روما تمنحك إمكانية الاستمتاع بأسلوب فريد في الحياة يخطف أنفاسك
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

زيّنت روائع النحت النوافير والحدائق والساحات بشكل رائع

روما تمنحك إمكانية الاستمتاع بأسلوب فريد في الحياة يخطف أنفاسك

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - روما تمنحك إمكانية الاستمتاع بأسلوب فريد في الحياة يخطف أنفاسك

مدينة روما
روما - العرب اليوم

  اعتقد البعض أن روما ستخسر لقب"مركز العالم,حين سقطت الإمبراطورية الرومانية العظيمة، لكنها بقيت إلى اليوم مفترقًا تتقاطع فيه دروب السلطة والثروة مع مسالك الثقافة والفنون والجمال، وأسلوبًا فريدًا في العيش ومقاربة الحياة، مما يجعل منها مدينة لا تقاوَم.

 يمكنك زيارة هذه المدينة مرات كثيرة، في كل الفصول والمناسبات والأعمار، أو أن تعيش فيها سنوات؛ لكن الضوء الرائع الذي ينسدل عليها كالخمار، وألوانها التي تتدرّج بين الأصفر الخافت والبرتقالي إلى الأبيض الباهت، على تماثيل المرمر التي تطالعك كيفما اتجهت، والجسور المتناسقة على صدر النهر المتعرّج بين مئات القصور والحدائق من عصر النهضة، والصنوبر المعمّر يناطح القباب التي ترصّع خدّ سمائها بالشامات، ستخطف أنفاسك باستمرار.

 وتعتبر مقبرة العظماء في البانتيون الذي ترتفع قبّته فيما يشبه المعجزة الهندسية، والكولوسيوم أكبر المسارح الاستعراضية في التاريخ، وفسحة المنتدى الروماني عند الغسق، كلها عجائب خالدات جعلت من روما مقصدًا لعشّاق التاريخ والجمال وقدرة الإنسان على الإبداع الفنّي.

  أقرأ أيضا :  كرنفال البندقية الإيطالية يبدأ بعرض عائم عبر قناة "ريو دي كناريجيو"

مت المدينة في العصور الحديثة، كمعظم المدن في أوروبا والعالم، من غير هويّة أو مخطط فنّي؛ لكن النواة المعمارية التاريخية التي أحاطها الإمبراطور أورليانو بالسور الذي يحمل اسمه، ما زالت كما هي على سحرها متحفًا فريدًا في الهواء الطلق، تعجز العين عن الإحاطة بكل كنوزه ومفاتنه.

 و تتعرّض روما لشتّى أنواع الانتقادات، من أهلها قبل الزوّار الذين يتوافدون عليها من كل أنحاء العالم. فهي أقل العواصم الأوروبية نظافة على الإطلاق، ومن أكثرها ضجيجًا، وزحمة السير فيها امتحان صعب للصبر والأعصاب، بالإضافة إلى الحال المتردّية للبنى التحتيّة والخدمات العامة, لكن «عيوب» روما ليست وليدة اليوم؛ بل رافقتها مند القِدَم، حتى عندما كانت مركزًا للسلطات الزمنية والروحيّة، ومحجّة الفنّانين والمبدعين في أوروبا. فعندما وصل إليها المفكّر النهضوي الكبير فرانشسكو براتشيوليني قادمًا من توسكانة، كتب يقول: «مدينة تضجّ بالجمال من كل نواحيها؛ لكنها ترزح تحت الإهمال والتداعي، كمثل جثّة متحللة».

 تبدو أن اللذّة هي مذهب أهل هذه المدينة، الذين رفعوا شعار «مُتْعَة الكَسَل» (Il dolce farniente)، وجعلوا منه أسلوبًا لحياة تدور حول الجمال بكل تجليّاته، ولا تأبه لما مضى أو ما سيأتي.

و تعرف أن الربيع قد حلّ في روما, عند بزوغ أشعة الشمس الدافئة الأولى، يتهافت الجميع إلى الشوارع، يتسامرون على النواصي، ويدردشون حول فنجان قهوة في مقاهي الأرصفة والساحات. وكيف تعرف أن الصيف قد جاء؟ عندما يغادر أهل روما مدينتهم إلى الشاطئ القريب، هربًا من القيظ والرطوبة الثقيلة. ولأن روما تعجّ بالسيّاح مع نهاية الصيف حتى مطالع الشتاء، فإن الفترة الأفضل لزيارتها بعيدًا عن الزحمة الخانقة هي بدايات العام، التي غالبًا ما ينزل عليها الصحو، والشمس التي تلطّف برودتها.

 يستحيل أن تكفي زيارة واحدة، أو اثنتان أو ثلاث، للإحاطة بكل الجمال المرئي والمخفي في هذه المدينة. من المستحسن أن تقرأ كثيرًا عنها قبل أن تأتي إليها، وألا تسعى إلى تكديس المعالم في كل زيارة. عليك بالتمهّل والاختيار، والعزم على العودة كلّما سنحت الفرصة وعنّت على البال رغبة في مزيد من الجمال.
 
يوجد أكثر من روما في هذه المدينة, روما المعالم المعمارية الفريدة التي تركها الأباطرة على التلال السبعة، وروما الميادين البديعة التي تراكمت فيها روائع النحت تزيّن النوافير والحدائق والساحات، وروما الكنوز الفنّية التي تملأ المتاحف والقصور، وروما التي تحتضن حاضرة الفاتيكان التي تزخر بروائع كبار فنّاني عصر النهضة، وروما الأحياء الشعبية القديمة التي تنساب فيها الحياة خارج الزمن.
 
ويوجد في روما على ضفاف «التبر الأشقر»، النهر الذي يعبر المدينة في طريقه إلى البحر، والذي كان طوال قرون بمثابة الشريان الاقتصادي للإمبراطورية الرومانية، التي كانت تتموّن من المرافئ المنتشرة حول مجراه، ترسو فيها السفن الآتية عبر المتوسط من المستعمرات. وفي النهر جزيرة صغيرة تظلّلها صنوبرات معمّرة، بجانب مستشفى يعود للقرن الثاني عشر، يعرف باسم «Fatebenefratelli - اصنعوا الخير أيها الإخوة» ما زال يقدّم خدماته المجانيّة للفقراء إلى اليوم.

 وتعتبر روما هي أيضًا موطن للمِسلات التي ترتفع في ميادينها أكثر من أي مدينة أخرى، والتي كانت رمزًا للخلود عند الفراعنة. ثلاث عشرة مسلّة تزيّن ساحات روما، منها سبع أتى بها الأباطرة من مصر، وست أمروا كبار الفنّانين ببنائها، ورفعوها في الميادين دليلًا على العظمة والسلطة، إلى جانب أقواس النصر.

وقد يهمك أيضاً :

 أبرز المعالم السياحية في مدينة تورينو الإيطالية

عرض منازل للبيع مقابل يورو واحد في مدينة سامبوكا الإيطالية

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روما تمنحك إمكانية الاستمتاع بأسلوب فريد في الحياة يخطف أنفاسك روما تمنحك إمكانية الاستمتاع بأسلوب فريد في الحياة يخطف أنفاسك



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 21:16 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 01:12 2014 الجمعة ,01 آب / أغسطس

نجاح مسلسل "دلع بنات" فاق توقعاتي

GMT 20:04 2018 الأحد ,16 أيلول / سبتمبر

لعبة PubG Mobile تحصل على تحديث جديد

GMT 08:06 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"ديور" تطرح مجموعتها الجديدة من حقائب الربيع

GMT 01:52 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

سعر الريال السعودي مقابل ريال عماني الأحد

GMT 11:04 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

خطوات بسيطة لتحضير مطبق الباذنجان باللحم المفروم

GMT 02:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

بياض جبال "الأوراس" يعتبر الوجهة المفضلة لعشاق التزلج

GMT 04:47 2015 الإثنين ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

روندا روسي تظهر كنجم غلاف لعبة القتال المتنوع "إي اي سبورتس"

GMT 17:51 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

إسرائيل تطلق 6 صواريخ على مواقع عسكرية سورية جنوب دمشق

GMT 09:29 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

"ناسا" ترسل مركبة غير مأهولة إلى كوكب المريخ في عام 2020

GMT 05:54 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تؤكد أن حيوان الشامبنزي يستخدم إيماءات للمسافات

GMT 04:54 2017 الإثنين ,30 تشرين الأول / أكتوبر

فولفو "XC60" السيارة الأكثر أمانًا على كوكب الأرض

GMT 00:41 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

لنكاوي من أجمل جزر ماليزيا لقضاء شهر عسل لا ينسى
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq