تمكن الأمن الأوكراني من وقف نشاط مجموعة تعمل في تهريب قطع الغيار للدبابات والمدرعات من الخارج، كما اعتقل رجل أعمال أوكرانيا، ومواطنا من إحدى دول الاتحاد الأوروبي. وذكرت المخابرات الأوكرانية أنها عثرت خلال عمليات دهم وتفتيش في لفوف غرب البلاد على قطع مكملة وقطع غيار وأجزاء مختلفة لدبابات ومدرعات، مستوردة بطريقة غير مشروعة من إحدى الجمهوريات السوفيتية السابقة.
سبب اضطرار أوكرانيا للتهريب قال مصدر في الصناعات الدفاعية الأوكرانية إن بلاده تمارس الاستيراد غير المشروع للمكونات وقطع الغيار لتلبية احتياجات صناعاتها الدفاعية. وأشار إلى أن غالبية قنوات التهريب، تأتي من دول أوروبا الشرقية ويتيح التهريب للشركات الأوكرانية إصلاح المعدات الحربية الموجودة في الخدمة وتجميع آليات جديدة.
ويرى الخبراء، أن أوكرانيا اضطرت للضلوع في عمليات تهريب المكونات، بسبب تدهور وضع القاعدة العلمية والإنتاجية وقطع العلاقات بين المؤسسات الصناعية في روسيا وأوكرانيا ولفت إلى أن عصابات تهريب قطع الغيار تقوم كذلك بإعادة بيعها إلى بعض الدول الأجنبية التي لا تزال تستخدم المعدات الحربية السوفيتية. من جانبه، قال المعلق العسكري دميتري دروزدينكو إن عمليات تهريب المعدات العسكرية وقطع الغيار لها، تجري على قدم وساق منذ انهيار الاتحاد السوفيتي عبر بعض دول المعسكر الاشتراكي السابق.
وأضاف: "تدخل أوكرانيا ضمن هذا البزنس القذر، وعلى الأغلب كانت قطع الغيار التي تم ضبطها في لفوف مخصصة للتهريب لاحقا إلى بعض دول إفريقيا".وذكّر الخبير، بأن أوكرانيا تعاني منذ عام 2014 نقصا حادا في قطع الغيار الضرورية لإصلاح وإنتاج العربات والآليات المدرعة وقال، إن التهريب يسمح بحل هذه المشكلة جزئيا.وذكر مدير المعهد الأوكراني للتحليل وإدارة السياسات رسلان بورتنيك أن "حوالي 80% من السلاح في أوكرانيا سوفيتي الصنع، وتم إنتاجه بالتعاون الوثيق مع روسيا وبيلاروسيا والجمهوريات الأخرى. وبما أن العلاقات بين هذه الدول توترت، ولا تزال المعدات بحاجة للصيانة والإصلاح، تضطر أوكرانيا للحصول على قطع الغيار بطرق مختلفة منها التهريب".
أوكرانيا تربح بفضل الحروب
أكد مصدر في الدوائر العسكرية الأوكرانية بحديث لـRT، أن "تهريب الأسلحة يجلب أموالا جيدة". وذكر أن بعض رجال الأعمال المحليين، يستخدمون مخططات مختلفة للتجارة غير المشروعة لتحقيق الربح الكبير وفي أغلب الأحيان يتم بيع المنتجات المهربة إلى أوكرانيا لشركات الصناعات الدفاعية في البلاد.وأضاف: "السلطة تتغير، ولكن التهريب لا يزال قائما. يستخدم المهربون مخططات مختلفة. على سبيل المثال، غالبا ما يتم تصدير قطع الغيار بطريقة غير مشروعة، ثم يتم استيرادها مرة أخرى تحت ستار مكونات جديدة. وطبعا عندما يتم استخدام القطع غير الأصلية في مثل هذه المعدات، نراها تتعرض للأعطال المختلفة بشكل متزايد".
أمراء الحرب في أوكرانيا
في نهاية فبراير 2019، نشر موقع Bihus info نتيجة تحقيق حول السرقات التي قام بها مدراء مؤسسة "أوكر أوبورون بروم" ( مؤسسة الصناعات الدفاعية الأوكرانية) ومجلس الأمن القومي والدفاع في أوكرانيا. ويؤكد التقرير، أن نائب السكرتير الأول لمجلس الأمن القومي والدفاع أوليغ غلادكوفسكي وابنه إيغور غلادكوفسكي، والمدير العام لمؤسسة "أوكر أوبورون بروم" بافيل بوكين وآخرين، نظموا في الفترة 2015-2016 خطة غير قانونية لاستيراد قطع غيار للجيش الأوكراني.
ووفقا للتقرير، جنى هؤلاء حوالي 250 مليون غريفنا، حيث قاموا ببيع قطع الغيار للمؤسسات الصناعية العسكرية بربح وصل إلى 300% عبر شركات تعود ملكية بعضها لرئيس البلاد حينذاك بيترو بوروشينكو.وكشفت التحقيقات أن بعض المكونات المهربة تم توريدها من روسيا، إلا أن الكرملين وصف استنتاج الصحفيين بأنه سخيف. ووفقا للمتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، في روسيا يخضع تداول المنتجات ذات الاستخدام المزدوج، لرقابة صارمة من قبل الدولة.
من جانبه، قال مصدر في المخابرات الأوكرانية، إن القسم الأكبر من قطع الغيار المهربة يأتي من دول أوروبا الشرقية وأضاف: "يحاول الجميع تحقيق الربح من الحرب الدائرة في دونباس" جنوب شرقي أوكرانيا.وأشار إلى وجود كميات كبيرة من الأسلحة والمعدات الحربية السوفيتية في مستودعات دول شرق أوروبا. وقال: "لا أعرف كيف سيتمكن الرئيس فلاديمير زيلينسكي والأمن الأوكراني من التصدي لهذه المشكلة العويصة".
السلاح الفاسد في جيش أوكرانيا بالإضافة إلى التهريب، تستورد أوكرانيا بشكل قانوني المكونات لكي تنتج المدرعات والدبابات السوفيتية من الأنواع القديمة. ففي عام 2018، أثار استلام قطع غيار ومكونات من شركة بولندية ضجة قوية في البلاد، حيث هذه المكونات تم تصنيعها في تشيكوسلوفاكيا بموجب ترخيص من الاتحاد السوفيتي في سنوات الحرب الباردة.
بعد المرور عبر الجمارك، تم إرسال المنتجات البولندية إلى مصنع جيتومير الأوكراني لإنتاج الدبابات وتم تجميع عربات نقل جنود قتالية من طراز "بي إم بي" ثم بيعها إلى وزارة الدفاع الأوكرانية بسعر أعلى عدة مرات من سعر الشراء والكلفة. ووفقا لمجلة "نوفويه فريميا"، تم تقاسم الربح بين أوليغ غلادكوفسكي والبرلماني السابق سيرغي باشينسكي.
مصائب قوم عند قوم فوائد
أشار رسلان بورتنيك إلى أن دول أوروبا الشرقية تقوم وبكل سرور بالتخلص من الأسلحة السوفيتية القديمة عن طريق بيعها لأوكرانيا، وذلك للتحول إلى معايير الناتو.
وقال: "تتحول دول حلف وارسو السابق إلى الأسلحة الأمريكية والبريطانية والفرنسية والألمانية، لذلك تسعى للتخلص من العتاد والسلاح السوفيتي"، والأسلحة السوفيتية المستخدمة منذ ثلاثين عاما تباع فقط إلى أوكرانيا.
قد يهمك ايضا
روسيا والصين والهند تدعو إلى ضبط النفس في أوكرانيا
قوات الأمن الأوكرانية تعلن إحباط عملية متطرفة السبت
أرسل تعليقك