الرئيس المصري يؤكد أن التقاعس عن تجديد الخطاب الديني يترك الساحة لأدعياء العلم
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

ناقش علماء من 41 دولة عربية وإسلامية في الأزهر قضايا "التجديد في الفكر"

الرئيس المصري يؤكد أن التقاعس عن تجديد الخطاب الديني يترك الساحة لأدعياء العلم

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - الرئيس المصري يؤكد أن التقاعس عن تجديد الخطاب الديني يترك الساحة لأدعياء العلم

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي
القاهرة - العراق اليوم

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن «أي تقاعس أو تراخٍ عن تجديد الخطاب الديني من شأنه ترك الساحة لأدعياء العلم وأشباه العلماء، ليخطفوا عقول الشباب، ويزينوا لهم استباحة القتل والنهب والاعتداء على الأموال والأعراض، ويدلسوا عليهم أحكام الشريعة السمحة، وينقلوا لهم الفهم الخاطئ المنحرف في تفسير القرآن الكريم، والتشويه المتعمد للسنة المطهرة».

وأكد السيسي، خلال كلمته في مؤتمر «الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي» التي ألقاها نيابة عنه الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء المصري أمس: «لقد طالبت المؤسسات الدينية منذ عدة سنوات، وفي مقدمتها مؤسسة الأزهر، بأن تولي الأهمية القصوى لموضوع تجديد الخطاب الديني».

ويشار إلى أن الرئيس السيسي لم يحضر المؤتمر أمس، حيث كان مقرراً حضوره، لكنه دعا إلى أن يكون «المؤتمر الذي حضره علماء من 41 دولة عربية وإسلامية فاتحة لسلسلة من مؤتمرات تجديد الفكر الإسلامي التي تعقد عاماً بعد عام»، ويولي الرئيس السيسي لقضية «تجديد الخطاب» أهمية كبرى، وكثيراً ما تتضمن خطاباته الرسمية ومداخلاته في المناسبات العامة دعوة إلى علماء الدين للتجديد. وقال السيسي في 2017 إن مسألة تجديد الخطاب الديني «قضية حياة أو موت لهذا الشعب (المصري) وهذه الأمة (الإسلامية)». كما دعا في نوفمبر (تشرين الثاني) 2018 إلى ضرورة بدء تنفيذ «إجراءات ملموسة» في إطار المساعي لـ«إصلاح الخطاب الديني»، وذلك في مواجهة ما وصفه بـ«الآراء الجامحة والرؤى المتطرفة».

وتمنى السيسي أن «تكون نتائج مؤتمر الأزهر على قدر التحديات التي تُواجه عالمنا الإسلامي والعربي، وفي مقدمتها تحدي الإرهاب والتطرف... هذا الوباء الذي إن ترك وشأنه فسوف يقضي على كل أمل في تحقيق الاستقرار والبناء، ويحول دون تحقيق مسيرة التقدم والرفاهية»، مؤكداً أن «التجديد الذي نتطلع إليه ليس هو التجديد في ثوابت الدين، ولا في العقيدة، أو غيرها من الأحكام التي اتفق أئمة الدين على إثباتها، إنما التجديد الذي ننتظره هو التجديد في فقه المعاملات في مجالات الحياة العملية».

وانطلقت في قاعة الأزهر للمؤتمرات (شرق القاهرة)، أمس، فعاليات المؤتمر الذي يختتم أعماله اليوم (الثلاثاء)، بحضور قيادات وشخصيات سياسية ودينية بارزة على مستوى العالم، من بينها وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالسعودية الشيخ عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ، وأحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية.

ومن جهته، أكد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب أن «موضوع تجديد الفكر الإسلامي، أو الخطاب الديني، هو موضوع واسع الأرجاء مترامي الأطراف، وقد بات في الآونة الأخيرة مفهوماً غامضاً ملتبساً، لكثرة تناوله في الصحف وبرامج الفضاء، وممن يدري ومن لا يدري»، مضيفاً أن «العلاقة بين التجديد وبقاء الإسلام ديناً حياً يقدم الخير للبشرية جمعاء هي علاقة التطابق، طرداً وعكساً، وهما أشبه بعلاقة الوجهين في العملة الواحدة»، لافتاً إلى أن «التيار الإصلاحي الوسطي هو الجدير وحده بمهمة التجديد الذي تتطلع إليه الأمة... وأعني به التجديد الذي لا يشوه الدين، ولا يلغيه، إنما يأخذ من كنوزه ويستضيء بهديه، ويترك ما لا يناسب من أحكامه الفقهية».

وأكد الطيب أن «الأسباب التي أدت إلى غلق باب الاجتهاد، وتوقف حركة التجديد في عصرنا الحديث تظهر عدم الجدية في تحمل هذه المسؤولية تجاه شبابنا وتجاه أمتنا.

 فقد صمت الجميع عن ظاهرة تفشي التعصب الديني، سواء على مستوى التعليم أو على مستوى الدعوة والإرشاد»، مشدداً على أن «دعوات التعصب هذه لا تعبر عن الإسلام، إلا أنها تحظى بدعم ملحوظ مادي وغير مادي، يضاف إلى ذلك ظهور كتائب التغريب والحداثة التي تفرغت لتشويه صورة رموز المسلمين، وتلويث سمعتهم، والسخرية من تراثهم، وأصبح على كثير من الشباب المسلم أن يختار في حلبة هذا الصراع إما الانغــلاق والتعصب والكراهية ورفض الآخر، وإما الفراغ والتيه والانتحار الحضاري».

وتركز المحاور الرئيسية للمؤتمر على «أطر مفاهيم التجديد، وآلياته، وتفكيك المفاهيم المغلوطة، وقضايا المرأة والأسرة، ودور المؤسسات الدولية والدينية والأكاديمية في تجديد الفكر الإسلامي»، وفي كلمته بافتتاح المؤتمر، قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ إن «المؤتمر يعقد في وقت مهم، تواجه فيه أمتنا تحديات كبيرة، لها تأثيرها على أمن المنطقة واستقرار دولها وتعايش شعوبها»، مضيفاً أن «تجديد الخطاب الديني ليس ببدع من القول أو الفعل في الإسلام»، لافتاً إلى أنه «لم يزل علماء المسلمين يولون مسألة الاجتهاد عنايتهم، لأن بالاجتهاد ينظر العالم في الأدلة، ويعملها حسب الدلالات والمتغيرات».

 وأشار آل الشيخ إلى أن «الإسلام صالح لكل زمان ومكان، ولكل حال، وصلاحيته لهذه الأمور ليس من جموده، بل إنما هو من التجديد الذي يفهمه العلماء»، مؤكداً أن «في ديننا فُسحة للاجتهاد، ولسنا كغيرنا جامدين مقلدين معطلين عقولنا».

وخلال فعاليات جلسات المؤتمر أمس، قال الشيخ عبد الرحمن آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالبحرين إن «التجديد خاصة لازمة من خواص دين الإسلام، وأحد أهم المقومات الذاتية للدين، جعله الله صالحاً لكل زمان ومكان»، فيما أكد الدكتور محمد دين شمس الدين رئيس المجلس الاستشاري لمجلس علماء إندونيسيا أن «القيادات الدينية الحالية يحملون على عاتقهم مسؤولية كبيرة تجاه جيلهم والأجيال القادمة، خاصة في هذا الوقت، حتى تنتقل الإصلاحات إلى الأجيال القادمة قبل تدهورها أكثر فأكثر».

 وقال الدكتور سمير بو دينار رئيس مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة في المغرب إن «الإسلام لم يجعل اختلاف الدين مسوغاً شرعياً للقتال، فالجهاد في الإسلام ليس قتال الكافر، بل هو قتال المعتدي الظالم».

وقد يهمك أيضًا:

الحمداني يعلن عن إسترداد قطع أثرية مهربة من تركيا

هيئة النيابة الإدارية تُحقق بشأن عرض تماثيل فرعونية مثبتة ببراغ

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرئيس المصري يؤكد أن التقاعس عن تجديد الخطاب الديني يترك الساحة لأدعياء العلم الرئيس المصري يؤكد أن التقاعس عن تجديد الخطاب الديني يترك الساحة لأدعياء العلم



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 21:21 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 07:48 2016 الثلاثاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

روعة قيادة رولز رويس على الطريق لا تُضاهيها متعة شيء

GMT 17:46 2016 السبت ,22 تشرين الأول / أكتوبر

"ملوك الكاسيت" ضيوف إسعاد يونس في "صاحبة السعادة"

GMT 22:56 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنان محمود ياسين يغيب عن عزاء نسيبه

GMT 17:18 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

تعرف على اتيكيت حضور الحفلات الموسيقية والغنائيَّة

GMT 01:54 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تقرير جديد يكشف أن ميلانيا ترامب لم تطمح لدور السيدة الأولى

GMT 01:37 2016 الأربعاء ,15 حزيران / يونيو

ماغي بوغصن تراهن على وصول فكرة "يا ريت" للمشاهدين

GMT 04:03 2017 الخميس ,13 إبريل / نيسان

الفيلة تدرك أن جسدها العملاق يمثل عقبة كبيرة

GMT 11:03 2014 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

"مغارة الشموع" كهف مليء بالأسرار تحتضنه القدس
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq