من المقرر أن يبدأ حظر شامل للتجوال في خمس مناطق بالعاصمة بغداد، اليوم الأربعاء، على وقع التصاعد الحاصل في عدد المصابين بفايروس كورونا.
وبحسب خطة الصحة العراقية، فانه سيتم حظر التجوال المحدود على مناطق بعينها في العاصمة بغداد، وسيتم عزلها بشكل تام لمدة أسبوعين، كإجراء احترازي للحد من تفشي فايروس كورونا المستجد، بعد حصيلة إصابات عالية.
ويشمل الحظر المناطقي جانبي الكرخ والرصافة في بغداد، حيث في مناطق الكرخ سيتم تطبيق الحظر على مناطق (الحرية – الشعلة - العامرية". )
أما في جانب الرصافة، سيشمل الحظر المناطي كل من، (مدينة الصدر – الحبيبة – الكمالية) .
ووفقاً للتعليمات التي أصدرتها الصحة، ستُغلق تلك المناطق بشكل تام، مع منع الدخول والخروج إليها، وإلغاء جميع الاستثناءات السابقة، إلا محال بيع المواد الغذائية والمخابز، حيث سيسمح لها بفتح أبوابها وفق أوقات محددة.
والإجراء الذي أطلقت عليه وزارة الصحة مصطلح "الحظر المناطقي"، يأتي بعد ارتفاع معدلات الإصابات بالفايروس بشكل متسارع في عموم البلاد، حيث سجلت وزارة الصحة يوم أمس الأول الاثنين، 150 إصابة.
ومن المقرر أن يدخل القرار حيز التنفيذ اعتباراً من اليوم الأربعاء ، وفقاً لما أعلنه وزير الصحة حسن التميمي، في مؤتمر صحافي عقده بمبنى الوزارة، قائلاً إن "الحظر سيطبق لمدة أسبوعين في مناطق متفرقة من بغداد، وهي مدينة الصدر والحبيبية والكمالية والحرية والشعلة والعامرية".
وأضاف: "ستتزامن مع تطبيق القرار أكبر عملية للرصد الوبائي الفعال في المناطق السكنية مع عمليات التعفير والتوعية الصحية، وبالتعاون مع الجهات الأمنية ومديرية الدفاع المدني"، ملوحاً بـ"توسيع دائرة الحظر المناطقي ليشمل مناطق أخرى في بغداد والمحافظات، في حال تأشير زيادة في أعداد الإصابات فيها، ووفقاً للمواقف الوبائية اليومية".
ودعا الجميع إلى أن "يكونوا على قدر المسؤولية وأن يتعاونوا مع الإجراءات التي من شأنها احتواء الإصابات وإبعاد الخطر".
من جهته، أوضح المتحدث باسم وزارة الصحة، سيف البدر، أنه "سيتم منع الدخول والخروج في المناطق التي سيطبق فيها الحظر وستكون المحاسبة شديدة للمخالفين، كما سيتم إلغاء جميع الاستثناءات الممنوحة للصحافيين أو غيرهم في المؤسسات والدوائر الأخرى من أهالي تلك المناطق"، مشيراً إلى أن "الوزارة قررت السماح لمحال بيع المواد الغذائية والمخابز فقط بأن تفتح أبوابها بتلك المناطق".
ومن ضمن الإجراءات التي اتخذتها السلطات خلال الأيام الأخيرة، في محاولة لإجبار المواطنين على الالتزام بالإجراءات الوقائية، فرض غرامة مالية بـ50 ألف دينار عراقي، أي ما يعادل 40 دولاراً، على سائقي المركبات العامة والخاصة الذين لا يرتدون الكمامات والقفازات، فضلاً عن اعتقال أعداد كبيرة من المخالفين لإجراءات الحظر.
أطباء مختصون، من جهتهم، أثنوا على قرار الحظر المناطقي، مؤكدين ضرورة التزام المواطنين بالإجراءات الوقائية ودعم إجراءات وزارة الصحة للحد من تفشي الفايروس. وقال عضو نقابة الأطباء العراقيين علي العوادي، لـ"المدى"، إن "وزارة الصحة ناشدت المواطنين قبل عدة أيام الالتزام بالتعليمات الصحية، ولوحت بالحظر المناطقي، لكن الالتزام كان ضعيفاً جداً من قبلهم، ما تسبب بتصاعد أعداد المصابين"، مبيناً أن "إجراء الحظر المناطقي بات ضرورة ملحة للحد من تصاعد الإصابات، وعلى المواطنين أن يعوا خطورة عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية، وأن أي منطقة ستسجل فيها إصابات ستتعرض للإجراء ذاته"، داعياً الوزارة إلى "نشر الوعي الصحي بالتزامن مع الإجراءات الوقائية".
من جهة أخرى حذّرت خلية الأزمة النيابية، أمس الثلاثاء، من فقدان السيطرة على انتشار فايروس كورونا بعد تسجيل طفرة في عدّاد إصابات الفيروس مؤخراً.
وقال عضو الخلية النائب عباس عليوي في تصريح أمس الثلاثاء ، إن"المستشفيات المخصصة للحجر الصحي في بغداد امتلأت بالمصابين بفايروس كورونا وغير قادرة على استيعاب أعداد إضافية"، لافتاً إلى أن"عدم فرض الحظر الشامل قد يفقد السيطرة على انتشار الوباء".
وأضاف أن"تسجيل إصابات مرتفعة في بغداد يعد مؤشراً خطيراً يقود البلاد إلى أزمة صحية كبيرة"، داعياً "الكاظمي إلى إعلان حظر التجوال الشامل وتشديد الإجراءات الأمنية عبر نشر مفارز الشرطة والقوات الأمنية في المناطق غير الملتزمة، فضلاً عن مرافقة تلك القوات فرق الصحة لمتابعة جميع المواطنين".
وكان محافظ بغداد، محمد جابر العطا، قد دعا الحكومة إلى فرض حظر شامل للتجوال في العاصمة بغداد إلى ما بعد أيام عيد الفطر المبارك، نتيجة تزايد أعداد المصابين بفايروس كورونا.
قال المكتب الإعلامي لمحافظ بغداد ، إن "المحافظ لوح عقب اجتماع طارئ لخلية الأزمة في بغداد بحضور نائبه الفني علي العيثاوي، ومدير عام صحة بغداد الرصافة، عبد الغني الساعدي، ومدير عام صحة بغداد الكرخ جاسب لطيف، إلى فقدان السيطرة إذا ما استمرت الإصابات بالتزايد، لا سيما وأن مستشفى ابن الخطيب امتلأ بالكامل بالمصابين، كذلك مستشفى ابن القف الذي ربما سيمتلأ بالمصابين خلال اليومين المقبلين، وهو ما يعني تخصيص عدد من المستشفيات فقط للمصابين بكورونا".
أشار العطا إلى أن "تزايد أعداد الإصابات هو عدم التزام المواطنين بالحظر الصحي وقواعد السلامة وتعليمات الجهات الصحية"، مبينًا أنه "تم التباحث خلال الاجتماع لتخصيص مناطق ومباني جديدة تستخدم أما للمرضى المصابين، أو للعزل الصحي للملامسين، بعد تأثيثها وتجهزيها بالمستلزمات الصحية المطلوبة".
وطالب محافظ بغداد "اللجنة العليا للصحة والسلامة باتخاذ قرار حظر التجوال الشامل، كونه السبيل الوحيد لإنقاذ العاصمة بغداد من الوباء المتفشي".
من جانبه، عزا مدير صحة الرصافة الدكتور عبد الغني الساعدي، تزايد حالات الإصابة إلى زيادة أعداد الفحوصات المختبرية بعد فتح مختبرات جديدة للصحة العامة، وكذلك عدم التزام بعض المواطنين بإجراء حظر التجوال الجزئي والتعليمات الصحية.
من جهة اخرى أعلنت وزارة الداخلية في حكومة إقليم كردستان، ، بدء حظر شامل ومشدد على التجوال من اليوم الأول لعيد الفطر ولمدة اثنتين وسبعين ساعة.
وقالت الوزارة في بيان لها إن "حظر التجوال سيبدأ من أول أيام عيد الفطر، وإن كل من يخرق قرار الحظر ستتم محاسبته".
وقررت وزارة الداخلية بحسب البيان "إغلاق كافة المحال التجارية والأفران وكافة الأماكن التي تم فك الحظر عنها مسبقاً".
واستثنى بيان الداخلية من حظر التجوال "القوات الأمنية والفرق الصحية والاسعاف، حيث يسمح لهم بالحركة أثناء أوقات عملهم الرسمي".
وقال نائب مدير صحة محافظة السليمانية هيرش سليم،أمس الأول الاثنين، إن تسجيل إصابات جديدة بفايروس كورونا في مركز المحافظة خلال الأيام الماضية يعتبر ناقوس خطر، داعياً الأهالي إلى الالتزام بإجراءات وتدابير الوقاية من الفايروس كما في السابق.
وقال سليم، في تصريحات لوسائل إعلام كردية تابعها "المدى" (18 أيار 2020)، "إننا نعتبر تسجيل إصابات جديدة بفايروس كورونا في مركز مدينة السليمانية خلال الأيام القليلة الماضية، ناقوس خطر، وندعو المواطنين وكما كانوا في السابق إلى الالتزام بتدابير وإجراءات الوقاية من الفيروس، وإلا سوف نضطر لفرض حظر التجوال والإغلاق مجدداً، لذا نتمنى من المواطنين أن يطبقوا إجراءات الوقاية بأنفسهم ولا ينتظروا فرضها".
وأضاف سليم أن "وباء كورونا يعاود الانتشار بشكل خطير، والمواطنون ليسوا بمأمن من الفايروس، وفي حال استمروا بالتساهل وعدم الالتزام بإجراءات الوقاية، قد نكون بمواجهة كارثة وخطر كبير، فالفايروس يعاود الانتشار، وهو الأمر الذي لطالما حذرنا منه إن لم يلتزم المواطنون بالتدابير الوقائية".
ودعا نائب مدير صحة السليمانية المواطنين إلى "عدم الاختلاط أيام العيد لأن الأمر قد يجلب معه كارثة"، مضيفاً "مع الأسف، الموجة الثانية من كورونا قد بدأت، وفي حال لم يلتزم المواطنون بإجراءات الوقاية ستكبر الكارثة أكثر، والموجة الثانية ستكون أخطر بكثير من الموجة الأولى لأنه ينتشر داخلياً ومصادر الفايروس غير معروفة".
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
إحالة وزير الصحة العراقي إلى "الإدعاء العام" لتغيبه عن مجلس النواب
حصيلة جديدة لضحايا كورونا وسط دعوات لإعادة فرض الحظر الشامل
أرسل تعليقك