أكّد المتحدث باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، العقيد تركي المالكي، أن السعودية تُعد من أكثر دول العالم تعرضًا للصواريخ الباليستية، باعتبار أن تعرض أربع مدن ذات كثافة سكانية داخل دولة واحدة للاستهداف في وقتٍ واحد؛ حادثة نادرة في التاريخ العسكري، موضحا أن دول التحالف قدمت أدلة تُدين إيران عبر القنوات الرسمية للأمم المتحدة، وللمجتمع الدولي، واطّلع عليها سفراء الدول العربية والغربية، تحمل هذه الأدلة حقائق لا يمكن إنكارها من تورط النظام الإيراني في دعم الحوثيين بالصواريخ، وأضاف “الرد على إيران حق أصيل؛ بما يكفله القانون الدولي وميثاق الأُمم المتحدة في الدفاع عن النفس، وحفاظًا على المواطنين والمقيمين في السعودية”.
وشدّد المتحدث باسم قوات التحالف العربي، أن السعودية لا تواجه خطر هذه الميليشيات لوحدها، بل دول العالم كذلك تواجه الخطر ذاته، اليوم فهي تتصدى له، وغدًا ربما دول أخرى. فلو تحدثنا عن الجماعات الإرهابية التي تتواجد في شمال أفريقيا؛ من الممكن أن تهدد أمن القارة الأوروبية بالصواريخ الباليستية فيما لو انتقلت هذه القدرات أو التقنيات. وذكر أن 87 في المائة من الصواريخ الباليستية التي أُطلقت على السعودية؛ من داخل صعدة أو شمال عمران، وهذه دلالة على أن جميع الصواريخ المهرّبة تُحفظ في صعدة التي هي مقر الآيديولوجيا المتطرفة، والمنطقة الخصبة للنظام الإيراني في إطلاق الصواريخ.
وبشأن الخطوات المقبلة، أشار المالكي إلى أن اعتراض الصواريخ الإيرانية التي أطلقتها الميليشيات الحوثية من اليمن، "يُعد نجاحًا لقوات الدفاع الجوي الملكي السعودي والجاهزية القتالية العالية. فتعرض أربع مدن ذات كثافة سكانية داخل دولة واحدة للاستهداف في وقتٍ واحد؛ حادثة نادرة في التاريخ العسكري، وبعد ذلك يجب أولًا أن تتوقف إيران عن دعم المنظمات الإرهابية، وجماعات الجريمة المنظمة كتهريب السلاح، وأول تلك الجماعات هي الحوثية، والمسؤولية هنا ليست على قوات التحالف، إنما مسؤولية دول المنطقة والعالم لانتهاكات القرارات الأممية والقانون الدولي. أيضًا هناك واجب على المنظمة الدولية والمجتمع الدولي في محاسبة إيران لانتهاكات القرارات الدولية، قرارات 2231 – 2216"، مؤكدًا أن التحالف سيستمر؛ ولديه القدرة على إيقاف التهريب كما تم عرض ذلك في المؤتمر الصحافي، وكذلك القضاء على كل ما من شأنه داخل اليمن.
وأضاف "الرد على إيران حق أصيل؛ بما يكفله القانون الدولي وميثاق الأُمم المتحدة في الدفاع عن النفس، وحفاظًا على المواطنين والمقيمين في السعودية، فقد أُطلق على السعودية حتى الآن 104 صواريخ من قِبل الميليشيات الحوثية، وبهذا تُعد السعودية أكثر دول العالم تعرضًا للصواريخ الباليستية. إذا ما قارناها مع حرب تحرير الكويت، فقد تعرضت السعودية وقتئذ لـ39 صاروخًا باليستيًا من الجيش العراقي، وهنا تكمن مسؤولية قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، في منع وصول ونقل هذه الأسلحة بين الجماعات الإرهابية؛ لأن تلك الجماعات مثل الحوثيين، تتشارك جميعها في الآيديولوجيا المتطرفة والمصالح المشتركة بينها. وكذلك واجب المجتمع الدولي في إيقاف وصول مثل هذه التقنيات والقدرات التدميرية إلى الجماعات الإرهابية".
ورد المالكي على رفض مسؤول في الحرس الثوري الإيراني الاتهامات التي وجهتها السعودية في تورطها في تهريب الصواريخ اليمنية، فقال "من الطبيعي الرد بالرفض شفهيًا كان أو كتابة، فليس لدى إيران أي أدلة أو خيارات تثبت صحة رفضها. وإيران بهذه التصريحات كالمجرم حين تتم إدانته بجريمة جنائية ويرفض ما نُسب إليه، كما أن دول التحالف قدمت أدلة تُدين إيران عبر القنوات الرسمية للأمم المتحدة، وللمجتمع الدولي، واطّلع عليها سفراء الدول الشقيقة والصديقة، تحمل هذه الأدلة حقائق لا يمكن إنكارها من تورط النظام الإيراني في دعم الحوثيين بالصواريخ".
وتابع " السعودية لا تواجه خطر هذه الميليشيات وحدها، بل دول العالم كذلك تواجه الخطر ذاته، اليوم السعودية تتصدى له، وغدًا ربما دول أخرى. فلو تحدثنا عن الجماعات الإرهابية التي تتواجد في شمال أفريقيا؛ من الممكن أن تهدد أمن القارة الأوروبية بالصواريخ الباليستية فيما لو انتقلت هذه القدرات أو التقنيات، ووجود سفراء الدول العربية والغربية لدى السعودية في المؤتمر الصحافي الأخير لاإطلاعهم على دائرة التهديد الحقيقي الذي تواجهه السعودية من قِبل الجماعات الإرهابية المُسلحة، وما قد يواجهونه بدولهم، فنحن نواجه قتال الآيديولوجيا، وهو ليس بالأمر الهيّن، سواءً في المرحلة الحالية أم المقبلة، فيما يخص الأطفال وذلك في خطورة تسميم أفكارهم داخل المدارس".
وواصل بشأن قِطع الصواريخ التي عُرضت في المؤتمر الصحافي، أنها "أشلاء من الصاروخ الذي تصدت له قوات الدفاع الجوي السعودي، في سماء العاصمة السعودية الرياض، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي. أيضًا في الفترة الأخيرة تصدّت السعودية لعددٍ من الصواريخ الباليستية أُطلقت من داخل اليمن"، موضحا أن "87 في المائة من الصواريخ الباليستية التي أُطلقت على السعودية؛ من داخل صعدة أو شمال عمران، وهذه دلالة على أن جميع الصواريخ المهرّبة تُحفظ في صعدة التي هي مقر الآيديولوجيا المتطرفة، والمنطقة الخصبة للنظام الإيراني في إطلاق الصواريخ وتهديد دول الجوار. وهذا الخطر الحقيقي له دلائل كبيرة في استمرار إطلاق الصواريخ الباليستية.
ولفت إلى أن "جميع الصواريخ السبعة أطلقت من صعدة. وقوات الدفاع الجوي السعودي، لديها مسؤولية كبيرة في حفظ أمن وسلامة السعودية، وكذلك الأراضي اليمنية من الصواريخ التي تطلق عليها وتستهدف بعض المدن اليمنية"، مشيرا إلى أن هناك الكثير مما تم رصده من عمليات إطلاق الصواريخ، يستغلون الأعيان المدنية، سواء كانت مساجد أم مدارس أم دبلوماسية. فعلى سبيل المثال، كانت الميليشيات الحوثية تخفي صواريخها الباليستية في فج عطان بالقرب من السفارات الدبلوماسية، لغرض حمايتها.
وتابع أن "دول التحالف منذ اليوم الأول من العمليات العسكرية، كانت تعمل على أربعة مسارات: السياسي وهو الحل الأفضل لأي أزمة، والاقتصادي والإنساني والذي بدأ في اليوم ذاته من العمليات العسكرية من إجلاء اليمنيين وتقديم المساعدات الإغاثية للشعب اليمني، والحل الأخير هو العسكري نحن نعمل عسكريًا من أجل القرار السياسي في تحقيق الأهداف؛ فالهدف الاستراتيجي كان واضحًا لإعادة الشرعية لليمن، فقد كانت هناك محاولات ودعوة للأطراف اليمنية بعقد حوار وطني في السعودية، تبنته دول الخليج، ورفض ذلك من قِبل الحوثيين.
قبل انطلاق العمليات العسكرية بعد فشل الحوثيين في الحوار الوطني اليمني، ومن يقف وراءهم"، واستطرد "استمرت الميليشيات الحوثية في عدم القبول بالحل السياسي، وبدل أن يجتمعوا على طاولة للحل مع المكونات السياسية اليمنية، قاموا بعمل مناورة عسكرية على الحدود اليمنية مع السعودية، باستخدام الأسلحة الثقيلة التي حصلوا عليها من وزارة الدفاع اليمنية، وذلك بعد استيلاء الميليشيات الإرهابية على العاصمة صنعاء. والتحالف مستمر في الوقوف مع الشعب اليمني، وفي تحقيق الأهداف الاستراتيجية لإعادة الشرعية، كما حققت عاصمة الحزم أهدافها، ثم بدأت بإعادة الأمل. وبإذن الله، ستعود الشرعية للحكومة اليمنية".
وأوضح "هناك خطوط حمراء وجهت للحوثيين بعدم الاقتراب من العاصمة المؤقتة عدن؛ لأن دخول الحوثيين إلى عدن، هو بمثابة السيطرة على الشرعية اليمنية. قوات التحالف حافظت على رمزية الدولة كحكومة شرعية، ممثلة بالرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، لكن لو انتهت هذه الحكومة سيصبح هناك نموذج آخر لـ”حزب الله” اللبناني على الحدود السعودية، وفي البحر الأحمر، ومضيق باب المندب، تستخدمها إيران عبر ذراعها الإرهابية الحوثي لتهديد الدول الإقليمية والغربية".
وواصل بشأن أهداف إيران في السيطرة على مضيق باب المندب، لفت إلى أن "توجّه الحوثيون إلى العاصمة المؤقتة عدن، للقضاء على رمزية الحكومة الشرعية، في الوقت نفسه توجهوا إلى مضيق باب المندب وتواجدهم على البحر الأحمر؛ كان بإملاءات من إيران، لتهديد العالم والمجتمع الدولي وحركة الملاحة والتجارة العالمية، كما هدد النظام الإيراني آنفًا بإغلاق مضيق هرمز. فالميليشيات الحوثية، ما هي إلّا أداة في أيدي المخططين والمستشارين على الأراضي اليمنية".
وأكّد أن هناك العديد من الأدلة على تواجد إيران على الأراضي اليمنية "فتواجد الخبراء على الأراضي اليمنية، سواء كانوا من “حزب الله” اللبناني، أو خبراء إيرانيين في الداخل إلى جانب الميليشيات، بالإضافة إلى ضبط الكثير من الأسلحة، بينها صاروخ “صياد”) تم تهريبه في شاحنة إلى الحوثيين. أما عن الصواريخ الباليستية التي تتواجد في اليمن، فجاءت عن طريق الموانئ الخاضعة تحت الميليشيات الحوثية المسلحة كالحُديدة، إضافة إلى مصادرة الطائرات من دون طيّار، والقوارب السريعة التي تم تجميعها في الداخل اليمني".
وأكمل أن "العمليات العسكرية يمكن إيقافها في أي وقت، والعمل السياسي كان ولا يزال مستمرًا في أكثر من مكان، ففي الكويت مثلًا كانت هناك اجتماعات للوصول إلى حل دامت أربعة أشهر، والحوثيون لم يكن لديهم أي رغبة في التوصل إلى حلول أو تقديم تنازلات، بل تعرضوا كذلك إلى ضغوط من النظام الإيراني. وكان هناك أيضًا مقترحات من إسماعيل ولد الشيخ أحمد، المبعوث الأممي السابق لدى اليمن، وجميعها رُفضت من قبل الحوثيين"، ولفت إلى أن "الشرعية اليمنية الآن تسيطر على أكثر من 85 في المائة من اليمن، وبات الحوثيون كل يوم عن يوم يخسرون الكثير من الأراضي. أما وجود الصواريخ في حوزة الميليشيات فرغبةً في إطالة المعركة".
وقال المالكي "قبل بدء العمليات العسكرية كان الحوثي يسيطر على 90 في المائة من الأراضي اليمنية، لكن الآن بعد أن سيطرت الحكومة الشرعية بدعم من التحالف تحسّنت النسبة، حيث بلغت 85 في المائة من الأراضي اليمنية، وهذا يُعد فارقًا في العملية العسكرية، ولا يزال التحالف ملتزمًا في إعادة الشرعية اليمنية وتحرير المزيد من الأراضي، وكذلك الجيش اليمني"، وبخصوص عدم السيطرة على صنعاء أكد أنه " لا يخفى أن أرض اليمن ذات تضاريس صعبة، والتحرك لمسافة كيلو واحد في المناطق الصعبة، يعادل 100 كيلو في الأراضي المسطحة في الساحل، وهناك كثير من التحديات أمام الجيش الوطني اليمني، من بينها القتال في منطقة عالية التضاريس مع كمية الألغام التي وضعت من قبل الميليشيات المسلحة. فلا بد أولًا من تحرير تلك الأراضي وبعد ذلك تقوم الفرق الهندسية بإزالة الألغام للتقدم. كما أن الحفاظ على أرواح المدنيين من أهم اعتبارات الجيش الوطني اليمني".
وشدّد على أن "الميليشيات الحوثية تستخدم الألغام البحرية بمساعدة النظام الإيراني، فسابقًا لم تكن البحرية اليمنية تملك مثل هذه الألغام. ورأينا ألغامًا بحرية على السطح، وبعضها عائمة. وخطورة الألغام أنها في البحر فتحركها الأمواج وقد تصطدم بالسفن التجارية، وفي هذا يقوم التحالف العربي بدور جوهري في حماية الملاحة البحرية ومضيق باب المندب والبحر الأحمر، وبتدمير هذه الألغام"، وتابع أن "الحوثي لديه متلازمة الجهل السياسي والعسكري، وهي صفة تتميز بها الميليشيات الحوثية؛ فالحوثي يعتقد بالجهل السياسي أنه من السهل الانقلاب على الحكومة الشرعية، وأن المجتمع الدولي سيقبل بذلك، والجهل العسكري باعتقادهم أنهم ينتقلون بالحرب إلى المستوى الاستراتيجي باستخدامه الصواريخ الباليستية".
أرسل تعليقك