سُبل تفادي الاكتئاب لدى مُصابي التوحّد أثناء العزل المنزلي بسبب كورونا
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

التواصل إلكترونيًّا مع الأصدقاء والموسيقى مِن بين الحلول

سُبل تفادي الاكتئاب لدى مُصابي التوحّد أثناء العزل المنزلي بسبب "كورونا"

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - سُبل تفادي الاكتئاب لدى مُصابي التوحّد أثناء العزل المنزلي بسبب "كورونا"

مُصابي التوحّد
القاهره - العراق اليوم

يعد "التوحُّد" على سبيل المثال من بين الأمراض التي لا يعرف كثيرون عنها، إلا في حالة إصابة قريب لهم به، وسمعت الكثير عن التوحُّد من أصدقاء يتعاملون مع التوحد بوعي ويتفهمون وضع أطفالهم، ويتكيفون مع المرض عن طريق تثقيف أنفسهم وتقديم الأفضل لهم.
وأول ما يجب أن نعرفه عن التوحد هو أهمية الروتين والتكرارية لدى المصابين بالتوحد، ومنذ أن ضرب وباء «كورونا» العالم، وأنا أفكر بالمصابين بالتوحد وهم محجورون في البيوت بعيداً عن مدارسهم وأصدقائهم ومعلميهم، وشعرت بأنه من الضروري تسليط الضوء على هذا الموضوع لأنه مهم، وإهماله قد يؤدي إلى الاكتئاب والتوتر.

وللاستطلاع على سبل وحلول الحجر المنزلي لدى المصابين بالتوحد، اتصلت «الشرق الأوسط» بالدكتورة ميراي نعمة الاختصاصية النفسية والمتخصصة في مرض التوحد في المملكة المتحدة التي استهلّت حديثها بشرح سريع للتوحد الذي وصفته بأنه من أنواع الاضطرابات في النمو التي تكشف عن نفسها من خلال التواصل والتفاعل الاجتماعي، وعبر الاهتمامات المقيدة أو المتكررة. وهو في واقع الأمر عبارة عن مجال واسع للغاية، حيث يعاني فيه بعض الأفراد من صعوبات بالغة في التعلُّم، في حين أن بعض الأفراد الآخرين، وغالباً ما يُشار إلى حالتهم بتشخيصها بمرض «متلازمة أسبرجر» (هي إحدى اضطرابات طيف التوحد)، يستطيعون التعبير عن أنفسهم، ورغم ذلك ربما يواجهون قدراً من التحديات الاجتماعية في التفاعل الاجتماعي مع الآخرين.

فيستند تعريف مرض التوحد في «الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية» من الفئة الخامسة إلى خمسة معايير رئيسية: العجز المستمر في التواصل والتفاعل الاجتماعي، السلوكيات أو الاهتمامات المقيدة و/ أو المتكررة، الأعراض التي تظهر في المعتاد في سن مبكرة، لا يمكن تفسيره بصورة أفضل بأنه إعاقة ذهنية، الأعراض التي تتسبب في الإعاقة/ العجز الإكلينيكي في البيئات الاجتماعية مثل العمل أو المدرسة.

تقول الدكتورة نعمة إن الأطفال المصابين بالتوحد يختلفون للغاية عن غيرهم. قد يواجه بعضهم تحديات تواكب التغييرات الطارئة على الجدول اليومي المعتاد، وهناك أطفال آخرون يمكن تلقينهم المزيد من المرونة في التواصل والتفاعل، وربما تنمو لدى بعض الأطفال احتياجات طبية معينة أو ذات صلة بصعوبات التعلم مع قدر من هذه التحديات.

وتختلف الاستجابة إلى حالة الإغلاق الراهنة لدى كل طفل مصاب بمرض التوحد تماماً كما تكون مختلفة لدى أي طفل طبيعي غير مصاب بالأعراض ذاتها. وبالنسبة إلى بعض الأطفال، يمكن مساعدتهم بالاستعانة بالجداول الزمنية المرئية، والإرشادات والتوجيهات، وغير ذلك من الجهود. وعلاوة على ما تقدَّم، فإن فكرة أن الأطفال المصابين بالتوحد ليسوا دائماً ودودين أو يستجيبون للمسات ليست هي الحالة على الدوام؛ فإنه يمكن طمأنة أو إراحة الأطفال المصابين بالتوحد بالطريقة ذاتها التي تطمئن أو تريح العديد من الأطفال الآخرين سواهم. وقد يتفهم الأطفال، ممن طوروا نوعاً من القدرات عند نهاية طيف التوحد، ما إذا كانوا كباراً بدرجة كافية تسمح لهم بتفهم الحالة المرضية التي يعانون منها، مما يتيح لهم قدراً من الأمان، بالاعتماد على الوالدين أيضاً إذا جرى إعدادهما وترتيب الأمور معهما من حيث كيفية التعامل مع الأطفال.

وتابعت الدكتورة نعمة بأن الأطفال المصابين بالتوحُّد لهم اهتماماتهم الخاصة. وربما تكون (أو لا تكون) لهذه الاهتمامات المقْدِرة على الاستمرار داخل المنزل؛ فبعض الأطفال يفضل اللعب بالقطارات أو المكعبات، وهذه من الألعاب التي يمكن ممارستها داخل المنزل. ويفضل بعض الأطفال الآخرين الشعور الحسي بالتأرجح والانطلاق، وهذا من الأمور الأكثر صعوبة خلال حالة الإغلاق الراهنة.

وحسب رأي دكتورة نعمة، فالقصص الاجتماعية، والروايات المرئية، والعلاج باستخدام الموسيقى، والأنشطة المائية تكون مفيدة. وتابعت: أشجّع الوالدين على السماح للأطفال المصابين بالتوحُّد بالتفاعل المستمر مع الأصدقاء عبر تطبيقات «زووم»، أو «تيمز»، لا سيما مع ازدياد شعورهم بالضيق والسأم لطول فترة الوجود في المنزل أثناء الإغلاق.

وتندرج دراسة مرض التوحد تحت مجال العلوم المعروفة بعلم النفس. غير أن ذلك لا يعني أنه يمكن زيارة أي اختصاصي في العلاج النفسي أو في صعوبات التخاطب والحديث إليه عن طفل مصاب بالتوحد، حيث إن مرض التوحُّد «النمائي» (أي التوحُّد المرتبط بالنمو) هو مجال محدد من مجالات الدراسة العلمية. وعلاوة على ذلك، فإن التدخلات التعليمية ذات الصلة بمرض التوحد تندرج في واقع الأمر تحت فئة المناهج السلوكية. كما أن تشخيص «اضطرابات طيف التوحد» يحتاج في المعتاد إلى طبيب الأطفال المتخصص في علاج مرض التوحد أو الطبيب النفسي المدرَّب على التعامل مع حالات التوحد.

يمكن للطفل المصاب بالتوحد أن يبوح على الفور ما إذا كان يشعر بالاستياء من عدمه، نظراً لأنه لا يعرف كيف يُخفي مشاعره عن الآخرين، وذلك إما من خلال نوبة شديدة من نوبات الغضب الواضحة، أو الضرب، أو العض، أو الصراخ، أو أي وسيلة أخرى يعرب بها عن إحساسه بالغضب.

وتشتمل التدخلات على «العلاج بالكلام واللغة»، أو العلاج الوظيفي، أو العلاج الطبيعي، أو العلاج باللعب، أو العلاج بالنظام الغذائي، وهي على رأس قائمة مطولة من المناهج السلوكية المعتمدة في علاج مرض التوحد.

وتقول الدكتورة نعمة: «في تقديري الشخصي لمرض التوحد، أنه في حين وجود احتياجات معينة، فإن الأمر يتعلق في بعض الأحيان بمعاونة الآباء على كيفية التأقلم والتعامل. فمن المعروف أن تمكين الآباء وموفري الرعاية يُعدّ جزءاً كبيراً من الإجابة عن التساؤل السابق عند التعامل مع الأطفال المصابين بالتوحد لديهم؛ إذ إن وجود طفل مصاب بـ(اضطرابات طيف التوحد) يزيد من الأعباء التي تثقل كاهل الوالدين، أو أحدهما، في محاولته المستمرة للتربية السليمة، مع المقدرة على مواكبة التدخلات الصحية والتعليمية المتنوعة. وهم دائماً ما يكونون على تواصل مستمر مع مجموعة واسعة من المختصين المحترفين لمتابعة الأمر».

وعن العلامات الدالّة على أن الطفل المصاب بالتوحد يعاني شكلاً من أشكال الاكتئاب بسبب حالة الإغلاق الراهنة ترد الدكتورة نعمة: «إذا كان الطفل المصاب بالتوحد قادراً على التعبير الشفهي عن نفسه، فإنه يمكنه الإعراب عن مشاعره، وربما يمكنه القول إنه يشعر بالحزن. وتكون الأمور أكثر صعوبة بالنسبة إلى الطفل المصاب بالتوحُّد وغير القادر على التعبير الشفهي، ورغم إمكانية الاستعانة ببعض نظم التواصل المعززة، مثل (نظام التواصل بالصور المتبادلة)، أو نظام Proloquo2Go(وهو نظام للتواصل قائم على استخدام الحاسوب)، أو نظام (ماكاتون)، أو غير ذلك من النظم».

وتختلف العلامات الدالّة بين طفل وآخر (مثل الضرب، أو العض، أو جذب الملابس، أو وضع مختلف الأشياء في الفم، أو غير ذلك من التصرفات). وقد تظهر بعض الأعراض الجسدية أيضاً، مثل التعرق، والتململ، التي تُعتبر جزءاً من تلك السلوكيات.وعن سؤالها عن العلاجات المتاحة تقول الدكتورة نعمة: «نلاحظ غياب الكثير من الأدلة التي تثبت فعالية العقاقير الدوائية في علاج (اضطرابات طيف التوحد)، رغم محاولات بعض الجهات إثبات عكس ذلك بغية استغلال الآباء الذين يعانون من عبء التعامل مع مرضى التوحد لديهم».

وختمت الدكتورة نعمة حديثها بالقول: «أخيراً، أود أن أقول إنني أرى دوراً معتبراً في المجتمع لأولئك المصابين بـ(اضطرابات طيف التوحد)، إذ يملك بعض الأطفال المصابين بـ(اضطرابات طيف التوحد) مهارات خاصة، أو هي مختلفة يمكن الإعراب عنها في الرياضيات، أو المهارات المكانية، أو الفنون، أو الهندسة، أو علوم الحواسيب، وغير ذلك من مجالات الحياة. ولقد بدأت بعض الشركات المعروفة في إدراك الدور المعتبر للبالغين المصابين بـ(اضطرابات طيف التوحد) في مجالات البرمجة أو في مجالات أخرى».

هؤلاء الأطفال مُـخـتـلفون للغاية، ويجلبون ثراءهم الخاص بهم إلى العالم من حولهم. وتعد احتياجاتهم إبان الإغلاق الراهن مماثلة لاحتياجات الأطفال الطبيعيين الآخرين، سواء بسواء، وربما يكون أسلوب مساعدتنا لهم على التكيف والتعامل والتأقلم هو الأمر المختلف ليس إلا.

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ : 

ما هي العلامات التي تدلّ على وجود التوحُّد عند الأطفال؟

دراسة تحليلية تُؤكِّد أنّ تناول مُكمّلات "أوميغا 3" يُحسِّن مِن أعراض التوحُّد

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سُبل تفادي الاكتئاب لدى مُصابي التوحّد أثناء العزل المنزلي بسبب كورونا سُبل تفادي الاكتئاب لدى مُصابي التوحّد أثناء العزل المنزلي بسبب كورونا



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 21:54 2018 الأربعاء ,30 أيار / مايو

تعرف على "أهل الدثور" وأسباب دخول الجنة

GMT 10:07 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

Incredible Things عطر ساحر من نفحات الأخشاب الطبيعية

GMT 18:46 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

صلاح يفك عقدة لازمته منذ 2014 في كأس الاتحاد الإنجليزي

GMT 21:25 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

"كلام ستات" يناقش مبادرة "بدّلها بفضة" لتسهيل الزواج

GMT 02:06 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على أفخم الفنادق في مدينة هونغ كونغ الصينية

GMT 04:13 2018 الخميس ,21 حزيران / يونيو

"ديكورات" مشرقة في شقّة جون بون جوفي الـ"دوبلكس"

GMT 01:13 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

أبوالفتوح تكشف فوائد تناول الردة خلال الوجبات

GMT 03:36 2018 الأربعاء ,06 حزيران / يونيو

تناول المكسرات يساعد على استقرار مستويات السكر

GMT 01:21 2018 الثلاثاء ,15 أيار / مايو

شاكيرا تستعد لإحياء حفلة غنائية في إسرائيل

GMT 22:07 2014 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

سائق حافلة ركاب في إسبانيا يرفض صعود منقبة للحافلة

GMT 00:14 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

سعر الريال السعودي مقابل دينار كويتي الجمعة
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq