بي بي سي تستحوذ على اهتمام مستمعيها خلال سبعة وسبعين عامًا
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

تتعدي الشبكة محدودية المكان والزمان وتحفل بكفاءات مميزة

"بي بي سي" تستحوذ على اهتمام مستمعيها خلال سبعة وسبعين عامًا

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - "بي بي سي" تستحوذ على اهتمام مستمعيها خلال سبعة وسبعين عامًا

إذاعة الـ"بي بي سي"
لندن - ماريا طبراني

ما دمت أصبحت تاريخًا فسوف أكتب وأتحدث عن التاريخ وليس لي صلة بالحاضر، الـ"بي بي سي" بالنسبة لي تتعدي محدودية المكان والزمان.

عندما تدرك أنَّ مستمع الـ"بي بي سي" في الصحراء وقلب البداوة يسمعك ويحكم مؤشر مذياعه بشكل شبه متواصل على إذاعة الـ"بي بي سي"، ويشاركه في ذلك الحضري في المدينة مثقف أو غير ذلك.

وعندما يعارض والدي عملي في الإعلام ويتنبأ لي بالفشل ولا يعترف بي إلا عندما يسمعني أذيع نشرة الأخبار من الـ"بي بي سي" ويصبح من المتحمسين الفخورين بابنته، وكان أيضا له مذياعه المخصص فقط لمحطة الـ"بي بي سي"، فهل احتاج لقول المزيد! ربما لا، ولكن للتاريخ أوضح.

عندما وطئت قدماي الـ"بي بي سي" كانت تحفل بكفاءات مميزة وبارزة، وقد احتضنتني غالبيتهم، أذكر منهم وليسامحني من غاب عن ذاكرتي: الدكتور كمال حسين، والدكتور إسطفانوس، وجورج مصري، وصلاح نيازي، وأنطون متري، ومنير شما، وكثيرون، كانوا لا يقدمون النصيحة فقط بل يسعون لتقديمها وتنوير آفاقي بالمعلومات، وأيضا في بعض الحالات تحذيري خوفا عليّ ورفقا بي.

ولكن يبقي السؤال: ما السر في تمكن الـ"بي بي سي" من الاستحواذ على اهتمام فئة واسعة من المستمعين في جميع الأصقاع، شرقًا وشمالًا عربيًا وأفريقيًا؟

إذاعة الـ"بي بي سي" كانت في الواقع تحفل بباقة من الورود والأزهار، وكانت تلك تعبق وتشنف سامعها بشتى البرامج المنوعة منها الخفيفة جدًا كندوة المستمعين وما يطلبه المستمعون، والجادة كلية من قبيل السياسة بين السائل والمجيب، وبرامج أخرى تظهر الجانب الثقافي والتجاري والسياحي للبلاد، عدا برامج الشعر والثقافة عامة، التي كانت تتناول بالفرز والتحليل المطبوعات من قصص وشعر وغير ذلك.

ولكن يبقى القالب الأساسي الذي يحوي كل ما ذكر وما لم يذكر من برامج ألا وهو الطابع الإخباري للمحطة وعلى رأسه نشرات الأخبار وأقوال الصحف والأحاديث السياسية التحليلية.

والـ"بي بي سي" تسعى في ذلك إلى البحث عن الحقيقة، بجهد جهيد، نعم، ولكن بموضوعية هدفها الرئيسي إظهار الصورة و"العفريتة" أو ظلال الصورة.

وإذا ما استرسلت في الحديث عن البرامج السياسية كانت تجري مقابلات خاصة مع شخصيات قيادية وتخصص لها أوقات إضافية تصل إلى ما يقارب الساعة.

وأذكر تحديدا لقاءات كثيرة، أولها في لندن والباقي في جدة أجريتها مع وزير الداخلية السعودي، الأمير نايف بن عبدالعزيز، لم يرفض الأمير نايف الإجابة على أي سؤال طرحته باسم الـ"بي بي سي"، وما أدراك ما أسئلة الـ"بي بي سي"، وتميز بالهدوء على الدوام.

وكنت دائمًا، وأمر مؤكد، أن ألقي عليه سؤالا أو اثنين عن المرأة السعودية، وعندما سألته في آخر أحد اللقاءات عن السبب وراء قرار منع السعوديين من الزواج من الأجانب إلا بإذن مسبق، أجابني بهدوء وتؤدة، وكأنما لاحظ لهفتي في طرح السؤال وانتظار الإجابة، قائلا إن "هذا الإجراء اتخذ أساسا لحماية المرأة السعودية، لأن الرجل السعودي هو الذي يقدم أكثر من المرأة بمراحل على هذه الخطوة".

ورغم كل التوتر الذي يسبق تسجيل المقابلة كانت تتم بسلاسة ودون توقف أو إعادة إلقاء أي سؤال.

وعلينا في سياق الحديث عن برامج الـ"بي بي سي" ألا ننسى الحديث عن برنامج "في الواحة"، وهو عبارة عن لقاءات تتم مع ضيوف من شتى الاهتمامات السياسية والثقافية والفنية.

وقد التقيت عبر البرنامج بكثيرين، منهم: وزير البترول الأستاذ أحمد زكي يماني، ومصطفي محمود في القاهرة، وأنيس منصور في لندن الذي أكد لي أنَّ الشيخ والقسيس والحاخام يتشابهون في المظهر وتأدية الطقس الديني.

ولا أنسى مقابلة أجريتها مع وزير الإعلام السعودي آنذاك محمد عبده يماني، لأكتشف أنَّ الجهاز لم يسجل شيئا من المقابلة، وعندما قدمت له الاعتذار، وكنت في غاية الحرج، نظر إليّ بإشفاق، وقال: "لا بأس تعالي في الغد في الثامنة صباحا لنعيد التسجيل"، وكان سيغادر لندن بعدها بوقت قصير، وقد كان.

أما الموعد الآخر الذي طلب مني فيه أن أحضر إلى الفندق الذي تنزل فيه أيضا في الثامنة صباحا لأنها ستغادر لندن ظهرا، فكان مع الفنانة كتلة المشاعر والأحاسيس فايزة أحمد.

عندما دلفت إلى غرفة النوم في الجناح كانت قد استيقظت من النوم من فترة قصيرة، وكان يوجد عندها ابنة جارتها في شقتها في القاهرة، كانت مساحيق الليلة الماضية لم تزل في وجهها ورمش يتدلى من إحدى عينيها.

رحبت بي وطلبت مني الجلوس وأخذت تستعد للسفر. عدلت زينتها وبدلت ملابسها وارتدت طقما ورديا جميلا، وبدت أنيقة ومشرقة مع انعدام الأمان الداخلي والثقة بالنفس، لأنها أخذت تسألني وتكرر السؤال عن كيف تبدو وهل ما ترتديه حقا جميلا، وأخذت أطمئنها، ولكنها ظلت تسأل.

ثم بدأت في ترتيب الحقائب وكان حرفيا على هذا الشكل، كانت تتناول أشياء بأكياسها من تحت السرير، يبدو أنها اشترتها في اليوم السابق وتلقي بها في الحقيبة حتى تفيض بالأغراض ثم تقوم هي وابنة جارتها بوضع ثقلهما على كل حقيبة لإقفالها، ثم قامت بتقريب الحقيبة الأخيرة من طاولة الزينة التي كانت تعج بالأدوات وتلقي بها داخل الحقيبة.

ثم جاءت حيث أجلس لنبدأ التسجيل، ما رأيته أمامي بقدر ما فاجأني بداية فقد أسعدني باكتشاف حقيقة الطفلة في الفنانة صاحبة الصوت الساحر فايزة أحمد.

الذكريات كثيرة أريد أن استرسل، ولكن قبل أن أنهي هذه الرحلة الساحرة أود العودة قليلا إلى الحاضر الذي تحتفل فيه الـ"بي بي سي" بعيدها السابع والسبعين؛ أي سبعة وسبعة، آمن الإغريق بأن الرقم هو مبدأ الوجود لذلك رقم سبعة يحوي النقيضين السكون والحركة، أي الواحد والكثير واليمين واليسار، والرقم سبعة يدل على العقل والصحة والحب والحكمة، ونحن في عالمنا يعني الرقم سبعة كثيرا ودلالاته أكثر.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بي بي سي تستحوذ على اهتمام مستمعيها خلال سبعة وسبعين عامًا بي بي سي تستحوذ على اهتمام مستمعيها خلال سبعة وسبعين عامًا



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 01:35 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

الثلوج الكثيفة تعرقل رحلات الطيران وحركة المرور في بلجيكا

GMT 03:43 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الوليد بن طلال يبيع أسهمه في "فوكس 21" لحليفه روبرت مبردوخ

GMT 12:27 2016 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

"روتانا" تعلن عن كلمات "أموت غيره" للفنانة سحاب

GMT 06:08 2017 الإثنين ,11 أيلول / سبتمبر

العداء كيريو يعزز آمال اليابان قبل أولمبياد 2020

GMT 09:49 2014 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

ربط مدينة كازقيل و19 قرية بشبكة الكهرباء السودانية

GMT 12:33 2017 الأربعاء ,18 كانون الثاني / يناير

الأم الحقيقية لابنة أنجلينا جولي بالتبني تطلب سماع صوتها

GMT 18:52 2016 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

إيران تسبق "داعش" وتعدم طيارين عراقيين بأبشع الطرق

GMT 00:44 2017 الثلاثاء ,04 تموز / يوليو

نور اللبنانية ردود فعل "تصبح علي خير" من أميركا
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq