قصص مؤلمة عن مصير مجتمع وقع في أيدي تنظيم داعش
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

قصص مؤلمة عن مصير مجتمع وقع في أيدي تنظيم داعش

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - قصص مؤلمة عن مصير مجتمع وقع في أيدي تنظيم داعش

مصير مجتمع وقع في أيدي تنظيم داعش
بغداد ـ نهال قباني

بثت قناة "بي بي سي" الأسبوع الماضي، على لسان المذيعة "ليسي دوسيت"، مصير مجتمع وقع في أيدي تنظيم داعش, وهي تروي القصص التي سمعتها، ففي إحدى القرى في الركن الشمالي من العراق، تقف بافرين شيفان البالغة من العمر 20 عامًا على سرير معدني للحديث عن أكثر الأوقات الصعبة التي عاشتها ، وتروي برباطة جأش ملحوظة "كانوا يغتصبونني كل يوم، مرتين أو أكثر ، وكنت مجرد طفلة"، كما تقول بصوتها الناعم"لا يمكنني أن أنسى ذلك أبدًا".

وتشارك بافرين قصتها على الرغم من صعوبة ذلك ، لأنها تريد أن يسمع العالم ما حدث لها وأن هناك ما يقرب من 7000 امرأة يزيديّة أخرى اسُتعبدت لسنوات من قبل مقاتلي جماعة الدولة الإسلامية البربرية ، وأن العالم كما يعتقد مجتمعها الصغير، قد نسيهم.

كانت صور الأشخاص اليائسين الذين تقطعت بهم السبل على سفح الجبل في قلب اليزيديين، الذين يموتون من الجفاف والجوع، قد أشعلوا التعاطف مع ثقافة قديمة لم يُسمع عنها سوى القليل ، وتم إرسال طائرات هليكوبتر لإسقاط الغذاء والماء على المنحدرات الجرداء في جبل سنجار ولجذب عدد قليل من الناس الذين تمكنوا من الصعود على متن الطائرة إلى بر الأمان ، وظلت الشوارع في صمت مخيف، وما زالت المنازل المهشمة بكثافة مليئة بالقنابل والأفخاخ التي زرعتها داعش قبل أن يتم إخراجها من هذه المنطقة قبل ثلاث سنوات من قبل القوات الكردية بدعم من الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ، و ينتشر الآن مئات الآلاف من اليزيديين في مخيمات النازحين في جميع أنحاء هذه المنطقة الشمالية، غير قادرين وغير راغبين في العودة إلى ديارهم، وغير متأكدين من أين يلجئون إلى طلب المساعدة.

وتابعت بافرين حديثها "هناك عدد قليل من وكالات الإغاثة على أرض الميدان هنا وتُرك اليزيديون في حالة من عدم اليقين، وهم عالقون في نزاعات بين الإدارة المحلية الكردية والحكومة المركزية في بغداد، وكان ذلك يؤثر على إيصال المعونات وكذلك الأمن للسكان الذين ما زالوا يشعرون بالخوف العميق من عودة داعش"

وتقول بافرين بينما تجلس في فناء المزرعة، وهي مرتدية وشاح أزرق داكن ، اختارت ألا تخفي وجهها ، أو اسمها، لأنها تحكي قصة ، مثلها مثل العديد من النساء اليزيديات، تفوق الخيال "لا أستطيع العودة إلى قريتي "، "ليس هناك أمل في أن تكون هناك حياة في قريتي ، لم يتبقى هناك سوى عظام الموتى فقط" ، و تبعد قريتها كوشو فقط مسافة قصيرة بالسيارة ، و في الملف الكبير لجرائم حرب داعش ، تمثل كوشو صفحة جديدة للوحشية ، نحو 400 رجل، وهم جميع السكان الذكور، تم اعتقالهم أو إطلاق النار عليهم أو قطع رؤوسهم ، وقُتلت نساء عجائز وأُلقِين في مقابر جماعية، بينما قُدمت النساء الأصغر سنًا في الأسواق كعبيد جنس، وتحول الأولاد إلى جنود أطفال.

و كانت بافرين في ذلك الصيف المشئوم لعام 2014، خارج قريتها كوشو وحاولت شق طريقها إلى جبل سنجار، بالإضافة إلى عشرات الآلاف الآخرين الذين فروا إلى هناك في حالة من الذعر الأعمى للهروب من هجوم داعش و يعتقد اليزيديون أن جبل سنجار، الذي يمتد عبر المنطقة الحدودية بين العراق وسورية، كان دائمًا حاميهم الوحيد ،و إنهم ينظرون إليها على أنها الوصي على إيمانهم المضطهد منذ فترة طويلة، وهو دين توحيدي ذو جذور زرادشتية، وهو ما يستمد أيضًا من المسيحية والإسلام.

و قبض مقاتلو داعش على بافرين وإخوتها الثلاثة على الطريق، جنوب جبل سنجار، وحبسوها، في البداية مع العديد من صديقاتها الشابات من قريتها كوشو ، وفي ألمها، نجد هناك أيضًا قوة حيث عبرت "كل يوم كنت أسيرة، أصبح أقوى"، كما تقول "لقد أنتهزت كل فرصة ممكنة لأحاول الهروب ووعدت نفسي بأنني لن أتراجع أبدًا، لأنه في النهاية، إما أن أقتل من قبل آسري أو أن أكون حرة"، وعندما قُتل المقاتل الثاني الذي استعبدها في تفجير انتحاري ، لففت نفسها في ملابس سوداء، واندفعت فوق جدار، ووجدت طريقها إلى منزل في مدينة الموصل العراقية، التي كانت أيضًا تحت قبضة داعش ، وفتح الغرباء الباب أمام امرأة خائفة هاربة، وأبقوها لأيام ، ثم باعوها إلى عائلتها ،  ولا يزال هناك 35 من أفراد أسرتها الكبيرة في عداد المفقودين ، وهي تعترف على مضض بقولها "ربما مات إخوتي ، لكننا ما زلنا نعيش بالأمل".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصص مؤلمة عن مصير مجتمع وقع في أيدي تنظيم داعش قصص مؤلمة عن مصير مجتمع وقع في أيدي تنظيم داعش



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 21:16 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 01:12 2014 الجمعة ,01 آب / أغسطس

نجاح مسلسل "دلع بنات" فاق توقعاتي

GMT 20:04 2018 الأحد ,16 أيلول / سبتمبر

لعبة PubG Mobile تحصل على تحديث جديد

GMT 08:06 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"ديور" تطرح مجموعتها الجديدة من حقائب الربيع

GMT 01:52 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

سعر الريال السعودي مقابل ريال عماني الأحد

GMT 11:04 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

خطوات بسيطة لتحضير مطبق الباذنجان باللحم المفروم

GMT 02:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

بياض جبال "الأوراس" يعتبر الوجهة المفضلة لعشاق التزلج

GMT 04:47 2015 الإثنين ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

روندا روسي تظهر كنجم غلاف لعبة القتال المتنوع "إي اي سبورتس"

GMT 17:51 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

إسرائيل تطلق 6 صواريخ على مواقع عسكرية سورية جنوب دمشق

GMT 09:29 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

"ناسا" ترسل مركبة غير مأهولة إلى كوكب المريخ في عام 2020

GMT 05:54 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تؤكد أن حيوان الشامبنزي يستخدم إيماءات للمسافات

GMT 04:54 2017 الإثنين ,30 تشرين الأول / أكتوبر

فولفو "XC60" السيارة الأكثر أمانًا على كوكب الأرض

GMT 00:41 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

لنكاوي من أجمل جزر ماليزيا لقضاء شهر عسل لا ينسى
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq