شابة عراقية تتخذ قرارًا جريئًا وتحقّق حلمها بعد معاناتها من زواج القاصرات
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

أصبحت طبيبة تستعد للانخراط في المؤسسات الصحية في مدينتها كربلاء

شابة عراقية تتخذ قرارًا جريئًا وتحقّق حلمها بعد معاناتها من زواج القاصرات

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - شابة عراقية تتخذ قرارًا جريئًا وتحقّق حلمها بعد معاناتها من زواج القاصرات

زواج القاصر
بغداد – نجلاء الطائي

منذ قرابة سبع سنوات، كانت فاطمة السعدي الطالبة المتفوقة على جميع قريناتها، ضحية لزواج القاصر، فتبدّدت أحلامها سريعًا، بعد تركها للمدرسة وإجبارها من قبل أهلها على الزواج مبكرًا، ليتحول زواجها فيما بعد إلى جحيم انتهى بالطلاق.

فاطمة صاحبة الـ (25 عاما)، من مدينة كربلاء، عاشت حياة عصيبة، بعدما اتخذ أهلها قرارًا بالموافقة على زواجها وهي لا تزال طالبة في الصف الخامس العلمي، رغم تفوقها الدراسي ورغبتها في أن تكون طبيبة.

وتقول فاطمة :"كنت أشعر بالخيبة بعدما تركت الدراسة وذهبت إلى بيت زوجي مجبرة، لا أعرف كيف أبدأ حياتي من هناك وأنا أضع كل تفكيري في الدراسة، وكيف يمكنني العودة رغم أن أحد شروط الزواج هو تركي للمدرسة".

مواجهة التحديات

لم يكن لدى فاطمة طريقة للاحتجاج أو الرفض، سوى الرضوخ للأمر الواقع، وعدم الاعتراض على قرار أهلها، لكنها استطاعت إقناع زوجها بالعودة إلى المدرسة بعد مرور سنتين على الزواج.

وأوضحت أن "موافقة زوجي كانت مشروطة، وهي أن أتخرج من الإعدادية وأتوقف، ولكن نتائج الامتحانات قد أظهرت حصولي على معدل 99% والأولى على المدرسة، الأمر الذي رفع من مستوى التحدي والمواجهة، بدءًا من زوجي وأهله، والطفل الذي أنجبته وصعوبة الدراسة في كلية الطب، بعدما خيّرني زوجي بينه وبين الدراسة، اخترت دراستي بلا تردد".

ومثل فاطمة الآلاف من البنات اللواتي يتزوجهن وهن قاصرات، في جميع المحافظات العراقية، حيث تزداد نسب الطلاق والانتحار واقتراف الجرائم، ويؤكد خبراء في القضاء أن الزواج المبكر أحد أسباب ذلك.

وتؤكد فاطمة أن "أهلها كان يشعرون بخطأ زواجها، وتركها الدراسة، لكن هذه النظرة قد تغيرت وتحولت من رفض إلى دعم كبير، بعدما قبلت في كلية طب الأسنان، كان الدعم الأساسي يأتيها من والدتها، التي وقفت بجانبها طوال الوقت".

وبعد رحلة علمية قضتها فاطمة في الدراسة بكلية طب الأسنان، تخرجت أخيرًا هذا العام، لتكون طبيبة تستعد للانخراط في المؤسسات الصحية في مدينتها كربلاء.

الوظيفة سلاح

تعتقد الناشطة في مجال حقوق المرأة والباحثة الاجتماعية هدى حميد أن "الوقت الحالي تمثل فيه الوظيفة سلاحا للمرأة العراقية لتحقق الاكتفاء الذاتي ماليا لنفسها حتى لو كان ذلك على حساب حياتها الزوجية".

وتضيف أن "حياة المرأة لا يمكن أن تخلو من المعوقات والتحديات، والمجتمع العراقي ينقسم حيال قضية تعليم المرأة إلى قسمين، الأول يحفز ويشجع المرأة على إكمال مسيرتها العلمية، والآخر يرى في ذلك سببا للتقصير تجاه البيت والزوج".

وتشير إلى أن" بعض الطبقات الاجتماعية أصبحت تفضل المرأة صاحبة الوظيفة والمهنة أكثر من غيرها، كونها تعين الزوج على متطلبات الحياة والأسرة".

ناشطة إنسانية

لم تتوقف فاطمة عند إكمال دراستها، بل برزت في نشاطات وفعاليات إنسانية كثيرة مع منظمات عالمية، بداخل العراق بحسب ما تؤكد ذلك زميلتها مريم الإبراهيمي.

وتضيف الإبراهيمي أنها "تعرفت على فاطمة في أول فترة بعد طلاقها، ورأت كيف أنها لم تتوقف بل دخلت وعملت في مجالات مختلفة وكونت فريقا تطوعيا".

وتبين "أنها مثال للمرأة الناجحة، حيث تخلق التحدي لوحدها ودون انتظار دعم أي شخص، ونجاح فاطمة يزعج الكثير في المجتمع ممن ينظر إلى المرأة بشكل سلبي".

ويعتبر الزواج المبكر وزواج القاصرات من أكبر الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق في العراق، إضافة إلى أسباب مهمة أخرى كالوضع الاقتصادي.

وبحسب إحصائية ل‍مجلس القضاء الأعلى في العراق، فقد كشف عن تسجيله 73 ألف حالة طلاق في العام 2018، في مختلف مدن العراق، وتصدرت العاصمة بغداد القائمة.

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :

"الزبيب يكشف أسباب تفشي "زواج القاصرات

مسلّحون مجهولون يقتلون عائلة كاملة وسط مدينة كربلاء

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شابة عراقية تتخذ قرارًا جريئًا وتحقّق حلمها بعد معاناتها من زواج القاصرات شابة عراقية تتخذ قرارًا جريئًا وتحقّق حلمها بعد معاناتها من زواج القاصرات



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 01:01 2018 السبت ,28 تموز / يوليو

رباب يوسف تؤكد أن الطبيعة تجذب السياحية

GMT 21:04 2017 الأربعاء ,12 تموز / يوليو

سداسي براعم الشباب ينضمون لمعسكرين إعداديين

GMT 14:05 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

إتيكيت حجز الفنادق ومراعاة كافة شروط السكن فيها

GMT 10:13 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتماد إنشاء أكاديميتين للعربية والإنجليزية في نجران

GMT 04:55 2018 الأربعاء ,11 تموز / يوليو

طريقة عمل مكياج مكتمل ومثالي بدون "كريم أساس"

GMT 23:49 2018 الإثنين ,09 إبريل / نيسان

تسريب أول صورة لـ"لكزس ES 2019" الجديدة كليا

GMT 21:54 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

معتز هوساوي يوضح أسباب الخسارة من النصر

GMT 01:18 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

رباح يؤكد أن محاولات تصفية القضية الفلسطينية فاشلة

GMT 01:35 2016 الأربعاء ,20 إبريل / نيسان

الليمون علاج سحري للكثير من مشكلات البشرة

GMT 15:06 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

أحجار الياقوت الثمينة تُغلف عطر مايكل كورس الجديد
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq