يواصل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إصراره على تنفيذ التوجه الذي انتهجه منذ توليه الحكم قبل نحو 5 سنوات، وذلك بالتخلي عن المركزية في العاصمة، وذلك عبر أدائه صلاة عيد الأضحى، الأحد، بمدينة العلمين الجديدة "شمال البلاد" للمرة الأولى.
وتعد العلمين، التي يطلق عليها "أيقونة البحر المتوسط"، أحد أبرز مشروعات المدن الكبرى التي تدشنها الحكومة المصرية في إطار سياسة توسع عمراني شامل، تضم أيضا العاصمة الإدارية الجديدة ومدنية الجلالة وغيرها.
ومؤخرا استضافت "العلمين الجديدة" أول اجتماع لمجلس الوزراء نهاية يوليو/تموز الماضي، كما شهدت يوم الجمعة الماضي حفلا هو الأول من نوعه لنجمة الغناء العالمية جينيفر لوبيز.
وقال خبراء: "إن القيادة السياسية المصرية تتبنى استراتيجية تعتمد على الاستثمار في مشاريع البنية التحتية"، مؤكدين أن توجه مصر نحو إنشاء المدن الجديدة ساهم بشكل كبير في تغيير خريطة العمران في مصر، وأظهر الوجه المشرق لمصر أمام العالم.
وعقب صلاة العيد، قام الرئيس السيسي بجولة تفقدية بمنتجع ماسة العلمين.
وقال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي للرئاسة المصرية: "إن الرئيس المصري السيسي اطلع على سير وتطور العملية الإنشائية للمدينة وحجم الإنجاز الذي تم بالمنتجع، بما فيها الأبراج السكنية والمول التجاري ومسجد الماسة، فضلا عن أكبر فندق بالساحل الشمالي ومنطقة مارينا اليخوت".
وقبل أيام افتتح السيسي مجمعا ضخما للأسمدة الفوسفاتية بالعين السخنة، شرقي البلاد، وقال في كلمة على هامش الافتتاح: "إن استكمال مخطط إعادة بناء مصر الجاري تنفيذه حاليا في شتى المجالات، هو حائط الصد الأول لمحاولات جماعات العنف والإرهاب التي لا تسعى إلا للتخريب والتدمير".
يقول أحمد علي الباحث في شؤون الاقتصاد السياسي بجامعة القاهرة: "إن الحكومة المصرية تتبنى استراتيجية طموحة تعتمد بالأساس على الاستثمار في مشاريع البنية التحتية وإنشاء العديد من المشروعات العقارية المتكاملة في مختلف ربوع مصر، وتمتلك رؤية ثاقبة في وضع قطاع التشييد والبناء بوجه عام والقطاع العقاري بوجه خاص على قائمه أولوياتها".
وأوضح الخبير الاقتصادي أن "توجه مصر نحو إنشاء المدن الجديدة كالعاصمة الإدارية والعلمين والجلالة والمنصورة الجديدة ساهم بشكل كبير في تغيير خريطة العمران في مصر".
ونوه بأن الخطة المصرية أعادت لها الريادة في مجال التخطيط العمراني وزيادة قدرتها التنافسية في القطاع العقاري في منطقة الشرق الأوسط؛ في ضوء الإصرار الشديد من القيادة السياسية على تنفيذ تلك المدن بما يتماشى مع مدن الجيل الرابع، وفي أسرع وقت لمنافسة أشهر المدن والعواصم العالمية.
وشدد على أن "ما تم تحقيقه حتى الآن في مصر وعلى مدار 5 أعوام في قطاع التشييد والبناء يعد إعجازا تنمويا بكل المقاييس"، مؤكدا أن قرار القيادة السياسية في البدء نحو تنفيذ تلك المدن يعد خطوة جريئة واقتحاما غير مسبوق لمشكلة التكدس السكاني في مصر؛ حيث إن تلك المدن ستشكل منعطفا استراتيجيا مهما يسمح للشعب المصري بالسير قدما نحو تحقيق تطلعاته لحياة أفضل.
تبلغ مساحة "العلمين الجديدة" حوالي 50 ألف فدان بعمق أكثر من 60 كم جنوب الشريط الساحلي ومن المخطط أن تستوعب المدينة أكثر من 3 ملايين نسمة. ومن المقرر أن تضم فنادق سياحية وأحياء سكنية ومناطق ترفيهية ومدينة تراثية، فضلا عن مركز مؤتمرات عالمي.
وخلال اجتماع الحكومة الأول قبل أكثر من أسبوعين، قال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي: "إنّ تلك المدينة لن تكون موسمية خلال فصل الصيف فقط، بل ستشهد عقد اجتماعات أخرى في هذا المقر، في رسالة واضحة بأن المدينة مجهزة للحياة اليومية وليست للتصييف فقط".
ويرى أمين مسعود عضو لجنة الإسكان والمرافق بمجلس النواب المصري أن إصرار الرئيس السيسي على إنشاء وتعمير العلمين الجديدة هو جزء من استراتيجية الدولة للتخلص من المركزية، موجها الشكر لكل العاملين عليه لحجم الإنجاز غير المسبوق الذي حققوه في هذا المشروع العالمي الذي سينقل مصر نقلات سياحية ومعمارية كبيرة.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
مباحثات مصرية-جزائرية لتعزيز التعاوُن الثنائي على المستوى الاقتصادي
ارتفاع قيمة احتياطات الذهب التي تملكها البنوك المركزية حول العالم
أرسل تعليقك