصوات المرعبة كانوا يستمرون بالعزف والغناء، لأنّهم يعلمون جيداً أنّ استمرارهم في رسالتهم المليئة بالفرح، يسهم بشكلٍ كبير في التقليل من الآثار النفسية لتلك الاعتداءات وتزيد من حماسهم وقدرتهم على التحمل.

على جنبٍ داخل الغرفة المليئة بالآلات الموسيقية والعازفين، كانت تجلس الفنانة يارا أيوب (18 سنة)، تُصغي بتركيز واندماج خلال الاستماع للألحان الموسيقية التي يعزفها زملاؤها، لتربط بينها وبين ما تدربت على عزفه عبر آلة الجيتار الغربية، إذ أنّها بدأت منذ نحو ثماني سنوات بالتعلّم عليها، وتُنبّه إلى أنّها تدّربت كذلك قبل سنوات قليلة على العزف على آلة «الناي» الشرقية، وذلك إلى جانب إجادتها للغناء.

وتسرد الحمارنة : «كثير من الصعوبات نواجهها كموسيقيين في قطاع غزة، أهمها الجو العام، الذي يكون في كثير من الأحيان غير محفز على الأداء والعروض الموسيقية، ونواجه كذلك عقبات لها علاقة بعدم توفر الآلات داخل القطاع»، مبيّنة أنّهم في حال أرادوا السفر للمشاركة في عروض خارجية لا يتمكنون من ذلك بسبب إغلاق المعابر والحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع.

أمّا عازف العود عز الدين خليفة (18 سنة)، وهو من بين الشباب الذين يتشاركون العزف والتدريب مع الفتيات، يتحدث لـ«الشرق الأوسط»: «منذ الصغر أجيد الغناء والعزف، وأعتقد أنّ البيئة الغزّية بشكلٍ عام تمتلك القدرة على تنمية المواهب والقدرات الفنية، لا سيما أنّ التناقض هو السمة العامة التي يتفق فيها مختلف التفاصيل الحياتية، فعلى سبيل المثال، قد نجد عريساً فرحاً بزفافه بعد مرور شهور معدودة على استشهاد أخيه». ويؤكّد، وهو الذي يعزف على آلة العود الشرقية ويمتلك قدرات غنائية وصوتاً شجّياً، أنّ ذلك التناقض لا يعني أنّ السكان غير مبالين ولا يمتلكون مشاعر، بل هو دليل على قدرتهم على تحدي كلّ الظروف والنهوض من جديد، شارحاً أنّهم يتعرّضون أحياناً لانتقادات مجتمعية بسبب اختلاط التدريبات والعروض بينهم وبين الفتيات، لكنّ ذلك لا يؤثر عليهم كونهم يعلمون أنّ الناس يغيّرون نظرتهم كلما شاهدوا أداءً مميزاً منهم.

من جهته، يقول الدكتور الموسيقي إسماعيل داود لـ«الشرق الأوسط»: «منذ عدّة سنوات تعمل إدارة معهد إدوارد سعيد على تعزيز فكرة حبّ الموسيقى وتقبّلها في أوساط المجتمع الفلسطيني من خلال إقامة العروض المحلية، وتشجيع فكرة تعلّم الأطفال للموسيقى في أوساط الأهالي، وفتح الباب أمامهم من أجل الانضمام لفرق المعهد المختلفة»، موضحاً أنّ فتيات الفرقة والمعهد يواجهن عدداً من العقبات التي تقف في طريق استمرارهن بتعلّم الموسيقى، أهمها العادات والتقاليد التي تقيّد الفتيات.

قد يهمك ايضا 

  فاطمة ملال من نسج الزربية إلى الفن التشكيلي

معرضان للفن التشكيلي وللحرف اليدوية ضمن مهرجان المغتربين

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موسيقيون غزاويون يلعنون الحرب بصوت الحب موسيقيون غزاويون يلعنون الحرب بصوت الحب



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 21:54 2018 الأربعاء ,30 أيار / مايو

تعرف على "أهل الدثور" وأسباب دخول الجنة

GMT 10:07 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

Incredible Things عطر ساحر من نفحات الأخشاب الطبيعية

GMT 18:46 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

صلاح يفك عقدة لازمته منذ 2014 في كأس الاتحاد الإنجليزي

GMT 21:25 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

"كلام ستات" يناقش مبادرة "بدّلها بفضة" لتسهيل الزواج

GMT 02:06 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على أفخم الفنادق في مدينة هونغ كونغ الصينية

GMT 04:13 2018 الخميس ,21 حزيران / يونيو

"ديكورات" مشرقة في شقّة جون بون جوفي الـ"دوبلكس"

GMT 01:13 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

أبوالفتوح تكشف فوائد تناول الردة خلال الوجبات

GMT 03:36 2018 الأربعاء ,06 حزيران / يونيو

تناول المكسرات يساعد على استقرار مستويات السكر

GMT 01:21 2018 الثلاثاء ,15 أيار / مايو

شاكيرا تستعد لإحياء حفلة غنائية في إسرائيل

GMT 22:07 2014 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

سائق حافلة ركاب في إسبانيا يرفض صعود منقبة للحافلة

GMT 00:14 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

سعر الريال السعودي مقابل دينار كويتي الجمعة

GMT 05:14 2017 الأحد ,10 كانون الأول / ديسمبر

تعاون "فوكس" و" ديزني" يكشف عن تقاعد "مردوخ" أم خطة جديدة

GMT 12:17 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاح استئصال ورم من بطن سيدة في جازان وزنه 5 كيلو جرام

GMT 07:35 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

سلام العمري تبدع في صناعة الشموع بطرق مختلفة جذابة
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq