اجتماع بعبدا المالي إعلامي يفتقد إلى المفاعيل الاقتصادية المطلوبة للحل
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

هدفه صرف الأنظار عن تأخير الاستشارات والحريري غاب عنه بعد دعوته

اجتماع بعبدا المالي "إعلامي" يفتقد إلى المفاعيل الاقتصادية المطلوبة للحل

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - اجتماع بعبدا المالي "إعلامي" يفتقد إلى المفاعيل الاقتصادية المطلوبة للحل

الرئيس اللبناني ميشال عون
بيروت - كمال الاخوي

استبعد مصدر وزاري لبناني بارز أن يشكّل الاجتماع المالي - الاقتصادي، الذي عُقد أمس الجمعة، بدعوة من الرئيس ميشال عون، رافعة تدفع باتجاه خفض منسوب التأزم الذي يحاصر البلد على المستويات كافة، وقال إنه سيكون نسخة طبق الأصل عن الاجتماع السابق الذي رعاه عون في بعبدا، ولم يوقف التدهور، وإنما زاد من وطأة الأزمة المالية.

ولفت المصدر الوزاري إلى أن اجتماع بعبدا إعلامي لجهة البيان الذي صدر عنه، حتى لو تضمن مجموعة من القرارات، وعزا السبب إلى خلوه من المفاعيل الإيجابية المطلوبة التي يُفترض أن تُسهم في توفير الحد الأدنى من الحلول للأزمة المالية - الاقتصادية التي بلغت ذروتها. وسأل عن الجدوى من الحضور الفضفاض الذي شارك في الاجتماع، من دون أن يتم التحضير له، على الأقل مع رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري، والتنسيق بما يكفل وضع جدول أعمال، بدلًا من أن يبقى مفتوحًا على جملة من المواضيع.

وكشف المصدر نفسه أن الرئيس الحريري دُعي لحضور الاجتماع كسائر المدعوين، وقال إن التعامل معه على أنه ضيف يطرح أكثر من سؤال حول الأسباب الكامنة وراء القفز فوق صلاحياته، ودور السلطة التنفيذية في هذا المجال.

وقال إن الحريري انتدب الوزير عادل أفيوني ومستشاره المالي والاقتصادي لتمثيله في الاجتماع لأنه يرغب في الإبقاء على التواصل مع رئيس الجمهورية، بدلًا من أن يبادر إلى القيام برد فعل احتجاجًا، ليس على الشكل وإنما على المضمون، لأن تفاقم الأزمة الاقتصادية - المالية بات يستدعي تشكيل خلية أزمة تتولى التحضير للاجتماع، بدءًا بإعداد جدول أعماله، وانتهاءً بوضع تصور حول الحلول المرحلية الواجب اتخاذها لوقف التدهور.

واعتبر المصدر الوزاري أن أول مشكلة واجهت الاجتماع تتعلق بتوسيع دعوات الحضور، بدلًا من أن تقتصر المشاركة على المعنيين مباشرة، إفساحًا في الجال أمام اختصار المداولات لئلا يغرق في سيل من المواقف الإعلامية.

وفي هذا السياق، سأل المصدر الوزاري ما إذا كان رئيس الجمهورية يهدف من خلال رعايته للاجتماع لتمرير رسالة إلى الرأي العام اللبناني، مفادها أن الحريري يستنكف عن القيام بتصريف الأعمال، وقرر الاعتكاف رغم التأزم غير المسبوق للوضعين المالي والاقتصادي، وبالتالي فإن عون "ينوب" عنه في تصريف الأعمال؟

وقال إن امتناع رئيس الجمهورية عن التنسيق مع الحريري يصب في خانة الحملة التي بدأت تستهدف الأخير بذريعة امتناعه عن تصريف الأعمال، وهذا ما دفع بمصدر مقرب منه للرد على سؤال حول استغراب رئيس المجلس النيابي نبيه بري عدم قيام الحكومة المستقيلة بواجباتها.

وإذ شدد المصدر نفسه على أن حكومة تصريف الأعمال تقوم بواجباتها بمتابعة الملفات الأمنية والاقتصادية، رأى في المقابل أن ما هو أهم من كل ذلك عدم تعليق الوضع الحكومي بالهواء إلى ما لا نهاية، وبدء الاستشارات النيابية المُلزمة لتسمية الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة من أجل أن تتصدى للمشكلات التي تتفاقم يومًا بعد يوم.

لكن ما لم يوافق عليه الحريري - بحسب المصدر الوزاري - يتعلق بدعوة المجلس الأعلى للدفاع للنظر في الوضع الأمني، في ضوء اتساع الاحتجاجات من قبل "الحراك الشعبي"

وعلمت "الشرق الأوسط" بأنه لم يكن ثمة مبرر لعقد مثل هذا الاجتماع في ظل حكومة مستقيلة، خصوصًا أن القوى الأمنية، وعلى رأسها الجيش اللبناني، تقوم بواجباتها في حفظ الأمن، وفي استيعاب الاعتصامات، بعدما رسمت للذين يقومون بها مجموعة من الخطوط الحمر، تحظر عليهم اللجوء إلى قطع الطرقات، وعدم الاعتداء على الأملاك العامة والخاصة، مع حقهم في التعبير عن رأيهم، والتجمع في الساحات العامة.

وتردد أن الهدف من الاجتماع نقل المشكلة من الشارع إلى داخل المجلس الأعلى للدفاع، في محاولة مكشوفة لدى البعض لتصفية حساباته مع قيادة الجيش، وكأن الأخيرة مسؤولة عن الأزمة السياسية، وأن حلها في اتخاذ تدابير "رادعة" ضد "الحراك الشعبي".

وبكلام آخر، رأى المصدر الوزاري أن الجيش نجح في استخدامه "القوة الناعمة" لاستيعاب الشارع الذي تحول لاحقًا إلى شوارع، مع نزول محازبين ينتمون إلى "الثنائي الشيعي" و"التيار الوطني الحر"، مما أدى إلى صدامات، فيما تدخلت القوى الأمنية في الوقت المناسب، ونجحت في السيطرة على الوضع.

وسأل لماذا يحمل بعض الأطراف على قيادة الجيش التي قوبلت التدابير التي اتخذتها بترحيب محلي ودولي، تجلى في المواقف التي صدرت عن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي. وهل كان مطلوبًا من الوحدات العسكرية التعامل مع المشاركين في "الحراك الشعبي" على الطريقة المتبعة في بغداد وطهران لوقف الاحتجاجات الشعبية، وما ترتب عليها من صدامات أدت إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى؟

وأكد المصدر الوزاري أن دور القوى الأمنية، وأولها الجيش، الحفاظ على الأمن، وحماية الوفاق السياسي، وليس من صلاحياتها تحقيق هذا الوفاق الذي هو من صلاحية القوى السياسية التي يبدو أنها عاجزة حتى إشعار آخر عن إيجاد تسوية تُخرج البلد من أزماته العاتية.

واعتبر أن من يتهم الحريري بالتلكؤ في تصريف الأعمال يتوخى من اتهامه الالتفاف على الاتهامات الموجهة لرئيس الجمهورية، على خلفية تأخره في الدعوة لإجراء الاستشارات النيابية المُلزمة لتسمية الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة. وقال إن هناك من يريد أن يصرف الأنظار عن التلكؤ في إتمامها اليوم قبل الغد، وتصوير المشكلة بأنها محصورة بامتناع الحريري عن تصريف الأعمال.

لذلك لم يعد من الجائز ربط التكليف بعملية تأليف الحكومة، لأن ربطهما يشكل مصادرة لصلاحيات الرئيس المكلف الذي وحده يجري المشاورات مع القوى السياسية لتشكيل الحكومة الجديدة.

وعليه، فإن الاتصالات التي جرت أخيرًا شهدت محاولة لإعادة تعويم سمير الخطيب كمرشح لرئاسة الحكومة، استباقًا لتكليفه بموجب ما ستؤدي إليه الاستشارات المُلزمة، وهو تابع لقاءاته، والتقى أول من أمس الرئيس الحريري، والوزير علي حسن خليل، وآخرين، من بينهم مقربون من رئيس الجمهورية، ورئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل.

وبصرف النظر عما آلت إليه هذه اللقاءات، فإن مصادر نيابية بارزة تضعها في خانة ممارسة الضغوط على الحريري من قبل "الثنائي الشيعي" لانتزاع موافقته على التكليف والتأليف، باعتبار أنها تحبّذ وجود الأصيل لا الوكيل على رأس الحكومة الجديدة، مع أن الحريري قال كلمته بضرورة تأليف حكومة من تكنوقراط واختصاصيين لمرحلة انتقالية، وإلا يمكن الالتفات إلى مرشح آخر يرأس حكومة تكنو-سياسية.

قد يهمك ايضا   

"أرض الفيروز" تفتقد الاحتفال بذكرى تحريرها بعد سقوط عشرات الشهداء 

 السيسي يؤكد أن أمن السعودية جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اجتماع بعبدا المالي إعلامي يفتقد إلى المفاعيل الاقتصادية المطلوبة للحل اجتماع بعبدا المالي إعلامي يفتقد إلى المفاعيل الاقتصادية المطلوبة للحل



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 22:51 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أمير الكويت يؤكد علي أهمية الاقتصاد وتنويع الدخل

GMT 06:43 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

دراسة تعلن التحول للطاقة البديلة بحلول عام 2050

GMT 00:58 2017 الإثنين ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على أحدث تصميمات ديكورات حدائق المنزل العصرية

GMT 11:09 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

بريطانية منعت الماء منذ 20 عامًا عن شعرها الطويل

GMT 09:20 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

بطلة فنون قتالية تُلقّن لصًا درسًا لن ينساه في البرازيل

GMT 14:15 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البولندي كوبيستا يعود لسباقات فورمولا-1 في 2019 من بوابة ويليامز

GMT 15:36 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

السويسري شاكيري يكشف سبب رحيله عن بايرن ميونخ

GMT 13:21 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

شاكر يؤكّد تنفيذ مصر أوّل محطة نووية في الضبعة

GMT 08:13 2018 الإثنين ,29 تشرين الأول / أكتوبر

إندونيسيا تعلن تحطم طائرة ركاب في بحر جاوة

GMT 02:55 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على 6 محطات مهمة فى حياة الأميرة شيوه كار
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq