الجزائر - ربيعة خريس
كشف مصدر مسؤول في وزارة الشؤون الدينية، أن الوزارة الوصية ستبرمج في القريب العاجل تاريخ لإقامة صلاة استسقاء موحدة عبر كامل مساجد الجمهورية الجزائرية، وذلك على خلفية الجفاف الذي ضرب محافظات واسعة من البلاد, والارتفاع المحسوس في درجات الحرارة التي قاربت تلك المسجلة في شهر آب / أغسطس, رغم أن موسم الخريف تخلله عادة فترات تساقط متباينة.
وتكشف الخرائط العالمية لـ"المناخ" التي تم تحديثها أخيرًا, أن الاستقرار في الطقس والارتفاع المحسوس في درجات الحرارة سيمتد إلى غاية نهاية الشهر الجاري, وستستقر الحرارة ما بين 27 و32 درجة مئوية شمال البلاد.
ووفقًا للتقرير الأخير الذي نشره موقع " Voice of America "، فإن الجفاف وارتفاع درجة الحرارة يهددان الجزائر التي لا تعتبر حسب التقرير من الدول التي تصدر الكثير من الانبعاثات المسببة للتغيير المناخي مثل أكسيد الكربون والميثان, إلا أنها شهدت ارتفاعًا كبيرًا في درجات الحرارة.
وأكد التقرير الذي قدمته الحكومة الجزائرية ضمن مشاركتها في مؤتمر باريس بشأن التغير المناخي عام 2015، فإن معدل الأمطار السنوي شهد انخفاضًا بنسبة 30 في المئة خلال العقود الماضية, وهو ما يسبب شحًا في المياه وارتفاع درجات الحرارة، وهو ما يؤثر على كل أشكال الزراعة ورعي الماشية.
ومن جانب آخر، تساءل أئمة وفلاحون عن أسباب تماطل وزارة الشؤون الدينية في الإعلان عن أداء صلاة الاستسقاء, لإحياء الأراضي وإنقاذ الموسم الفلاحي من خطر الجفاف, خاصة وأن المحافظات الشرقية وأيضًا الغربية من البلاد تتربع على مساحات شاسعة أغلبها تتخصص في زراعة الحبوب والشعير والقمح, وتغطي احتياجات الجزائر من هذه المادة وتجنبها اللجوء إلى الاستيراد خاصة في الظرف الراهن الذي تسعى فيه الحكومة الجزائرية جاهدة إلى التخفيف من فاتورة الاستيراد.
وشهدت الجزائر خلال شهري آب / أغسطس وسبتمبر / أيلول احتجاجات عارمة بسبب تسجيل نقص حاد في المياه الصالحة للشرب, ودخل المواطن الجزائري في رحلة بحث عن قطرة ماء يسد بها ظمأه خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة, واندلعت الاحتجاجات بشكل كبير في منطقة القبائل ومحافظات غرب وشرق البلاد.
وفي رده عن مشكل التزود بالمياه والانقطاعات المتكررة, قال حسين نسيب إن الجزائر ستلجأ إلى تحلية مياه البحر وتنويع المصادر من أجل تأمين البلاد من شبح الجفاف.
أرسل تعليقك