الشبهانة مسيرة الزحف الأخضر التي حولت الغر
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

ظلت رمزًا تاريخيًا للقوة والبقاء

"الشبهانة" مسيرة الزحف الأخضر التي حولت "الغر"

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - "الشبهانة" مسيرة الزحف الأخضر التي حولت "الغر"

شجرة الشبهانة
دبي ـ جمال أبو سمرا

الشبهانة شجرة معمرة تقع في منطقة غابة المرخ في منطقة بعيا في مدينة السلع في المنطقة الغربية على مسافة 320 كيلومتر من أبوظبي .
بقيت الشبهانة حتى الآن شامخة لأكثر من 200 عام لاسيما بعد أن قضى التصحر على غابة المرخ، حيث استعصت وقاومت بشموخها جميع الظروف البيئية من تصحر وجفاف ورياح طيلة هذه السنين .
تعتبر الشبهانة اليوم مَعلماً بارز في مدينة السلع يحرص السياح والزوار على رؤيتها والجلوس تحتها والاستظلال بظلها وكانت ملتقى الناس والمسافرين إلى المملكة العربية السعودية فضلًا عن القادمين منها كانوا يلتقون تحت ظلالها ويتناقلون الأخبار ويرتوون من ماء بئر بعيا أو من بئر السلع ويتزودون من ماء العزب لمواصلة أسفارهم .
تلاشت الغابة وبقيت الشبهانة
ويقول المواطن صالح الحمادي الشبهانة نوع من أشجار الغاف، وتتكون من خمسة فروع كبيرة، يمثل الفرع الواحد منها شجرة قائمة بذاتها، وهي بارتفاع عال .
ويؤكد الحمادي، أن عمر الشبهانة بالاستناد إلى ما روي عن الآباء والأجداد من مدينة بعيا السلع يتجاوز الـ 200 عام، وكان الناس في منطقة الوتيد يرونها على مسافة 70 كيلومتراً من شموخها، حيث كانت جزءاً من غابة ضخمة يذكر أنها كانت تمتد غرباً إلى منطقة "الخشوم" على حدود دولة الإمارات العربية مع المملكة العربية السعودية، والغويفات إلى الجنوب من مدينة السلع، ولكن نظراً لعوامل عدة سواء طبيعية أو من صنع الإنسان بدأت الغابة تتلاشى رويدًا رويدًا حتى لم يبق شاهد عليها سوى شجرة الشبهانة .
ويذكر مطر محمد هلال من أهالي السلع أن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان زار الشبهانة في عام 1970 كونها رمزاً من رموز المنطقة ودلالة لكل القادمين على المكان، وأمر زايد على الفور بأن تروى الشبهانة بواسطة الري الحديث، مع إسناد فروعها المائلة بدعامات معدنية خوفاً من سقوطها، وبإعطائها المزيد من العناية كي تحافظ على اخضرارها وبقائها، كما أمر بأن تزرع منطقة الشبهانة على مساحة 301 هكتار بالأشجار المحلية لتكون محمية للحيوانات البرية .
ويضيف: حينذاك وجه زايد المهندسين الزراعيين الذين كانوا برفقته إلى زراعة أكثر من 300 هكتار من الأشجار الحرجية والمثمرة في المنطقة التي أطلق عليها اسم غابة "الشبهانة" تيمناً بالشجرة التي صمدت كل هذه السنين، مشيراً إلى أن شجرة "الشبهانة" لم تعد وحيدة كما في السابق، فلقد عادت الغابات التي تلاشت خلال سنوات القرن الماضي وبفضل القيادة أصبحت أشجار الغاف تملأ المكان والطرقات .
ويعتقد محمد يوسف الجاسم من أعيان مدينة السلع بالمنطقة الغربية، أن سر بقاء الشبهانة يكمن في جذورها الضاربة في الأرض وقربها من المياه الجوفية الموجودة في المنطقة، مشيراً إلى اهتمام القيادة حماية البيئة والموروثات الثقافية والتراثية حيث تعتبر شجرة "الشبهانة" أحد هذه الموروثات ورمزاً للقوة والبقاء،مؤكداً أهمية الاعتناء بالشجرة وبالغابة المحيطة بها وتوفير الظروف لبقائها لتظل رمزاً تاريخياً للأجيال القادمة .
وقال الجاسم في أكثر من مجلس تطرقنا إلى مسمى الشبهانة ومن أين أتى ومعناه، وأكد كثير من الشيبان أن اسم الشبهانة جاء من مسمى لأصغر عملة مستخدمة في تلك الفترة وهي (أنه)، وذلك لأنهم كانوا يرون الشجرة من مكان بعيد صغيرة جداً، فيقولون: تلك شجرة الغاف الشامخة القريبة من بعيا السلع نراها (شبه أنه) أي كما (الأنه)، وهكذا ترددت كلمة (شبه الأنه) لتصبح الشبهانة، لافتاً إلى أن هذه الرواية التي تعتبر إحدى الروايات عن اسم الشبهانة سمعها من الكبار .
ويتحدث جاسم محمد عبدالله عن غابة المرخ التي كانت تحيط بشجرة الشبهانة، ويقول: كنت شاباً آنذاك وأتذكر بقايا تلك الغابة خلال خمسينات القرن الماضي، حيث كنا نرعى الإبل والماشية في الغابة، وكانت تستوطنها العديد من الطيور والحيوانات والزواحف، وظلت الشبهانة الشجرة الوحيدة التي استعصت وقاومت بشموخها جميع الظروف البيئية من تصحر وجفاف ورياح منذ مئات السنين، وكانت معلماً يقصده الرحالة والمسافرون وقتها للاستظلال بظلها والنوم تحتها من شدة القيظ، وهي قائمة حتى يومنا هذا .
من جانبه قال مدير إدارة الحدائق والمرافق الترفيهية في بلدية المنطقة الغربية" إن زيارة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للمنطقة قبل 44 عاماً كانت بداية التحول، مشيراً إلى أنه من تحت شجرة الشبهانة انطلقت مسيرة الزحف الأخضر التي حولت ''الغر".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشبهانة مسيرة الزحف الأخضر التي حولت الغر الشبهانة مسيرة الزحف الأخضر التي حولت الغر



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 21:08 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 09:48 2017 الجمعة ,10 آذار/ مارس

طرح عطر "Roberto Cavalli" الخشبي لعام 2017

GMT 06:04 2018 السبت ,07 تموز / يوليو

تعرفي على طرق تغذية الشعر من الطبيعة

GMT 08:44 2018 الثلاثاء ,15 أيار / مايو

قوات الاحتلال تعتقل ثلاثة فلسطينيين من الخليل

GMT 07:45 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

محررة موضة تكشف عن أفضل المعاطف للشتاء

GMT 05:18 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

"هيونداي i30 " تتحدى بمجموعة فائقة من المميزات

GMT 07:06 2017 الأربعاء ,20 أيلول / سبتمبر

بالدوين حديث الموسم خلال أسبوع الموضة في لندن
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq