معاينة انطباعية لجيل التسعينات في الشعر الإماراتي
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

عناصره الإبداعية اعتمدت على نصوص لافتة

معاينة انطباعية لجيل التسعينات في الشعر الإماراتي

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - معاينة انطباعية لجيل التسعينات في الشعر الإماراتي

انطباعية لجيل التسعينات في الشعر الإماراتي
الشارقة - جمال أبو سمرا

استطاع جيل التسعينات الشعري في الإمارات، عبر اشتغاله الإبداعي بدأب كبير على نصه الشعري، أن يُحقق حيزًا خاصًا به، ويكرس مصطلح جيليه، بشكل عام، وحول انقضاء التجربة الواحدة بين جيلين زمنيين، لا سيما بالنسبة لمن بدأ تجربته الكتابية، في أواخر جيل ما، ظهرت التجربة لم تصقل، في فضائها الزمني، أو لم تطبع نتاجاتها الإبداعية، إلا في وقت متأخر، إضافة إلى وجود أسماء شعرية، كتبت نصوصًا لافتة، توارت سريعًا، بحكم توجهها إلى مجالات كتابية، وحياتية.

لم يعد هذا الجيل محافظًا على حميمية تواشجه، وتواصله مع متلقيه، لا سيما أن هناك أسماء من بينه، استطاعت أن تترك أثرها، في مشهد الشعر الإماراتي، بعد أن ضخت أوردة الجسد الإبداعي، والشعري، بدماء جديدة، وهي ظاهرة تتطلب مناقشتها، لأسباب عديدة، في مطلعها ذلك التراخي، والوهن، في ارتباط هذا الجيل بالجيل السابق عليه، وما وصل إليه المشهد الشعري، بعد مضي عقد كامل، وهو العقد الأول في الألفية الثالثة، ولم تستطع الأصوات المُنتمية إليه فعل ذلك، رغم تحقيق بعضها لسمتي الخصوصية والتجاوز، وهناك أسباب كثيرة، تتعلق بطبيعة اللحظة، التي توصلنا إليها، ومنها العلاقة بين المتلقي والشعر، وسط هذا المحيط الكوني من الكتابات الهائلة، التي تفرض نفسها علينا، وهي تتسل إلينا، عبر شاشات كمبيوتراتنا، وهواتفنا المتحركة.

وتمكن جيل الثمانينات الشعري الإماراتي، من الإبداع في الكتابة، في أواخر عقد السبعينات، منهم "ظبية خميس، وحبيب الصايغ"، بعد الحضور اللافت لأحمد أمين المدني، المُتحول إلى قصيدة التفعيلة، مع كتابته لقصيدة العمود، وهو فتحًا مهمًا، وتحولاً خطيرًا، وبداية لتأسيس ذائقة شعرية مغايرة، تُمكن هذا الجيل من ترسيخ حضوره، في المشهد الثقافي العام، وفي الذاكرة الشعرية، على حساب الجيل التالي الذي أصبح بريقه يخفت، رغم تمكنه من إضافات كثيرة على الخط البياني للمنجز الشعري، في هذا المكان، ونال رعاية كبيرة من وسائل الإعلام، والنقاد، والرعاية لم تؤد غرضها المُناط به، وهو ما يجعلنا نستذكر مقولة محمود درويش القائلة "انقذونا من هذا الحب القاسي"، كصرخة، مدوية، مؤثرة، غيورة، أطلقها هذا الشاعر الكبير، كدعوة منه، للذهاب إلى النص، وبنيته، بإنجازاته، وإخفاقاته، بعيدًا عن إجازته المسبقة، انطلاقًا من انتمائه إلى مكان وقضية.

ويتمثل أسماء شعراء جيل التسعينات، في "الهنوف محمد، عبد الله عبد الوهاب، هاشم المُعلم، أحمد المطروشي، جمال علي، موزة حميد، عائشة البوسميط"، لندرك أن خصب المنجز الإبداعي في هذا العقد الزمني تم، لأسباب عديدة، في مطلعها شيوع وهيمنة روح الحماسة، في تلك الفترة الزمنية، الدافعة إلى الاحتفاء بالشعر، لا سيما أن القصيدة الجديدة استطاعت أن تلفت الأنظار إليها، في أكثر من عاصمة شعرية عربيًا، وعالميًا، وخليجيًا، وأن الشاعر الثمانيني واصل إنجاز مشروعه، في فضاء هذا العقد، هو ما ترك فرصة للتفاعل بين هذين الجيلين.

وجيل الثمانينات الشعري الإماراتي، المُشتغل على تجديد نصه، ومن خلال أسماء عدد من رموزه "ظبية خميس، حبيب الصايغ، أحمد راشد ثاني، عبد العزيز جاسم، خالد البدور، نجوم الغانم، ميسون صقر القاسمي، عادل خزام، عبدالله السبب، أحمد العسم، محمد المزروعي، علي العندل، إبراهيم الملا، سعد جمعة، خلود المعلا، صالحة غابش، كريم معتوق، عارف الخاجة"، استطاع أن يؤسس للشعرية، مع مراعاة الدور الخاص في كل اسم وفق المعيارية الدقيقة، وكان ينوس بين الفضاءات العامة لشعرية المرحلة، ومرجعتيها المُنطلق منها جيل التسعينات، المُشتغل على هاجس الحداثة، بل وتأثر بهبوب طلائع أنسام ما بعد الحداثة، وظل مهجوسًا بما هو أبعد، مما هو محقق، بمعنى أنه كان يعتبر الجيل السابق عليه، وبعيدًا عن الاستفادة من تجربته، ووجد نفسه متوجهًا إلى هاجسه الذاتي، في محاولة صناعة أبوته، عبر القطيعة مع السائد، وما جعله يتمكن من التأثير في الجيل السابق عليه، ويمكن أن نجد تأثير الجيل السابق عليه، كحالة في أقل تقدير، والتأكيد أنه إذا كان الجيل السابق أثر في الجيل اللاحق، ونحن في حضرة جيلي الثمانينات والتسعينات، فإن الجيل السابق، استفاد من الجيل اللاحق، عبر الحرص على تطوير أدواته، لا سيما إزاء استشعاره طبيعة حساسية الجيل التالي، وهو يتوجه إلى آفاق جديدة، أو نماذج جديدة، يتفاعل معها، تحت وطأة الحرص على تمايزه، وباتت-متاحة- على نحو أكثر من قبله، لعوامل كثيرة، منها توافر أوعية النشر، وانتشار الترجمة، والاطلاع على التجارب العربية والأوروبية، على نحو مباشر، بعد التحولات التي تمت في الإمارات.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معاينة انطباعية لجيل التسعينات في الشعر الإماراتي معاينة انطباعية لجيل التسعينات في الشعر الإماراتي



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 05:46 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

نيللي كريم تودع فصل الصيف بصورة جريئة على شاطئ البحر

GMT 01:35 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

أنجيلا ميركل تتصدر قائمة "فوربس" لأقوى 100 امرأة

GMT 12:01 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

نصائح مهمة للحصول على شفتين أكثر امتلاءً

GMT 18:19 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

4 أندية إنجليزية مهتمة بضمّ لاعب أرسنال ثيو والكوت

GMT 01:58 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السعدي يسعى إلى إنشاء صندوق لإعادة إعمار اليمن

GMT 19:17 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

رئيس UFC يرفض عودة روندا روزي لحلبات القتال

GMT 16:10 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

منى عبد الغني تستأنف تصوير "أفراح إبليس 2" في الحي الريفي

GMT 15:15 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

عادل إمام يُرشّح يُسرا لتشارك معه في مسلسل "عوالم خفية"

GMT 07:12 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز مزايا السيارة الجديدة بورش "911 GT2"

GMT 02:22 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

أحمد زاهر سعيد بردود الفعل القوية على دوره في "الطوفان"
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq