الأقصر - محمد العديسي
افتتحت في الأقصر، مساء الثلاثاء، فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، والذي يُعد فرصة لتحقيق مزيد من الرواج السياحي في المحافظة، والتي تعانى من أزمة في استقطاب السياح، بسبب الأحداث التي تشهدها مصر منذ اندلاع ثورة 25 كانون الثاني/يناير.
وانطلقت فعاليات المهرجان بعيدًا عن جدل السياسة،
للاستمتاع بسحر السينما، وغموض الفراعنة، وسط استعدادات أمنية، وكرنفالات فنية وشعبية وسط النيل، وفى حضرة ملوك وملكات الفراعنة في ساحات وأروقة معبد الأقصر الفرعوني، ورقصات الممثل الأميركي الشهير، دانى جلوفر، بالعصا، على أنغام فرق الربابة المصرية، وبحضور نجوم الفن في مصر وأفريقيا والعالم، وساسة مصر، الذين تقدمهم رئيس الوزراء الأسبق، عصام شرف، ومحافظ الأقصر الأسبق، السفير عزت سعد، ومحافظ الأقصر، اللواء طارق سعدالدين، ومدير أمن الأقصر، اللواء مصطفى بكر، بينما اختار المهرجان، وجه الزعيم الجنوب أفريقي الراحل، نيلسون مانديلا، ملصقًا للدورة الثالثة.
وأكَّد محافظ الأقصر، اللواء طارق سعد الدين، أن "فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، تهدف إلى إعادة العلاقات الثقافية والفنية والاقتصادية والإنسانية بين مصر ودول أفريقيا، لما لتلك العلاقات من أبعاد إستراتيجية وقومية وأمنية واقتصادية، وبما ينعكس على ازدهار السياحة المصرية، وزيادة نسبة السياح الأفارقة إلى مصر، وأنه سيشارك للمرة الأولى في أنشطة المهرجان فئات عدة، من بينها ذوو الإعاقة، الذين سيحضرون عروض الأفلام، ويشاركون في أنشطته، كما سيتم عرض الأفلام بلغة الإشارة، حتى يتمكن المشاركون من التفاعل مع العروض".
وأضاف رئيس المهرجان، سيد فؤاد، أن "41 دولة ستشارك في المهرجان، بينما تشارك أفلام من 9 دول غير أفريقية في مسابقة أفلام "الحريات" في المهرجان"، موضحًا أن "مسابقة أفلام "الحريات"، هي المسابقة الوحيدة التي تقبل مشاركة أفلام من خارج القارة السمراء، ويتنافس فيها 12 فيلمًا هي؛ "أزو"، من فنزويلا، و"بليدو"، من صربيا، و"وقود الفقر"، من نيجيريا، و" ثورتي المسروقة"، و" قصة جبل الجون"، من كينيا، و"القمر الأحمر"، من المغرب، و" صفحة سوداء"، و"خلف شاشة الدخان"، من العراق، ومن مصر 4 أفلام، وهي؛ "الأستاذ"، و"الشراع والعاصفة"، و"الطرف الثالث"، و"ثورات منطقية".
وأشار إلى أن "مسابقة أفلام "الحريات" تحمل اسم الصحافي المصري، الحسيني أبوضيف، الذي قتل في الخامس من كانون الأول/ديسمبر 2012، أمام القصر الجمهوري في القاهرة، في ما يعرف بأحداث قصر الاتحادية، التي شهدت اشتباكات عنيفة بين مؤيدين ومعارضين للرئيس السابق، محمد مرسي".
وتابع، "بينما يتنافس في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، 14 فيلمًا من مالي، وجنوب أفريقيا، وزيمبابوي، وبوركينا فاسو، وأثيوبيا، ورواندا، وغينيا، والسنغال، وغينيا بيساو، وأوغندا، ومن تونس، يأتي فيلم "بستاردو"، ومن المغرب فيلمان، وهما؛ "هم الكلاب"، و"روك القصبة"، ومن مصر، فيلم "أوضة الفيران".
وتضم لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، المخرج سليمان سيسيه، من مالي، رئيسًا، وعضوية كل من؛ الممثلة والمخرجة ناكي سي سافانا، من كوت ديفوار، والمخرج أحمد راشدي، من الجزائر، ومن مصر، إلهام شاهين، ومدير التصوير، طارق التلمساني، أما مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة، فتضم في لجنة تحكيمها، الناقدة ماهن بونيتي، من سيراليون، رئيسًا، وعضوية كل من؛ بيدرو بيمونتو، منتج من موزمبيق، والمخرج داود أولاد سيد، من المغرب، والناقد بيتر ماشين، من جنوب أفريقيا، ومن مصر، مدير التصوير سامح سليم.
ويتنافس 17 فيلمًا في مسابقة الأفلام الروائية القصيرة، و14 فيلمًا في مسابقة الأفلام التسجيلية القصيرة، وتضم لجنة تحكيم الأفلام الروائية القصيرة، الناقد بالوفو باكوبا، من الكونغو، رئيسًا، وعضوية كل من؛ المخرج محرز القروي، من تونس، والناقد كيث شيري، من نيجيريا، ومن مصر، السيناريست، عطية الدرديري، والمخرج أمير رمسيس.
واختارت إدارة المهرجان، الأديب يوسف القعيد، رئيسًا للجنة تحكيم مسابقة أفلام الحريات، التي تضم في عضويتها، الناقد مصطفى المسناوي، من المغرب، والناقد فتحي الخراط، من تونس، ومن مصر، الفنانة سلوى محمد علي، والناقد أحمد فايق.
وأوضح رئيس المهرجان، الكاتب، سيد فؤاد، أن "عدد الضيوف المقرر مشاركتهم في فعاليات الحدث يقدر بحوالي مائة ضيف من الدول الأفريقية"، مشيرًا إلى "اختيار دولة السنغال كضيف شرف للمهرجان"، ومعتبرًا "خروج المهرجان هذا العام كان تحديًّا بالنسبة له، في ظل ضعف الموارد المالية، وعدم استقرار الأوضاع السياسية، إلا أنه صمم على مواصلة عمله".
وأشار إلى أنه "تم توقيع بروتوكول تعاون بين إدارة المهرجان ودار السينمائيين الموريتانيين أخيرًا، يسمح بإقامة أسابيع للسينما الموريتانية في مصر، وكذلك للسينما المصرية في موريتانيا، وأيضًا ترشيح اثنين من شباب السينمائيين الموريتانيين للمشاركة في الورشة الدائمة للمهرجان".
وأعلنت إدارة مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، بالتعاون مع نقابة المهن السينمائية، تخصيص جائزة باسم المخرج الراحل "محمد رمضان"، الذي كان إحدى ضحايا العاصفة الثلجية التي ضربت منطقة سانت كاترين، كما قررت إدارة المهرجان إهداء "بانوراما شباب السينمائيين المستقلين" في تلك الدورة إلى روح المخرج "محمد رمضان"، والذي سبق وأن أخرج فيلم "حواس"، الحائز على الكثير من الجوائز الدولية، كما حصل على جائزة من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية في دورته الأولى في العام 2011.
وتم اختيار فيلم الافتتاح للمخرج فلورا جوميز، "جمهورية الأطفال"، الذي تم إنتاجه بالاشتراك مع فرنسا، كما يُكرِّم المهرجان الفنان القدير، محمود عبدالعزيز، عن مجمل أعماله وإسهاماته في السينما المصرية، مع السنغالي، فلورا جوميز، بعد ارتباط المخرج التشادي، صالح هارون، بتصوير فيلم في توقيت إقامة المهرجان ذاته، الذي يشترط حضور المُكرَّم، وعدم إنابته أي شخص بدلًا عنه لاستلام التكريم.
ويشارك اتحاد الإذاعة والتلفزيون في رعاية مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية من خلال المساهمة في ترجمة الأفلام الأفريقية المشاركة للمرة الأولى في تاريخ عروض الأفلام الأفريقية في مصر.
كما تقوم كل قنوات اتحاد الإذاعة والتلفزيون بإذاعة "البروموهات" والتنويهات اللازمة على مدار الساعة للترويج لهذا الحدث المصري الأفريقي المهم، كما تنقل قناة "نايل سينما" حفلي الافتتاح والختام على الهواء مباشرة، مع وجود أستوديو تحليلي يومي من داخل معبد الأقصر على الهواء مباشر.
أرسل تعليقك