يعتزم وفد من مجلس النواب الليبي القيام بزيارة عمل رسمية إلى واشنطن خلال الأيام القليلة المقبلة، في مهمة تتضمن أيضا نقل رسالة من المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني، إلى إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وقال مسؤول برلماني رفيع المستوى إن أعضاء الوفد سيتوجهون إلى واشنطن نهاية الأسبوع الحالي في زيارة معلنة، هي الأولى من هذا المستوى لوفد من البرلمان المعترف به دوليا إلى الولايات المتحدة، لكن دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
وكشفت مصادر برلمانية النقاب عن مشادات حدثت أثناء صياغة البيان الختامي، الصادر عن اجتماع أعضاء مجلس النواب في العاصمة المصرية، مشيرة إلى أن بعض النواب المحسوبين على حكومة «الوفاق»، التي يترأسها فائز السراج، سعوا إلى وضع فقرة تندد بالعملية العسكرية التي أطلقها حفتر لـ«تحرير» العاصمة طرابلس، والمطالبة في المقابل بوقف إطلاق النار، ودعوة كل الأطراف لإبرام هدنة إنسانية، استجابة للدعوات التي أطلقتها بعثة الأمم المتحدة بالخصوص.
وأوضح عضوان شاركا في اجتماع القاهرة، وطلبا عدم تعريفهما، أنه تم في نهاية المطاف الاتفاق على عدم إدراج هذه الفقرة في البيان، الذي خلا في المقابل من أي إشادة كانت متوقعة بقوات الجيش الوطني في حربها على الإرهاب.
وقال محمد سيالة، وزير خارجية حكومة الوفاق، إن السراج وجه رسالة إلى الرئيس الأميركي، وأخرى مماثلة إلى نظيره الأميركي، وطلب تطوير الموقف الأميركي إلى موقف أكثر دعماً لحكومته، معربا عن تطلعه إلى موقف أكثر وضوحا بشأن ما وصفه بـ«العدوان على طرابلس».
وقال سيالة خلال جلسة استجواب أمام جلسة عقدها بعض أعضاء مجلس النواب في العاصمة طرابلس أمس، إن أميركا تصف قوات حفتر بـ«الميليشيات»، لكنها دعته إلى طاولة الحوار لأول مرة عن طريق سفيرها لدى ليبيا. موضحا أن أميركا وفرنسا «أظهرتا مماطلة واضحة» في تأجيل إدانة مجلس الأمن الدولي لقصف مركز إيواء المهاجرين غير الشرعيين في تاجوراء بطرابلس مؤخرا، لافتا إلى أن البيان الوحيد الذي صدر عن المجلس بشأن ليبيا كان تحت ضغط دولي بسبب هذا القصف.
وأكد سيالة أن الجامعة العربية رفضت طلبا تقدمت به خارجية حكومة السراج لعقد جلسة طارئة على مستوى وزراء الخارجية العرب بخصوص هجوم قوات «الجيش الوطني» على طرابلس، مشيرا إلى أن ثلاث دول فقط هي التي أيدت الطلب.
واتهمت «عملية بركان الغضب»، التي تقودها ميلشيات السراج، قوات «الجيش الوطني» باستهداف فرق الإسعاف والأطقم الطبية والمستشفيات مجددا، مشيرة إلى سقوط ثلاثة قتلى وعدد من الجرحى خلال قصف جوي تعرض له المستشفى الميداني بمنطقة السواني. كما اتهمت الجيش الوطني بقصف منزل بمنطقة عين زارة قرب مسجد الكحيلي، ما أسفر عن وفاة أحد المدنيين، ونشوب حريق وأضرار مادية بالمنزل.
ونفى محمد عيسى، آمر محور الزطارنة التابع لقوات حكومة "الوفاق"، تقدم قوات الجيش بالمحور الواقع جنوب شرقي طرابلس، مؤكدا أن قواته ما زالت تحافظ على تمركزاتها. وفي المقابل، قال المركز الإعلامي لغرفة «عمليات الكرامة»، التابع للجيش الوطني، إن اللواء التاسع طرد الميليشيات من منطقة الزطارنة، وسط خسائر في الأفراد والمعدات لهذه الميليشيات، لافتا إلى اندلاع اشتباكات في محيط عين زارة.
ونفى طه حديد، الناطق باسم قوة حماية سرت، حدوث أي انفجار لسيارة مفخخة في المدينة، أو وجود أي قصف جوي، موضحا في تصريحات تلفزيونية أن الانفجار الذي حدث في سرت «كان نتيجة انفجار حاوية ذخيرة بسبب ارتفاع درجة الحرارة، دون وجود أي إصابات».
ودعت فرنسا وبريطانيا ومصر والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة وإيطاليا إلى وقف فوري للعمليات القتالية حول طرابلس، وحذرت من محاولات "جماعات إرهابية استغلال الفراغ السياسي في البلاد"، وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان لمكتبها في ليبيا إن العنف في طرابلس أسفر حتى الآن عن مقتل 1093 شخصا، من بينهم 106 مدنيين، وإصابة 5752 شخصا، مشيرة إلى أن أكثر من 100 ألف شخص نزحوا، وأنها تدرب الأطباء الليبيين على تلبية احتياجات الصحة البدنية والعقلية للجرحى والنازحين.
قد يهمك ايضا
عقيلة صالح يستعبد عقد محادثات سلام قبل تحرير طرابلس
التحالف العربي يؤكد التصدي لأي محاولات حوثية لاستهداف الملاحة البحرية
أرسل تعليقك