فتاة عراقية تكسر الحواجز انطلاقًا مِن خيمتها في ساحة التحرير وسط بغداد
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

دقَّت على ذراعها اليسرى تاريخ "25 أكتوبر" موعد انطلاق الموجة الثانية

فتاة عراقية "تكسر الحواجز" انطلاقًا مِن خيمتها في ساحة التحرير وسط بغداد

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - فتاة عراقية "تكسر الحواجز" انطلاقًا مِن خيمتها في ساحة التحرير وسط بغداد

شابة داخل إحدى الخيم المنتشرة في ساحة التحرير
بغداد - العراق اليوم

تُحرِّك شابة داخل إحدى الخيم المنتشرة في ساحة التحرير، وسط بغداد، قلما ميكانيكيا بعناية لتدقّ وشما على الكتف اليسرى لأحد الأصدقاء، ويمثّل الرسم نصب التحرير، المنحوتة الضخمة المنتصبة في الساحة التي تحمل الاسم نفسه في وسط العاصمة العراقية والتي تروي طريق العراق إلى النظام الجمهوري، محورها الرئيسي شخص يمد ذراعيه لتحطيم حاجز حديد.

وتبلغ الفتاة العراقية "مرام" 16 عاما، أي عمرها من عمر النظام السياسي الذي تعارضه مع شباب العراق منذ الأول من أكتوبر في الشوارع، إلا أن هذه الفتاة الجريئة تشن ثورتها الخاصة أيضا من خلال فن الوشم.

تقول مرام، بعدما أكملت رسم نسخة مصغرة سوداء على كتف صديقها، متحدثة لوكالة فرانس برس "أحب كسر الحواجز"، وتتابع هذه الشابة صاحبة الشعر القصير "الناس لا تتقبل بسهولة أن تقوم فتاة بدق الوشم"، مشيرة الى "البنات اللواتي يقمن برسم الوشم يعملن عادة في الصالونات وللبنات" فقط، وتضيف "لكني قررت الخروج عن المألوف قليلا، لأن التغيير ضروري".

وبدأت مرام التي تدرس الفنون التشكيلية حاليا العمل بدق الأوشام قبل ثمانية أشهر، بهدف الحصول على مورد مادي.

ودقت مرام المشاركة في الاحتجاجات المطلبية الداعية إلى محاربة الفساد ومعالجة البطالة في بلادها، والتي انطلقت مطلع أكتوبر، على ذراعها الأيسر تاريخ "25 أكتوبر"، وهو موعد انطلاق الموجة الثانية من الاحتجاجات المتواصلة في العراق.

ذكريات

وراح أصدقاء مرام يصطفون للحصول على وشم تذكاري تدقه مجانا، و"ثمة أشخاص قرروا التبرع بمواد طبية أو ملابس، وأنا قررت التبرع بهذا الشيء".

ودقت هذه الفنانة، ما لا يقل عن 15 وشما على صلة بالاحتجاجات، بينها "25 أكتوبر" ونصب التحرير وكمامة الغاز التي يستخدمها المتظاهرون بشكل واسع اتقاء من القنابل المسيلة للدموع التي تطلقها القوات الأمنية.

ويشكل الشباب نحو 60 في المئة من سكان العراق البالغ عددهم 40 مليون نسمة. ويقتصر زبائن مرام على هذه الفئة أيضا.

تأتي هذه الشابة عند العاشرة من صباح كل يوم حاملة عدتها لدق الأوشام، إلى ساحة التحرير ومعها قائمة مواعيد تصلها تطبيق "إنستغرام" الذي يتابعها عبره أكثر من 80 ألف شخص.

بين هؤلاء، هاشم (18 عاما) الذي رفع قميصه الأصفر ليكشف لوكالة فرانس برس عن أول وشم على جسمه، وهو رسم لقناع طبي صغير على خصره الأيمن، حصل عليه قبل أسبوع واحد فقط، ويقول هذا الشاب "أصبح لدينا ذكريات كثيرة، وأعجبني أن أحمل وشما منها"، في إشارة للقناع، ويتابع "لا يمكنني وضعه على يدي مثلا، لأن أهلي لا يقبلون فوضعته هنا".

ورغم صغر سنه، يتمسك هشام الموجود منذ عدة أسابيع في ساحة التحرير، بأفكاره الثورية وبالاحتجاجات.

وتبقى الاحتجاجات الحالية في العراق عير مسبوقة بسبب طابعها العفوي وقدرتها على الصمود على الرغم من القمع الذي تواجه به.

وقتل نحو 460 شخصا وأصيب 20 ألفا بجروح، في عموم العراق جراء قمع السلطات للمتظاهرين.

وكتب متظاهرون على جدران أسماء أشخاص قتلوا خلال الاحتجاجات، كما يضيئون يوميا شموعا ويضعون زهورا تخليدا لذكراهم، في هذه الساحة التي تمثل المعقل الرئيسي للتظاهرات.

وشم "ثورة"

أحدث زبائن مرام، شاب في التاسعة عشرة، عرف عن نفسه باسم "كراش"، دق على كتفه وشم نصب التحرير. ويقول "وضعته كذكرى لأصدقائي الذين استشهدوا وخطفوا"، أما مشتاق طالب (23 عاما)، الذي ينحدر من مدينة البصرة الواقعة في أقصى جنوب العراق، فتغطي ذراعيه ستة أوشام.

أحدث وشم وضعه هذا الشاب، كان على كتفه الأيمن، يحمل صورة مركبة تجمع تاريخ انطلاق الانتفاضة وخارطة للعراق ونصب التحرير، تنساب كلها إلى يدين متحدتين كالقبضة.

ويقول طالب لوكالة "فرانس برس" إن "هذا الوشم يمثل ثورة 25 أكتوبر، التي ألغت لنا أمرا مهما لم نتجاوزه منذ 16 عاما، هو الطائفية"، في إشارة للصراعات التي ضربت العراق بعد غزوه بقيادة الولايات المتحدة العام 2003، وبين المتظاهرين الذين يشكل الشيعة غالبيتهم في ساحة التحرير، محتجون أتوا من مناطق ذات غالبية سنية وآخرون مسيحيون وهم يشكلون أقلية في العراق، كما وضعت خيمة كبيرة تحمل صورة للسيد المسيح.

ووصف طالب الاحتجاجات، بأنها "ثورة شبابية ويدا واحدة تجمعنا وتجاوزنا الطائفية في هذه الثورة، سني شيعي مسيحي، الكل موجود".

وأضاف "غدا وبعده والعام المقبل، عندما نكبر سيسألوننا عن هذا الوشم، وما الذي حدث، ولابد أن نوضح لهم ما حصل خلال هذه ثورة".

قد يهمك ايضا

استخدام قنابل غاز في العراق بحجم 40 ملم لقتل المحتجين الغاضبين من الطبقة السياسية

  إصابة مدير البحث الجنائي في مديرية تبن بمحافظة لحج جنوب اليمن، برصاص مسلحين مجهولين

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فتاة عراقية تكسر الحواجز انطلاقًا مِن خيمتها في ساحة التحرير وسط بغداد فتاة عراقية تكسر الحواجز انطلاقًا مِن خيمتها في ساحة التحرير وسط بغداد



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 22:02 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 13:56 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

بريشة: هاني مظهر

GMT 07:16 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

الأقمشة المخملية تعود من جديد بتصميمات كلاسيكية جذابة

GMT 05:13 2013 الأحد ,30 حزيران / يونيو

السمر يمتلكون جاذبية وإثارة غير طبيعية

GMT 11:41 2018 السبت ,22 أيلول / سبتمبر

جمالي تهنئ المملكة السعودية بعيدها الوطني ال88

GMT 19:04 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

تغيير نظام صعود برج إيفل يزعج السياح

GMT 09:36 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

أول صورة من حفل زفاف الخليل كوميدي

GMT 00:33 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

أمير الشمالية يشارك ‫أيتام عرعر طعام إفطار رمضان
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq