متحف طلعت حرب يوثِّق تاريخ النضال الوطني في مصر
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

يضم صورًا وكتبًا وخرائط ومقتنيات شخصية نادرة

"متحف طلعت حرب" يوثِّق تاريخ النضال الوطني في مصر

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - "متحف طلعت حرب" يوثِّق تاريخ النضال الوطني في مصر

"متحف طلعت حرب"
القاهرة - العرب اليوم

لم تكن أم كلثوم تتمتّع بالشّهرة العارمة كسيدة الغناء العربي؛ لكنّها كانت معروفة بصوتها الطّربي المميّز، حين أتت لمقابلة رجل الاقتصاد المصري طلعت حرب، لتشكو إليه عقد احتكار وقعته قديمًا بشروط جائرة، فسخُه يتطلّب دفع مائتي جنيه، وهو مبلغ ضخم بحسابات النّصف الأول من القرن الماضي.

استجاب طلعت حرب للمغنّية الشّابة، وأقرضها المبلغ للتّخلص من عقد الاحتكار، بضمان صوتها الذي لا مثيل له، قبل أن يتبنّى تقديمها في عدد من الأفلام من إنتاج «شركة مصر للتّمثيل والسينما»، التي أسّسها "بنك مصر"، ضمن 15 شركة أخرى، لاستثمار أموال مودعيه المصريين، كأوّل بنك وطني أهلي مصري , لذلك لم يكن من العجيب أن ترثيه أم كلثوم بعد وفاته ببضع سنوات، بأغنية " اذكروه خلدوه "، من كلمات صالح جودت، وألحان رياض السنباطي.

ويتناقل الحكاية السّابقة العاملون في متحف طلعت حرب التابع لبنك مصر، الذي يقع في المبنى التاريخي في شارع محمد فريد في وسط البلد , وأُنشئ المتحف عام 2011، تخليدًا لذكرى طلعت حرب باشا، الذي لقب بـ "رجل الاقتصاد المصري "، وساهم خلال فترة الحربين العالميتين الأولى والثانية، في تحرير الاقتصاد المصري من تبعية الاحتلال الأجنبي، عن طريق إنشاء أول بنك مصري، ومجموعة من الشّركات المهمة، مثل: " مصر للغزل والنسيج "، و "مصر للطيران" ، و"مصر للتأمين"، و"مصر للمناجم والمحاجر"، و" مصر لصناعة وتكرير البترول" ، و" مصر للسّياحة "، و" استوديو مصر"، وغيرها.

ويضمّ المتحف عددًا من الأوراق، والوثائق التاريخية، بعضها من مقتنيات البنك نفسه، وبعضها تم إهداؤه إلى المتحف من قبل أسرة طلعت حرب، الذي يحرص أولاده وأحفاده على زيارة المتحف باستمرار، للاطّلاع على سيرة جدهم , وتعكس مقتنيات المتحف جانبًا آخر من شخصية المفكر الاقتصادي، من ضمنها حرصه الشّديد على الوقت. ففي حجرة الاجتماعات الخاصة به يُلحظ صغر حجم المقاعد، واختفاء مساند الظهر، بالإضافة إلى صغر مساحة الغرفة في الأساس.

تقول شيرين محمود، مسؤولة المتحف، إنّ تصميم تلك المقاعد جاء ضمن فلسفة طلعت حرب في إدارة الوقت، فالكراسي لا تسمح للجالس بالجلوس فترة طويلة، وبالتالي فإن الاجتماعات جميعها تكون موجزة، إضافة إلى ذلك نجد سجلات ضخمة تضم أسماء المودعين، تعود إلى إنشاء بنك مصر عام 1920، كتبت بخط اليد، ولا تحمل خطأ واحدًا، على ما يبدو أنّ النّظام الشّديد كان من ضمن صفات طلعت حرب أيضًا، ومن حوله.

أمّا من النّاحية السّياسية، فكان طلعت حرب مقربًا من كل الجهات التي ترفض هيمنة الاستعمار، فتظهر الصّور المعلقة على الجدران علاقته مع الزعيم الوطني سعد زغلول، والملك فؤاد، الرافض للهيمنة الإنجليزية على حكمه.

تقول شيرين محمود، إنّ الملك فؤاد أهداه لقب «الباشوية» عام 1930، خلال حضوره افتتاح مصنع مصر للغزل والنسيج، الذي وصل عدد العمال فيه إلى 12 ألف عامل، وهو عدد كبير وقتها، مشيرة إلى إحدى الصّور المعلقة في المتحف، التي تمثّل خروج آلاف العمال وقت انتهاء العمل.

ومن المقتنيات الطّريفة في المتحف صورة قديمة لعربة كتب عليها «شركة مصر لمصائد الأسماك»، المملوكة لبنك مصر أيضًا، وتمثّل أول شركة لتوصيل الأسماك للفنادق والمنازل، بعيداً عن منافذ البيع، كما ابتكر طلعت حرب أول نظام للإعلان داخل الأفلام السينمائية المنتجة من قبل «شركة مصر للتمثيل والسينما»، ويمكن ملاحظة ذلك خلال أحداث فيلم «سلامة في خير»، للراحل نجيب الريحاني، كما تؤكد شيرين محمود.

في المتحف أيضًا عقد تأسيس بنك مصر، بإمضاء عدد من السياسيين ورجال الاقتصاد في مصر خلال بداية القرن الماضي، كـ«شيكوريل»، و«قطاوي»، وعدلي باشا يكن، وغيرهم , وكتاب عن قناة السويس يرفض استمرار هيمنة الأجانب عليها، ويضمّ خريطة تفصيلية للقناة، يقول العاملون في المتحف إنّ الرئيس الراحل جمال عبد الناصر استعان بها خلال تأميمه للقناة، بعد صدور الكتاب بسنوات , و يضمّ المتحف استقالة طلعت حرب عقب التدهور المالي الذي أصاب البنك، خلال نهاية الحرب العالمية الثانية.

قد يهمك ايضَا:

"زباين أون لاين" عرض مسرحي في مركز طلعت حرب الثقافي

معرض نادى طلعت حرب للكتاب فى دورته الأولى

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متحف طلعت حرب يوثِّق تاريخ النضال الوطني في مصر متحف طلعت حرب يوثِّق تاريخ النضال الوطني في مصر



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 11:34 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

راموس يخضع لعملية جراحية عاجلة

GMT 12:26 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على مواصفات سيارة "شفروليه إكوينوكس 2018" الرشيقة

GMT 07:31 2016 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

كتاب يكشف عمليات جراحية بشعة في القرن التاسع عشر

GMT 04:20 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

السلطان محمد الخامس يتزوج ملكة جمال روسيا

GMT 20:30 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

"كاديلاك" تطرح طراز 2019 من سيارتها "ATS Coupe" بمزايا مُبتكرة

GMT 12:49 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

ابنة مسن بولاق الدكرور دليل الأمن لكشف قاتل والدها

GMT 15:05 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

عبد الفتاح عسيري ينهي الجدل حول مستقبله مع الأهلي

GMT 07:29 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

اطقم مجوهرات مميزة وفريدة للاحتفال بالعام الجديد

GMT 10:42 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق "وانا وان" الكوري يصدر أغنية جديدة بعنوان "نسيم الربيع"

GMT 02:41 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين نيازي تكشف عن سعادتها بنجاح "هرقّص مصر"

GMT 21:42 2018 الأحد ,21 تشرين الأول / أكتوبر

إيقاف البرازيلي سيلفا لاعب "الشباب" وتغريمه 10 آلاف ريال

GMT 21:18 2018 الجمعة ,19 تشرين الأول / أكتوبر

تسليم منحة جبر ضرر المنازل لـ35 عائلة في الحمامات

GMT 13:36 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

فوائد العسل النحل مطهر ومدمر للبكتيريا

GMT 07:09 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

فوائد الفجل الأسود لتطهير الكبد من السموم

GMT 22:23 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"شعب التجنيد" في سورية تتسبب في رفع حالات الزواج العرفي

GMT 10:15 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

راشد الدواس يحرز لقب بطولة العالم للدراجات المائية

GMT 17:18 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

هيئة الأرصاد الجوية تتوقع سقوط الأمطار لمدة 3 أيام

GMT 23:02 2018 السبت ,21 تموز / يوليو

ظهور نتائج البكالوريا في سورية حسب الاسم

GMT 23:08 2018 السبت ,30 حزيران / يونيو

حوادث أمنية متفرقة في العراق
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq