انتِشَار ظَاهِرة التَحَرُش بالفَتيَات فِي مَرَاكِش والعِقَاب للاغتِصَاب فَقَط
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

في ظل العادات والتقاليد المُتَحَكِمة في المُجتمع المَغرِبِي بصفة عَامة

انتِشَار ظَاهِرة التَحَرُش بالفَتيَات فِي مَرَاكِش والعِقَاب للاغتِصَاب فَقَط

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - انتِشَار ظَاهِرة التَحَرُش بالفَتيَات فِي مَرَاكِش والعِقَاب للاغتِصَاب فَقَط

أحد مشاهد التحرش بالنساء

مَرَاكِش - سُعاد المِدراع شَهِدت مَدِينة مَرَاكِش تَطَورات إيجَابِية على مُختلَف المُستَوَيَات، غير أن ظَاهِرة المُعاكسة أو التَحرُش بالنساء في الشَوَارِع العَامة أو أزِقة المَدِينة، مازَالِت قَائِمة ومُنتَشِرة بِشكل كَبير.حيثُ تُعاني الكثير من الفتيات يومياً منها، وبخاصة في شارع محمد الخامس، والحَسَن الثَانِي، وشَارِع القَواس في المَحَامِيد، وقُرب المَحَطة الطرقِية في باب دكالة,وفي سَاحة جَامِع الفَنَا،وفي أحيانِ كَثِيرة، تَتَحَول هذِه المُعاكَسة إلى تَحَرُش جِنسي،وغالباً ما يَصُعب على الفتاة الرَد والدِفاع عن نفسها، تَجَنُباً للدخول في مُلاسَنات كَلامِية، قد لا تعُود بالخير على الطرفين، نظراً إلى العقلية الذُكورية المُتَجَدِرة داخل  المجتمع، أو اللجوء إلى المصَالِح الأمنِية لتُوقِف مَن يتَعَدى على حُريتها, لأن الدولة المَغربِية لا تُعاقب مَن تَحَرَش بها إلا في حَالِةِ الاغتصاب الذِي راحَ ضَحِيتهُ مِئات الفتَيات المراكِشِيات، وكانت النتيجة الحكم بتَزويجها إلى المُغتَصِب في حين يكون مصِيرها الانتحار, وهذا ما سَاهم في استمرار هذا الوضع واستفحاله خصوصاً، في ظل العادات والتقاليد المُتَحَكِمة في المُجتمع المَغرِبِي بصفة عَامة والمراكِشي بِصِفة خَاصة.
   الغريب في الأمر أن الشاب الذي يتَحَرش بالفتيات في الشارع،لايقبلَ أن تتعرض أختهُ،أو إحدى أفراد عائلته لمثل هذِه المواقِف،لأن الأمر يَمِس رُجولته،ولايُمكنهُ تَقَبُل ذلك.
  وتَختلِف قصص التحرش من فتاة إلى أخرى،فلكلٍّ تَجربتها،ففي حِين سَعى بعضهن لإيِصال قضيتهن والمُطالبة بإيجاد قانون يحمهن، فَضَّلَتْ أُخريات الصمت خَوفاً من الفضيحة أو مشاكل داخِل الأسرة،وللوقوف على هذه الظاهرة التقت "العرب اليوم" عدداً من النساء اللاتي يُعتبرن ضَحية المُعاكسة أو التحرش.
تقول هدى تلميذة في إحِدى المَدارس الثانوية  "أَشعُر بالكثير من الضيق عندما يُحاول أحدهم تكِرار محاولاته بالحديث معي، لذا أُفضل العودة إلى المنزل في رفقة زملائي في الدراسة، لأن العِلاقة بيننا أخَوية، كما أن وجودهم يُشكِل حِماية مُؤقتة، لأن بعض المُتَحرشين الذين يتَربَصون بالفتيات أمام المدارس الثانوية يعتقدون بوجود علاقة بين الفتاة وزميلها .." وتُقاطعها أسماء "بالنسبة لنا كفتيات
لايُمكننا حتى الوقوف في نَاصية الشارع، كما يفعل الذكور، وفي بعض الأحيان لايُمكنك حتى انتظار صديقتك، لأن هذا يجعلك عُرضة إلى التحرش من قِبَل أشخَاص يجعلونَك تعتقدين أنك ارتكبت خطيئة، عندما تُطيلين الوقوف في مكانِ ما".
   وتقول خديجة أم لطفلين إن التحَرش بالنسبة لي مَصدر إحراج، أصبحتُ استحي من الخرُوج مع زَوجِي، بعد أن أصبَح بعض المتحرشين لايقيمون وزناً لمفهوم الاحترام، وتُضيف" أصبحتُ أتحاشاه خوفاً على زوجِي،الذي سَبَقَ وأن تَعَرض إلى مُشاجرة مع مُتحرش بِي لم يراع وجوده معي، مما اعتبره إهانة لرجولته، والإعلام الذي أفسَد علينا حياتنا ومجتمعاتنا وبناتنا وشبابنا،وذلك من خلال ما يُعرض علينا في شَاشَات التِلِيفزيون المُدمر،من عُري وتَبَرُج وانتهاك لحرمات الله في مُسلسلات وأفلام ومُسلسلات سَاقِطَة وخَادِشة للحياء".
وتُضيف مَريم مُوظَفة في إحدى الفنادق"التحَرش يُشعرني بأنُوتثي ومادَامت مُجرد عِبارات الغَزَل،وإبداء الاهتمام.. فهي أمُور تُواجِهها المرأة المرغُوبة، حتى لو كانت مُتزوجة، وهو أمر لا يُزعجني ما دام لايُؤثر على حياتي أصلاً".
إن انتشار هذه الظاهرة في الشوارع العامة والرئيسية للمدينة، وأحياناً يَصل إلى مقر العمل، سَاهمت فيه العديد من العوامل أهمها ضَعف الأمنِ في المجتمعِ، وانتشار الفَوضَى، وانعدام المسؤولية، والنَظر إلى المرأة كأنها جسد لا روح، والابتعاد  الكلي عن المبادئ، والانحلال الخُلقي للشباب والفتيات على حد سواء. فلايُمكن أن نُلقي اللوم على الشباب وحده,فهناك فتيات يساهمن بشكل كبير في جلب الأنظار إليهن.
 ويقول يُوسف سائِق سيارة أُجرة "إن وجود التحَرش بالفتيات خصوصاً في أهم شوارع مَراكش، يعود إلى الفتيات أنفسهن، فهن يدعونك ويغرونك بلباسهن وعريهن إلى التحَرُش بهن، والاستفزاز والإغراء هو الدافع إلى التحَرُش, لأننا وببساطة لسنا أحجاراً، وأنا شخصياً قُمت بمعاكسة العديد من الفتيات ولا أُنكر ذلك.
   واجتاحت ظاهرة التحَرُش لاسيما في الصفوف المُحجبات والمُتزوجات، وأصبحت بمثابة كَابوس يُطارد المراكشيات في سابقة لم يعهدها المجتمع المعروف بالتزامه ومُحافظته, مما خَلق رعباً وخوفاً لدى الفتيات بصفة عامة، سواء اللاتي يساهمن في جلب السوء لأنفسهن، أو اللاتي لاحول لهن ولاقوة، وقد أصبحن في كفة واحدة، ولا أحد يُفرق بين الصالحة والفاسدة،إن اتساع رقعة التَحَرُش في المجتمع المراكشي، واتساع مداها باستمرار، يدفعنا إلى التفكير في الحد منه، باعتباره مَحظوراً مَسكوتاً عنه، لا تجرؤ الفتاة على البوح به خَوفاً وتَجنباً للفضيحة التي سَتُلاحقها، وهذا ما حوّل الشارع إلى ساحة حرب أخلاقية نَفسية مَفتوحة بأشكالها كلها، آفة لم نَعُد نَعرف هل هي غريزة طبيعة أوعادة يتوارثها فطرياً الشباب من جيل لأخر، ولكن يُمكن تَقليصها لأنها سلوك غير أخلاقي، نرجو أن يُعاقب عليها القانون، لأنه من العيب أن يبقى مُتفشياً في مُجتمعنا المُسلم

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتِشَار ظَاهِرة التَحَرُش بالفَتيَات فِي مَرَاكِش والعِقَاب للاغتِصَاب فَقَط انتِشَار ظَاهِرة التَحَرُش بالفَتيَات فِي مَرَاكِش والعِقَاب للاغتِصَاب فَقَط



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 21:28 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 21:48 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:36 2019 الإثنين ,13 أيار / مايو

إليكِ 7 نصائح لتنظيف ورق الجدران في المنزل

GMT 17:11 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

ساوثهامبتون يدعم لاعبه الياباني قبل نصف نهائي كأس آسيا 2019

GMT 10:16 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

أهم المخاطر التي يخفيها الأطباء عن النساء خلال فترة الحمل

GMT 13:43 2018 السبت ,15 كانون الأول / ديسمبر

"الكاف" يحتفل بتتويج محمد صلاح بجائزة "BBC"

GMT 07:20 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رجل يقتل زوجته ويخفي جثتها داخل حقيبة سفر في إمبابة

GMT 02:27 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد عبدالرحمن يتعاقد على "لص بغداد" ويصفه بـ"المفاجأة"

GMT 19:16 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

توتر في مدينة السويداء بعد إعدام "داعش" لإحدى الرهائن

GMT 20:39 2018 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

تيبوا كورتوا أفضل حارس في العالم لعام 2018
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq