أنقرة-العراق اليوم
حذر الزعيم الكردي مسعود بارزاني يوم الاثنين من تدهور الأوضاع جراء النزاع الدائر بين تركيا ومقاتلي حزب العمال الكردستاني في المنطقة الحدودية بإقليم كوردستان، داعياً العمال الكوردستاني إلى إنهاء احتلاله لتلك المناطق لتجنب المزيد من الصراع وكي تعود الأمور إلى نصابها، ومنذ منتصف حزيران/يونيو الماضي، تحولت المناطق الحدودية بإقليم كوردستان إلى ساحة حرب مفتوحة بين الجيش التركي ومقاتلي العمال الكوردستاني، ما تسبب بخسائر بشرية ومادية كبيرة في المنطقة.ويرفض العمال الكوردستاني الدعوات المتكررة لسلطات إقليم كوردستان إلى مغادرة تلك المناطق لإبعادها عن الصراع الدائر بين أنقرة والحزب الكوردي منذ عقود.وقال بارزاني في رسالة وجهها إلى الرأي العام الكوردستاني، وردت لوكالة شفق نيوز، إنه "خلال الظروف الحالية التي تواجه بلادنا من أزمات، من الضروري أن أطالب جميع الكوردستانيين التعامل بشكل واقعي مع هذه الأوضاع الطارئة، وأن يكونوا في مستوى المسؤولية التاريخية نحو إعادة الأمور إلى طبيعتها وإنهاء التوترات".وأضاف أن "التاريخ شاهد ونفتخر بأننا حرمنا الاقتتال الكوردي - الكوردي، لأن شعب كوردستان وجميع الأطراف تضررت كثيراً من الحروب والخلافات".وتابع بارزاني بالقول، "لكن يجب أن لا يُستغل موقفنا هذا في تحدي السلطة القانونية لإقليم كوردستان، ومحاولة فرض إرادتهم بقوة السلاح وبشكل غير قانوني على شعب كوردستان".وقال إنه "لا يمكن أن يفسر موقفنا في تحريم الاقتتال الكوردي - الكوردي في زعزعة أمن واستقرار مدننا وقرانا، وإجبار المواطنين على ترك منازلهم وممتلكاتهم، وأن يصبحوا ضحايا، وإن يستشهدوا بدون وجه حق دون أن يتحدث أحد".وأشار بارزاني إلى أنه "بعد هجمات داعش الوحشية الارهابية، واجههم البيشمركة الأبطال في كوردستان وتركوا العديد من المناطق الحدودية وذهبوا لمواجهة داعش".وأردف، "للأسف، منذ ذلك الوقت وبدلاً من دعم تجربة إقليم كوردستان العراق، فإن مقاتلي حزب العمال الكردستاني استولوا على تلك المناطق وفرضوا أنفسهم بدلاً عن حكومة الإقليم، ومنعوا المواطنين من إعادة إعمار قراهم، كما فرضوا إتاوات على كل من يزور المنطقة".
وشدد بارزاني بالقول، "بلا شك أن هذه التصرفات غير مقبولة، وأن المواقف الوطنية تثبت من خلال الأفعال وليس بالكلام والمقالات".وأشار إلى أنه "من الضروري ان يتذكروا انه في بداية شروعهم بانشطتهم، قدمنا لهم كل أنواع الدعم، ولكن هم تعاملوا بعكس هذا الموقف، وبعدها في مراحل عدة قاموا بقتالنا، وفي النتيجة تضررت كل الأطراف".وقال بارزاني إن "المناطق التي استولى عليها مقاتلو العمال الكوردستاني يجب أن تعود إلى السلطة الشرعية والقانونية للاقليم، وعليهم ترك جميع المناطق التي احتلوها بقوة السلاح وأصبحوا مبعث خوف لمواطني إقليم كوردستان"، منوها إلى أن "هناك مئات القرى التي لم تعمر بسبب وجود عناصر العمال الكردستاني وتحولت الى ساحة حرب واشتباكات".وختم بارزاني رسالته بالقول، "من أجل أن لا تتدهور أوضاع بلادنا أكثر وإعادة إعمار المناطق المدمرة وإنهاء التوترات، من الضروري على جميع الأطراف عدم فسح المجال أمام الأطراف التي تحاول فرض نفسها ودعم نضال وتضحيات البيشمركة وشعبنا المظلوم وأن نكون في مستوى المسؤولية في هذه المرحلة".ويتخذ العمال الكوردستاني من المناطق الجبلية الوعرة على حدود تركيا معقلا لها وتشن من هناك هجمات داخل الأراضي التركية.وترد أنقرة بشن هجمات جوية ومدفعية وبرية على تلك المناطق، ما يوقع خسائر بين صفوف المدنيين الذين فر الكثير منهم وتركوا عشرات القرى هناك خاوية.
قد يهمك ايضا :
طائرة مسيرة تركية تقتل 3 من حزب العمال الكردستاني شمال العراق
الجيش التركي يقتل مطلوب بارز في حزب العمال الكردستاني
أرسل تعليقك