الغبقات الرمضانية واحدة من أهم العادات الغذائيَّة لدى رجال الأعمال
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

تضرب جذورها في عمق التاريخ والتراث الخليجي

"الغبقات الرمضانية" واحدة من أهم العادات الغذائيَّة لدى رجال الأعمال

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - "الغبقات الرمضانية" واحدة من أهم العادات الغذائيَّة لدى رجال الأعمال

الغبقات الرمضانية
جدة ـ سعيد الغامدي

تمثل "الغبقات" الرمضانية واحدة من أهم العادات الغذائية في شهر رمضان، التي امتاز بها أهالي الخليج العربي حتى باتت رمزا من رموز الشهر الفضيل.وعلى مائدة الغبقة يلتقي كل مساء عدد من قيادات الأعمال الكبرى من أجل توطيد التعارف ومناقشة قضاياهم الاقتصادية والاجتماعية، قبل أن يتحلقوا حول مائدة الطعام لتناول ما لذّ وطاب من المأكولات في الفترة التي تتوسط وقتي الإفطار والسحور، ويعتبرها البعض شبيهة بـ"غداء عمل رمضان".
وعلى الرغم من شهرتها فإنها لا تكون عادة كبيرة وموسعة كحال عزائم الإفطار الرمضاني التي تقوم بها الشركات والمؤسسات الكبيرة لموظفيها في إحدى ليالي الشهر الفضيل. وتهدف "الغبقة" إلى تعزيز الروابط بين الموظفين، وعادة ما تكون في أحد الفنادق، وتتكون من عدد محدود من الأشخاص، وكذلك الوجبات، وكل منطقة حسب تقليدها، فسكان المناطق الساحلية يفضلون تناول الأكلات البحرية، فيما يفضل آخرون اللحوم الحمراء أو البيضاء.
والغبقة الرمضانية تعرف بأنها تقليد تاريخي اجتماعي في الخليج، تعارف أهله على إحيائه منذ عقود، لكنها تطورت حيث إن الغبقة هي تناول إحدى وجبات شهر رمضان التي تقع بين وجبة الإفطار والسحور، ويجتمع عليها عادة الأشخاص المقربون جدا من بعضهم، كونها لا يمكن أن تحل مكان مناسبات الإفطار الجماعية، فيما يمكن أن يكتفي بها البعض لتكون مكان وجبة السحور، خصوصا في حال تناولها في وقت متأخر.
واختلفت الغبقة لدى الخليجيين في الوقت الحاضر عما كانت عليه سابقا، فالغبقة قديما كان ينظمها الأهل والأصدقاء في بيوتهم ويعتبرونها فرصة لتعزيزالترابط الاجتماعي بينهم، لكنها في السنوات الأخيرة باتت تقام في الفنادق، وفي حين كانت العائلات تتسابق على تجهيز أكلاتها، فهي اليوم تعد بأيدي طباخين متعددي الجنسيات، وتقام غالبا بين الساعة العاشرة ليلا والواحدة فجرا، بحيث يسهل على المدعوين تلبية الدعوة.
ويرى الباحث التاريخي والمختص في التراث عبد الخالق الجنبي أن أصل "الغبقة" في اللغة هو "الغبوق"، وهو عادة عربية قديمة معناها "الأكل المتأخر في الليل"، وكانت هذه العادة موجودة حتى قبل عصر الإسلام، والدليل ذكر الكثير من شعراء الجاهلية لها في قصائدهم، لكنها تطورت وأضيفت إليها بعض الأمور بعد أن تم إحياؤها بطريقة مختلفة في القرن العشرين، لكنها باتت، حاليا، من فعاليات شهر رمضان ولم تعد من تراث عصر قبل الإسلام، خصوصًا بشكلها الحالي، حيث تنظم - غالبا - في الفنادق الكبرى وافتقدت الكثير من رونقها الشعبي.
وتقول أم ناصر التي تعمل في مشروع لتجهيز الوجبات الشعبية «بالنسبة للغبقة يفضل أهالي الساحل الأسماك المقلية مع الأرز الأبيض، ويتوافر كذلك التمر واللبن أحيانا، أما المناطق الداخلية فعادة ما يفضل أهلها اللحم المطبوخ»، وبينت أن التطور الذي طرأ على الغبقات هو إضافة أكلات شامية على السفرة مثل التبولة والحمص وغيرهما من الوجبات الخفيفة عادة.
وتشير أم ناصر إلى أن الغبقة كانت منتشرة في القرى والأحياء القديمة بتناول ما يبقى من الطعام في وجبة الإفطار، حيث يتجمع الجيران في أحد المنازل لتناوله وتبادل أطراف الأحاديث، لكنها تطورت مع الزمن لتفقد الكثير من رونقها، خصوصا مع تدخل الفنادق بهدف الربح المادي، واعتبارها وجبة ثالثة تعوّض نفس العدد من الوجبات في أيام الفطر من السنة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الغبقات الرمضانية واحدة من أهم العادات الغذائيَّة لدى رجال الأعمال الغبقات الرمضانية واحدة من أهم العادات الغذائيَّة لدى رجال الأعمال



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 05:46 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

نيللي كريم تودع فصل الصيف بصورة جريئة على شاطئ البحر

GMT 01:35 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

أنجيلا ميركل تتصدر قائمة "فوربس" لأقوى 100 امرأة

GMT 12:01 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

نصائح مهمة للحصول على شفتين أكثر امتلاءً

GMT 18:19 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

4 أندية إنجليزية مهتمة بضمّ لاعب أرسنال ثيو والكوت

GMT 01:58 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السعدي يسعى إلى إنشاء صندوق لإعادة إعمار اليمن

GMT 19:17 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

رئيس UFC يرفض عودة روندا روزي لحلبات القتال

GMT 16:10 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

منى عبد الغني تستأنف تصوير "أفراح إبليس 2" في الحي الريفي

GMT 15:15 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

عادل إمام يُرشّح يُسرا لتشارك معه في مسلسل "عوالم خفية"

GMT 07:12 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز مزايا السيارة الجديدة بورش "911 GT2"

GMT 02:22 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

أحمد زاهر سعيد بردود الفعل القوية على دوره في "الطوفان"
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq