سوريات يكشفن طرق التعذيب داخل سجون بشار الأسد
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

واجهّن الاغتصاب المتكرر والمعاملة غير الآدمية

سوريات يكشفن طرق التعذيب داخل سجون بشار الأسد

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - سوريات يكشفن طرق التعذيب داخل سجون بشار الأسد

سيدة سورية
دمشق ـ نور خوام

داخل سجون بشار الأسد، تكشف "الاندبندنت" عن الرعب الذي يواجه السجينات في السجون السورية، حيث النساء اللاتي نجوا من الاغتصاب والتعذيب في سجون الحكومة يقاتلن ويضعن الأساس للمعارك القانونية المستقبلية ضد مجرمي الحرب.

تحكي زهيرة ( وهذا ليس اسمها الحقيقي) التي تبلغ من العمر 45 عالمًا، عندما ألقي القبض عليها في مكان عملها في إحدى ضواحي دمشق في عام 2013، وبمجرد وصولها إلى مطار المزة العسكري، تم تفتيشها في قطاع غزة، وتم اغتصبها من قبل خمسة جنود، وخلال الأيام الـ 14 التالية، تعرضت للاغتصاب أو التهديد بالاغتصاب مرارا وتكرارا، وأثناء الاستجواب، تقول فيه إنها تعرضت للاعتداء الجنسي، وقام جندي بتصوير ما يحدث، وهددها بعرضه على أسرتها ومجتمعها،.

وقد تعرضت زهيرة للضرب بانتظام من منشأة إلى منشأة على مدى خمسة أشهر، بالإضافة إلى العنف الجنسي الوحشي المتكرر، وفي إحدى المناسبات، تعرضت لصدمة كهربائية وضُربت بخرطوم،  بعد الاستجواب في "المزة" كانت محتجزة في الحبس الانفرادي، في زنزانة لا يتجاوز مساحتها متر واحد مع عدم وجود ضوء طبيعي، وفي فرع المخابرات العسكرية 235، كانت تنام في زنزانة مساحة ثلاثة أمتار في أربعة أمتار مع ما يصل إلى 48 امرأة أخرى كانت مكتظة جدا على السجناء وكانوا يناموا في نوبات، وسمح لهن باستخدام المرحاض مرة كل 12 ساعة، والاستحمام مرة واحدة كل 40 يوما.
 
ولم يتم الإفراج عن زهيرة إلا من سجن "عدرا" السيئ السمعة عندما أثرت الظروف على صحتها، وفقدت وعيها ونقلت إلى المستشفى، خوفا من أن يكونوا قد قتلوها، ولدى وصولها إلى مرفق طبي وجد الأطباء أنها مصابة بالتهاب الكبد والالتهاب الرئوي وفقر الدم، واضطرت إلى البقاء في المستشفى لمدة أربعة أشهر لإجراء العمليات الجراحية التصحيحية لسلس البراز الناجم عن الاغتصاب المتكرر لها، لكنها وعشرات النساء الشجاعات اللواتي شاركنا قصصهن مع شبكة من الأطباء والمحامين السوريين المنفيين الذين وثقوا ما حدث لهم في سجون الرئيس السوري بشار الأسد في تقرير جديد.
 
وتصف إحدى النساء الحوامل، اللواتي اعتقلن لأن الحكومة تشتبه في زوجها بانه منضم للقوات المتمردة، صراخ أولئك الذين يتعرضون للتعذيب، وأشارت أنها لا تزال تطاردها، ووصف محتجز سابق آخر أنه كان محتجز في خلية سوداء في الملعب لمدة ستة أيام مع جثة ميتة، وكان هناك شفرة حلاقة أيضا تركت عمدا هناك، وأنها تستخدم لمحاولة قتل نفسها، وستؤثر الندوب الجسدية والعقلية الناجمة عن الاحتجاز على هؤلاء النساء طوال حياتهن، فيما يشعر الكثيرون بالعار، وتغيرت علاقاتهم مع أسرهم ومجتمعاتهم بسبب الوصمة المرتبطة بالاعتداء الجنسي والاغتصاب، ويحدونا الأمل بأن تسليط الضوء على ما يحدث في سجون الرئيس السوري بشار الأسد سيصل إلى ضغوط دولية للسماح للمفتشين بالدخول إلى البلاد، ومن ثم وقف الحكومة عن العمل دون عقاب،

ومع ذلك، فإن شهادتهم تعني أيضا أن المسؤولين في الحكومة السورية والشرطة والجيش يمكن مساءلتهم عن أفعالهم في محاكمات محتملة لجرائم الحرب في المستقبل، وقال رامي خازي، وهو طبيب أعصاب في منظمة أطباء بلا حدود وأطباء لحقوق الإنسان السورية، على الهاتف من غازي عنتاب، على الحدود التركية السورية: "قد يكون هذا أقوى دليل لدينا، وأضاف "أنها احد افضل فرصنا لتحقيق العدالة في هذه الجرائم ضد الإنسانية"، لم يكن هناك سوى القليل جدا في سبيل الانتصاف القانوني لأي من ضحايا الحرب المعقدة في سورية منذ ست سنوات حتى الآن، وهناك عدد قليل من السبل المتاحة أمامهم.
 
وقد استقالت كارلا ديل بونتي، المدعية العامة الدولية المختصة بجرائم الحرب، من منصبها في لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة في انتهاكات حقوق الإنسان في الحرب الأهلية في وقت سابق من هذا الشهر لأنها كانت محبطة جدا لعدم قدرتها على محاسبة المجرمين، وأكدت أن مجلس الأمن كان يجب أن يكون قد عين محكمة مماثلة للتي كانت مخصصة بالنزاعين الرواندي واليوغسلافي، وهو قرار اعترضته روسيا العضو في الاتحاد الأوروبي، والتي تعتبر من الداعمين لحكومة الأسد، وبينما جمع فريق التحقيق آلاف المقابلات وغيرها من الوثائق المتعلقة بجرائم الحرب المحتملة التي ارتكبتها جميع الأطراف في سورية، كان العمل بلا جدوى من دون محكمة، بينما قال المدعي العام "لم نحقق أي نجاح" في محاسبة مرتكبي جرائم الحرب في سورية، وتواجه العدالة الانتقالية ومحامو حقوق الإنسان محاولة تكتيكات جديدة في مواجهة الأمم المتحدة التي لا حول لها ولا قوة ولا يوجد احتمال لإنشاء محكمة جنائية دولية.

وبموجب القانون الدولي، يعتبر أقارب ضحايا الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية في أماكن أخرى ضحية - ولذلك اعتبر قرار القاضي الإسباني الاستماع إليه معلما هاما لاحتمال مقاضاة المسؤولين السوريين الرفيعي المستوى، وقال جورنيكا البالغة من العمر 37 عام والتي تعمل في محكمة العدل الدولية، أنه "سيسمح على وجه التحديد للمحاكم بالتحقيق في تعذيب وإعدام آلاف المدنيين في مراكز الاحتجاز غير القانونية "التي تديرها حكومة الأسد، ويمكن أن يعني أيضا أن أوامر الاعتقال الدولية يمكن إصدارها للمسؤولين السوريين التسعة الذين وردت أسماؤهم في الشكوى - وهذا يعني أن أصولهم يمكن ضبطها أو يمكن توجيه الاتهام إليهم إذا سافروا إلى الخارج.

ومع استمرار التقدم في إسبانيا، قدم الضحايا السوريون والناجون الذين يعيشون الآن في ألمانيا دعوى قضائية بناء على تحقيق أجرته المنظمة غير الحكومية المركز الأوروبي للدستور وحقوق الإنسان، ويمثل ذلك نوعا آخر من القضايا - أحدهما يستند إلى مفهوم الولاية القضائية العالمية، الذي يسمح للدول بالمطالبة بالولاية القضائية الجنائية على شخص متهم بغض النظر عن مكان ارتكاب جرائمه بسبب شدة الادعاءات، ويعتقد أن أكثر من 65000 شخص قد لقوا مصرعهم في سجون النظام السوري على مدى السنوات الست الماضية، كما تعرض آلاف وآلاف آخرين لمعاملة بغيضة في الاحتجاز، وهذه الادعاءات هي جرائم ضد الإنسانية - وهي بالتالي خطيرة جدا بحيث لا تسمح بالمضايقة القضائية، كما يقول المدعي العام.

ويأمل ناشطو حقوق الإنسان أن تكون النتائج التي توصلوا إليها - والتي تم تجميعها في إطار بروتوكول اسطنبول - منهجية بشأن كيفية التعرف على علامات التعذيب وأعراض التعذيب وتوثيقها، بحيث تكون الوثائق دليلا صالحا في المحكمة - كدليل في الحالات المستقبلية المبنية على نفس الأساس.
 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوريات يكشفن طرق التعذيب داخل سجون بشار الأسد سوريات يكشفن طرق التعذيب داخل سجون بشار الأسد



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 21:41 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 12:43 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

التصرف بطريقة عشوائية لن يكون سهلاً

GMT 17:23 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

والي كسلا يلتقي الأمين العام لمنظمة الرعاية والإصلاح

GMT 02:56 2016 الخميس ,01 كانون الأول / ديسمبر

"فورد" تكشف عن سيارتها فيستا "Ford Fiesta 2017"

GMT 23:31 2019 الإثنين ,10 حزيران / يونيو

"ليفربول"يفلت من الخسارة أمام "وست هام" ويتعادل 1-1

GMT 14:25 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

إحالة زوجة الأب المتهمة بتعذيب طفلتى المرج للمحاكمة

GMT 20:42 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

"الأهلي" يسافر إلى إثيوبيا الخميس المقبل لمواجهة "جيما"

GMT 15:24 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

ماجد النفيعي يسحب شارة القيادة من محمد عبد الشافي

GMT 12:15 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تسريب صور Genesis G90 2020 التي تعتبر نفسها منافسة لـ S Class

GMT 10:45 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

الفنانة السورية نادين خوري تنضم إلى أبطال مسلسل "حرملك"

GMT 12:01 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

"الإسباني فيرير" "فيدر" الأفضل في لعُبة التنس على الإطلاق

GMT 18:51 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

وزارة الصحة الليبية تنفي انتشار مرض الإيبولا في البلاد

GMT 05:03 2018 السبت ,29 أيلول / سبتمبر

تمتع بعطلة على أفخم الشواطئ مثل نجوم هوليوود
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq