النزاع الاستعماري الأوروبي في القارة الأفريقية يتسبّب في كوارث بشرية
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

النزاع الاستعماري الأوروبي في القارة الأفريقية يتسبّب في كوارث بشرية

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - النزاع الاستعماري الأوروبي في القارة الأفريقية يتسبّب في كوارث بشرية

النزاع الاستعماري
برلين - العرب اليوم

مع بداية العقد الأخير من القرن التاسع عشر بلغ النزاع الاستعماري بين القوى الأوروبية حول القارة الإفريقية أشده، في غضون ذلك تسبب هذا الصراع التوسعي في كوارث بشرية عديدة، حيث سعت القوى الاستعمارية إلى الحفاظ على ممتلكاتها بالقارة الإفريقية مقابل أي ثمن بما في ذلك "الإبادات الجماعية".

منذ ثمانينات القرن التاسع عشر، عاشت المستعمرة الألمانية بجنوب غرب القارة الإفريقية (مناطق #ناميبيا حالياً) على وقع ثورات عديدة قادها شعب "الهيريرو"، حيث رفض هؤلاء التواجد الألماني في مناطقهم وسياسة انتزاع الأراضي منهم واستيلاء المستعمر الألماني عليها. وفي حدود شهر كانون الثاني/يناير سنة 1904 أقدمت مجموعة من مقاتلي شعب الهيريرو على مهاجمة عدد من الفلاحين الألمان وقد أسفرت هذه الحادثة عن مقتل ما لا يقل عن 100 ألماني، على إثر هذه الحادثة استشاط الامبراطور الألماني فيلهلم الثاني غضباً، فما كان منه إلا أن أرسل الجنرال فون تروتها برفقة حوالي 14 ألف جندي بعد أن أوكل إليه مهمة القضاء بشكل نهائي على تمرد شعب الهيريرو.

حال قدومه إلى #المستعمرة_الألمانية بجنوب غرب القارة الإفريقية توعد الجنرال الألماني فون تروتها شعبي الهيريرو و"ناما" بحرب شرسة، ولهذا السبب عمدت قوات الأخير إلى تسميم آبار المياه قبل أن تبدأ بمطاردة أعداد كبيرة من شعبي الهيريرو وناما الذين أجبروا على الهجرة عبر صحراء أوماهيكي متحملين حرارة الطقس والعطش.

تسببت هذه العملية العسكرية الألمانية في وفاة عشرات الآلاف من شعبي الهيريرو وناما عطشاً في #صحراء_أوماهيكي فضلاً عن ذلك لم يتردد الجنود الألمان في إعدام نسبة كبيرة من الأسرى الذين وقعوا في قبضتهم.

تزامناً مع كل ذلك أحدثت السلطات الاستعمارية الألمانية بجنوب غرب القارة الإفريقية مراكز اعتقال جماعية شبيهة بتلك التي أنشئت في أوروبا خلال فترة الحرب العالمية الثانية حيث تم تجميع الناجين من عملية الفرار الجماعي بداخلها. ركزت ألمانيا مراكز الاعتقال الجماعية عند ما يعرف بجزيرة "شارك" وهنالك أجبر ما تبقى من شعبي الهيريرو وناما على العمل في ظروف قاسية حيث تم تجويعهم ومورست ضدهم شتى أنواع التعذيب.

إضافة إلى كل هذا عمد الطبيب الألماني بوفينغر إلى إجراء تجارب على عدد كبير من المعتقلين داخل مراكز الاعتقال الجماعي بجزيرة شارك، حيث لم يتردد الأخير في تقديم جرعات قاتلة من الأفيون والزئبق للأسرى بهدف دراسة تأثير هذه المواد على جسم #الإنسان، لاحقاً ومن خلال ممارسة غريبة عمدت سلطات معسكر الاعتقال الألماني إلى قطع رؤوس الآلاف من شعب الهيريرو وجاء ذلك قبل أن يتم إرسال هذا الكم الهائل من الرؤوس نحو معاهد الطب الألمانية من أجل إثبات نظرية تفوق العرق الأبيض على العرق الأسود.

إلى يومنا الحاضر يقبع عدد كبير من عظام وجماجم شعب #الهيريرو في المتاحف الألمانية فضلاً عن ذلك لم تتوقف السلطات الناميبية والرواندية عن المطالبة باستعادة بقايا هذه الجثث من أجل دفنها بشكل نهائي ودائم في مواطنها.

وحسب الإحصائيات المعاصرة قدّر عدد أفراد شعب الهيريرو مطلع القرن الماضي بنحو 65 ألف نسمة لكن على إثر ثورة الهيريرو سنة 1904 والعملية العسكرية الألمانية تراجع العدد إلى أقل من 15 ألف نسمة، فضلاً عن ذلك وبناء على تقرير للأمم المتحدة صادر سنة 1985 اعتبرت عملية إبادة شعبي الهيريرو وناما من قبل الألمان أول إبادة جماعية عرفها القرن العشرين. في حدود سنة 2004 قدم السفير الألماني لدى ناميبيا اعتذاراً رسمياً عما حصل عقب ثورة الهيريرو سنة 1904

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النزاع الاستعماري الأوروبي في القارة الأفريقية يتسبّب في كوارث بشرية النزاع الاستعماري الأوروبي في القارة الأفريقية يتسبّب في كوارث بشرية



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 21:16 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 01:12 2014 الجمعة ,01 آب / أغسطس

نجاح مسلسل "دلع بنات" فاق توقعاتي

GMT 20:04 2018 الأحد ,16 أيلول / سبتمبر

لعبة PubG Mobile تحصل على تحديث جديد

GMT 08:06 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"ديور" تطرح مجموعتها الجديدة من حقائب الربيع

GMT 01:52 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

سعر الريال السعودي مقابل ريال عماني الأحد

GMT 11:04 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

خطوات بسيطة لتحضير مطبق الباذنجان باللحم المفروم

GMT 02:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

بياض جبال "الأوراس" يعتبر الوجهة المفضلة لعشاق التزلج

GMT 04:47 2015 الإثنين ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

روندا روسي تظهر كنجم غلاف لعبة القتال المتنوع "إي اي سبورتس"

GMT 17:51 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

إسرائيل تطلق 6 صواريخ على مواقع عسكرية سورية جنوب دمشق

GMT 09:29 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

"ناسا" ترسل مركبة غير مأهولة إلى كوكب المريخ في عام 2020

GMT 05:54 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تؤكد أن حيوان الشامبنزي يستخدم إيماءات للمسافات

GMT 04:54 2017 الإثنين ,30 تشرين الأول / أكتوبر

فولفو "XC60" السيارة الأكثر أمانًا على كوكب الأرض

GMT 00:41 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

لنكاوي من أجمل جزر ماليزيا لقضاء شهر عسل لا ينسى
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq