خان أسعد باشا صرح عريق يربط الماضي بالحاضر ويشهد على عُمق الحضارة الدمشقيّة
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

تحوّلت غُرفِه لمراسم يقصدها التشكيليين ومنبرًا لتعلّم الحِرف الأصيلة

"خان أسعد باشا" صرح عريق يربط الماضي بالحاضر ويشهد على عُمق الحضارة الدمشقيّة

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - "خان أسعد باشا" صرح عريق يربط الماضي بالحاضر ويشهد على عُمق الحضارة الدمشقيّة

خان أسعد باشا
دمشق- ميس خليل

ليس من السهل قطع الصلة التي تربط خان أسعد باشا بزواره من داخل وخارج سوريّة؛ فطرازه المعماري الفريد على النموذج الدمشقي الأصيل وصوت الفن الذي يصدح من جميع حُجراته القديمة كفيلان بتوثيق تلك الصلة.

وتحول الخان من مكان أثري إلى مصنع للفن يرتاده الحرفيون السوريون أصحاب المِهن الفريدة والفنانون التشكيليون لنقلوا خبراتهم الفنيّة الفريدة إلى الأجيال  القادمة، وخاصةً ما يتعلّق بالحِرف الدمشقيّة والفن التشكيلي.

كما فُتح باب الخان، بعد تأهيله بشكل كامل، لاستضافة معارض الفن التشكيلي والمعارض التي تنظّمها المديرية العامة للآثار والمتاحف في دمشق.

وتؤكد مديرة الخان، غادة سليمان، إلى "العرب اليوم"، أنه أصبح مقصدًا للزوار بعد أنَّ تحولت باحته إلى كافيتيريا ومطعم، واستثمرت وزارة الثقافة غرفه لتصبح مراسم للفنانيين التشكيليين ومدارس صغيرة لتعليم الحِرف الدمشقيّة الأصيلة  كالنفخ على الزجاج والبروكار والدامسكو والتطعيم بالصدف.

وتتحدث سليمان عن تاريخ الخان مشيرةً إلى أنه بُني بين العامين 1751 و 1753 لهدف اقتصادي وتجاري.

وتُقدّر مساحة الخان الإجمالية بنحو 2500 متر مربع، وتحتل واجهته الغربية المُطلّة على سوق البزورية بطول 47 مترًا، وتحتضن هذه الواجهة بوابة الخان الكبيرة الحجم، ومسجدًا صغيرًا، ودكاكين، ومخازن تجارية.

بينما تحتلّ واجهته الجنوبية المُطلّة على خان الرز سوق الصقالين بطول 52 مترًا تتوزع فيها المَحال التجارية.

أما الواجهة الشرقية فهي سور أصمّ يُطلّ على زقاق الحي المجاور، فيما يزيد طول  واجهته الشمالية عن 25 مترًا ولكنها محجوبة بالمباني كحمام نور الدين والمدرسة الكاملية التنكزية.

ويُحيط بالبناء باحة مسقوفة بالقباب ومفتوحة بقبة فوق البحرة والبوابة بتصميم لافت للأنظار، عبر عناصرها المعماريّة والزخرفيّة؛ فهي نموذج حي من نماذج العمارة الارستقراطيّة في دمشق.

وتتألف الباحة من إيوان واسع يتقدم الباب يحتوي جانبيه على مقعدين من الحجر وأعمدة كورنثية وأعمدة أيونية وأخرى توشكانية متوّجة بتيجان كورنثية وأيونية أيضًا من العصر اليوناني السوري، معقود أعلاها بالمدكك العادي بحشوات ذات أشكال هندسية متنوعة، والمدكك ذي الرسوم الهندسية الدقيقة جدًا، علاوة على المقرنصات من العصر الأيوبي والمملوكي والدلايات الحجريّة لتنتهِ في أعلاها بشكل الصدفة على شكل نصف قبة.

وبالنسبة للمدخل الرئيسي للخان؛ فهناك عقد مكون من ثلاثة أقواس متراكبة، القوس الخارجي الكبير مكوّن من سلسلة من المشربيات، والقوس الأوسط مكوّن من حجارة مقولبة على شكل كعوب الكتب، أما القوس الثالث الداخلي فيتألف من حجارة مقصقصة يتناوب فيها اللونان الأبيض والأسود والعقد محمول على أعمدة صغيرة في كل من جانبيه ومنحوتة بأشكال حلزونيّة وضفائر.

وتمثل هذه الواجهة أجمل وأضخم واجهات المباني الأثريّة في دمشق إبداعًا وأغناها بالزخارف والتزيينات، ويصل طولها إلى ما يزيد عن 11 مترًا وبعرض يبلغ 9 أمتار، بينما باب الخان مفتوح ضمن قنطرة تعلوها واجهة مؤلفة من خطوط هندسية ونقوش وكتابات تدل على تاريخ البناء ومن أمر ببنائه بالإضافة إلى عبارات أخرى وقصيدة شعريّة.

ويبقى خان أسعد باشا شاهدًا على عمق الحضارة الدمشقيّة ونموذجًا للتراث الحضاري الذي استطاع أنَّ يربط الحاضر بالمستقبل عبر الفن.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خان أسعد باشا صرح عريق يربط الماضي بالحاضر ويشهد على عُمق الحضارة الدمشقيّة خان أسعد باشا صرح عريق يربط الماضي بالحاضر ويشهد على عُمق الحضارة الدمشقيّة



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 05:46 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

نيللي كريم تودع فصل الصيف بصورة جريئة على شاطئ البحر

GMT 01:35 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

أنجيلا ميركل تتصدر قائمة "فوربس" لأقوى 100 امرأة

GMT 12:01 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

نصائح مهمة للحصول على شفتين أكثر امتلاءً

GMT 18:19 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

4 أندية إنجليزية مهتمة بضمّ لاعب أرسنال ثيو والكوت

GMT 01:58 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السعدي يسعى إلى إنشاء صندوق لإعادة إعمار اليمن

GMT 19:17 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

رئيس UFC يرفض عودة روندا روزي لحلبات القتال

GMT 16:10 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

منى عبد الغني تستأنف تصوير "أفراح إبليس 2" في الحي الريفي

GMT 15:15 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

عادل إمام يُرشّح يُسرا لتشارك معه في مسلسل "عوالم خفية"

GMT 07:12 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز مزايا السيارة الجديدة بورش "911 GT2"

GMT 02:22 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

أحمد زاهر سعيد بردود الفعل القوية على دوره في "الطوفان"
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq