فاقم هجوم دموي استهدف كنيسة في جمهورية داغستان القوقازية، المخاوف من موجة جديدة للنشاط التطرفي في المنطقة خصوصا بعدما تبنى تنظيم داعش العملية، وأعلن الكرملين أنه يحقق في ارتباط منفذ الهجوم بجماعات متطرفة، بينما اتخذت الأجهزة الأمنية تدابير مشددة في الجمهورية.
وفتح شاب مسلح ببندقية صيد النار على حشد تجمع قرب كنيسة للاحتفال لمناسبة دينية أقيمت في مدينة كيزلار الداغستانية، وأفاد بيان أصدرته الداخلية الروسية بأن أربع نساء قتلن على الفور وجرح أربعة آخرون، بينهم رجلا أمن.
وفي وقت لاحق أعلن عن وفاة سيدة أخرى متأثرة بجراحها، ليرتفع عدد ضحايا الهجوم إلى خمسة، وأعلنت الشرطة أنها أردت المهاجم لكن "شريكة" له يشتبه في أنها زوجته تمكنت من الفرار من موقع الهجوم.
ونقلت وسائل إعلام، الإثنين، أن بيانا أصدره تنظيم داعش تبنى فيه العملية وأشاد بمنفذها، ووصفه بأنه "أحد جنود الإسلام المتحمسين" الذي استهدف "صليبيين" في "معبد مسيحي"، لكن الكرملين حذر من التسرع في إصدار تكهنات، وقال الناطق الرئاسي ديمتري بيسكوف، إن أجهزة التحقيق الروسية تعمل على فحص ارتباط المهاجم بالمجموعات الإرهابية.
كان محللون روس قالوا إن البيان الذي نشره التنظيم الإرهابي على شبكات التواصل الاجتماعي لم يتضمن ما يفيد بأن المهاجم مرتبط بـ"داعش"، وهو ما يفسَّر بأنه محاولة من التنظيم لاستغلال الحادثة، للإيحاء بأن لديه "خلايا نائمة" وأنه قادر على شن هجمات جديدة.
ورغم ذلك حذر خبراء روس الإثنين من التهاون مع ادعاءات التنظيم، ونقلت وسائل إعلام روسية عن خبراء أمنيين عدم استبعاد أن يكون الهجوم مقدمة لتوسيع النشاط الإرهابي في الجمهورية التي تشهد توترا متواصلا خلال الشهور الأخيرة، ولفت بعضهم إلى أن أعدادا من "العائدين من سورية" قد يشكلون خطرا جديا، بالإضافة إلى أن "التأثير الإعلامي والدعائي يلعب دورا متناميا في تجنيد متشددين جدد".
كانت داغستان المجاورة لجمهورية الشيشان تحولت إلى معقل أساسي لجماعات متشددة، بعدما تم القضاء على نشاطهم في الشيشان، وتشهد الجمهورية منذ سنوات تصاعدا في التوتر، ورغم الإجراءات الأمنية المشددة تقع هجمات محدودة بشكل شبه يومي على مراكز أمنية أو دوريات تابعة للجيش، لكن اللافت في هجوم الأحد، أنه الأول الذي يستهدف تجمعا من المدنيين خلال السنوات الأخيرة، كما أنه حمل عنصرا دينيا مباشرا عبر تعمد استهداف كنيسة، وهو ما دفع إلى تصاعد المخاوف من تكرار هجمات مماثلة.
وفرضت الأجهزة الأمنية تدابير مشددة في الجمهورية ذات الغالبية السكانية المسلمة لكنها تعد مع ذلك من أكثر الأقاليم الروسية تنوعا للقوميات والطوائف المختلفة.
وقال محققون إنه إذا ثبتت صحة ادعاءات تنظيم داعش بالوقوف وراء الهجوم، فسوف يكون على السلطات الأمنية تشديد الرقابة على العائدين من سورية، وفرض تدابير جديدة لمنع وقوع هجمات مماثلة.
يذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال العام الماضي إن نحو 10 آلاف مواطن من الجمهوريات السوفياتية السابقة قاتلوا مع "داعش" في سورية والعراق، ولم تعلن الأجهزة الروسية المختصة أعداد العائدين حتى الآن من سورية، لكن أوساطا أمنية كانت أشارت إلى أن غالبيتهم من أبناء منطقة القوقاز. بينما وضعت روسيا تدابير حازمة لعدم السماح بدخول "العائدين" من مواطني جمهوريات آسيا الوسطى؛ خصوصا أن غالبية الهجمات المتطرفة التي شهدتها روسيا العام الماضي نفذها متشددون من هذه المنطقة.
إلى ذلك، أعربت السعودية عن إدانتها واستنكارها لإطلاق النار أمام كنيسة في مدينة كيزليار بداغستان جنوب روسيا.
وأكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية موقف بلاده الثابت ضد الإرهاب والتطرف، معربا عن إدانة المملكة واستنكارها لإطلاق النار أمام الكنيسة، مقدما العزاء والمواساة لذوي الضحايا ولروسيا الاتحادية حكومة وشعباً مع الأمنيات للمصابين بالشفاء.
أرسل تعليقك