بغداد - العراق اليوم
قدم رئيس الوزراء العراقي المكلف عدنان الزرفي الخميس، اعتذاره عن تشكيل الحكومة، وكشف الأسباب في رسالة مطولة. أشعر بالأسف لما آل اليه التكليف وسط كل الدعم الذي تكلل به من جموع الخيرين والنشامى من أبناء شعبنا الصابر المحتسب. أقدم إعتذاري أولا لكل من وضع ثقته بنا منتظرا منا تحقيق ما يصبو إليه الجميع. لقد حرصت على المضي قدما في تنفيذ مهمة التكليف المناطة بي بشرف كبير ومسؤولية عالية، واضعا أمامي هدفا أساسيا مقدسا هو إنقاذ العراق وعودته إلى مساره الصحيح، بلدا مستقرا ومؤثرا في محيطه العربي والإسلامي والعالمي.
كنت قد أسست في الأسابيع الماضية بداية حقيقية لسياسة عراقية مبنية على الشراكات الاقتصادية المنتجة والمثمرة مع دول العالم وتنظيم عمل قوات التحالف الدولي وجدولة انسحابها وبناء قدرات القوات المسلحة.
إن اعتذاري عن الاستمرار بالتكليف مرده الحفاظ على وحدة العراق ومصالحه العليا.
رسالتي الوطنية وصلت وهي تحمل بين طياتها ما يشرف تاريخي السياسي والمهني، حينما عملت منذ اليوم الأول سواء ما ورد بخطاب التكليف أو المنهاج الحكومي على تقديم رؤية إنقاذ اقتصادية ترفع معاناة الشعب وتقضي على الفساد وتفتح آفاق العزلة الدولية وتحمي الاقتصاد الوطني من عقوبات دولية وتحاسب قتلة المتظاهرين والمجرمين.
وافر تقديري أقدمه للسيدات والسادة أعضاء مجلس النواب من الذين ساندوا ودعموا ترشيحي وتكليفي وبرنامجي الاقتصادي المعلن، وتحملوا كل التهديدات التي حملتها بيانات مشبوهة كانت تتوالى بين حين وآخر، مع شكري الجزيل لرئيس وأعضاء الفريق الساند من مستشارين وخبراء أكفاء ممن واصلوا الليل بالنهار وعملوا بدأب وإخلاص على معاونتي في إنجاز مهامي على نحو متميز والتي كانت موضع ثناء وتقدير كل الأوساط.
كما أثمن عاليا دور الأخوات والأخوة الإعلاميين الذين كانو معنا على مدار الساعة لتوثيق ونشر مشاوراتنا ولقاءاتنا واتصالاتنا مع مختلف القوى السياسية والقطاعات المجتمعية.
سأغادر تجربة التكليف وأنا مرتاح الضمير والنفس لأنني ومن عمل معي سعينا بجد وبمؤازرة بعض القوى السياسية والجموع الشعبية الخيرة للانتقال ببلدنا إلى شاطئ الأمان والإستقرار والإزدهار.
إن عدم نجاح تجربة التكليف لأسباب داخلية وخارجية لن تمنعني من المضي في خدمة الشعب عبر موقعي النيابي الحالي، وسوف أواصل العمل والاستعداد معكم للانتخابات القادمة المبكرة لاستكمال المشروع الوطني وتطوير أسسه الاقتصادية لإعادة إعمار العراق إسوة بدول العالم المتقدمة. إن الشعب العراقي يستحق أن يتنعم بخيرات بلده ويعيش بحرية ورفاهية.
أسأل الله التوفيق والسداد لمن سيكلف من بعدي بتشكيل الحكومة المرتقبة وسط تزايد الأزمات والتحديات التي تحيط ببلادنا وشعبنا."
قد يهمك ايضا :
رئيس الوزراء العراقي المكلف ينفي أن يكون جاء بصفقة مع برهم صالح
الرئيس العراقي يتلقى اتصالاً هاتفياً من نظيره الفرنسي
أرسل تعليقك