عراقيات يحكين تجاربهن مع الإدمان ويكشفن أسرار طريق الهلوسة
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

أغلبهن يعانين من تجارب حب فاشلة ومشاكل عائلية

عراقيات يحكين تجاربهن مع الإدمان ويكشفن أسرار طريق "الهلوسة"

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - عراقيات يحكين تجاربهن مع الإدمان ويكشفن أسرار طريق "الهلوسة"

الحبوب المخدرة
بغداد- نجلاء الطائي

تعرضت ضحى إلى صدمة عنيفة بعد مقتل والدها أمام عينها, لتعاني بعدها دومًا من الخوف والاكتئاب، وتتذكر الحادث وتبدأ بالهذيان والتكلم عن والدها وكيف كان ملطخًا بالدماء, ولا يتجاوز عمر ضحى "15 عامًا"، ولكنها تعاني من توتر نفسي وتهيج عصبي لا يهدأ لديها إلا بعد أخذ حبوب "وريفوتريل" المهدئة، رغم أن كثرة تناولها تؤدي إلى الإدمان وهذا ما تعاني منه .

وأكدت الطبيبة النفسية منال محمد الواقعة في منطقة الحارثية أن علاجها يصعب كثيرًا ومن دون الأدوية لا تستطيع البقاء صامتة وهادئة، حيث تبدأ نوبة الصراخ والهلع الذي لا ينتهي إلا بأخذ العلاج, مبدية أسفها وخوفها من الحالة التي وصلتها، بينما نجد نجود ذات العقد الثاني والتي كانت تنتظر دورها في الكشف الطبي حسنة المظهر تريد كتابة اسم الدواء فقط حتى تستطيع الحصول عليه من الصيدليات، "وزاناكس" من العقاقير التي يكتبها الأطباء لبعض الحالات النفسية، وهي متوفرة بكثرة في العيادات والصيدليات لكن الاستمرار على تناوله يسبب الإدمان، نجود لم تعد تستطيع التخلي عن الحبوب للظروف التي مرت به بعد مقتل زوجها في إحدى المعارك وترك ولدان سرعان ما أخذهما أهل زوجها لتبقى تعاني من إرهاصات لم تستطع التغلب عليه إلا بتناول الحبوب التي أدمنتها وبات من الصعوبة التخلص منها.

وتأتي حكاية عهد، ربة بيت، تتحدث بكل هدوء عن تناولها الحبوب المخدرة قائلة "لم أعد استطيع الاستغناء عنها كونها تزيل همومي ومشاكلي العائلية والشخصية ،موضحة" أن تلك الحبوب تحصل عليها من زوجها الذي يتناولها أيضًا فهو عاطل عن العمل والذي يأتي بها وفق ما يخبرها من الأماكن الخاصة ببيع الأدوية في منطقة باب الشرقي, ومن القصص الأخرى التي حصلنا عليه هي من إحدى المريضات بالإدمان والتي رفضت ذكر اسمها وهي فتاة متزوجة تعرضت إلى الضرب من قبل زوجها الذي اكتشفت خيانته لها, وعندما حاولت الاتصال بعائلته قام بضربها بعصا أصيب كتفها بتشنج عضلي سبب لها ألمًا شديدًا الأمر الذي سبب لها الإرهاق والقلق وعدم النوم ،وفي نهاية المطاف انتهى بها الأمر إلى أخذ حبة من مادة مسكنة للآلام "فاليوم 10" ليتحول الأمر بالتالي إلى إدمان.

ويقع "كوفي شوب" في منطقة المنصور مخصص للنساء فقط حتى من يقوم بإعداد وتقديم "الأراكيل" فتيات أغلبهن في العقد الأول من العمر، والهدوء يخيم على المقهى وكأن النساء أصبن بالخرس، فضاء المقهى تعلوه سحابة دخان، الحديث  وطرح الأسئلة مع النساء صعب أحيانًا لخوفهن من كشف الأسرار وتعرضهن إلى الانتقاد أو العنف من العائلة أو المجتمع.

وترتاد المقهى سها طالبة جامعية مع زميلاتها، حيث تقول منذ فترة  أخذت أشرب الأراكيل في المقهى أو الكوفي شوب وبصحبة صديقاتي بعيدًا عن فضول وتدخل الأهل، موضحة" أن لكل واحدة منهن حكاية، هي مثلًا طالبة في المرحلة الرابعة كلية التربية تركها زميلها بعد أن تزوجته خارج المحكمة دون علم أهلها وما هي إلا أشهر حتى وجدت نفسها مطلقة.

وأخذت سها نفسًا طويلًا من الأركيلة ونفخت الدخان عاليًا وعادت لتكمل حديثها: أصبت بالانهيار العصبي وتناولت الحبوب المهدئة التي كنت أحصل عليها من بعض الصديقات ولكني لم أستطع تقبل الوضع ونسيان ما حصل, وأضافت فأخذت بتناول حبوب الكبسلة التي نحصل عليها من زميل في الكلية ، موضحة أنهن يقمن بطحنها مع المعسل, هنا علقت زميلتها مناهل" مررنا بظروف صعبة مشيرة إلى أن أغلبهن لازلن يعانين من تجارب حب فاشلة, مؤكدة أن تجربة سها ليست الوحيدة بين زميلاتها, منوهة أن حبوب الكبسلة باتت السبيل الوحيد لتجاوز الكآبة والإرهاق النفسي الذي نمر به.

أما ثناء فلم تخف أن اخيها الأكبر سبب إدمانها إذ وجدت الحبوب ذات يوم في ملابسه وأخذت حبة وفتحت الطريق أمامها نحو الإدمان ، لافتة إلى أنها أخذت تفتش كل يوم في ملابسه ،حيث تجد ضالتها ،وبسبب سفر أخيها استعانت بالمضمدة في منطقتهم والتي أخذت تزودها بأنواع الحبوب لتتحول هذه المرة إلى المتاجرة بعد الإدمان.

وأصبحت الكثير من الأدوية تستخدم كمواد مخدرة، منها "لريفوتريل" الذي يستخدم في علاج الصرع  و"سوما دريل" الذي يستخدم لعلاج المفاصل واللذان يحققان أعلى مبيعات في بعض الصيدليات وعيادة المضمدين وصيدليات الرصيف في الباب الشرقي.

وذكر أخصائي الأمراض النفسية في مستشفى ابن رشد علي عبد الرزاق في تصريح تسجيل حالات إدمان لنساء على الأدوية و" الكبسلة", مضيفًا "أن هناك مؤشرات على ازدياد حالات الإدمان بالكحول وأدوية المؤثرات العقلية وانحسار مدمني الحشيشة والأفيون, موضحًا "أن مستشفى ابن رشد استقبل عددًا من النساء المدمنات تم علاجهن من داخل المستشفى لكن ما يزال عددهن أقل مقارنة بعدد المدمنين من الرجال.

وأكد عبد الرزاق أن هناك حالات وردت إلى المستشفى من إدمان النساء على أدوية "الترامال" وغالبيتهن يعانين أمراضًا ونتيجة تناولهن بإفراط أصبحن مدمنات، مشيرًا  إلى أن هناك حالات إدمان في صفوف الشباب وعددها بازدياد على أدوية السعال واللارمين والبارتزول سوبرادين والترامال وغيرها من الأدوية.

المشكلة أن ظاهرة الكبسلة لم تدخل في التشريع العراقي وليس هناك أي قانون أو فقرة تنص على معاقبة  الذين يتناولون الحبوب المخدرة  والمعروفة شعبيًا بالكبسلة، والسبب أنها تعد في الكثير من الحالات علاجًا بالتالي أي تقرير طبي يصفها بالعلاج وليس المخدر أو المسكر, وذكر الصيدلي فارس كريم أن بعض الحالات تحصل نتيجة تناول كميات مفرطة من حبوب الأرمين الخاصة بعلاج الحساسية والتي تتحول إلى إدمان، مضيفًا "أن الكثير من الشباب والشابات يحاولون الاحتيال على الصيدلي أو الطبيب بطلب حبوب الحساسية أو شرابات معينة لعلاج السعال، مشيرًا "إلى خطورة تناول هذه الأدوية التي تعتبر الخطوة الأولى في طريق الإدمان والكبسلة التي تحوّل الشخص إلى عالة على عائلته والمجتمع.

وبشأن كيفية الحد من هذه الظاهرة بين كريم "في البدء لابد للعائلة أن تأخذ دورها في هذا الأمر، مستدركًا "لكن الخطر الأكبر يكون إذا كان الأب أو الأم مدمنين على تناول حبوب الكبسلة، لافتًا "إلى أهمية إيلاء الجانب التوعوي أهمية لأجل الحد من هذه الظاهرة التي أخذت تنهش بجسد المجتمع العراقي الذي يمر بظروف صعبة ومعقدة تستوجب تكاتف الجميع من أجل إعادة النهوض به.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عراقيات يحكين تجاربهن مع الإدمان ويكشفن أسرار طريق الهلوسة عراقيات يحكين تجاربهن مع الإدمان ويكشفن أسرار طريق الهلوسة



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 21:41 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 12:43 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

التصرف بطريقة عشوائية لن يكون سهلاً

GMT 17:23 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

والي كسلا يلتقي الأمين العام لمنظمة الرعاية والإصلاح

GMT 02:56 2016 الخميس ,01 كانون الأول / ديسمبر

"فورد" تكشف عن سيارتها فيستا "Ford Fiesta 2017"

GMT 23:31 2019 الإثنين ,10 حزيران / يونيو

"ليفربول"يفلت من الخسارة أمام "وست هام" ويتعادل 1-1

GMT 14:25 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

إحالة زوجة الأب المتهمة بتعذيب طفلتى المرج للمحاكمة

GMT 20:42 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

"الأهلي" يسافر إلى إثيوبيا الخميس المقبل لمواجهة "جيما"

GMT 15:24 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

ماجد النفيعي يسحب شارة القيادة من محمد عبد الشافي

GMT 12:15 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تسريب صور Genesis G90 2020 التي تعتبر نفسها منافسة لـ S Class

GMT 10:45 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

الفنانة السورية نادين خوري تنضم إلى أبطال مسلسل "حرملك"

GMT 12:01 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

"الإسباني فيرير" "فيدر" الأفضل في لعُبة التنس على الإطلاق

GMT 18:51 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

وزارة الصحة الليبية تنفي انتشار مرض الإيبولا في البلاد

GMT 05:03 2018 السبت ,29 أيلول / سبتمبر

تمتع بعطلة على أفخم الشواطئ مثل نجوم هوليوود
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq