نانجينغ المدينة الصينية القديمة الأكثر جذبًا للوافدين
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

عُثر فيها على حفريات تعود إلى 600 ألف عام

"نانجينغ" المدينة الصينية القديمة الأكثر جذبًا للوافدين

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - "نانجينغ" المدينة الصينية القديمة الأكثر جذبًا للوافدين

"نانجينغ" المدينة الصينية القديمة
بكين - العرب اليوم

تعدّ مدينة نانجينغ أحد أهم وأكبر الموانئ النهرية الداخلية في الصين منذ إنشائها كعاصمة للدولة عام 229 ميلادية، وتعرف بأنها واحدة من العواصم الأربعة الكبرى في البلاد.

وعُثر فيها على حفريات للإنسان منتصب القامة يعود تاريخها إلى نحو 600 ألف عام، وما زالت الأسوار الحجرية التي أحاطت بالمدينة أثناء حكم أسرة مينغ (خلال الفترة بين عامي 1368 و1644) واقفة إلى جانب نصب تذكارية تخلد الجمهورية الأولى للصين وناطحات السحاب المعاصرة، مما يربط المدينة بشكل مستمر بماضيها المعقد والمتغير.

وتقول فريا درو، وهي من شيفيلد بإنجلترا وتقيم حاليا في المدينة وتعمل في التدريس: "يوجد في نانجينغ تنوع معماري كبير جدا، بدءا من المباني منخفضة الارتفاع إبان الحقبة القومية حول بكين شي لو، وصولا إلى ناطحات السحاب حول شينجيكو وأزقة الأكواخ المتعرجة حول بوكو القديمة"، وبينما يبدو هذا التجاور للأنماط المعمارية المختلفة منفراً في مدن أخرى، فإنه يبدو جيدا في نانجينغ.

ويقول إيد كولام، وهو مدرس من أسكتلندا ويعيش في نانجينغ منذ 2018: "الطرق التي تصطف على جانبيها الأشجار ترتفع وتنخفض داخل المدينة، ويجري تحويل المناطق السكنية القديمة إلى مبان حديثة. وبينما تعتبر نانجينغ مدينة حديثة بلا شك، فإنك تشعر بقدمها خاصة عندما يجعل موقع المدينة التاريخي المباني منسجمة ومتسقة مع الطبيعة المحيطة بها".

اقرأ أيضا:

"الخطوط السعودية" تُواصل عملياتها التشغيلية ورحلاتها اليومية عبر مطار نجران

وتقدم نانجينغ كمدينة جامعية سكانها الأجانب في تزايد مستمر، إيقاعاً حياتياً مختلفاً عن ضجيج بكين المزدحمة (التي تقع على بعد 1000 كيلومتر إلى الشمال)، أو عن شنغهاي المتقدمة والمتطلعة دوماً إلى المستقبل (التي تقع على بعد 300 كيلومتر إلى الشرق)، بكونها مدينة يقبل الوافدون الجدد على العيش بها للاستمتاع بأنماط حياة هادئة.

رغم أن نانجينغ تضم 8.3 ملايين نسمة فإنها تعد واحدة من بين عدد قليل من المدن الصينية الكبيرة التي توفر إمكانية العيش في هدوء وخصوصية.

يقول كولام: "في بوكو (وهي منطقة تقع في شمال غرب نانجينغ) تستطيع أن تصل إلى أطراف منطقة لاوشان ذات المناظر الطبيعية الخلابة بمجرد ركوبك الحافلة لمدة 30 دقيقة. هذه المنطقة الشاسعة من التلال المكسوة بالغابات يتخللها كثير من الممرات والدروب التي تسهل عليك الابتعاد عن ازدحام البشر".

وتوفر بحيرة شوانوو ملاذا هادئا في وسط نانجينغ، حيث تنتشر المعابد والمطاعم والمقاهي التي تقدم الشاي في حديقة بحيرة شوانوو.

وللتعرف أكثر على ماضي نانجينغ، يوصي كولام بالسير في شوارع لاو مين دونغ، وهي منطقة للمشاة أعيد تجديدها وتقع إلى الشمال مباشرة من نهر تشينهواي.

وتظهر في شارع لاو مين دونغ، الذي يعد أحد أقدم شوارع المدينة، مبان خشبية تقليدية (أعيد تجديدها لتبدو مشابهة للأصل) تضم متاجر لبيع التذكارات والتحف والمصنوعات السياحية، وكذلك مطاعم صغيرة تقدم أطباقاً محلية.

ولا يشبه سور نانجينغ القديم أسوار المدن الأخرى في بكين أو شيان، فهو ليس منتظماً أو على نسق واحد ويحيط بالبحيرة والمناطق الجبلية.

ونتيجة لذلك، تظهر المواقع الطبيعية في مناطق غير متوقعة من المدينة. وما يعشقه المواطنون هنا هو ذلك الشعور بالدهشة عند رؤية هذه المناطق الطبيعية، مثل نهر يانغتسي وسلسلة جبال جبل تشونغشان وبحيرة شوانوو.

ويقول كولام: "العيش في نانجينغ بالنسبة لي يعني الابتعاد عن الأماكن الرئيسية المزدحمة والتوجه نحو الأزقة القديمة حيث يمكنك الوصول للميادين أو حتى إلى مناطق المياه أو الأشجار الكثيفة. هذا التنوع الكبير هو الذي يعطي نانجينغ سحرها المميز".

يوجد في مدينة نانجينغ مجتمع طلابي كبير نظراً لكونها تضم جامعة نانجينغ التي تعد إحدى أفضل الجامعات الصينية، طبقاً لتصنيف التايمز الخاص بالتعليم الجامعي في آسيا لعام 2019.

وتقول درو: "هناك مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأماكن التي تقدم الكحوليات، سواء الرخيصة أو الغالية. ويوجد في نانجينغ حياة ليلية صاخبة، خاصة بين الوافدين. ففي كل ليلة هناك مناسبة أو حفل حول حي شانغهاي لو"، كما تضم المدينة عددا كبيرا من الحانات منخفضة المستوى والأماكن التي تعزف فيها الفرق الموسيقية ألحانها "لأولئك الذين يفضلون الابتعاد عن المستوى المعتاد،" كما يقول كولام.

وبالنسبة إلى أولئك الذين يشتاقون إلى طعام بلادهم الأصلية فلا يوجد هنا نقص في المطاعم الأجنبية والمقاهي التي تقدم الطعام للوافدين والطلبة القادمين من الخارج، أما التنقل في أرجاء المدينة فهو أمر ميسور، حيث توجد في نانجينغ شبكة أنفاق تتسم بالفعالية والكفاءة وتغطي معظم أرجاء المدينة، كما أن ركوب الدراجة الهوائية خيار قائم، حيث توجد طرق واسعة ومستقيمة مخصصة لذلك.

ويتحدث المواطنون في نانجينغ عن إمكانية العيش بتكلفة معقولة إلى حد كبير مقارنة بمدن صينية أخرى، خاصة فيما يتعلق بالسكن، حيث يمكن استئجار شقة مساحتها 85 متر مربع بأقل 50 في المئة من سعر استئجارها في بكين وأقل بنسبة 65 في المئة من شنغهاي، حسب موقع Expatistan.com المتخصص في الأمور المتعلقة بتكاليف المعيشة.

ورغم كل هذه المميزات، قد يكون الطقس قاسيا في الشتاء، وبخاصة أن غالبية المباني تفتقر للتدفئة المركزية.

ويقول كولام: "تشعر ببرودة أكبر في الشتاء بسبب الطقس الرطب، وبدون توفر تدفئة مركزية يكون البرد شديداً في الداخل"، أما الصيف فهو شديد الحرارة والرطوبة أيضا.

في عام 1937، أثناء حرب الصين واليابان الثانية، كانت نانجينغ موقعاً لهجوم قاتل على المدنيين، حيث قتل عدد كبير من المدنيين على أيدي الجنود اليابانيين في ما يعرف اليوم بمذبحة نانجينغ (العدد الإجمالي للقتلى ما زال مثار خلاف كبير بين البلدين وبين الباحثين).

كما وقع عدد كبير من الجرحى وحالات الاغتصاب أثناء الهجوم الذي استمر ستة أسابيع. ومازالت ذكريات ذلك الهجوم ماثلة في أذهان المواطنين.

ويقول كولام: "بالنسبة للكثير من الناس، لا يمكن نسيان أو غفران مآسي مذبحة نانجينغ والاجتياح الياباني، وهو شعور يجري توارثه جيلاً بعد جيل. إن تداعيات ذلك قد يكون له تأثير على الطريقة التي ينظر بها بعض المواطنين في المدينة للوافدين".

ويلاحظ كولام بصفة عامة أن المرء يشعر هنا ببعض الأمور التي تتسم بالتقليدية والمحافظة بشكل أكبر منه في مدن صينية أخرى، وهو ما يمكن أن يشكل صعوبة في تكوين أصدقاء محليين بسرعة.

وقد يساعد تعلم اللغة الصينية والحديث بها في عملية الإندماج مع المجتمع المحلي، الذي يعاني من الحواجز الثقافية واللغوية، لكن نانجينغ تستفيد من "المشهد الثابت والمتنوع للوافدين"، حسب كولام، لذا من السهل أن يصبح لك أصدقاء أجانب تجمعك بهم اهتمامات ومصالح مشتركة.

قد يهمك أيضا:

"الحوثيون" يعلنون استهداف مطار "نجران" السعودي بطائرة مسيرة

"الكهرباء" تُعطّل مطار مانشستر وتؤجِّل وتلغي رحلات

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نانجينغ المدينة الصينية القديمة الأكثر جذبًا للوافدين نانجينغ المدينة الصينية القديمة الأكثر جذبًا للوافدين



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 05:46 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

نيللي كريم تودع فصل الصيف بصورة جريئة على شاطئ البحر

GMT 01:35 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

أنجيلا ميركل تتصدر قائمة "فوربس" لأقوى 100 امرأة

GMT 12:01 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

نصائح مهمة للحصول على شفتين أكثر امتلاءً

GMT 18:19 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

4 أندية إنجليزية مهتمة بضمّ لاعب أرسنال ثيو والكوت

GMT 01:58 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السعدي يسعى إلى إنشاء صندوق لإعادة إعمار اليمن

GMT 19:17 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

رئيس UFC يرفض عودة روندا روزي لحلبات القتال

GMT 16:10 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

منى عبد الغني تستأنف تصوير "أفراح إبليس 2" في الحي الريفي

GMT 15:15 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

عادل إمام يُرشّح يُسرا لتشارك معه في مسلسل "عوالم خفية"

GMT 07:12 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز مزايا السيارة الجديدة بورش "911 GT2"

GMT 02:22 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

أحمد زاهر سعيد بردود الفعل القوية على دوره في "الطوفان"

GMT 14:10 2017 الإثنين ,02 تشرين الأول / أكتوبر

لاعب المنتخب المصري علي أبو القاسم يعلن أنّ هدفه التأهل

GMT 03:33 2016 الأحد ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاجن غولف" الأعلى قيمة في السيارات الرياضية

GMT 03:14 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة سلوى محمد علي ضيفه "بنت البلد" على "95 FM"

GMT 06:09 2015 الخميس ,31 كانون الأول / ديسمبر

فنَان يُقدَم أعمال فنية رائعة من فن تفريغ الورق

GMT 04:44 2017 الخميس ,09 شباط / فبراير

عبير صبري تناقش التعصب الكروي في "كابتن أنوش"

GMT 22:14 2017 الجمعة ,23 حزيران / يونيو

عرض مسرحية "العيال تكسب" على مسرح الأنفوشي 
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq