سان بطرسبورغ تزيد جاذبيتها استعدادًا للسياح في الصيف المقبل
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

تعتمد أسطح المنازل العالية بديلًا عن الشوارع للتعريف بتاريخها

سان بطرسبورغ تزيد جاذبيتها استعدادًا للسياح في الصيف المقبل

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - سان بطرسبورغ تزيد جاذبيتها استعدادًا للسياح في الصيف المقبل

سان بطرسبورغ
سان بطرسبورغ - العرب اليوم

تلتقي عظمة التاريخ مع الحاضر  في بطرسبورغ، حيث تروي شوارعها وقصورها القديمة حكاية بناء الدولة الروسية، بكل أمجادها ونكساتها، أفراحها وآلامها، ومخاضات اجتازتها في مراحل مختلفة من تاريخ الدولة الروسية. ولعبت الأهمية التاريخية - السياحية للمدينة دورًا رئيسيًا في تطورها، لا سيما لجهة البنى التحتية والمنشآت الضرورية، مثل المطاعم والمقاهي وشبكات الفنادق، وهذا كله إلى جانب أبنية وإن كانت تبدو حديثة مقارنة بغيرها مثل الإرميتاج، إلا أنها تاريخية لجهة الحدث التي كانت شاهدا عليه.

ونذكر منها على وجه الخصوص أبنية بدايات الحقبة السوفياتية، وسنوات الحرب العالمية الثانية. هذا كله جعل بطرسبورغ جديرة بالفوز في مسابقة "World Travel Awards" على مدن تحظى بشهرة عالمية واسعة مثل فيينا وروما، وهي الجائزة التي يمكن وصفها بـ"الأوسكار السياحي". فهناك لجنة متخصصة تختار المدينة الجديرة باللقب بناء على معايير مدى الأمان، وتوفر البنى التحية، وشبكات الفنادق والمطاعم وما شابه من أمور. وتجدر الإشارة إلى أن بطرسبورغ فازت أيضًا بجائزة "أفضل وجهة للسياحة الثقافية عالميًا" في عام 2016.

ولمزيد من الجذب تعتمد شركات الخدمات السياحية حاليًا أسلوب "الجولات" على متن الحافلات، أو سيرًا على الأقدام لتعريف الزوار بمعالم المدينة، وتاريخها وحكاياتها. آخر موضة لجذب السياح مؤخرًا، تعتمد أسطح المنازل بديلًا عن الشوارع للجولات السياحية. فقد تم الانتباه إلى أن المباني المرتفعة تُوفر مشاهد بانورامية فريدة تعجز الجولات السياحية التقليدية عن تقديمها. في البداية كان الأمر عشوائيًا نوعًا ما من ناحية أنه لم يخضع لتنظيم محدد يراعي شروط السلامة والآمان، لكن منذ بضعة أشهر قررت واحدة من شركات المدينة تنظيم "سياحة الأسطح" في بطرسبورغ بشكل يلبي كل شروط السلامة. الآن يمكنك أن تطلب رحلة "أون ذو روف" بسهولة.

وقال رومان رافيلوف، وهو مدير مشارك في الشركة التي حصلت على الترخيص "قمنا باختيار مجموعة أبنية مرتفعة تُطل على القسم القديم من المدينة، ومعالم أخرى لها قيمة تاريخية وجمالية". ولا يخفي أن هذه الجولات ستشهد إقبالًا أكبر خلال الصيف نظرًا لتحسن الطقس ولوصول أعداد كبيرة من الأجانب لمتابعة بطولة العالم كرة القدم.

وأشار رومان إلى أن المبنى الذي أقيمت على سطحه المنصة البانورامية الأولى مبنى قديم استخدمه الجيش الأحمر إبان الحرب العالمية الثانية لنصب رشاشات دفاع جوي لحماية المدينة وهذا ما يجعله نقطة جذب بحد ذاته، وتبدأ الجولة هنا بعرض الدليل السياحي لتاريخ المبنى ليكون الجزء الأهم عند الوصول إلى المنصة لمشاهدة المدينة من أعلى.

وتوضح الشابة جوليا، التي أتت من أقصى شمال روسيا، في أول زيارة لها إلى عاصمة "بطرس الأكبر"، إن المدينة تحفة بكل ما فيها "فخلال أسبوع زرت كل المعالم التاريخية، وتعرفت على أماكن شهدت أحداثًا أعرفها من كتب التاريخ". إلا أن مشاهدة المدنية عبر جولة "أون ذي روف" تركت انطباعات مميزة، مضيفة "في لحظة معينة وأنت تقف أعلى المدينة، تشعر بداية برهبة المكان، لأنك تقف في مكان يُذكر بأبطال دافعوا عن المدينة. وفي لحظة أخرى تنتقل إلى شوارع بطرسبورغ والساحات قرب القصور وتتخيل مشهد الجموع التي احتشدت قرب القصر الشتوي خلال الثورة البلشفية، بينما يروي الدليل السياحي تلك التفاصيل التاريخية المرتبطة بالمكان، ومع أنني أعرف كل ذلك التاريخ". كل من عاش التجربة يوافق جوليا بالرأي بأن مشاهدة المدينة من أعلى يختلف تمامًا عما يمكن توقعه، لأنه انصهار مع التاريخ والحدث.

وأطلق على المدينة اسم "بطرسبورغ" نسبة للقديس بطرس، المعروف أيضًا باسم القديس سمعان بطرس، وهو واحد من التلاميذ الاثنا عشر، ومات في النصف الثاني من القرن الأول ميلادي. إلا أن كثيرين أخذوا لاحقًا يربطون اسم المدينة باسم بطرس الأول، أو بيوتر الأكبر، وهو خامس قياصرة روسيا من سلالة رومانوف، وآخر من حمل لقب "قيصر عموم روس"، ومن ثم أصبح أول من يحمل لقب إمبراطور "سائر الأراضي الروسية". حكم روسيا منذ عام 1672 وحتى 1725. ويشكل الإرث العمراني والثقافي والتاريخي الذي خلفه بطرس الأول، فضلًا عن الأحداث التاريخية الهامة في عصره، أحد أهم عوامل الجذب السياحي في المدينة. ما يعرف عن بطرس أنه من أعظم الحكام في تاريخ البلاد، يطلق عليه لقب "باني الدولة الروسية"، ويعود له الفضل فعلًا في تكامل روسيا مع الثقافة الأوروبية. فقد استعان بمهندسين من بريطانيا وهولندا ودول أوروبية أخرى في بناء قصور بطرسبورغ. كما أنه أول من بنى أسطولًا بحريًا لروسيا، فتح أمامها الأبواب لتصبح قوة أوروبية عظمى، فضلًا عن حروب خاضها، وإصلاحات داخلية مالية وسياسية، جعلته يحظى بجدارة بلقب باني الإمبراطورية الروسية.

فنادق ومطاعم
وحالها حال معظم "عواصم" السياحة العالمية، تنتشر في سان بطرسبورغ مئات الفنادق والمطاعم والمقاهي. الفرق أنها هنا مثل فواصل عصرية تطل على التاريخ. ومع أن بعضها مصنف ضمن فئة "خمس نجوم"، والبعض الآخر ضمن فئات أقل، فإنها كلها تتوفر على مستوى خدمات عالية.

ومن هذه الفنادق نذكر "أستوريا"، الذي يقف على طرف ساحة القصور قرب الإرميتاج، والقصر الشتوي الشهير وسط المدينة. ويعتبره بمعماره معلمًا تاريخيًا إلى حد ما، إذ افتتح في عام 1912، ليتسع اليوم لأكثر من 350 ضيفًا. وتختلف قيمة الباقات التي يعرضها الفندق حسب الموسم. في فصل الشتاء مثلًا، يقدم باقة لا تشمل وجبات الطعام بسعر 300 دولار عن كل ليلة، في غرفة "سوبر ديلوكس" لشخص واحد.

هناك أيضًا الفندق الذي حصل على اسم "الفندق الرسمي لمتحف الإرميتاج"، وافتتح رسميًا في عام 2013، في مبنى يعود تاريخه إلى الثلاثينات من القرن التاسع عشر. وأهم ميزات فندق الإرميتاج ديكوراته الداخلية التي تجعل منه "تحفة فنية" تُذكر بالحياة في قصور الأباطرة الروس. ويوفر موقع الفندق إمكانية لزيارة كل المعالم التاريخية في المدينة. وكما كان يقدم الطعام للقياصرة، هناك مطعم "كاتيرينا العظيمة"، وهو متخصص في المطبخ الروسي، باعتماده وصفات مأخوذة من القصر الشتوي في عهد القياصرة.

وقريبًا من ساحة القصور، وسط المدينة، يقع مطعم متخصص بالمطبخ التقليدي لشمال روسيا، اسمه "مطعم سيفريانين"، أي "ابن الشمال"، ويوفر المطعم أجواء مناسبة لتناول وجبة لذيذة وسريعة، أو تناول وجبة في أجواء رومانسية، وقد تم تصميمه على طراز الشقق السكنية نهاية القرن التاسع عشر مطلع القرن العشرين، ويقدم كبير الطهاة فيه وجبات معظمها من المطبخ التقليدي لمناطق شمال روسيا، أغلبها بلحم السمك ولحوم الرنة وأنواع من الطيور والفطر، أي أن المكونات معظمها من البيئة الطبيعية لمناطق الشمال الروسي.

وأيضًا شبكة مطاعم "بيلمينيا"، التي تتخصص بتقديم وجبات تحمل الاسم نفسه، وهي وجبة اللحم في العجين، ويُطلق عليها في بلاد الشام وتركيا ودول أخرى "شيش برك".

وإلى جانب شبكات مطاعم "المطبخ الروسي"، هناك شبكات مطاعم أوروبية، نذكر منها مطعم "تروسكان غريل"، الذي يقدم للزوار وجبات "بحرية" بصورة رئيسية، مع وجبات من لحوم العجل.

ومن إيطاليا، تقدم شبكة مطاعم "آمو" وجبات مميزة، تعتمد بصورة رئيسية على الخضراوات المستوردة من إيطاليا، فضلًا عن الثروة الغذائية التي يوفرها البحر الأبيض المتوسط.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سان بطرسبورغ تزيد جاذبيتها استعدادًا للسياح في الصيف المقبل سان بطرسبورغ تزيد جاذبيتها استعدادًا للسياح في الصيف المقبل



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 01:09 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

منار عزت تؤكّد أنّ كندا من أهم دول قارة أميركا

GMT 01:05 2017 الأربعاء ,06 أيلول / سبتمبر

أمينة خليل تبدي سعادتها بنجاح "الخلية" مع أحمد عز

GMT 21:38 2018 الإثنين ,02 تموز / يوليو

الفنانة أحلام تحيي حفل ختام مهرجان موازين

GMT 10:21 2018 الإثنين ,11 حزيران / يونيو

الكشف عن أبرز الأفكار التي تساعد على تنظيم المنزل

GMT 21:57 2018 الأحد ,27 أيار / مايو

تعرف على قيمة تبرع أبو تريكة إلى الأهلي

GMT 19:16 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

نصائح لتفادي العصبية وقلة التركيز في أيام رمضان

GMT 15:10 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

خريطة قنوات "إوربت" خلال شهر رمضان المقبل

GMT 06:09 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

استعراض لمواصفات "سيتروين C3 إيركروس" الجديدة

GMT 08:13 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

رولا سعد تظهر بإطلالة مثيرة بالملابس الشفافة

GMT 14:38 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

الكويت تسعى إلى عودة تاريخية للساحة الدولية
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq