لندن - العرب اليوم
فازت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بتصويت في البرلمان أمس الإثنين، مما أبقى استراتيجيتها الشاملة لمغادرة الاتحاد الأوروبي على المسار بعد رضوخها لضغوط من أنصار الانسحاب من التكتل في حزبها.
ولكن بقبولها مطالب غلاة المدافعين عن الانسحاب، تكون ماي قد كشفت عن ضعفها في البرلمان الذي تبادل فيه جناحا حزبها المحافظين الهجوم، مما يبرز الانقسامات العميقة التي تعرقل التقدم في المحادثات مع الاتحاد الأوروبي حتى الآن.
وكانت ماي تعهدت بالالتزام بخطتها للتفاوض على أوثق علاقات تجارية ممكنة مع الاتحاد الأوروبي، قائلة إن استراتيجيتها هي الوحيدة التي يمكن أن تحقق أهداف الحكومة للخروج من الاتحاد، أكبر تحول في السياسة الخارجية والتجارية لبريطانيا منذ عقود.
ولكن حتى قبل أن يقيم الاتحاد الأوروبي رؤيتها لعلاقات بريطانيا المستقبلية معه، تعرضت خططها لانتقادات من كلا المعسكرين في حزبها، فقد وصفها وزير سابق مؤيد للاتحاد الأوروبي بأنها تنطوي على كل المساوئ المتعلقة سواء بالانسحاب من الاتحاد أو البقاء فيه، في حين قال المشككون في الاتحاد إن الاستراتيجية تبقي بريطانيا قريبة أكثر مما ينبغي من التكتل.
واستهدف أنصار الخروج مشروع قانون طرحته الحكومة بشأن الجمارك، آملين أن تتبع نهجاً أكثر تشدداً تجاه الاتحاد، لكن بدلاً من مواجهتهم، قبلت الحكومة التعديلات التي طرحوها.
وقال متحدث باسم ماي إن “التغييرات التي أدخلت على مشروع القانون الذي يعرف رسمياً باسم مشروع قانون الضرائب (التجارة عبر الحدود)، لم تفعل شيئاً سوى أن وضعت سياسة الحكومة موضع التطبيق”، ولكن تشديد اللهجة بهدف التأكيد على أن تحصيل بريطانيا والاتحاد الأوروبي الرسوم والضرائب مستقبلاً سيكون على أساس متبادل، جعل بعض النواب يخشون أن يكون أنصار الانسحاب جعلوا خطة ماي أقل قبولاً لدى التكتل.
وأقر البرلمان المشروع بواقع 318 صوتاً مقابل 285، وسيذهب الآن إلى مجلس اللوردات قبل أن يصبح قانوناً.
أرسل تعليقك