قضايا الموضة المُعاصرة والتساؤلات والمخاوف وما هو أعمق مما نُشاهده على منصات العروض، جسّدته ميوتشيا برادا في مجموعتها لصيف 2020 في ميلانو بالأمس، والنتيجة كانت نقطة تحوّل فاصلة في العلامة تسدل الستار على النهج الذي اتبعته في المواسم الماضية وتبدأ مرحلة جديدة.
البساطة ولا شيء سواها هو عنوان برادا Prada لصيف 2020، لكن ما أدى إلى إبداع هذه التصاميم "البسيطة" كان مُعقّدًا للغاية، فقالت برادا: "هناك دعوة بعدم الإنتاج وعدم الاستهلاك، وفي هذه الأجواء حاولت أولًا أن أفعل القليل، على الرغم من أنني لم أكن مُتأكدة من قدرتي على هذا لأن العمل على الموضة ينساب بين يديكِ".
هل حلّت برادا مُعادلة الاستهلاك والتلوث؟
في محاولة منها لحل المُعادلة الصعبة بين الاستهلاك والحفاظ على البيئة قالت في هذا الإطار: "الشعور اليوم في عالمنا هو أن كل شيء زائد عن الحد، الإفراط في الإنتاج والاستهلاك والسرعة الزائدة، وهذا ما يجعل التناقض قاسيًا بين ما نستهلكه والتقليل من التلوث".
إذن، هل نحن أمام مجموعة مُستدامة تُحافظ على البيئة في المقام الأول؟ لا بكل تأكيد، لأن مفهوم برادا عن الاستهلاك والبيئة كان برؤية مُختلفة كليًا عما نتوقعه، كل ما أرادت فعله هو تصاميم أنيقة وبسيطة لكن قوية تُعبّر عن شخصيات مُتعدّدة من السيدات، من خلال قطع تدوم في خزانتكِ طويلًا يُمكنكِ اختيارها في جميع الأوقات والأماكن، وكأنها تتمرّد على فكرة المواسم لكن بحذر.
كلّ هذا أدى إلى مجموعة بسيطة وراقية تجمع بين الكلاسيكية ولمسة برادا المُعاصرة والجريئة لكن بدون مُبالغة، كما وصفتها قائلةً: "لم أجعلها مينيمالية، لكنني ذهبت إلى أقصى حد مُمكن من البساطة".
تصاميم لكل امرأة
افتتحت المجموعة بإطلالة الكنزة الرمادية من صوف الموهير الناعم والدقيق وتنورة من الموسلين ليكون أساسيًا في عدة تصاميم، بينما حملت التشكيلة بصمة قوية من السبعينيات بالسراويل الفضفاضة والبلايزرات التي جسّدت الحياكة المُنمّقة، لنجد الفساتين الصيفية المُريحة من الكتان والشيفون والمُخمل تنسدل بقصّات مُستقيمة بدون تعقيدات تلاعبت قليلًا بالكتفين والجزء العلوي مثل الأربطة والطيّات واللافت تأثّرها بطابع العشرينيات.
المعاطف حملت معها فخامة برادا المعهودة مثل المعطف باللون البرتقالي الزاهي بتطريزات أوراق النباتات، والمعطف البني الكلاسيكي بالأزرار المزدوجة والمعطف الجلد، بينما قدّمت التطريزات والنقوش على القليل من التصاميم لتأكيد مفهوم البساطة، وكانت جميعها من زخارف مُجرّدة وأخرى على شكل أوراق النباتات التي زينت الفساتين النهارية من الكتان، وفساتين السهرات بتطريزات الباييت والتنانير المتوسطة الطول أبرزها التنورة السوداء من الجلد، كما أضاف اللون الذهبي بريقًا ساحرًا إلى المجموعة مثل التايور والبلوزة بربطة العنق والتطريزات.
أكسسوارات صيفية
أما عن الأكسسوارات فهي كل ما تحتاجين إليه في العُطلة الصيفية خاصة القلائد من الصدف الضخمة مع الأقراط، وقبعات الصياد، وللأحذية لم تتخلَّ برادا عن ستايلها للأحذية الضخمة، لكنها أضافت مجموعة عملية للغاية من الصنادل المُتقاطعة raffia، والصنادل بالأربطة التي منحتها طابعًا بحريًا، بينما الحقائب اتخذت أغلبها تصميم الدلو من الجلد المُتشابك.
قوة المرأة أهم من الأزياء
في النهاية، تقول ميوتشيا برادا عن مجموعتها: "هي عن قوة المرأة على الأزياء، والأناقة على الموضة"، وعلى الرغم من أنها لم تتحول كليًا إلى علامة صديقة للبيئة لكن ما قدمته يُمكن أن يقود صناعة الموضة إلى استخدام البساطة والابتعاد عن التعقيدات والمُبالغة ردًا على زيادة الاستهلاك والتلوث.
قد يهمك ايضًا
التنانير تجذب الانتباه على منصة "شانيل" في أسبوع باريس للموضة
أرسل تعليقك