الأسيوطي تُؤكّد أنّ أكثر مَن يرغبون في تعلّم أكلاتها مِن الرجال
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

بيَّنت لـ"العرب اليوم" أنّ "فَسحة" تفوح منه رائحة الطعام الأصيل

الأسيوطي تُؤكّد أنّ أكثر مَن يرغبون في تعلّم أكلاتها مِن الرجال

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - الأسيوطي تُؤكّد أنّ أكثر مَن يرغبون في تعلّم أكلاتها مِن الرجال

سمية الأسيوطي
القاهرة - ندى أبوشادي

يوجد مطعم "فَسحة سمية" في قلب مدينة القاهرة وعلى بُعد بضعة أمتار من ميدان التحرير، وفي أحد الأزقة المتفرّعة من شارع هدى الشعراوي، ويشبه البيوت المصرية القديمة والعتيقة، وتفوح منه رائحة الطعام المصري الأصيل.

ويتكون "فَسحة سمية" من ثلاث طاولات ومطبخ وتمتلكه "سمية الأسيوطي"، تلك السيدة المصرية التي قررت أن تستثمر مهارتها في الطهو في إنشاء مطعم بشكل مختلف أطلقت عليه هذا الاسم لأنه يعدّ بمثابة بيتها الذي تستقبل من خلاله أطيافا مختلفة من المجتمع.

لا يوجد في "فسحة سمية" قائمة للطعام لتقوم أنت بالاختيار من بينها مثلما يحدث في المطاعم الشهيرة، لكن توجد قائمة طعام يومية تقوم بطهوها "سمية" بنفسها وتعلن عنها، وما عليك سوى أن تختار من بينها، وعليك أن لا تختار صنفا واحدا وتزيد منه لأنها لا تسمح لك بهذا، فهناك الكثيرون يريدون أن يتذوّقوا هذا الصنف مثلك، تلك هي قوانين "فَسحة سمية".

وليست تلك هي القوانين فقط، بل هناك قواعد لا بد أن تعلمها قبل الذهاب إلى "فَسحة سمية"، منها أنه ممنوع تماما أن تُبقي شيئا في الطبق الذي تتناوله وتختار حجمه من بين ثلاثة أحجام مختلفة من الأطباق، وإذا لم يعجبك عليك بأن تعلم "سمية" أنه لم يعجبك، أيضا طاولة الطعام ليست مخصصة لك وحدك، فمن الممكن أن يشاركك أكثر من شخص معك في نفس الطاولة، لا سيما أن المكان صغير والتوافد عليه كبير للغاية.

وعندما تنتهي من طعامك عليك القيام على الفور للسماح للآخرين الذين يقفون على باب "فسحة سمية" ينتظرون دورهم، وقبل أن تذهب إلى "فسحة سمية" عليك الاتصال بها هاتفيا وسترد عليك بنفسها وتقوم بالحجز مسبقا قبلها بـ24 ساعة على الأقل.

وقالت "سمية الأسيوطي"، خلال حديث خاص لها إلى "العرب اليوم": "كنت أعمل في إحدى دور النشر وكانت مواعيد العمل تحتم عليّ الوجود هناك من الساعة 12 الظهر حتى 11 ليلا، لذا كان عليّ أن أتناول وجبات الإفطار والغذاء والعشاء في العمل، ولا يمكن أن أعتمد بشكل رئيسي على الطعام السريع، فكنا نشترك معا ونجمع مبلغا من المال وأقوم بشراء مستلزمات الطعام وأقوم بطهوه، وكنا نتشارك الطعام جميعنا، وكان الجميع يشيدون بالطعام الذي أقدمه لهم، حتى اندلعت ثورة 25 يناير، وكنت أطبخ للثوار في الميدان، وبعد نجاح الثورة نصحتني إحدى صديقاتي بأن أفتتح مطعما، وأثناء تجوالي معها في وسط البلد، وجدت هذا المكان المميز، وشعرت وقتها أنه هو المطعم الذي أريده، وأطلقت عليه "فَسحة سمية"، والذي على الرغم من صغر مساحته فإنه يتسع الجميع.

قائمة الطعام الخاصة بـ"فَسحة سمية" متغيرة في ما عدا يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع تكون ثابتة لا تتغير، فيوم الإثنين تقدم "سمية" المحشي التي تقوم والدتها بالتسبيح عليه كنوع من أنواع "البركة والخير"، والخميس هو يوم "المسمط" الذي تقدم من خلاله "الكوارع والعكاوي والممبار".

شهر رمضان في "فسحة سمية" يكون مميزا للغاية حيث يكون التوافد على المطعم كثيفا على الرغم من الحجز المسبق قبلها بيوم، وأعلنت سمية شعارا مخصصا لشهر رمضان وهو "الغايب مالوش نايب", وقائمة إفطار كل يوم تكون متنوعة وشهية، وتنقسم إما إلى لحوم أو دجاج، لكن يومي الإثنين والخميس أيضا ثابتان فيوم الإثنين جميع أنواع المحاشي، والخميس يوم المسمط والكوارع، ولكن في شهر رمضان تتميز قائمة طعام كل يوم بأنواع مختلفة من الحساء أو "الشوربة".

وعلى الرغم من أن "سمية" تتميز بمهاراتها في طهو الأكل البيتي فإنها تبتكر العديد من الأكلات الجديدة مثل "رقبة الضأن بصوص الشيكولاتة"، و"اللحمه بالقراصيا" و"التورلي باللحمة المفرومة"، وتقول "سمية": "أحب أن أطهو الطعام بطريقتي الخاصة، وليس لديّ مانع من تعليم أي شخص يرغب في تعلم فنون الطهو أو أكله من أكلاتي المبتكرة، وأغلب من يريدون التعلم ويسألونني على الطريقة هم الرجال وليس النساء".

وإذا تحدّثنا عن ديكور "فَسحة سمية" سنجد أنه ينتمي إلى التراث المصري القديم، والبيوت الريفية التي تفوح برائحة الزمن الجميل، فالمطبخ مثل المطابخ القديمة يحتوي على أوانٍ من الألومنيوم لطهو الطعام، وفي الصالة ثلاث طاولات متوسطة الحجم، وعلى الجدران بعض الصور لمصر القديمة ومنطقة وسط البلد في الستينات، وتتحدث "سمية" عن الديكور قائلة: "لم أتمنَ ديكورا وشكلا آخر لفَسحة سمية سوى ذلك، فكنت أحتاج إلى أن نشعر باللمة والتجمع كأننا أسرة واحدة، وهذا لا يحدث بالطبع في المطاعم الكبيرة، فالكل يجلس مع الآخر ويتذوقون الطعام بل ويتبادلونه معا، كأنهم عائلة واحدة وهذا ما تعمدت الوصول له".

ما يميّز "فَسحة سمية" أن المطبخ يكون أمام أعين الزبائن فيشاهدون مدى نظافته، ويشاهدون "سمية" وهي تقف لتطهو الطعام بنفسها دون أي مساعد، وليس هذا فحسب فيتبادلون أطراف الحديث معها بشكل مباشر، وفي الفَسحة لا توجد خصوصية فالجميع يجلسون معا ويأكلون معا ويتحدثون معا كأنهم يعرفون بعضهم البعض منذ سنوات، وبعد الانتهاء من الطعام يلتقطون الصور التذكارية مع "سمية" والتي يعلنون من خلالها رضاءهم التام على الطعام.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأسيوطي تُؤكّد أنّ أكثر مَن يرغبون في تعلّم أكلاتها مِن الرجال الأسيوطي تُؤكّد أنّ أكثر مَن يرغبون في تعلّم أكلاتها مِن الرجال



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 21:54 2018 الأربعاء ,30 أيار / مايو

تعرف على "أهل الدثور" وأسباب دخول الجنة

GMT 10:07 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

Incredible Things عطر ساحر من نفحات الأخشاب الطبيعية

GMT 18:46 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

صلاح يفك عقدة لازمته منذ 2014 في كأس الاتحاد الإنجليزي

GMT 21:25 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

"كلام ستات" يناقش مبادرة "بدّلها بفضة" لتسهيل الزواج

GMT 02:06 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على أفخم الفنادق في مدينة هونغ كونغ الصينية

GMT 04:13 2018 الخميس ,21 حزيران / يونيو

"ديكورات" مشرقة في شقّة جون بون جوفي الـ"دوبلكس"

GMT 01:13 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

أبوالفتوح تكشف فوائد تناول الردة خلال الوجبات

GMT 03:36 2018 الأربعاء ,06 حزيران / يونيو

تناول المكسرات يساعد على استقرار مستويات السكر

GMT 01:21 2018 الثلاثاء ,15 أيار / مايو

شاكيرا تستعد لإحياء حفلة غنائية في إسرائيل

GMT 22:07 2014 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

سائق حافلة ركاب في إسبانيا يرفض صعود منقبة للحافلة

GMT 00:14 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

سعر الريال السعودي مقابل دينار كويتي الجمعة

GMT 05:14 2017 الأحد ,10 كانون الأول / ديسمبر

تعاون "فوكس" و" ديزني" يكشف عن تقاعد "مردوخ" أم خطة جديدة

GMT 12:17 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاح استئصال ورم من بطن سيدة في جازان وزنه 5 كيلو جرام

GMT 07:35 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

سلام العمري تبدع في صناعة الشموع بطرق مختلفة جذابة
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq