أزمة عودة النازحين صداع في رأس الهيئات الأُممية في لبنان
آخر تحديث GMT05:21:44
الأربعاء 18 حزيران / يونيو 2025
 العراق اليوم -
أخر الأخبار

أزمة عودة النازحين صداع في رأس الهيئات الأُممية في لبنان

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - أزمة عودة النازحين صداع في رأس الهيئات الأُممية في لبنان

النازحين السوريين
بيروت - العرب اليوم

نظر ممثلو الهيئات الأُممية في لبنان بكثير من التروّي إلى بعض المواقف التي تمسّ مهمّتَهم. فإلى اتّهامهم بعرقلة عودة النازحين، يدركون المعطيات الداخلية التي تقود البعض إلى هذا الاتّهام، ظنًّا بأنّ هناك محورًا قد انتصر، ويستعجلون الحصاد في الداخل من دون النظر إلى البعيد المؤلم، وهو ما يستدعي تحليل  الدافع إلى هذه القراءة.

لا يخفي كثيرون من ممثلي المجتمع الدولي ما لديهم من عتب وسخرية لدى التوقف عند بعض المواقف الراهنة التي تتناول ملف النازحين السوريين، وقد زاد من نسبة هذا الشعور الممزوج بالخيبة والقلق على مستقبل هذا الملف الخطير أنّ البعض يتناوله بخلفيات سياسية داخلية باهتة لا تُغني فقيرًا ولا تعيد نازحًا سورية واحدًا إلى بلاده، فلمثل هذه العودة شروط وعلى اللبنانيين الالتزام بمقتضياتها سعيًا إلى التوفيق المطلوب بين شروط العودة المفروضة دوليًا وأمميًا من جهة، والشروط السورية التعجيزية التي تعوق كل المبادرات الدولية والمحلية لإعادة النازحين والتي تتهاوى واحدة بعد أخرى.

ففي رأي الخبراء المتعاطين مع المجتمع الدولي ومسؤوليه، أنّ هناك مَن يلعب بالنار نتيجة استخفاف البعض بما أُنجز حتى الآن من خطوات تحت شعار "التغيير الكبير" المُحدث في إستراتيجية وزارة النازحين، تدعمها توجهات صارمة لوزارة الخارجية وبعض القوى السياسية التي أمسكت بالملف في غفلة من الزمن على قاعدة أنها قادرة على ترتيب هذه العودة، متجاوزة ما يقول به المجتمع الدولي من دون تقدير حجم المعوقات الكبرى التي تحول دونها سواءٌ وُصفت بأنها "طوعية" أو "آمنة" أو أيّ صفة أخرى يرغب البعض بإطلاقها عليها. فشروط استدامتها غير متوافرة والتجارب المريرة السابقة خير دليل إلى كثير لمَن أراد أن يرى.

أقرا ايضًا:

الرئيس اللبناني يبحث مع موغريني قضية النازحين السوريين

ويجب أن يُقرأ ما تحقق من خلال البرامج التي قادها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم بالتنسيق مع المنظمات الدولية والسلطات السورية المعنية، في هدوء وتمعّن بغية تقدير ما يمكن القيام به مستقبلًا بواقعية، وفي الحالين هناك شرط واجب يقول بالابتعاد عن المواقف "الشعبوية المتشنّجة" التي تفرضها معادلات سياسية ومذهبية وحزبية داخلية في لبنان لتقدير الموقف قبل الوقوع في فخّ "الرهانات القاتلة" التي لا يمكن تجاوزها متى ثبتت، ولا الخروج من أنفاقها بسهولة بعد فوات الأوان.

ويتفهم خبراء معنيّون الظروفَ السياسية التي دفعت ببعض المسؤولين الجدد في هذا الملف إلى الحديث عن إستراتيجية جديدة لا تأخذ في الاعتبار مختلف الدراسات والبحوث السابقة التي وُضعت على خلفية الاعتقاد بأنّ الحرب السورية انتهت، وأنّ هناك منتصرًا وخاسرًا فيها وآن أوان القطاف والحصاد في لبنان.

فالواقع يدعو إلى إجراء مقارنة بين المواقف الدولية من جهة والداخلية من جهة أخرى وما ظهر أخيرًا من فوارق شاسعة بين المقاربتين يثير قلقًا كبيرًا. فالأولى بنيت على قواعد إستراتيجية كبرى مالية وسياسية وعسكرية فيما الثانية تقدّم الحال الاجتماعية والإنسانية التي يعيشها النازحون والأوضاع الاقتصادية التي تعانيها الدولة اللبنانية المضيفة.

وكان واضحًا الخلاف في النظرة التي عبّرت عنها الممثل الأعلى لسياسة الأمن والشؤون الخارجية في الإتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أثناء زيارتها إلى بيروت عند مقاربتها الملف، وخصوصًا لجهة تأكيدها صعوبة العودة قبل الحلّ السياسي وقبل توفير الضمانات التي تؤكد أنها ستكون آمنة ومستدامة، فيما يرى لبنان انّ العودة ممكنة في ظلّ سيطرة النظام على معظم أراضيه وانتفاء الحاجة إلى المساعدات التي تقدّم للنازحين في لبنان، بحيث يمكن تقديمُها لهم في سورية عند عودتهم على رغم صعوبة التحرّك الأممي على الساحة السورية.

وعلى خلفية الاعتقاد أنّ الاتصالات مع سورية تسهّل برامج العودة، فإنّ الجميع يعرفون انّ مثل هذه الاتصالات لم تتوقف يومًا منذ سنوات، ولكن ما يعوقها هو عدم تراجع السلطات السورية عن الإجراءات المتشددة المفروضة لتوفير العودة. فالقادة الروس بعد المسؤولين الأمميّين عجزوا عن تعديلها سواء على مستوى القانون الرقم 10، ويأتيك في لبنان مَن يقول إنه "بلا قيمة" على رغم العوائق التي تسبّب بها معطوفًا على برامج التجنيد الإجباري التي لا ينوي النظام تعديلها لا بل هو يسعى إلى التشدّد فيها حتى النهاية التي تضمن له توفير القوى الداخلية لضمان الاستقرار والأمن في المناطق المستعادة تحت سيطرته.

وبعيدًا من كل هذه المعادلات يجدر التوقف عند موقف رئيس الحكومة سعد الحريري الذي طلب في جلسة مجلس الوزراء الخميس، حصر الاتصالات بالجهات الدولية برئاسة الحكومة، وعدم فتح أيّ قنوات أخرى تحت شعار حماية "سيدر 1" الذي وضعته الحكومة السابقة التي "استنسخت" بالجديدة، وهي رسالة يجب أن تأخذ في الاعتبار في وجود السفير الفرنسي فيليب دوكان المكلّف متابعة الملف في بيروت، وفي انتظار وصول مفوض الأمم السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي للقاء المسؤولين الكبار خلال الأيام المقبلة.

فـ "سيدر 1" هو البوابة الإجبارية لمقاربة أزمة النزوح والتي تحوّلت ملفًا ضمن ملفاته ومشاريعه، وهو امر يقود حتمًا إلى تحاشي المواجهة المحتملة مع المجتمع الدولي مخافة أن يُحدث تصرّفُ البعض ازمة لا يمكن تجاوزها او تجاهلها.

فهل طرَح ايٌّ من هؤلاء السؤال يومًا على نفسه: ما هو المتوقع لو "صدق المجتمع الدولي" تهديداتهم؟ وماذا يمكن بعض المواقف المتشنجة أن تقود اليه؟ وهل في إمكان أيٍّ منهم إقناع السلطات السورية بتسهيل عودة النازحين إلى بلدهم؟ وهل إنّ النظام السوري مستعد لتقديم التنازلات المطلوبة للسلطات اللبنانية في ظل المواجهة الدولية والإقليمية التي ما زال في خضمّها؟

وقد يهمك أيضًا:

مأساة النازحين السوريين في "مخيم الركبان" الصحراوي تنتظر الفرج

البخاري يطلق مبادرة سعودية لمساعدة النازحين السوريين في عرسال

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة عودة النازحين صداع في رأس الهيئات الأُممية في لبنان أزمة عودة النازحين صداع في رأس الهيئات الأُممية في لبنان



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 20:38 2019 الأربعاء ,27 شباط / فبراير

الهلال يتعاقد مع نجل الدولي السابق عبده عطيف

GMT 10:17 2015 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

دون كيشوت" من أفضل 10 مطاعم في مصر

GMT 03:01 2018 الجمعة ,13 إبريل / نيسان

جورج وسوف يصرح "بشار الأسد مش هنلاقي أحسن منه"

GMT 00:52 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

كوسوفو مدينة جميلة اكتشفها أنت وعروسك خلال شهر العسل

GMT 19:55 2016 الخميس ,14 إبريل / نيسان

تعلمي طريقة تكبير الشفايف بالمكياج في البيت

GMT 19:29 2019 الأحد ,27 كانون الثاني / يناير

الرئيس محمود عباس يزور مركز الإحصاء الفلسطيني

GMT 01:14 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

طريقة اعداد التورتة على شكل الرمان

GMT 21:15 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

غاري نيفيل يكشف سر نجاح كريستيانو رونالدو

GMT 07:46 2018 الإثنين ,09 إبريل / نيسان

سايرس مثيرة في بدلة مستوحاة من ثياب القراصنة

GMT 13:53 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

الإعلامي عمرو الليثي يزور مستشفى أبو الريش للأطفال

GMT 19:58 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

دار "Bulgari" تكشف عن مجموعة من العقود المرصّعة بالأحجار الكريمة

GMT 14:45 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الألوان المبهجة تسيطر على ديكور الشتاء هذا الموسم

GMT 23:14 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي تؤكّد أنّ من يزرع الفن سيحصد العالمية
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq