نبيل شبيب يؤكد أن البلاد العربية شهد عشرات الانقلابات ولم يتغيّر شيء
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

أوضح أن النهوض لا يكون من خلال الهدم ثم البناء

نبيل شبيب يؤكد أن البلاد العربية شهد عشرات الانقلابات ولم يتغيّر شيء

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - نبيل شبيب يؤكد أن البلاد العربية شهد عشرات الانقلابات ولم يتغيّر شيء

السوري الألماني نبيل شبيب
الرباط - العراق اليوم

قال المفكر السوري الألماني نبيل شبيب إنّ التّغييرَ النّهضوي لا يكون من خلال الهدم ثمّ البناء، بل بمواصلة البناء واسترجاع المواصفات التي بدأنا نفقدها كمسلمين عن طريق التّقويم والتّرشيد والتّجديد.

ودعا الكاتب في محاضرة ألقاها في المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بالرباط، مساء الخميس، إلى "التغيير الحضاري" لا "التغيير الانقلابي"، مضيفا أنّ "هناك من بلداننا ما شهد عشرات الانقلابات، ولم يتغيّر شيء فيها بل عادت إلى الوراء، كما حدثَت ثوراتٌ لم تُغَيِّر"، ثم زاد: "يجب أن نكون حريصين على التغيير للأفضل للجميع، لأن إرهاصات التغيير تحتاج صيغة عمل، واعتبار معيار إنسانية الإنسان لتقييم النجاح والإخفاق".

وذكر نبيل شبيب، في المحاضرة التي نظَّمَها "ملتقى الحضارات"، أنّ مصلحة المسلمين هي "إنقاذ الآخر لا دفعه باتجاه الانهيار"، وأضاف: "لا نريد أن تسقط الحضارة الغربية، بل يجب تقويم انحرافها"، فـ"سقوطها من الداخل يسبّب ضررا عامّا للبشرية، بما في ذلك مصلحة المسلمين، ويجب علينا في نهاية المطاف خدمة الحضارة من داخلِها وخارِجِها". ثم استدرك متحدّثا عن تمكّن الطّبقات المهيمنة المستفيدة من هذه الحضارة من حمايتها من الانهيار، فتستمرّ بالتالي دون تقويم.

وقدّم الكاتب السوري الألماني مثالا على إنتاجات هذه الطّبقة المهيمنة التي تحمي من الانهيار دون تقويم بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي قال عنه إنّه ليس نموذجا؛ فقد انتُخِبَ ديمقراطيا، وهو مثال على ظاهرة موجودة ناتجة عن الخشية من الانهيار.

كما ضرب المثال بمجموعة من المفكّرين، منهم جون جاك روسو، الذين صنعوا، مثل نموذج الإسلام، فكرة كانت محرِّكا لصياغة واقع حضاريّ جديد. واسترسل نافيا صحّة فكرة أنّ التّغيير الذي يجب القيام به هو دحض الجيوش الإسلامية الحضارة القائمة، انطلاقا من فكرة دحض الرّوم وفارس، وقال: "اندونيسيا أكبر دولة مسلمة اليوم ولم يدخلها عسكري واحد، وكذلك في وسط إفريقيا، ولم تدخل الجيوش إلا شريطا ضيّقا في الشمال الإفريقي".

وجدّد الكاتب تأكيده أنّ المخرج هو "أن يُحيِي أيُّ تحرك نهضوي جديد جوهرَ الحضارة الانسانية"، وزاد موضّحا أنّ خدمةَ هذه الفكرة الأساسية التي هي المحرّك الفعلي لكلّ عناصر الحضارة تحتاج "التّخَصُّصَ والتّكامل والتّشبيك"، مذكِّرا في هذا السياق بأنّ عناصر النّهضة، وِفق مالك بن نبي، هي الإنسان، والتّراب، والزّمن، وبأنّ تفعيلَها يحتاجُ إلى عامل تركيب عقَديّ وفكريّ.

وشرح المحاضِرُ أنّ الشيء الجديد في الحاضر في مجال تكامل التخصصات هو تفرّع التخصّصات ذاتها، ثم استدرك قائلا: "لكن جوهر فكرة التخصص لم يتغير في الحضارات القديمة والحديثة، الغربية والإسلامية، وإذا لم نأخذ به قصّرنا ذاتيا وحضاريا".

ويرى المفكّر ذاته أنّ "التكامل كان موجودا سابقا بين أصالتنا ومعاصَرَتِنا، وما نحتاجه هو التّكامل بين التخصصات"، معتبرا أن "هذا موجود؛ فلا يعيش الطبيب دون أجهزة يمارس بها عمله، ولا يحاضِر محاضرٌ دون كراسِ ليجلس الحاضرون وميكروفون ليسمعوه... وهو ما يسري على العلوم الطبيعية والإنسانية"، نافيا وجود تخصّص مُغلَق على ذاته، ولا إمكانية حتى أن يوجَد.

ويبيّن نبيل شبيب أنّ عملية التَّشْبِيكِ اليوم تستخدم الوسائل الجديدة، ثم أضاف قائلا: "لا تقوم الجماعة والحِزب والمؤسّسة بأمر النهوض، بل التَّشابُكُ فيما بيننا، ولا يقِفُ مركَزٌ بحثِيٌّ على قدمَيه دون تشابك مع مراكز بحثية أخرى من تخصصات أخرى؛ وهو ما يعني أنّ علينا التشابك مع أطراف أخرى للقيام بأشياء جديدة، وأخذ خطوة للأمام".

وبالنسبة للمتحدّث، فالمشكل الآن هو "من يتحرَّك؟"، مضيفا: "أسمع كلاما من الجيل الجديد، مثل: لا يدعوننا نتحرك، ولا شك أن هناك جهة في الواقع الحضاري تمنع التحرك"، ثم استرسل قائلا: "من لا يجد عقبَات معناه أنّه لا يعمل، وفي الحضارة الأوروبية كم من إنسان أُعدِمَ وامرأة أُحرِقٌت ليصلوا إلى ما هم عليه، ونتحدَّثٌ اليوم عن الأفكار وأصحابِها دون استحضار العوائق التي واجهوها، حتى نشأ تيار بعد وفاتهم يحمل أفكارهم ويوصِلُها".

وأورد نبيل شبيب أنّ "هناك كَثْرَةً كاثِرَةً انشغلت بأشيائها الخاصة ولا تستجيب"، واعتبر ذلك "أمرا مشروعا وعاديا"، في حين إنّ "هناك فئة صغيرة تعمل وتسير، ثم تأتي في الواقِعِ، في خطوة حاسمة، قِلّةٌ تَرْصُد وتتهيّأ، وتتأهّل علما ووعيا، وتتهيّأ رؤية وأهدَافا، وإنجازا وتطويرا"، ثم وضّح أنّ من الوعي "الحِرصُ على مِعيار إنسانية الإنسان، ومن حسن التّخطيط المرحلِيَّة والمراجعة والتّطوير المتجدّد، ومن شروط الإنجاز التخصُّص والتّكامُل والتّشبيك".

قد يهمك ايضا:

"آثينا" تحتضن معرضًا للصور حول مدينة "الدار البيضاء" المغربية

انطلاق فعاليات المؤتمر السنوي لـ "فكر 17"

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نبيل شبيب يؤكد أن البلاد العربية شهد عشرات الانقلابات ولم يتغيّر شيء نبيل شبيب يؤكد أن البلاد العربية شهد عشرات الانقلابات ولم يتغيّر شيء



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 22:51 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أمير الكويت يؤكد علي أهمية الاقتصاد وتنويع الدخل

GMT 06:43 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

دراسة تعلن التحول للطاقة البديلة بحلول عام 2050

GMT 00:58 2017 الإثنين ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على أحدث تصميمات ديكورات حدائق المنزل العصرية

GMT 11:09 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

بريطانية منعت الماء منذ 20 عامًا عن شعرها الطويل

GMT 09:20 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

بطلة فنون قتالية تُلقّن لصًا درسًا لن ينساه في البرازيل

GMT 14:15 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البولندي كوبيستا يعود لسباقات فورمولا-1 في 2019 من بوابة ويليامز

GMT 15:36 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

السويسري شاكيري يكشف سبب رحيله عن بايرن ميونخ

GMT 13:21 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

شاكر يؤكّد تنفيذ مصر أوّل محطة نووية في الضبعة

GMT 08:13 2018 الإثنين ,29 تشرين الأول / أكتوبر

إندونيسيا تعلن تحطم طائرة ركاب في بحر جاوة

GMT 02:55 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على 6 محطات مهمة فى حياة الأميرة شيوه كار

GMT 12:03 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فرحة الأبطال

GMT 07:47 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

اخطفي الأضواء هذا الموسم بظلال العيون البراقة

GMT 06:47 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

استوحي طريقة وضع مكياجك من النجمات اللبنانيات
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq