عمليات اغتصاب الذكور في الحرب السورية أصبحت شائعة في كل مكان
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

عمليات اغتصاب الذكور في الحرب السورية أصبحت شائعة في كل مكان

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - عمليات اغتصاب الذكور في الحرب السورية أصبحت شائعة في كل مكان

دمار مدينة حمص القديمة بفعل سنوات من الصراع
دمشق - نور الخوام

أكّدت الصحافية، سارة تشينويث، أنّها وافقت في العام الماضي، على القيام ببعثة لتقصي الحقائق تابعة إلى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بشأن العنف الجنسي ضد الرجال والفتيان في الأزمة السورية، مضيفة "كنا نعرف أن العديد من النساء والفتيات يتعرضن إلى الاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي، ولكننا لا نعرف الكثير عما يحدث للرجال والفتيان، واستنادا إلى عدد قليل من التقارير القائمة، افترضت أن بعض الصبية كانوا ضحايا، وكذلك بعض الرجال في مراكز الاحتجاز، ولكن العنف الجنسي ضد الذكور ليس شائعا، كنت قلقة من أن عددًا قليلا من اللاجئين قد سمعوا عن أي قصص، وأنهم لن يتحدثوا معي عن هذا الموضوع المحظور على أي حال، لم أكن مخطئة".

ووصلت الصحافية في صحيفة "الغارديان" سارة تشينويث، في أكتوبر/تشرين الأول 2016، إلى أربيل، عاصمة كردستان العراق، حيث فرّ أكثر من 200 ألف لاجئ سوري، وقد وفّرت المفوضية مترجمًا لاجراء مناقشات مع اللاجئين في مخيم قريب، وأضافت تشينويث "التقيت مع المجموعة الأولى، ثمانية رجال سوريين فروا من الحرب، سألتهم عن حياتهم في المخيم، وكيف كانوا يتكيفون هنا، وما هي اهتماماتهم الرئيسية، وبمجرد أن أنشأنا علاقة، بحثت مبدئيًا ما إذا كانوا قد سمعوا عن أي تقارير عن العنف الجنسي ضد الرجال أو الأولاد في سورية، نظروا لي بشكل لا يصدق، كما لو أنهم لا يستطيعون الاعتقاد بأنني كنت أسأل مثل هذا السؤال من الأساس، قائلا "نعم، بالطبع، هو في كل مكان، إنه يحدث من جميع الأطراف"".

وأفادت تشينويث، بأنّها "فوجئت في ردهم وصراحتهم، كنت متشككة من أن الشائعات تنتشر في مناطق الحرب، هل سمعتوا أي قصص من شخص تعرفونه شخصيا؟ مرة أخرى، سمعت ردودا مدوية "نعم" من الرجال، كما التقيت مع المزيد والمزيد من اللاجئين - ما يقرب من 200 في جميع أنحاء كردستان العراق والأردن ولبنان - تلقيت نفس الردود المماثلة، وسمعت عن قصص مروعة، في لبنان، طلب رجل فلسطيني عاش حياته كلها في سورية التحدّث معي بعد مناقشة المجموعة، وأخبرني كيف دخل رجال مسلحون قريته واغتصبوه، قد تركته التجربة بنفسية مدمرة، وتشتت جدا في عمله، على الرغم من أنه كان يرعى شقيقته الصغرى، في الأردن، أخبرني أحد الشباب السوريين عن عمه الذي كان محتجزا بشكل عشوائي، وأثناء احتجازه، قام خاطفوه بتعذيبه جنسيا، بعد الإفراج عنه، توقف عن تناول الطعام وأصبح مدمنا على الكحول، ومات جراء فشل بالكبد بعد فترة وجيزة".

ووصف عدد من النساء كيف تغيّر الرجال بعد هذه التجارب - عزلوا أنفسهم، لم يعدوا مهتمين بالجنس، وأحيانا كانوا عنيفين، ولم يتمكن بعضهن من العمل بسبب التأثير البدني والعقلي للعنف، مما يعرض أسرهن لخطر الفقر، وقابلت تشينويث، رجلا أصيب بجروح مؤلمة ومهينة نتيجة للتعذيب الجنسي، وقال عدد قليل من عمال الإغاثة إن الإصابات الشرجية كانت شائعة بالنسبة للرجال الذين تم احتجازهم، وكانت القصص حساسة ومروعة، ووفيرة، وفي مخيم كبير للاجئين في الأردن، التقت تشينويث بمجموعة من النساء اللاتي يتوقن إلى الحديث عن هذه المسألة، ووفقا لهن، فإن الرجال والفتيان يتعرضون للاعتداء الجنسي بشكل روتيني أثناء الاحتجاز في سورية، وهو تعليق يردده لاجئون آخرون، وقد احتجزت مجموعات مسلحة مختلفة عشرات الرجال، وطلبت منهم أن يقدروا عدد الرجال في المخيم الذين تعرضوا للعنف الجنسي أثناء الاحتجاز، وقالوا "بين 30٪ و 40٪، ولا يمكننا أن نفكر في أي أسرة ليس لديها شخص تم احتجازه والاعتداء عليه جنسيًا".

وأشارت تشينويث إلى أنّ "اللاجئين أخبروني كيف تجري الجماعات المسلحة غارات على المنازل، "اغتصبوا فيها الجميع" - رجالا ونساء، سمعت هذه العبارة عدة مرات من اللاجئين عبر البلدان الثلاثة، وقال الناس إنهم بعد فرارهم إلى البلدان المجاورة، فإن بعض الفتيان الأصغر سنا كانوا يتعرضون إلى الإيذاء الجنسي من جانب الأولاد والرجال الأكبر سنًا الذين قاموا باستدراجهم بوعود من الغذاء أو المال، وقالت بعض النساء إن أبنائهن خائفين جدا من الذهاب إلى المدرسة، ويخافون من التعرض لاعتداء جنسي على الطريق أو في المدرسة من قبل أقرانهم، وأكثر ما فاجأني هو روايات الاستغلال الجنسي في العمل، رجل سوري يبلغ من العمر 18 عاما كان يعمل في وظيفتين كان أول شخص يخبرني عن هذا, ووصف كيف أن رئيسه طالب بإجراء ممارسات جنسية قبل دفع أجره، ورأى أنه لا يمكن أن يرفض لأنه كان يرعى والدته وشقيقتين، كان يأسه وعاره واضح، إنها قصة سمعتها من الرجال والأولاد اللاجئين الآخرين، وكثير منهم كانوا يعملون دون تصريح قانوني، وفي مواجهة الفقر المدقع، وتضاؤل المعونة والضغوط الشديدة من جانب أسرهم، شعروا بأن ليس لديهم خيار سوى الخنوع".

ونوّهت تشينويث إلى أنّها "التقيت أيضا مع مجموعة من المثليين والمتحولين جنسيا الذين واجهوا وصمة العار المزدوجة من اللاجئين والأقليات الجنسية والجنسانية، وأخبرني أحد الرجال المثليين بأنه كان محتجزا في سورية لمدة 4 أشهر تعرض خلالها للاغتصاب وغيره من المعتقلين الذكور عن طريق العصي والزجاجات، لا يزال يشعر الألم عند الجلوس، وقد فرّ إلى بلد مجاور، ولكنه لم يجد السلامة هناك، وقد تعرض لاعتداء جنسي مرة أخرى من قبل عصابة محلية وكذلك من قبل حارس أمن، كان يعلم أنه لا يزال في خطر، وتشاطر أعضاء آخرون في الجماعة روايات مثيرة للقلق بشأن الاعتداء الجنسي من جانب سائقي سيارات الأجرة والجيران وأصحاب العقارات والأفراد العسكريين، وكانوا خائفين جدا من إبلاغ الشرطة بذلك، الذين يمكنهم الاعتداء عليهم مرة أخرى، أو حتى اعتقالهم بموجب قوانين تتناول "الأخلاق العامة" أو "الممارسات غير الطبيعية".

وبيّنت تشينويث أنّها "في الأردن قابلت مجموعة من المعالجين النفسيين المتخصصين في علاج الناجين من التعذيب، وسألتهم عن سبب استخدام التعذيب الجنسي في هذا النزاع، وقالوا إن التعذيب يهدف إلى إلحاق آلام نفسية عميقة تعطل الإحساس بالذات، وفي أماكن مثل سورية، حيث يحظر بشدة ممارسة النشاط الجنسي من نفس الجنس، فإن استخدام التعذيب الجنسي ضد الرجال والفتيان ليس مفاجئًا".

وتبين الدراسات التي أجريت من حروب أخرى حيث تم توثيق العنف الجنسي - كما هو الحال في ليبيريا وشمال أوغندا ويوغوسلافيا السابقة - أن الرجال والفتيان هم طائفة من العنف الجنسي، إن العنف الجنسي في زمن الحرب مسألة معقدة، ولكنه يمكن أيضا أن يكون وسيلة فعالة جدا لإذلال وإرهاب وإخضاع النساء والرجال، وعلى الرغم من أن النساء والفتيات هم الضحايا الرئيسيات أثناء النزاع والنزوح - حيث يقدر أن واحدة من بين خمس نساء مشردات تعرضن قسرا للعنف الجنسي، وهذا من المرجح أن يكون أقل من الواقع - وهذا لا يعني أن عدد الناجين من الذكور صغير ، فعلى سبيل المثال، خلصت دراسة أجريت في عام 2010 في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى أن ربع الرجال تقريبا في أقاليم يسودها النزاع قد تعرضوا للعنف الجنسي: يقدر عددهم بنحو 000 760 رجل، ويتعرض الأفراد المثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسية بوجه خاص لخطر العنف الجنسي أثناء الاحتجاز وكلاجئين، والخبر السار هو أن بعض المنظمات الإنسانية بدأت تعترف بالمسألة وتوفر الخدمات الأساسية للناجيات من الذكور، ولكن هناك حاجة إلى أكثر من ذلك بكثير لمنع هذا العنف وتوفير الدعم والرعاية للرجال والفتيان الذين تعرضوا للإيذاء الجنسي، وينبغي أن يكمل هذا العمل برامج النساء والفتيات اللواتي يتحملن وطأة العنف الجنسي ويواجهن أشكالا عديدة من العنف والتمييز والاستعباد.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عمليات اغتصاب الذكور في الحرب السورية أصبحت شائعة في كل مكان عمليات اغتصاب الذكور في الحرب السورية أصبحت شائعة في كل مكان



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 01:09 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

منار عزت تؤكّد أنّ كندا من أهم دول قارة أميركا

GMT 01:05 2017 الأربعاء ,06 أيلول / سبتمبر

أمينة خليل تبدي سعادتها بنجاح "الخلية" مع أحمد عز

GMT 21:38 2018 الإثنين ,02 تموز / يوليو

الفنانة أحلام تحيي حفل ختام مهرجان موازين

GMT 10:21 2018 الإثنين ,11 حزيران / يونيو

الكشف عن أبرز الأفكار التي تساعد على تنظيم المنزل

GMT 21:57 2018 الأحد ,27 أيار / مايو

تعرف على قيمة تبرع أبو تريكة إلى الأهلي

GMT 19:16 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

نصائح لتفادي العصبية وقلة التركيز في أيام رمضان

GMT 15:10 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

خريطة قنوات "إوربت" خلال شهر رمضان المقبل

GMT 06:09 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

استعراض لمواصفات "سيتروين C3 إيركروس" الجديدة

GMT 08:13 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

رولا سعد تظهر بإطلالة مثيرة بالملابس الشفافة

GMT 14:38 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

الكويت تسعى إلى عودة تاريخية للساحة الدولية
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq