قرية مغربية تغلبت على فقرها بوجه حسن وحبة كرز
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

قرية حزينة تستقطب أنظار العالم لحضور إعلان الملكة

قرية مغربية تغلبت على فقرها بوجه حسن و"حبة كرز"

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - قرية مغربية تغلبت على فقرها بوجه حسن و"حبة كرز"

قرية حزينة تستقطب أنظار العالم

صفرو (المغرب) - سعيد بونوار "جمعت الطبيعة عبقريتها فكونت الجمال"، وتمردت  قرية "صفرو" المغربية على جمال طبيعتها، بجمال صانعاتها، فكونت معنى العفة،  عبقرية فطرية ابتدعت قبل 90عاما مسابقة للحُسن النسائي متجسدا في "الكرز" أو "حب الملوك"، كان السبق قبل أن يفطن الغرب إلى ذلك. صفرو هي الآن تواصل تزيين القرية الفقيرة بأحمر شفاه بلون الفاكهة التي وضعت لبنة بناء صرح مدينة عانت من التهميش، وهي حاليا تتحدى الحاجة والهشاشة بالفرح،نعم بالفرح، صيف كل عام يغادر سكان البلدة منازلهم العتيقة ويحتلون الشوارع لصناعة البشرى بعد أسابيع من احتلال الحزن للأزقة و المنعرجات الجبلية الضيقة.
قرية حزينة تستقطب إليها أنظار العالم من خلال توافد آلاف السياح لحضور حدث إعلان ملكة "حب الملوك".
كيف لحبة "كرز" أن تبني لقرية صيتا عالميا؟، الجواب بالإيجاب تحقق على أرض صفرو التي خرج سكانها وأهلها قبل أعوام وقبل أشهر مع ربيع عربي عارم  للتظاهر ضد "التفقير" وليس الفقر، وضد التجويع وليس الجوع، فأهالي المدينة الطيبون راضون بقضاء الله وقدره، رافضون جبروت البشر وجشعه.
وهم حاليا يخرجون فرحين بملكة جمال فاكهتهم "النبيلة" التي أزالت عن أجسادهم ثياب التهميش وألبستهم قفاطين الاستحقاق مزركشة بنياشين الاعتراف بسواعد طوعت  تراب الطبيعة لنحت مجد يلوح في ابتسامات متوجات بتاج المُلك "الكرزي".
غير بعيد عن العاصمة العلمية للمملكة المغربية "فاس" والمعروفة بكون كبار أسرها من أثرياء العالم وليس المغرب، تطل قرية"صفرو"  من على سفح جبال الأطلس المتوسط، ظلت المدينة محطة أطماع خارجية وداخلية على مر التاريخ، فقد لقبها اليهود بـ"أورشليم الصغيرة" وكانوا يعتبرونها أرض الميعاد، وسماها المستعمر الفرنسي بـ"حديقة المغرب" وكانوا يعتبرونها "كان" الثانية، وآثر سكانها الأصليين أن يلقبوها بـ"مدينة حب الملوك".
غنية بأوديتها و"شلالاتها" التي لا يبرحها الماء، وأشجارها الباصقة، وخضرتها في الصيف قبل الربيع، وفي الخريف قبل الشتاء، وتبلغ شهرتها الآفاق بفضل إنتاجها لأجود أنواع "الكرز" أو "حب الملوك" (كما يُطلق عليه المغاربة)، إذ يُصدر من هذه القرية إلى شتى بقاع العالم ضاربا كل الأرقام القياسية من حيث أثمانه وجودته، والمُحزن أن الأنامل التي زرعته وجنته تعاني الاحتياج .
معروف عن "الكرز" استعمالاته في التغذية الصحية، وصناعة أدوية الجمال، وهو أكثر الفواكه حماية من أمراض القلب وضغط الدم المرتفع، ويهدئ الأعصاب وينقي الدم من السموم، وتأبى الأقدار إلا أن تصنع المفارقات العجيبة، فالمدينة المشهورة بـ"الكرز"، تبقى هادئة طيلة العام، يعالج صفاء هوائها كل "خروم" القلب المهترئة، مدينة تصلح للراغبين في "تبريد الدم والأعصاب"، إنها الحقيقة التي أدركها عدد من الأجانب الأوروبيين الذين يستقرون في بيوتها العتيقة.
بعض المصادر التاريخية تشير إلى أن النواة الأولى لهذه المدينة تشكلت في النصف الثاني من القرن السابع الميلادي على سفح مرتفع قريب من الشلال، قبل أن يطلق عليها فيما بعد اسم "القلعة".
وكانت أول بلدة مغربية تدخل زمن الحواضر عام 1913، لكنها بقيت جاثمة في مكانها بسبب نوايا "سياسية" ظلت تنظر إلى القرية كـ"مسجل خطر"، والسبب أن  سكانها الوديعون ظلوا يرفضون كل أشكال التهميش، ويحتجون على كل القرارات التي تستثنيهم من التنمية.
صفرو، ابتدعت لنفسها مهرجانا أزاح عن سطوح منازلها غبار التناسي، وآثرت أن تطل كل عام على العالم بمهرجان "حب الملوك" الذي يقوم على تصور اختيار فتاة مغربية شابة لتتوج باللقب وفق معايير لا تحيد عن الحشمة و الوقار والثقافة، وهو المهرجان الذي يعد الأقدم في تاريخ المغرب، وتم الاحتفال بأول دورة عام 1919 على يد السلطات الاستعمارية الفرنسية، تحت اسم "مهرجان نهاية ربيع صفرو"، وكان يتم الاحتفال بتنظيم موكب استعراضي يجوب شوارع المدينة، يتقدمه "دمية" مصنوعة من القصب بملابس نسائية، قبل أن يتغير اسم المهرجان إلى "مهرجان حب الملوك" عام 1934، وهو العام الذي تميز باختيار أول ملكة جمال حب الملوك كانت تحمل الجنسية الفرنسية، تسمى "سوزان برنار".
ومع توالي السنوات وحصول المغرب على استقلاله، بات المهرجان موعدا يستقطب إليه السياح والزوار من المغرب وخارجه لمتابعة فقراته الفنية والثقافية ومنها اختيار الملكة، وتضع اللجنة التنظيمية شروطا للراغبات في المشاركة في المستبقة ومنها: الجمال والأخلاق وانعدام السوابق وإتقان اللغات والتوفر على مستوى ثقافي ودراسي محترم.
ويشترط في المرشحات طولا معينا وأن تتراوح أعمارهن بين 18 و26 سنة، وأن يرفقن طلباتهن بالتزام من ولي الأمر، يوافق فيه على مشاركة قريبته في تلك المسابقة المفتوحة في وجه كل الفتيات المغربيات اللائي تتوفر فيهن تلك الشروط.
وتتوزع فعاليات هذا المهرجان على أنشطة متنوعة رياضية (كرة القدم، كرة السلة، كرة الطاولة، الكرة الحديدية والعدو الريفي ...) وثقافية (مسرحيات، ندوات، مسابقات ثقافية وعروض للفن التشكيلي ...).
وتتوهج أمسيات مهرجان حب الملوك بإحياء سهرات فنية يشارك فيها فنانون مغاربة وأجانب ومجموعات محلية ووطنية، ويشكل الاستعراض الرسمي لموكب ملكة حب الملوك ذروة فعاليات المهرجان، إذ تغص شوارع المدينة بالجماهير الراغبة في عدم تفويت فرصة مشاهدة "كرنفال" جميل بإمكانات محلية قليلة لكنها لا تخلو من لمسات فنية رائعة.
ويتوقع أن يتحول المهرجان إلى تراث إنساني عالمي،لك أن ملف الالتحاق بـ"اليونسكو" حظي بالقبول، لتلج المدينة الفقيرة التي وقفت قبل أسابيع في وجه "أباطرة العقار" حتى لا يفتضوا بأعمدة أسمنتهم المسلح بكارة مدينة لا ترغب سوى  بالعيش تحت شجرة "كرز"، ويعيش أبناؤها عيشة "الملوك" الزهاد

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قرية مغربية تغلبت على فقرها بوجه حسن وحبة كرز قرية مغربية تغلبت على فقرها بوجه حسن وحبة كرز



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 21:21 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 07:48 2016 الثلاثاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

روعة قيادة رولز رويس على الطريق لا تُضاهيها متعة شيء

GMT 17:46 2016 السبت ,22 تشرين الأول / أكتوبر

"ملوك الكاسيت" ضيوف إسعاد يونس في "صاحبة السعادة"

GMT 22:56 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنان محمود ياسين يغيب عن عزاء نسيبه

GMT 17:18 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

تعرف على اتيكيت حضور الحفلات الموسيقية والغنائيَّة

GMT 01:54 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تقرير جديد يكشف أن ميلانيا ترامب لم تطمح لدور السيدة الأولى

GMT 01:37 2016 الأربعاء ,15 حزيران / يونيو

ماغي بوغصن تراهن على وصول فكرة "يا ريت" للمشاهدين

GMT 04:03 2017 الخميس ,13 إبريل / نيسان

الفيلة تدرك أن جسدها العملاق يمثل عقبة كبيرة

GMT 11:03 2014 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

"مغارة الشموع" كهف مليء بالأسرار تحتضنه القدس
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq