إنقاذ معطف نجيب محفوظ مِن التلف بعد عملية ترميم ناجحة
آخر تحديث GMT05:21:44
الأربعاء 7 أيار ـ مايو 2025
 العراق اليوم -
أخر الأخبار

أكّدت ابنة الراحل "هدى" أنّه كان هديةً مِن والدتها

إنقاذ "معطف" نجيب محفوظ مِن التلف بعد عملية ترميم ناجحة

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - إنقاذ "معطف" نجيب محفوظ مِن التلف بعد عملية ترميم ناجحة

معطف نجيب محفوظ
القاهره - العراق اليوم

عمليات ترميم الآثار تتشابه مع العمليات الجراحية البشرية في العديد من الأمور، من بينها شدة التركيز، وأحياناً التوتر المصاحب لإجرائها، قبل الشعور في النهاية بالفرحة بنجاح العملية... هذه المراحل الثلاث مر بها فريق خبراء الترميم الذين نجحوا في إنقاذ معطف (بالطو) الأديب العالمي نجيب محفوظ، وتمكنوا من إجراء المرحلة الأولى من العملية التي وصفوها بـ«العاجلة» بنجاح مكنهم من إيقاف التلف وتلافي أسبابه، بينما قاموا بحفظ المعطف تمهيداً لإجراء عملية أخرى قريباً عقب عودة الحياة في المتاحف إلى طبيعتها، إذ ستحتاج العملية الجديدة إلى الكثير من الفحوصات والأشعة ووسائط تكنولوجية.

عقب الاتصالات والتنسيق بين كل من قطاع التنمية الثقافية بوزارة الثقافة التي يتبعها متحف نجيب محفوظ، ووزارة السياحة والآثار، وقع الاختيار لتولي مهمة إنقاذ المعطف على إدارة الترميم بمتحف النسيج المصري، كونه المتحف المتخصص والأول من نوعه في الشرق الأوسط، ويمتلك خبراؤه خبرة فريدة في التعامل مع قطع النسيج من مقتنيات المتحف التي يعود تاريخ بعضها إلى العصر الفرعوني، ورغم إغلاق المتاحف أبوابها أمام الزوار، ومخاطر العمل في هذه الأجواء قرر فريق الترميم التوجه إلى متحف أديب نوبل في تكية أبو الدهب، بحي الأزهر التاريخي، بحسب الدكتور أشرف أبو اليزيد مدير متحف النسيج المصري، والذي يقول إن «أعضاء فريق الترميم بالمتحف أدركوا خطورة ترك المعطف من دون معالجة، والحاجة الملحة للتصرف، لذلك قرروا القيام بالمهمة برغم مخاطر الحركة والعمل في ظل جائحة كورونا، وزاد حماسهم وإصرارهم كوْنه معطف أديب نوبل».

فور وصول فريق خبراء الترميم إلى متحف نجيب محفوظ، تسلموا المعطف وقاموا بعملية توثيق فوتوغرافية دقيقة لحالته خلال الفحص بأنواع عديدة من الأشعة والمعدات والأجهزة العلمية التي حملوها معهم، وحدد الفريق إجراءات عاجلة لإنقاذ المعطف.

رشا شاهين، مدير إدارة الترميم بمتحف النسيج المصري، والتي قادت الفريق، تقول إن «فحص المعطف أكد أنه يعاني من حشرة (العتة) التي تسببت في تآكل جزء صغير من الصوف، إضافة إلى وجود بقع عبارة عن مادة ملحية ناتجة عن العرق، حيث إنه لم يُغسل منذ أن ارتداه نجيب محفوظ آخر مرة، وقمنا بمعالجة انتشار العتة والحشرات بمواد كيميائية خاصة تقضي عليها تماماً وتمنع وجود أي حشرات وتوقف انتشارها، وقمنا كذلك بمعالجة أقمشته المتنوعة كيميائياً، وتغليفه بمادة حافظة إلى أن نتمكن من معالجة الجزء الذي تلف من الصوف».

وبحسب التوثيق الرسمي لمواصفاته وحالته، المعطف صناعة إيطالية، لونه بيح غامق، ومقاسه 44. ويتكون من صوف عالي الجودة يمثل 80 في المائة من مكوناته، و20 في المائة من الكشمير، مبطن من الداخل بالساتان، وياقته من الصوف، وهو من النوع متوسط الطول الذي ينزل خلال ارتدائه إلى تحت الركبة بنحو 20 سم.

وتشير شاهين إلى أن «المعطف التقط حشرة العتة من مصدر عدوى خارجي، يرجح أن يكون من ملابس أخرى مصابة، لكن الخطر زال، وقمنا بحفظه في متحفه إلى أن يتم نقله إلى مقر متحف النسيج مستقبلاً، حيث سيحتاج إلى خبراء من مركز البحوث بوزارة السياحة والآثار لإجراء مسحة، يتحدد على أساسها وسائل إصلاح الرقعة الصوفية التي أصابها العطب».

ولم يُعرض المعطف من قبل على الجمهور، إذ نُقل إلى المخزن عقب قيام هدى نجيب محفوظ ابنة الأديب العالمي بإهدائه إلى المتحف أخيراً ضمن مجموعة جديدة من مقتنياته الشخصية، التي ستضاف إلى المجموعات التي شكلت نواة تأسيس متحفه الذي افتتح في يوليو/ تموز 2019.

وكان المعطف هدية من زوجة الأديب العالمي، وفقاً لابنته هدى نجيب محفوظ، والتي تقول إن «المعطف كان هدية من والدتي، وقد أعطت المال لشقيقتي وقتها وكلفتها بشرائه خلال وجودها خارج مصر، ولم تكن هناك مناسبة للهدية، لكن والدي كان يرتديه دائماً في الشتاء حتى وفاته».

وتعود أصدقاء الأديب الكبير على رؤيته مرتدياً المعطف ليلاً في ديسمبر (كانون الأول) ويناير (كانون الثاني) طوال السنوات الأخيرة من حياته، بحسب ما يتذكر الأديب يوسف القعيد، مدير متحف نجيب محفوظ، وأحد أصدقائه المقربين، والذي يقول إن «الأديب الكبير كان يرتدي المعطف في الشتاء، إذ كنا نلتقي ليلاً في مقهى (ريش) أو أماكن أخرى، وفي كل مرة يحدث جدل بيننا حول المعطف، فقد كنا نطلب منه خلعه خلال وجوده بداخل المقهى لنقوم بوضعه على الحامل (شماعة) وكان يحب أن يظل مرتدياً إياه، وكان أحياناً يصر ويرفض خلعه، وأحياناً أخرى يقبل ذلك».

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :

تعرف على أبرز المعالم الأثرية الرومانية حول العالم من "بعلبك" إلى "روما"

"الثقافة" تقرر إنشاء تمثالين للاعبين الراحلين أحمد راضي وعلي هادي

 

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إنقاذ معطف نجيب محفوظ مِن التلف بعد عملية ترميم ناجحة إنقاذ معطف نجيب محفوظ مِن التلف بعد عملية ترميم ناجحة



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 05:04 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

مصر ترد بقوة على إسرائيل بشأن الحدود مع غزة

GMT 15:01 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

مجموعة مميزة من أفكار هدايا من شوبارد بمناسبة الفالنتاين

GMT 05:46 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

ملكة بلجيكا تقضي إجازة رأس السنة في مصر برفقة أسرتها

GMT 15:47 2017 الخميس ,14 أيلول / سبتمبر

فريق الإمارات يشارك في سباق كأس بيرنوكي

GMT 03:36 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"ميني كوبر كونتري مان" تُثبت جدارتها في الطرق الجبلية

GMT 17:34 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

دينا الشربيني تتعاقد على المُشاركة في "أهل الكهف" رسميًّا

GMT 22:55 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة إعداد حلوى "تشيز كيك اللوتس" الشهية

GMT 21:27 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

رفاعي سرور الضلع الثالث في مثلت هشام عشماوي الإرهابي

GMT 11:42 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

الياباني يوشيهيتو نيشيوكا يحصد لقب بطولة شينغن للتنس

GMT 04:45 2018 الأربعاء ,12 أيلول / سبتمبر

العلماء يبتكرون قميصًا قطنيًا لمراقبة نشاط القلب
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq