كاهن يسوعي في حمص القديمة يشاطر المحاصرين الجوع والمعاناة
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

كاهن يسوعي في حمص القديمة يشاطر المحاصرين الجوع والمعاناة

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - كاهن يسوعي في حمص القديمة يشاطر المحاصرين الجوع والمعاناة

بيروت ـ أ.ف.ب

اختار الكاهن اليسوعي الهولندي فرانز فان در لوغت البقاء في حمص القديمة رغم الحصار الذي يحول الحياة فيها الى بحث مضن عن الغذاء والامل، وذلك لمساندة السكان الذين يشعر بأنه واحد منهم بعدما امضى قرابة خمسة عقود في بلادهم. ويترأس الاب فرانز فان در لوغت (75 عاما) دير الآباء اليسوعيين في حمص القديمة التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة. وهو الاجنبي ورجل الدين المسيحي الوحيد المتبقي في الاحياء التي يقيم فيها حاليا 66 مسيحيا من اصل اكثر من 60 الفا قبل بدء النزاع في منتصف آذار/مارس 2011. ويقول الاب فان در لوغت لوكالة فرانس برس عبر سكايب "انا رئيس هذا الدير، كيف اتركه؟ (...) كيف اترك المسيحيين؟ هذا من المستحيل". ويضيف الكاهن المسن الذي غزا الشيب ما بقي من شعره "ثمة ايضا سبب مهم جدا بالنسبة الي. انا حصلت على الكثير من الشعب السوري، من خيرهم (...) وازدهارهم. اذا الشعب السوري يتألم حاليا، احب ان اشاركهم ألمهم ومشاكلهم". ويضيف بصوته الدافىء ولغته العربية المتقنة "احب ان اكون معهم (...)، ان اقدم لهم بعضا من التعزية والتواصل والتعاطف، ليقدروا على تحمل هذا الالم الفظيع"، متابعا "هذه هي الاسباب التي تدفعني للبقاء حيث انا". وقدم الاب فرانز الى سوريا في العام 1966، بعدما امضى عامين في لبنان يدرس العربية. بعد 48 عاما، يلمع بريق في عينيه وهو يتحدث عن شعب "طيب وصبور". ويقول "الشعب السوري لا مثيل له. طيب وصبور ولديه امكانية ان يعيش بأقل شيء". ويضيف "حاليا يعيشون بأقل من ذلك... لكن ما اذا لم يعد ثمة شيء متوافر لهم؟ كيف يعيشون؟". وتحاصر القوات النظامية منذ حوالى 600 يوم احياء في مدينة حمص التي سيطرت على معظمها على مراحل خلال السنتين الماضيتين. وشكلت حمص القديمة بندا اساسيا في مفاوضات جنيف-2 التي انتهت الجمعة وجمعت للمرة الاولى ممثلين عن نظام الرئيس بشار الاسد والمعارضة باشراف الامم المتحدة. وتم البحث في سبل ادخال مساعدات انسانية الى الاحياء المحاصرة. الا ان قافلة انسانية تنتظر منذ حوالى عشرة ايام في دمشق الضوء الاخضر من السلطات للدخول الى الأحياء المحاصرة في حمص. وتقول الحكومة السورية انها على استعداد لاجلاء المدنيين من المدينة قبل ادخال المساعدات، الامر الذي ترفضه المعارضة، مشيرة الى انها تخشى على المدنيين من القوات النظامية، كما تخشى من تدمير الاحياء تماما واجتياحها في حال خروج المدنيين منها. ويبدو الاسى واضحا في نبرة الاب فان در لوغت حين يروي قصص المعاناة في حمص القديمة. ويقول "ترى شابا عمره عشرون عاما يقول انا جائع، لكن لا شيء لدي". ويوضح ان السكان المتبقين في الاحياء المحاصرة والذين يقارب عددهم ثلاثة آلاف شخص، يستهلكون النباتات ويعض المواد الغذائية القيلة جدا. ويضيف "لدينا حاليا القليل القليل من الطعام، لكن بعد اسبوع، اسبوعين، او ثلاثة... لن يعود لدينا شيء. وجوه الناس في الشارع، كلها ضعيفة ويبدو عليها الاصفرار... الاجسام نحيلة وفقدت قوتها (...) ماذا نفعل؟ نموت من الجوع؟". ويرى الاب فان در لوغت ان "مشكلة" حمص القديمة لا تقتصر على نقص الغذاء والدواء، بل تتعداه للبحث عن الأمل بحياة طبيعية. ويقول "نريد طعاما ودخول (مساعدات)، لكن نريد الخروج ايضا. دخول الاكل لا يحل المشكلة. ثمة جوع، لكن ثمة جوع ايضا الى حياة طبيعية". ويضيف "الانسان ليس بطنا فقط، بل هو ايضا قلب يريد ان يرى احبته". واستضاف دير الآباء اليسوعيين في حمص خلال النزاع سبع عائلات مسلمة امضت فيه خمسة اشهر، قبل ان تغادر المدينة في اولى مراحل الحصار. ويقول "اصعب ما نواجهه حاليا، هو عدم قدرتنا على مساعدة المحتاجين". ويضيف "انا لا ارى مسلما او مسيحيا. ارى قبل كل شيء انسانا. (...) انا الكاهن الوحيد والاجنبي الوحيد. لا اشعر انني اجنبي، انا عربي مع العرب". وتعرضت حمص القديمة لدمار كبير جراء المعارك والقصف، وتضرر العديد من المساجد والكنائس. ويوضح فان در لوغت "اذا اراد شخص ما العودة للاقامة في حمص، هو في حاجة الى وقت كثير وعمل كثير واموال كثيرة"، مبديا اعتقاده ان المدينة "لا يمكن ان تعيش من جديد الا بعد سنوات". وخلال المقابلة مع الاب فرانز، انقطع الاتصال ثلاث مرات بسبب فراغ بطارية الكومبيوتر من الطاقة، وانقطاع التيار الكهربائي، ما اضطره للانتقال الى منزل ثان مجاور. وينتقد الكاهن الهولندي المجتمع الدولي قائلا "اشعر دائما ان المجتمع الدولي في واد ونحن في واد. هم يتحدثون ويجتمعون في مطاعم وفنادق، لكن ما نعيشه هنا بعيد جدا عما يعيشونه. يتكلمون عنا لكنهم لا يعيشون معنا". ولا يتخلى عن اعتداله وهدوئه عندما يطالب الباحثين عن حل للنزاع الذي اودى بحياة اكثر من 136 الف شخص وهجر الملايين، بأن "يحاولوا التكلم انطلاقا منا وليس من مصلحتهم". ويقول "اعتقد ان المشكلة الاصلية في المفاوضات بين الطرفين هي عدم وجود ثقة (...) طالما الثقة غائبة، لا نصل الى نتيجة". ويضيف "علينا ان نفترض بوجود الايجابيات لدى الآخر (...) لا يمكن ان نفترض ان الجميع شياطين، ولا نستطيع ان نفترض ان الجميع ملائكة".  

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كاهن يسوعي في حمص القديمة يشاطر المحاصرين الجوع والمعاناة كاهن يسوعي في حمص القديمة يشاطر المحاصرين الجوع والمعاناة



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 21:41 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 08:22 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

أهم الإشارات التحذيرية لمنع فشل أي علاقة عاطفية

GMT 06:12 2018 الجمعة ,13 تموز / يوليو

الفنانة إليسا تخطف الأنظار بفستان براق جرئ

GMT 02:17 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

رينج روفر بحرية بدفع سداسي تكشف نفسها رسميًا

GMT 09:02 2018 الجمعة ,25 أيار / مايو

خطوات سهلة وبسيطة لتنظيف المنزل من الغبار

GMT 19:57 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

ميناء ينبع التجاري يحقق رقماً قياسياً
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq