قصة النعوش المعلقة فوق منحدرات الجبال في الفلبين
آخر تحديث GMT05:21:44
الأربعاء 23 نيسان / أبريل 2025
 العراق اليوم -
أخر الأخبار

قصة "النعوش المعلقة" فوق منحدرات الجبال في الفلبين

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - قصة "النعوش المعلقة" فوق منحدرات الجبال في الفلبين

النعوش المعلقة
مانيلا - العرب اليوم

في الفلبين، تمارس قبيلة يُعرف سكانها باسم عرقية الإيغوروت طقوسا قديمة جدا، تتعلق بدفن الموتى، إذ يصنع كبار السن نعوشهم الخشبية بأنفسهم، وتُعلق نعوش الموتي متدلية من فوق أحد جوانب المنحدرت الجبلية.

تقع بلدة ساغادا الصغيرة وسط سلسلة جبال "كورديليرا الوسطى"، في الجانب الشمالي من جزيرة لوزون في الفلبين. وتعد أكبر جزر الفلبين، وأكثرها كثافة سكانية في البلاد.

وتعد هذه المنطقة الجبلية التي تقع فيها بلدة ساغادا ذات طرق وعرة، وقد يستغرق الوصول إليها، انطلاقا من العاصمة الفلبينية مانيلا، نحو ثماني ساعات ونصف.

لكن من يرغب في الذهاب في جولة سياحية إلى هذه البلدة، فسوف يتعرف على عادات وتقاليد قديمة، وربما تكون مخيفة أيضا، بقدر ما ستكون الجولة رائعة.

ففي طقس يُعتقد أنه يعود إلى أكثر من 2,000 عام، يضع سكان الإيغوروت موتاهم في نعوش خشبية مصنوعة يدويا، وتثبت تلك النعوش في أوتاد معدنية صلبة، وتتدلى من أحد جوانب المنحدرات الجبلية في الهواء.

ويُعتقد أن هذه المقابر التي تتحدى الجاذبية الأرضية تجعل الموتى في مكان قريب من أرواح أجدادهم السابقين.

ويصنع كبار السن من أبناء عرقية الإيغوروت هذه النعوش من خشب الأشجار، كما يحفرون أسماءهم على جوانبها.

وقبل أن توضع جثة الميت في مثل هذا النعش، فإنها توضع أولا فيما يُعرف في ثقافتهم باسم "كراسي الموت" الخشبية، والتي تتكون من أوراق وغصون الأشجار التي تربط معا، ثم تغطى بقطعة من القماش.

وبعد ذلك تتعرض جثة الميت لعملية معالجة بالدخان، لحفظها من التعفن لبعض الوقت، حتى يتمكن الأقارب من إلقاء النظرة الأخيرة على المتوفى، وهو ما قد يستغرق عدة أيام في ثقافة أبناء الإيغوروت.

ووفقا لما تقوله المرشدة السياحية سيغريد بانغاي، التي تعمل في بلدة ساغادا مع أبناء عرقية الإيغوروت، فإن أعضاء العائلات في الماضي الذين كانوا ينقلون جثث الموتى من "كرسي الموت" إلى النعش الخشبي، كانوا يعرضون تلك الجثث إلى كسر بعض العظام منها، لأن النعوش القديمة كانت ذات حجم أصغر، وكان يبلغ طولها مترا واحدا فقط.

لكن اليوم، تميل النعوش المعلقة إلى أن تكون أطول، ويبلغ طول الواحد منها مترين تقريبا.

وتقول بانغاي إن الأمر كان يشبه العودة إلى الأصول، من حيث أتوا، في ذلك الوضع الذي يشبه الجنين داخل الرحم.

وعندما تُلف جثة المتوفى بأوراق الشجر قبل وضعها داخل النعش الخشبي، يُسرع الرجال لتثبيت بعض الأوتاد المعدنية في جانب المنحدر، ليُعلق عليها النعش في مثواه الأخير.

وخلال تعليق تلك النعوش، اعتاد بعض السكان على السماح لبقايا وذرات الجثث القديمة التي تحللت داخل نعوشها بأن تتساقط على أجسادهم، اعتقادا منهم بأن ذلك يجلب لهم حظا جيدا.

وبينما تعد تلك العادات القديمة لدى سكان الإيغوروت والخاصة بالنعوش المعلقة في جوانب المنحدرات والجبال، أمرا فريدا من نوعه، كانت هناك شعوب قديمة أيضا تمارس عادات مشابهة، مثلما في بعض القرى في الصين، وإندونيسيا.

وقد توقفت تلك العادة في أماكن أخرى منذ زمن طويل، لكنها لا تزال تمارس في بلدة ساغادا الفلبينية.

لكن بانغاي تقول إن آخر جنازة عُلق فها نعش بهذه الطريقة كانت في عام 2010.

وفي السنوات الأخيرة، أصبحت مجموعات من السائحين المهتمين بتلك العادات القديمة تأتي إلى بلدة ساغادا لزيارة تلك النعوش المعلقة.

ويمكن القول إن تلك النعوش المعلقة باتت مصدرا لكسب العيش بالنسبة للعديد من أبناء الإيغوروت، وهو ما يوفر دعما اقتصاديا تحتاجه القرية بالكامل.

ووفقا لبانغاي، أصبحت طقوس تعليق نعوش الموتى فوق المنحدرات قليلة جدا في الفترة الأخيرة في بلدة ساغادا، مقارنة بالأجيال السابقة.

لكنها تعتقد بقوة أن تلك العادة القديمة لن تتوقف بالكامل في هذه البلدة.

وفي الواقع، تقول بانغاي إنها تأمل في أحد الأيام أن تحظى بمثل هذه النهاية، وأن تدخل إلى عالم الآخرة بهذه الطريقة، لتتحول، كما تقول، من مرشدة سياحية إلى مزار سياحي جذاب.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصة النعوش المعلقة فوق منحدرات الجبال في الفلبين قصة النعوش المعلقة فوق منحدرات الجبال في الفلبين



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 09:45 2021 السبت ,20 شباط / فبراير

سياحة إفتراضية على متن مركب شراعي في أسوان

GMT 14:09 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

تبدأ بالاستمتاع بشؤون صغيرة لم تلحظها في السابق

GMT 05:47 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 05:37 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ريم أحمد تظهر بلوك جديد في أحدث جلسة تصوير

GMT 02:04 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

فاطمة ناصر تتألق بالذهبي في جلسة تصوير جديدة

GMT 01:21 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب وبوتين يتفقان على استبعاد الحل العسكري في سورية

GMT 03:30 2017 الإثنين ,23 تشرين الأول / أكتوبر

انفجار عنيف يهز مدينة مودية بمحافظة أبين جنوب اليمن.

GMT 21:53 2016 السبت ,23 كانون الثاني / يناير

عسل النحل أفضل غذاء للمرأة الحامل

GMT 05:53 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تيريزا ماي تتعرض لهجوم بعض المستمعين خلال مقابلة إذاعية

GMT 22:40 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

خالد النبوي يستأنف تصوير "يوم مصري" الأسبوع المقبل

GMT 03:20 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

ميلانيا ترامب تنطلق في جولة فردية إلى أفريقيا

GMT 00:49 2018 الإثنين ,16 تموز / يوليو

أحمد التهامي يؤكد أنه محظوظ بمشاركته في" كلبش2"
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq