شنقيط مدينة صحراوية أثرية في موريتانيا تحميها الجبال
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

التقى فيها الشعراء والأدباء وتضم إحدى المكاتب النادرة

"شنقيط" مدينة صحراوية أثرية في موريتانيا تحميها الجبال

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - "شنقيط" مدينة صحراوية أثرية في موريتانيا تحميها الجبال

مدينة "شنقيط" الصحراوية
نواكشوط - العرب اليوم

اعتقد المصريون القدماء بأن "الصحراء الكبرى" سوف تكون أرض الموت، وأن جانب غروب الشمس للصحراء كان المكان الذي تجد فيه الروح مثواها النهائي نحو الآخرة، وليس من قبيل المصادفة أن وادي الملوك ومملكة الأهرامات القديمة تقع على الجانب الغربي لنهر النيل.

ويوجد مثل قديم صادر عن قبيلة تحدت كل الصعاب حتى تتخذ من أرض العطش موطنًا لها، حيث يفيد بأن "الصحراء تحكمك ولا تستطيع أن تحكمها"، وأن سكان هذه المدينة لم يحكموا الصحراء ولكنهم تأقلموا وبقوا على قيد الحياة وجمعهم الإسلام والاستفادة من اللغة المشتركة حيث العربية ولغة سكان الصحراء الكبرى والممالك.

شنقيط مدينة صحراوية أثرية في موريتانيا تحميها الجبال

وكانت القوافل الضخمة تقطع مسافات كبيرة من مراكش وفيز حتى تمبكتو، ومن ثم العودة مرة أخرى، حيث تنقل خلال رحلاتها الذهب والسبايا والملح والتوابل من أجل استيعاب وتلبية احتياجات التجار.

وأصبحت بعض المدن في ظل الشمس الحارقة والرمال الكثيفة، مراكز للتعلم وجذب هؤلاء ممن يبحثون عن المعرفة من المغرب العربي وخارجه، ولذلك نجد أن الرحالة الأسطوري ابن بطوطة سافر إلى هذه المدن قبل انطلاقه إلى الصين.

شنقيط مدينة صحراوية أثرية في موريتانيا تحميها الجبال

واستمر ذلك لعقود ولكن ليس لأمد الدهر، حيث عادت "الصحراء الكبرى" إلى الهدوء مرة أخرى وباتت خالية، ولكن على الرغم من أنه لم يصبح هناك قوافل كبيرة تمر في هذه المنطقة وباتت لا تتميز بالتفوق في مجالات المعرفة، فما زالت الأحجار الكريمة من تلك الحقبة باقية، فضلًا عن الآثار الدقيقة لما كان موجودًا في تلك الفترة والذي لن يعود مرة أخرى.

وتتمثل واحدة من هذه الآثار في المدينة الصحراوية "شنقيط" الواقعة في موريتانيا، وتحميها الجبال غير المحدودة على أحد الجانبين، بينما على الجانب الآخر توجد "هضاب الذهب"، وحينما ترى هذه المدينة لأول مرة سوف تلاحظ أن رمالها لا تزال قائمة بعد مرور قرون عدة ولا تحاط بشيء.

شنقيط مدينة صحراوية أثرية في موريتانيا تحميها الجبال

وإذا بحثت بين أروقة هذه المدينة فقد تجد بابًا خشبيًا صغيرًا أو فتحة سرية في جدار حجري ثم بعدها قد تكون على بعد خطوة صغيرة من أحد المكتبات القديمة لهذا المركز الكبير السابق الذي كان يجمع بين العلوم الإسلامية، بينما يجلس هادئًا حارس هذه المكتبة في انتظار من يطرق عليه الباب ويدخل.

ويبدو بأن ذلك الحارس سوف يقضي بقية عمره يرعى هذا المكان الذي يضم مجلدات قديمة وكتيبات وجلود قديمة تستخدم في الكتابة عليها، وعندما تذهب إلى هناك فسوف يعرض عليك ذلك الرجل ملاحظات مدونة بحبر أحمر على جانبي أحد الكتب، فضلًا عن تقارير حول القوافل الغنية التي تأتي إلى المدينة كل يوم  بصحبة عشرات الآلاف من الجمال.

شنقيط مدينة صحراوية أثرية في موريتانيا تحميها الجبال

وكان الكثيرون منذ قرون مضت يحضرون من جميع أنحاء العالم الإسلامي سعيًا في الحصول على المعرفة إلى هذه المكتبة ومكتبات "شنقيط" الأخرى التي كانت توفر التعلم مجانًا لأن امتلاك مكتبة كان رمزًا للمكانة العالية وليس مصدرًا للدخل، وما عليك فعله عندما تذهب إلى هذه المكتبة هو إغماض عينيك والإبحار في الماضي حيث صخب الشوارع المزدحمة والصياح الصادر من الناس، إلى جانب هدير الإبل وأصوات ضحك الأطفال ولكن حينما تفتح عينيك فلن تسمع سوى الصمت.

شنقيط مدينة صحراوية أثرية في موريتانيا تحميها الجبال

 

شنقيط مدينة صحراوية أثرية في موريتانيا تحميها الجبال

 

شنقيط مدينة صحراوية أثرية في موريتانيا تحميها الجبال

 

شنقيط مدينة صحراوية أثرية في موريتانيا تحميها الجبال

 

شنقيط مدينة صحراوية أثرية في موريتانيا تحميها الجبال

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شنقيط مدينة صحراوية أثرية في موريتانيا تحميها الجبال شنقيط مدينة صحراوية أثرية في موريتانيا تحميها الجبال



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 01:09 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

منار عزت تؤكّد أنّ كندا من أهم دول قارة أميركا

GMT 01:05 2017 الأربعاء ,06 أيلول / سبتمبر

أمينة خليل تبدي سعادتها بنجاح "الخلية" مع أحمد عز

GMT 21:38 2018 الإثنين ,02 تموز / يوليو

الفنانة أحلام تحيي حفل ختام مهرجان موازين

GMT 10:21 2018 الإثنين ,11 حزيران / يونيو

الكشف عن أبرز الأفكار التي تساعد على تنظيم المنزل

GMT 21:57 2018 الأحد ,27 أيار / مايو

تعرف على قيمة تبرع أبو تريكة إلى الأهلي
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq