أطلقت مكتبة دبي العامة برنامج "صيفنا ثقافة وفنون" الهادف إلى تنمية المهارات الشخصية، والاجتماعية للأطفال، عبر أنشطة وفعاليات ثقافية وترفيهية وتعليمية ورياضية، مستلهمة شعار البرنامج من اسم ورؤية هيئة دبي للثقافة والفنون، إيمانًا منها بدورها في الحراك التنويري والثقافي والتعليمي، وترغيب شرائح المجتمع، وجذبها لعوالم الثقافة والقراءة، وغرس حب الكتاب في نفوس الأطفال.
ينظم البرنامج في فروع المكتبة كل عام، ضمن الفعاليات الصيفية، حلقة في سلسلة النشاطات والفعاليات المُنظمة على مدار العام، وهي امتداد لرؤية ورسالة المكتبة القائمة على إتاحة الفرص للمجتمع، للاتصال الدائم بالتطوير في مجال العلوم، والأدب، والثقافة، والفنون، والتراث.
أكدت الرئيس التنفيذي للأنشطة والفعاليات في مكتبة دبي العامة خديجة علي، أنّ فقرات برنامج هذا العام جديدة وديناميكية، ومتفوقة على سابقاتها، وأنها تطرح لأول مرة في المكتبات، تحت الشعار نفسه، المنسجم مع رؤية ورسالة هيئة دبي للثقافة والفنون.
وتحدثت على عن المدربين الناطقين باللغة الإنكليزية، وعدم توفر آخرين عرب، قائلة "لابد من التنويه إلى أن ثمة مترجمًا لمن يود ذلك، وأن هناك أولياء أمور كثيرين يفضلون أن تكون لغة التدريب والتعليم إنكليزية، لتطوير مهارات المحادثة والقراءة والكتابة لدى أبنائهم، إضافة إلى أنّ المركز القائم على تنفيذ البرنامج ليس عربيًا، وأنّ كا المدربين فيه يتحدثون باللغة الإنكليزية.
وأوضحت منسقة البرنامج رنا محيسن، أنّ هذه الدورة حلقة في سلسلة الفعاليات التي تنظمها المكتبة في العام السنة، مؤكدة أنه بإمكان أي طفل لم يلتحق بالدورة الصيفية لهذا العام، أن يتابع حضوره في دورات وبرامج أخرى، لافتة إلى أن انتقاء الفقرات والمواضيع الخاصة بالبرنامج تم بعناية فائقة تناسب روح العصر، والطرق التعليمية الحديثة، والفئة العمرية المشاركة، مضيفة "ترتكز البرامج على تعليم الأطفال عدة مهارات إضافة إلى الجانب العلمي والعملي، ومنها احترام الذات، والثقة بالنفس، والإبداع، والتواصل، وفن المحادثة، وأصول الانترنت، وتحديد الأهداف، والتغلب على التحديات الشخصية، وتعزيز روح التعاون، والمنافسة الشريفة، وفن إدارة الوقت.
وأشارت محيسن إلى أنّ البرنامج يشمل على عدة فقرات، منها تركيب وبرمجة الروبوت الهادفة إلى إكساب الطلبة معارف تقنية متطورة عبر أنشطة ميدانية، تحفز مهارات التصميم، وتعزز روح العمل الجماعي، وفقرة الثقافة المالية، التي تزرع في الأطفال الإحساس بالمسؤولية تجاه إدارة حياتهم في المستقبل، ومعرفة كسب المال وصرفه عبر النقاش والألعاب، والمحاكاة، وورشات العمل، وأما الفقرة الثالثة فهي تعلم الرياضيات واللغة الإنكليزي، عبر البرنامج العالمي لنظام الحاسب الذهني الذي ينمي المهارات الحسابية لديهم والتركيز، إضافة إلى ورشة عمل أخرى عن برنامج رسم عالمي اسمه (داينو أرت) يلتقي فيه الفن بالمنطق، ويساعد الأطفال على اكتشاف الفن الكامن في داخلهم، ويغذي مهارات الخيال التصويري، والمفاهيم الإبداعية، والتفكير التجريدي.
ويتضمن البرنامج باقة واسعة من الأنشطة التعليمية والإبداعية، استقطب في فروع المكتبة 270 مشاركًا تتراوح أعمارهم بين 6-12 عامًا، وهو عدد وصفته محيسن بالأكبر في تاريخ البرنامج منذ انطلاقته، موضحة أن الأنشطة معدة خصيصًا لتنمية مواهب الأطفال، وتوفر منصة مميزة لتطوير المهارات الشخصية والعقلية عبر مجموعة من الورش، والأنشطة المقدمة تحت إشراف نخبة مختارة من المدربين المؤهلين والخبراء في هذا المجال.
وعبر أولياء الأمور والطلبة المُشاركين عن سعادتهم وإعجابهم بفقرات "صيفنا ثقافة وفنون"، مؤكدين أن حجم الفائدة كبير، وأن قرب المكتبات من أماكن سكنهم سهل عملية المشاركة، وشجعهم على عمل عضوية فيها، إضافة إلى أن حرصهم على الحضور يأتي من باب المتعة، واستغلال الوقت، واكتساب المزيد من المهارات.
والدة الطالبة سارة خالد الريس، لديها أربعة أبناء، لهم عضوية في مكتبة دبي، ومشتركون في البرنامج، وتحرص على عدم تفويت أبنائها لنشاط يعود بالفائدة عليهم، وتبدي إعجابًا شديدَا ببرنامج صيفنا ثقافة وفنون، مؤكدة أنّ الفقرات التي تشملها هذه الدورة، غنية بالمعلومات والمهارات التي يحتاجها الطالب، ليقوي بها أساساته التي سيبني عليها بقية المراحل الدراسية، وتؤهله لأن يدخل المرحلة الأساسية بأرضية صلبة، وشخصية أصلب، تمكنه من التعاطي مع البيئة المدرسية بكل اقتدار.
ولفتت والدة سارة إلى وجود أكثر من فرع لمكتبة دبي العامة في عدة مناطق من هذه الإمارة، يشجع أولياء الأمور على تسجيل أبنائهم فيها، ليستفيدوا من البرامج والدورات والخدمات التي تقدمها للمجتمع، فعندما تكون المكتبة أو أي مؤسسة تعليمية وتدريبية قريبة من الأهالي، فإنهم يتحمسون لإشراك أبنائهم فيها، وعمل عضوية دائمة لهم، وتجعلهم مطمئنين إلى أبنائهم، وواثقين بمستوى الفائدة التي يتلقونها منها، بدل تضييع أوقاتهم في اللعب واللهو أيام الإجازات الصيفية والعطل الأسبوعية.
وبينّت أنّ المكتبة مركز علم وتنوير وإشعاع فكري، وهو مدرسة للتربية والتعليم، والرعاية، والتثقيف، وطالما أن أبناءنا مشتركون في المكتبات وبرامجها ودوراتها الصيفية، فإنهم في مأمن عن الضياع، والتفكك، والجهل، والتأثر بأصدقاء السوء، إضافة إلى الاستفادة من البرامج، وتطوير المهارات التعليمية، والشخصية، ويصبحون أكثر اعتمادًا على أنفسهم، نتيجة التدريب والتعليم، والاحتكاك بزملائهم المنحدرين من جنسيات مختلفة، مما يثري ثقافتهم اللغوية والعلمية، ويساعدهم على التعرف إلى ثقافات أشخاص جدد ربما يكونون أصدقاء صالحين في المستقبل.
ويتفق ولي أمر الطالبة غزل عامر الخياط، مع ما أوضحته والدة سارة، بشأن الفائدة العظيمة من هذا البرنامج، وبقية الفعاليات والبرامج التي تنظمها مكتبة دبي على مدار العام، مؤكدًا أن "صيفنا ثقافة وفنون" له من اسمه الكثير من التثقيف، والتعليم، والتدريب، والترفيه، والكشف عن المواهب، إضافة إلى ثراؤه بالمهارات التي يحتاجها الأطفال، لتطوير شخصياتهم، وعقولهم، وتنمية الجانب الإبداعي لديهم بجانب مهارات المطالعة والقراءة والبحث.
وكشف الخياط أن البرامج والورشات والدورات التي تنظمها المكتبة تعود بفائدة كبيرة على الأطفال أنفسهم، وعلى أولياء أمورهم، لا سيما في الإجازة الصيفية التي يفترض استغلالها بالشيء النافع للطلبة، بدل هدر الوقت لصالح الألعاب والنوم وممارسة نشاطات منزوعة المنافع.
ويأمل الخياط في زيادة عدد أيامه، قائلاً "الوقت الذي تم تخصيصه ليس كافياً للطلبة، فيجب إعادة النظر في توقيت دوام المشاركين"، مقترحًا أن يبدأ في وقت مبكر من اليوم بواقع ساعات أكثر، وتوفير مدربين باللغة العربية لتتسع دائرة الاستفادة، وتصل الفكرة سليمة، وتتحقق الأهداف.
وأعلنت الطالبة نور سعيد، (12 عامًا)، أنها سعيدة بمشاركتها، مؤكدة أنها تعلمت الكثير من هذه الدورة والدورات السابقة، وتمكنت من تطوير مهارات كثيرة لديها، وتعرفت على أصدقاء جدد، متمنية أن يكون وقت البرنامج في المرات المقبلة أطول، لأنها تحب قضاء إجازتها في استغلال كل ما هو نافع ومفيد لشخصيتها ودراستها.
ويشاطرها الرأي الطالب راشد محمد ثاني، الذي يحرص على عدم تفويت أي نشاط للمكتبة، ويضيف أن فقرات برنامج "صيفنا ثقافة وفنون" لهذا العام مفيدة، وغنية بالمهارات التعليمية، والاجتماعية، والشخصية، والترفيهية، لا سيما فقرات الروبوت والرياضيات والفن.
وأبرز الطالب عبد الله حسن طريقة عرض فقرات البرنامج، لأنها تجمع بين التعليم والترفيه والتدريب واللعب، وهي فرصة كبيرة للترويح عن النفس والاسترخاء الذهني والبدني والكشف عن المواهب، وتشجع المشاركين على الحضور واستغلال وقت البرنامج والاستفادة من شروحات المدربين.
وأكد المدير للمكتبات العامة في دبي عبد الرحمن إبراهيم، أن المكتبة العامة لم تعد حاضنة للكتب، ولا مكانًا يقتصر على القراءة بحد ذاتها، بل أصبحت وسيلة شاملة ومتجددة لإيصال المعلومات إلى المجتمع بطريقة غير مباشرة، عبر الدورات التدريبية، وورش العمل، والبرامج الصيفية، التي تنظمها على مدار العام، زيادة على قاعات الحاسب الآلي والرسم، والنشاطات الترفيهية التي تتقاطع جميعها في تطوير مهارات الطالب، وتحويل الثقافة والعلم إلى عالم ملموس، وزيادة مستوى الوعي الفكري، والاجتماعي، والثقافي، والابداعي لديه، لذلك أصبحت المكتبات العامة مفتاح المعرفة للأجيال، ومكانًا آمنًا لتعزيز ثقافة الطفل.
ويرى إبراهيم أنّ استراتيجية مكتبة دبي العامة القائمة على افتتاح فروع لها في مناطق عدة من الإمارة تأتي من حرصها على مراعاة حاجات المجتمع في أكثر من مكان، إضافة إلى أنها حققت أهدافًا كثيرة في مقدمتها تشجيع الناس على القراءة والمطالعة والبحث، والتحاق الطلبة ببرامجها، بموازاة ازدياد عدد الاعضاء والمشتركين فيها في كل النشاطات التي تنظمها.
وأوضح أن عضوية الاشتراك في الخدمات المكتبية تنشطر إلى نوعين، الأولى فردية للكبار فوق 13 عامًا، وتتيح لصاحبها استعارة 15 كتابًا لمدة أربعة أسابيع، والأخرى جماعية للأسرة بواقع 25 كتابًا للفترة نفسها، ومدة العضوية خمس أعوام.
أرسل تعليقك